جايد جاغر توقّع منزل البحيرة...

فندق / فنادق, أثاث, أكسسوارات, لندن, متحف ميتروبوليتان النيويوركي, قاعة /صالة / غرفة نوم, فخامة المساحات, لوحة / لوحات فنية, زخرفة , أثاث عصري, منزل لبناني, مقاعد من الخشب

19 سبتمبر 2011

الذين يعرفون أعمال جايد جاغر - في مجال إبتكار المجوهرات والأكسسوارات الراقية أو في مجال الزخرفة والديزاين-يؤكدون أنها تستحقّ شهرتها لمواهبها المؤكدة.
غير أن فضل والديها لا يمكن إنكاره في تأمين الأجواء الفنية ومناخات الإبداع المناسبة، خصوصاً حين نعرف أن والدها هو ميك جاغر المغني الشهير لفرقة الرولنغ ستونز، ووالدتها هي المصممة الشهيرة بيانكا.
في ظل هذا الثنائي، ولدت جايد عام 1971 في باريس وترعرعت، فتكوّنت شخصيتها، وتفتّحت مواهبها. وعاشت حتى التاسعة من عمرها في ظل والديها في لندن. وبعد انفصالهما، انتقلت جايد مع والدتها الى نيويورك لتتابع دراستها في إحدى مدارس مانهاتن، ولكنها لم تلبث ان عادت الى بريطانيا لتلتحق بجامعة كامبردج.

وفي لندن بدأت جايد جاغر حياتها العملية، فحققت نجاحا كبيراً عند إطلاقها خطاً من الأزياء والاكسسوارات استمدّت أجواءه من تيارات الروك الموسيقية.
بعد هذا النجاح وجهت جايد اهتمامها نحو عالم المنزل والديزاين، فحققت في هذا المجال إنجازات بارزة. فوقّعت العديد من المشاريع الزخرفية التي شملت فنادق ومنتجعات وملكيات خاصة.
ومن خلال هذه المشاريع، لفتت جايد جاغر الأنظار لأسلوبها المميز، مما دعا شركة Yoo  للدراسات  الهندسية والزخرفية للتعاقد معهاعلى تصميم سلسلة من المنازل  الفاخرة في منطقة كوتسوولدز في الريف الإنكليزي.

وفي واحد من هذه المنازل، المشيّد من الخشب والمزين بواجهات زجاجية تطلّ على مناظر البحيرة الساحرة، استطاعت جايد تقديم رؤية مميزة، جسدتها في قطع الأثاث والاكسسوارات المبتكرة، وتوزيعها على المساحات والأركان المختلفة، بمشاركة فعالة من الأقمشة الفاخرة الجذابة بألوانها الدافئة، والتي تتناغم بشكل أخاذ مع أجواء المنزل الرائعة.

وقد نجحت جايد في تكريس اهتمامها بالتجديد، متجنبة كل ما هو تقليدي شائع. وهكذا جاءت الأجواء التي قدمتها في هذا المكان لا شبيه لها.
ومن الميزات التي يتسم بها عمل جايد خياراتها الدقيقة والمناسبة والتي تلعب دوراً أساسياً في الديكور والأعمال الزخرفية، من دون أن تهمل الميول والاتجاهات المختلفة.
كما تعكس خياراتها من الألوان حساسيتها والأهمية التي توليها للألوان في تلطيف الأجواء أو تسخينها. ولذلك فهي انطلقت في تصميمها لهذا المنزل من لوحة ألوانها المفضلة. فاعتمدت اللون الأبيض المشرق لطلاء الجدران، وتلبيس الأرضيات مما أشاع جواً من النظافة والإشراق على المكان بالإضافة الى منحه الشعور بالاتساع.

وجاءت لمسات الألوان الصاخبة التي وفرتها قطع الأثاث والاكسسوارات لتعطي المشهد كماله ورونقه وأيضاً مظهره الصادم.

فهي لم تتردد في اختيار اللون الأزرق السماوي لجهاز الطهو في المطبخ، مما ولد حيوية صادمة مع لون الخزائن المحيطة البيضاء ومسطحات العمل وإعداد الطعام حيث عولجت باللون الأسود. 

هذه الجسارة في التعامل مع الألوان بايقاعاتها  الصادمة، لم تمنع جايد من الاهتمام بالإيقاعات اللونية الأخرى، على الأخص تلك التي لا يلغي الزمن جاذبيتها ولا تبطل الموضة سحرها.

