مذكر - مؤنث بصيغة فريدة!

الأناقة, تصميم ديكور, الرفاهية المنزلية, طاولات المائدة, ديكور عصري, زخرفة , بساطة, أثاث عصري, الديكور الداخلي, منزل لبناني, الأقمشة المطبّعة, المساحات الداخلية, إشكال

21 يونيو 2011

ديكور ذكوري أم ديكور أنثوي؟
هذا السؤال الذي يبدو للوهلة الأولى في منتهى الطرافة، لم يعد مجرد سؤال للتندر، بل اكتسب جديته، وربما أهميته أيضاً، من خلال إطلاق مجموعات أثاث «إسكواير هوم».
هذه
القطع المتفردة، أُطلقت بداية في سنغافورة  ثم في «هاي بوينت» بأميركا، ثم في شنغهاي، وفي بداية هذا العام في باريس  لتلقى إعجاب الجمهور العريض.

على أن هذا النجاح الكبير الذي حظيت به «إسكواير هوم» لن يبقى مستغرباً حين نعلم أن هذه الفكرة هي وليدة تعاون اثنتين من أكبر المجموعات المؤثرة عالمياً.

مجموعة « هيرست» البريطانية وشركة «هالو» لتطوير المفروشات المنزلية. ومن هذا التعاون ولدت مجموعة «إسكواير هوم» التي تقدمها «إسكواير»، المجلة الأولى عالمياً المتخصصة بعالم الرجل.
والواقع الذي لا بد من ملاحظته، أن تحويل فضاءات المنزل الداخلية وإعطاءها منحى زخرفياً جديداً يحمل طابعاً ذكورياً أو طابعاً أنثوياً، ليسا عملية معقدة. ومجموعة «إسكواير هوم» تقدّم دليلاً على هذا الأمر.
إن المفروشات المنفذة بأفضل المواد وأنبلها، تحقق بالفعل تطلعات الرجل العصري، وتلبي حاجته إلى الرفاهية والأناقة، وتتناغم بإنسجام كامل مع أسلوب حياته.
والترحيب الكبير بهذه المجموعة النوعية من الأثاث، كان امرا حاسماً في تشجيع منتجيها على تطويرها وتوسيع رقعة تسويقها في العديد من البلدان. ذلك أن التصور الذي تطرحه مجموعة الأثاث هذه، والتي تضم 50 قطعة، يتلاءم مع متطلبات الرجل الذي يبحث عن فضاء خاص به، يشبه مزاجه وأسلوب حياته، ويلبي أيضاً تطلعاته الخاصة الى الرفاهية والأناقة. قطع أثاث، وأكسسوارات على جانب كبير من الحرفية والتنفيذ الراقي. 

ولعل أكثر ما يميز هذا المجموعة، هو إسلوب ابتكارها الذي يتيح لها الاندماج مع مساحات عديدة متنوعة في المنزل، مثل الصالون والمكتب، والغرف وغيرها من المساحات الحيوية في الداخل.
فنجد -على سبيل المثال - أن « كونسول» Spider's web media console، الذي يشبه بتصميمه شبكة العنكبوت، يأتي على رأس تلك اللائحة من القطع المفضلة، اضافة الى الطاولات الملبسة بالجلد الأسود المدعوم بشريط من النحاس والمشغول بأسلوب عصري وتأثير حديث مع إبقاء طابع الرصانة.

كذلك كنبة Commodore بتصميمها البالغ الكمال، تتسع لجلستين ويمكن دمجها مع أي ركن  يحلو لنا.
وقد غُطيت هذه الكنبة بقماش من الصوف الرمادي، مع ساعدين مدعومين بالجلد الأسود الفحمي  بنهايات مزخرفة بمسامير، تستحضر الأجواء الرجالية المتكلفة الحديثة والتي يطمع الكثير من الرجال بامتلاكها.
ويتوافر هذا المقعد بنسخة أخرى من الجلد الأصلي لأخضر.
بعض من أجواء هذا الاتجاه الجديد من الأثاث والديكور، يستلهم الماضي. تذكر به المخلفات القديمة الحديثة لموجودات مثل الصناديق الجلدية للأمتعة والتي كان بعضها يعيش خلف ستائر النسيان او في زوايا الأقبية القديمة، قبل أن يعيد الديكور إخراجه منها ليمارس وجوده خارج اكوام الأشياء القديمة المهملة.

