بروفيل مارسيل وندرز...

أقمشة مطبّعة, أثاث, أكسسوارات, الأناقة, ديكور عصري, زخرفة , عمارة معاصرة, الإضاءة, هولندا

16 أغسطس 2011

رهانه على التجديد لا يتجلى فقط في جسارته أو شاعريته المعاصرة، بل في تجاوز القواعد وقلب الموازين للوصول الى صيغ مبتكرة تحمل خصوصياتها التي تتحول في لحظة واحدة الى شكل من اشكال التحدي.

في أسلوبه المثير خطاب للعواطف التي تنصاع له في كل خط يرسمه وفي كل صيغة يقترحها. يخترق التيارات فتتبعه الموضة، وتتحول إبداعاته نفسها الى تيار يؤكد المقياس الأصيل للأناقة.

إنه مارسيل وندرز نجم الديزاين الهولندي البارز في سماء الزخرفة والتصميم والذي يتسابق ناشرو الأثاث على أعماله من قطع وأكسسوارات راقية.

ولد مارسيل وندرز (43 عاماً) في مدينة Botel الهولندية ونال دبلومه من معهد Arnhem School of Arts، وبدأ نشاطه المهني عام 1988 بتميز جعل منه ايقونة الابداع في الثمانينات.
وكان
ابتكاره لكرسي Knotted Chair بداية النجاح والشهرة، خصوصاً أن مجموعة Droog Design سوّقته على المستوى العالمي.

يعتبر مارسيل وندرز حالياً -وربما لوقت طويل- نجم الديزاين والزخرفة الداخلية على الساحتين الهولندية والعالمية.
يتمتع بموهبة الفرادة والانتشار الواسع، فنجد اعماله حاضرة في كل مجال، تتوزعها الكثير من مجموعات وكاتالوغات المؤسسات الإيطالية والأوروبية الراقية.

قطع أثاث، اكسسوارات زينة، عناصر اضاءة، أقمشة، وتحف من الكريستال، وغير ذلك من المبتكرات الفاخرة.

اضافة الى المشاريع الزخرفية المميزة التي يتولى تصميمها من منازل، فنادق، ومخازن تجارية فخمة، في كثير من البلدان والعواصم العالمية. كل هذا يضاف الى إدارته للشركة التي أسسها عام 2000 وتحمل اسم Moooi. 

نجاحه الكبير ونجاح شركته الشهيرة لفتا اليه الأنظار، مما شجع مؤسسة B&B Italia الأكثر شهرة في مجال صناعة الأثاث المنزلي وتسويقه، الى دعوته للمساهمة فيها كشريك بملكية 50% من رأسمالها.

وقد قبل وندرز هذه الدعوة مشترطاً إبقاء شركته الخاصة ومواصلة تغذيتها بتصاميمه البديعة والطريفة في آن واحد.
مبتكراته العديدة تعتبر رمزا للتجديد والابتكار الصادم في أغلب الأحيان، اضافة الى بعض التصاميم الخاصة والتي تدخل في اطار من التحف الزخرفية التي توقع حضورها في الكثير من المتاحف العالمية.

وكان وندرز أول من ابدع قطع اثاث بوحي من مشغولات الكروشيه، كاشفا بذلك جانبا من مزاجه المرح وروح الدعابة. وقد تحول هذا المقعد بمظهره البالغ الدقة والخفة الى مقعد صلب قوي وذلك بفضل تنفيذه من مادة الرزين.

يشبهه البعض بالفرنسي فيليب ستارك ولكن بنسخة هولندية، فهو مشاكس في طروحاته و صياغاته و تصاميمه التي يمكن اعتبارها كنوزا زخرفية مبهجة، تحمل في ملامحها نفحة جديدة غير مسبوقة من الغرابة والطرافة والجسارة. ملامح تعالَج بمهارة، وسعة خيال، وموهبة متفردة.

قطع وندرز اشواطا طويلة في فن الزخرفة والديزاين منذ كرسي «نوتد تشير» وغيره من المبتكرات الرائعة، راسماً لنفسه خطاً مميزاً بين بقية المصممين من جيله، مدعوماً برؤية مختلفة وفلسفة آسرة.
هذه الرؤية التي تطرح مفهوماً جديداً لقطع الأثاث والاكسسوارات التزيينية المختلفة للمنزل، تنبع من احساس خاص ونقي، يرتكز على رغبة عميقة في التطوير والتغيير على كل مستويات.

فالابتكار برأي وندرز لا يقتصر على تغيير الشكل الخارجي للمنتج بل يتعداه الى خلق حالة من التفكير حوله تنبع من الحرية المطلقة في التعبير دون حواجز وشروط مسبقة، ومن خلال إقتراح مقاربات مختلفة لايقاعات الموضة وتبدل الرغبات والأمزجة.
ومن أجل ذلك يبتكر وندرز نماذج مثالية من الأرائك والكنبات المطواعة والقابلة للتعديل، خصوصا ان  مجموعته من الأقمشة والمنسوجات الرائعة التي يضع رسومها ويختار ألوانها وأجواءها، تتيح العديد من الخيارات لتنفيذ ذلك من خلال كنبة واحدة يمكنها ان تلبس اكثر من حلة.

همه الأساسي في ذلك هو خلق المفاجأة واثارة الفضول، لاجتذاب الجمهور اضافة الى استراتيجية في الاتصال والتوزيع.
فالمبتكرات المعاصرة كما يراها «وندرز» ينبغي أن تكون قابلة للتنوع والتغير ومواكبة الموضة، لكنها في الوقت نفسه عصية على  مرور الزمن.
مبتكرات معاصرة ولازمنية في آن واحد. ومثل هذا الأمر يتطلب، دائماً، تقديم أفكار مرنة وحلول ناجعة.

وألوان وندرز تذكر بالفرح الذي يثير في النفوس همسة حنين، تولدها تلك الزخرفات التي يطرز بها تصاميمه أحياناً، مستحضراً أجواء ماضٍ جميل ومثير للذكريات الدافئة.

ولذا نراه يلجأ في كثير من الأحيان الى إستدعاء بعض الرموز من الأزهار والدانتيل، والتي تشير بطريقة ما الى الماضي.

وهو أمر غير مستبعد لمصمم بالغ الحساسية. وحول هذه المسألة يرى وندرز أنه لا يمكن الانطلاق دائماً من الصفر، ففي مجال الأقمشة، نحتاج دائماً الى نفحة من الماضي بعشاقه الرومانسيين لتعزيز الشعور بالأمان.

غير أنه من الضروري معرفة إستخدام هذه الرموز والإشارات بمعايير توازن دقيقة لكي لا يفقد التصميم سحره المعاصر.

ويبقى هم وندرز الأول هو خلق المفاجأة واثارة الفضول، والمحافظة على الحساسية الإنسانية في منتجات يتحكم فيها، أكثر فأكثر، الحس الصناعي.