منزل للضيوف من شوكولا...

إسترخاء, ورق الجدران, أسياخ شوي خشبية, شوكولا أبيض, ماجد المهندس, الإنارة , مقاعد, السرير, الحديد, منزل لبناني, الحداثة الهادئة, لون البيج, الصالونات, طاولة خشب, فولاذ, فحص الحزازة / فحص الزجاجة, صفائح السيراميك

09 أغسطس 2011

عادة، يكون المنزل من حجر وطين وحديد، ولكن مع المهندس بول الأنجم كلّ شيء قابل للتحوّل، كأن نرى مثلاً بيتاً من شوكولا... هذا ما يتراءى للوهلة الأولى للناظر إلى الشاليه الريفي الذي إبتكره خيال المهندس الأنجم في أقصى الجنوب اللبناني.
التصميم الخارجي المبنيّ من الفولاذ الملبّس بالخشب مع إفريز حجري يوحي أننا أمام قالب من الشوكولا باللون البني الداكن.
وكما يريح الشوكولا الأعصاب ويبعث على الإسترخاء، هكذا يولّد تصميم الشاليه شعوراً بالإرتياح والدفء من الخارج ومن الداخل.
وما يزيد المكان روعةً هو الطبيعة الغناء المحيطة بالمنزل الذي غُرست حوله أشجارٌ كالسور وسط واحة مترامية حدودها السماء.

أراد المهندس من هذا المنزل أن يستحدث مساحة خاصة بالضيوف عنوانها الحميمية والراحة والرومنسية. وقد صمّم ليكون مساحة مستقلة وتابعة في آنّ واحد للقصر المجاور له والعائد إلى المالك نفسه.
الخشب المستخدم في الخارج من الـ «تياك وود» المقاوم للعوامل الطبيعية القاسية صيفاً وشتاءً.
ومن الداخل إزدانت الجدارن والسقف بخشب السويد.
المساحة صغيرة لكنّها كافية لتضمّ كلّ مكوّنات المنزل الأساسية. الجزء الأوّل المخصص للإستقبال كناية عن مساحة مفتوحة تطلّ حتى على المطبخ. أماّ الجزء الثاني فمخصّص لغرفتي النوم.

هذا الجوّ الدافئ فرض إختيار ألوانٍ هادئة مثل البيج والبنيّ والقرميدي، والجلسة الوحيدة مصمّمة لتكون صالوناً وغرفة إستقبال في آن واحد.
تستقبلنا هنا كنبة كبيرة متصلة الاجزاء بشكل زاوية، قاعدتها من قماش الدان البيج "ألكانترا"، أما الأرائك فمطبوعة عليها ورود باللونين البيج والقرميدي. وفوق الجدران إكتست ذراع المقعد بالجلد البني الفاخر لإضفاء العملية والراحة.

ولمزيد من الدفء إحتلّت وسط الجدار مدفأة انغرست وسط الخشب وتزيّنت بالحجر الأبيض والقرميد الأحمر. ويعلو المدفأة وسط الجدار جهاز تلفزيون.
وإلى يمين المدفأة ويسارها نافذتان مستطيلتان «أباجورهما» من الخشب المقطع الأفقي، يذكّر بالمنازل القديمة الطراز، وقماش الستائر هو نفسه قماش المقعدين المنفصلين في هذا الصالون.
ولترسيخ الأجواء الريفية لبست أرض المنزل السيراميك باللونين البني والبيج، والذي كان يستخدم قديماً في تصميم المنازل. كما أنّ العوارض الخشبية المبنية في السقف ساهمت أيضاً في تكريس هذه الأجواء الريفية وأخفت في داخلها الإنارة غير المباشرة.

إستخدام الجلد في الصالون بطريقة خجولة، يساهم في تماسك أجزاء الشقة بحيث  إستعمل الجلد البني في تنجيد مقاعد غرفة الطعام والمقاعد الخاصة بالبار الذي إكتسى إطاره بدوره الجلد البني وتزيّن كما بقية المقاعد بأزرار من الجلد.

وفي غرفة الطعام شغلت أحد الجدران خزانة ضمّت في جزء منها الدروسوار وفي الجزء الثاني فترين واجهاتها من الزجاج المضروب بالرمل. وتدلّت فوق الطاولة ثريا من الحديد والزجاج وعلّقت على الجدار لوحة توسطّت أبليكين من تصميم الثريا، ولكن بحجم صغير.

ولكسر رتابة الخشب الذي إكتسى الجدران عمد المهندس إما إلى إضاءتها بأبليك وإما إلى تزيينها بلوحات زيتية، وفي بعض الأحيان أضيئت اللوحات بإنارة مباشرة فوقها كما حصل على جدار الصالون.
إحدى الغرف تميّزت بأنّها جمعت أجواء الربيع والشعور الدافئ، فكما بقية الأجزاء جدرانها وسقفها من الخشب لكن غطاء السرير والستار بألوان الربيع الفرحة من الورود الزهر على قماش بيج. وتزيّن الخشب فوق السرير الكبير  بلوحة زيتية مع إطار من الخشب المزخرف.

حمام هذه الغرفة إتسم بالحجر الذي يجسّد بدوره الأجواء الريفية، وقسم إلى جزءين يفصل بينهما باب من الزجاج، الجزء الأوّل مخصص للمغسلة والثاني للاستحمام.

الغرفة الثانية مصمّمة بطريقة تستوعب أكبر عدد ممكن من الزوار، وهي عبارة عن سريرن منفصلين فوقهما سريران آخران كلّها من الخشب كما الجدران والسقف. 

الجولة هنا تمهيدية تنبئ بإبتكارات لافتة سيتوّجها المهندس الأنجم في القصر الأساسي المجاور للشاليه.
إذاً يمكن تصوّر ما ينتظرنا من إبداعات هندسية داخل القصر الذي شارف تصميمه النهاية.