فهذه المخلفات، وخاصة الصناديق، تشكل حلولا بارعة للذين يفتقدون مساحات التخزين في المنزل، وذلك بما توفره من أماكن للتخزين في مختلف فضاءات المنزل، كل ذلك من دون أن يفقدها شيئا من مظاهرها الجميلة ودورها في صياغة الديكور، خصوصا أنه قد أعيد ترميمها بروحية مستعادة من أجواء بدايات القرن الماضي، فبدت في قمة مظهرها الأصيل، من خلال زواج الجلد المزخرف ومعدن الليتون.
كل هذه التأثيرات الجميلة التي حملتها المجموعة الجديدة من الأثاث والتي ترتبط بأجواء بدايات القرن العشرين، تتناغم بشكل بديع مع طابع الديكور الحديث المعاصر، وهذا ما يمنح هذا النسق من المفروشات وأجواءه الزخرفية طابعا جميلا  يتجاوز الموضة والتيارات ليفرض نفسه  كقيمة فنية لا زمنية.

ويعتمد طرح هذه المجموعة على العديد من مؤشرات التغيير في المزاج العام لموضة الأثاث. في توجه واضح إلى تحرير الفضاءات المنزلية  من مظاهرها  المعتادة، وتخصيص أنماط جديدة تصل في بعض الأحيان الى حد الهوية.

شلالات من الأفكار الدافئة صيغت لاعطائها فرصة الحضور والاستمرار به لحظة بعد لحظة.

كل هذه الأشياء المشحونة بالذكريات والتي يعود بعضها لسنوات بعيدة كان لها -آنذاك- مهمات حصرية محددة، قررت «إسكواير هوم» انتشالها من أسرها والانطلاق بها الى وجهات أخرى.
فتحولت الى عناصر جوهرية فاعلة في المشهد الزخرفي المعاصر، وأثْرت تياراته وأساليبه، وأصبحت واجهة لتجسيد الميول.
ورغم منحاها الذكوري الواضح، تكتنز تصاميمها المتعددة الصياغات الكثير من الدفء والشاعرية، مما يؤهلها  لخلق لغة تعبير زخرفية جديدة تختلف تماما عما تعودناه من أشكال وأساليب. فهي في استعراضها الزخرفي الدائم والأنيق، تتنحى عن التفاصيل المنمقة و الدخيلة. التفاصيل التي لا تساهم في تشكيل اضافة الى جو المكان الذي تغيب عنه تماماً اللمسات الأنثوية.
وهنا بالتحديد يمكننا مراقبة المشهد، حين يتجه بنا الى المقلب الآخر، بصيغته الأنثوية والتي تلعب أوراقها الزاهية على مسافة من تلك الخطوط الصارمة والألوان التي تعبر عن عالم الرجل بذكوريته واهوائه واهتماماته التي تخرج عن النمط الشاعري. حيث كان للمهندسة البريطانية كيلي هوبان كلمة تقولها، من خلال ما ابدعته لدار «هالو» نفسها من خطوط تحمل نمطاً مخالفاً بروحية وألوان أنثوية، مشهودة في صفائها  ورموزها ورقة ألوانها.

حتى صناديق أمتعة السفر التي أفردت لها مجموعة «إسكواير هوم» مساحة واسعة من خطوطها، منحتها مخيلة كيلي هوبان بعدا جديدا بلباس من الجلد الناعم الألوان والمشغول باساليب منوعة جعلتها حاضرة بكل بساطة ورونق وخفة.
كما خدمت الكثير من أنواع الأقمشة والمواد والأكسسوارات المظاهر الجديدة للديكور بملامحها الأنثوية الناعمة ووظائفها المتعددةن من دون ان تُفقده شيئا من سهولة التفنن في استخداماته ليعطي الأماكن كلها ابعادها الجديدة. وهو الى جانب كل ذلك يتناغم مع كل الأقمشة والألوان بمظاهرها الأحادية اللون أو المزخرفة بلمسة انثوية ناعمة.