جيل وبواسييه: مسار زخرفي شاعري...

أثاث, أسياخ شوي خشبية, كلاسيكية , تصميم أزياء, مهندسة ديكور, زخرفة داخلية, طبيب الجلد, مشاهد طبيعيّة, خشب مزخرف, الهندسة الداخلية, زخرفة , المناظر الطبيعية, حرفيون, الإضاءة, جلد لمّاع, مكتبتي, طاولة خشب, مشاريع عقارية

03 مايو 2011

حكاية دوروتي بواسييه وباتريك جيل لم تبدأ عام 2004 عند تأسيس مكتبهما للديكور بإسم جيل و بواسييه. بل قبل سنوات، مع بداية عملهما في مكتب كريستيان لياغر ثم توطدت علاقتهما مع إنتقالهما للعمل الى جانب فيليب ستارك.

من
لياغر إكتسبا الصرامة الجمالية، ومن ستارك إنفتاحه الفكري ومقاربته العاطفية للمساحات.
بوداخان
في نيويورك مع لياغر، دار «باكارا» في موسكو مع ستارك. مشروعان شكّلا مرحلة حاسمة في تطورهما الإبداعي. وقد أثمر هذان المشروعان شهرتهما العالمية في المشاريع الكبيرة، في مجال الفنادق والمطاعم.

وهكذا
تحول لقاء جيل وبواسييه الى لقاء مقاربتين جماليتين ثريتين، تتناقضان في بعض الأحيان، إنما تتّفقان في التصور، تصور الفضاءات المتعددة، وتصور المشاهد الزخرفية التي تلعب الدور الأساس في عملهما المشترك.

علاقة دوروثي بواسسيه مع باتريك جيل لم تتوقف عند شراكتهما في العمل، بل تطوّرت لتتحول الى شراكة في الحياة.. ومثلما أثمرت شراكة العمل مشاريع حقّقت النجاح والشهرة، فقد أثمرت شراكة الجياة أطفالاً حملوا السعادة والبهجة لهما. وعندما نسأل دوروثي عن أهم المشاريع التي أنجزتها مع باتريك لا تتردّد في الإجابة: «أطفالنا هم أجمل ما حققناه من إنجازات».

ولكن ماذا عن عملهما ومشاريعهما في الديكور؟ منذ تأسيس مكتبهما، توزع نشاطه على امتداد القارات.
فمن باريس الى لندن الى نيويورك الى هونغ كونغ وغيرها من المدن الكبرى التي يترك عملهما فيها بصمات بارزة في المشهد الزخرفي... باتريك ودوروثي يجهدان نفسيهما في خلق أماكن لها روح.
وذلك من خلال اللعب المستمرّ مع الأزمنة وعبر رصد دقيق للمساحة ينسجان حكايات، ثم يحولانها الى مشاهد تتوافق مع داخل المكان وفضائه.
مشاهد صارمة مرة ومتفلتة مرة أخرى. كلاسيكية أو حديثة، باروكية أو منمنمة.

فاسلوبهما يكشف في الآن نفسه عن مظهر مسرحي وروائي، فهما لا يتقيدان بأي نمط أو تيار، ويتفقان دائماً على منح الأمكنة بعداً شاعرياً.
وتقول دوروثي عن مسألة الاسلوب: «ليس لنا نهج محدّد مثل مصممي الديزاين، فنحن نتصور المشروع ككل، ودورنا هو تحقيق نوع من التواصل والانسجام بين ما نبتكره من مشاهد في سيناريو متكامل، يساهم في خلقه الضوء والعناصر الزخرفية التي تشد الحواس لمن يعيش داخله.

وبالنسبة إلى الأشياء التي نبتكرها فاننا نقوم بمقاربة حرفية فنية تجعل من قطعة الأثاث نسخة متفردة، فنحن نتعامل مع حرفيين ماهرين يحملون إلينا ثراء خبراتهم في ما يخصّ كل المواد المستخدمة».
وعن الصفات التي يمكن التحدّث عنها لتحديد عملهما، تقول: «إنها العاطفة والمعايير العالية المستوى في التنفيذ، والاخلاص لروحية الاسلوب والرؤية».
وتضيف: «حين يتعلق الأمر بمساحة ما، منزل، فندق، أو مطعم، فإن التصميم يحدد الهدف النهائي وإبتكار الأجواء المناسبة له. ولا نترك للهندسة الزخرفية أن تهيمن وحدها على المكان».

ومن هنا يمكن أن نلاحظ أن معظم مشاريع جيل وبواسييه مطعّمة بأعمال لفنانين تشكيليين أو مصممين للديزاين والمناظر الطبيعية، ففضاءات مشاريعهما تستضيف الكثير من المهارات والمواهب لتضيف الى الداخل والخارج لمسات ومساهمات تعزز المكان وتثريه وترفده بكل ما هو فريد ومميز.

بالإضافة الى ذلك شحنه برموز ثقافية متعدّدة ترتبط بفنون الشعوب. وبعد هذا، لا بد من الإشارة الى دور المواد الطبيعية النبيلة التي تُرصد لها مهارات حرفية وفنية مميزة.
كل هذه عناصر بالغة الأهمية في مشاريع هذين الزوجين. وهي التي تجعل من عملهما يخط مساراً مميزاً، يصعب بالطبع تصنيفه ضمن تيار أو أسلوب أو نمط.
ويبقى أن السر الكبير في عملهما، يكمن في الثقة والتواطؤ مع زبائنهما المخلصين.

ثمّة أسئلة كثيرة يمكن طرحها حول طبيعة عمل دوروثي وباتريك، وحياتهما كزوجين.. وتجيب دوروثي عن ذلك قائلة: «نحن نتواجه دائماً للدفاع عن رؤية عملائنا وذلك لاقتناع كل واحد منا بأن لديه الجواب الصحيح.
لكن المواجهة تبقى المرحلة الأولى، يليها نقاش جدي، ينفي قضية «الأنا». ومثل هذا النقاش بفسح في المجال لاختيار الفكرة الفريدة والمناسبة».
أما بخصوص العناصر التي يتمّ أخذها في الإعتبار عند تصميم المشروع، فتقول: «إننا نقارب مشاريعنا الزخرفية باحترام تام لخصوصيات المكان تاريخية كانت أو بيئية، إضافة الى تثمين رموزه الثقافية والتي نحمل اليها رؤيتنا الفرنسية».

وعن رغبات العملاء، تضيف: «نستمع بعناية وإهتمام فائقين إلى حاجات عملائنا ومتطلباتهم وآراءهم، ونحاول تلبيتها بأي ثمن.
وأكثر ما يسعدنا هو أن نسمع عميلنا يقول عند نهاية المشروع: كنت أحلم بذلك.