اللمسة الثانية التي تميز أعمال جايد جاغر، هي نسمات «الغلامور» الهوليودي التي تتسلل الى مشاريعها، متخفية خلف مظاهر متعددة.
فمرة تتخفى خلف مظهر ينتمي الى التراث المغربي، ومرة أخرى تتخفى خلف الألوان الهندية، والتي استحضرتها جايد في بعض أركان هذا المنزل، فجاءت في بساطتها، أشبه بالهمسات اللطيفة، من خلال مزاوجة الألوان الباردة بأخرى مشبعة بإيقاعات البهارات الحارة، مما أضفى على المكان جواً من الدفء والحميمية.
ولا تقتصر عمليات المزاوجة على الألوان وحدها، بل تمتد لتشمل الأثاث، قديمه وحديثه، أو بين الاكسسوارات التي تروي حكايات وتواريخ متنوعة.

إن خلق التوازن بين فضاءات المكان وأجوائه الهندسية وبين مجموعات الأثاث والاكسسوارات المختارة، يبقى الهدف الرئيسي لعمل جايد جاغر، ليس فقط من أجل تجنب تحويل المنزل الى صالة عرض،  وإنما من أجل توليد روح حميمة تنصهر فيها النكهات المتنوعة، مما يمنح المكان رفاهية متفردة.

وهذا ما حاولت جايد جاغر تأكيده من خلال تصميمها لهذا المنزل الذي يتألف من طبقتين بمساحة 450 مترا مربعا، حيث سقف المدخل يرتفع الى المستويين  ويؤدي الى صالة للاستقبال بمساحة مفتوحة على ما حولها من مطبخ وصالة للجلوس وشرفة واسعة مطلة على البحيرة.
 فالرفاهية في رأي جايد لا تختصرها الأمتار الزائدة او الناقصة، بل روحية التصميم  الذي يسمو بالتصور الزخرفي الى ما يتجاوز المساحة، فالمهم هو تناغم المواد والصياغات بنهاياتها المنفذة باحترام حرفي بالغ الكمال، إضافة الى التجهيزات الملائمة.

ومن أجل ذلك اعتمدت في تنسيقها للمنزل على الاستعانة بقطع من الأثاث الحديث  وزعته فوق أرضيات نضرة، فاتحة اللون، سهلة العناية والتنظيف.

ولم تتردد في التضحية ببعض المساحات في الطبقة العلوية، لمنح ارتفاعات مزدوجة لبعض الأركان في الطبقة الأرضية، مما منحها إحساساً بالأبهة المسرحية. ومن ناحية ثانية لم تتردد في إعتماد الأبواب الانزلاقية لكسب مساحات أخرى، وتسمح للمساحات المختلفة بالتواصل.

ولإضفاء حيوية ودينامية مستدامة على داخل المنزل، لم تتوانَ عن تخصيص ركن لمشاهدة التلفزيون في المطبخ. بينما اختارت لصالة الطعام طاولة خشبية كبيرة مطلية باللون الأبيض، تحيط بها مجموعة من الكراسي المتناسقة.
بينما إختارت للصالون كنبات وثيرة بأقمشة مدمسقة دافئة الألوان.
وفي بعض الحمامات ذهبت نحو الألوان الباردة مع معدن الكروم، بينما خصصت لحمام آخر معالجة زخرفية باللونين الزهري  للمرآة والأسود  للأرضية  المصنوعة من الكاوتشوك  المزخرف.

في الدور العلوي غرفة نوم رئيسية عملاقة تحمل نفحة من الطابع الزخرفي الأميركي، وقد زينت بعض جدرانها برسوم قيّمة. وتنفتح غرفة النوم على حمام خاص بها، عملت جايد على ايجايد التناغم بين عناصره والوانه واجواء غرفة النوم  الناعمة.

الاضاءة في المنزل صيغت بأسلوبين، مباشر ينبعث من خلال ثريات مدهشة  تتدلى من السقف أو أباجورات ملبّسة بقماش فاخر يستعير بعضها أجواءه من الستينات ، بينما  صيغ البعض الآخر بشكل خفي  يتسلل من وراء مرآة كبيرة أو رف أو عناصر أخرى مدمجة.
أما التدفئة، فقد تم تنفيذها بحيلة ذكية من تحت الأرضيات المصنوعة من الرزين الأبيض.

وتتوزع في المنزل العديد من الأعمال الفنية والتحف والكتب التي تجد لها مكاناً رائعاً فوق رفوف مكتبات مبتكرة، تجعل من المكان ملاذا هادئاً للاستمتاع بالجمال الطبيعي والهدوء والراحة.