الشرفات: مساحات محجوزة...

الأناقة, ديكور عصري, الرفاهية المنزلية, الفن المعاصر, عمارة معاصرة, إبتكار, الإضاءة, أساليب زخرفية, أنماط زخرفية, الإنسجام

15 نوفمبر 2011

بعضها بسيط أنيق المظهر بتفاصيل جميلة حالمة، وبعضها الآخر متكلّف بطابعه البورجوازي الساحر بثراء خطوطه ومواده، وبعضها الثالث يكشف عن هويته المتوسطية من خلال ألوانه الزاهية وخياراته الفرحة...
إنها الشرفات، حرّة كانت أو مدمجة، مكشوفة أو مغطاة، صغيرة أو كبيرة، بسيطة أو باذخة... فهي بكل مقاماتها تشكل إضافة مميزة للمنزل وتستحضر لأجوائه التنوّع الخلّاق. وتضفي المزيد من الرفاهية والراحة على تقديماته الأساسية.

الحديث عن الشرفات يتجدد هذه الأيام، تبعاً لتركيز اهتمام المصممين والمبدعين على هذه المساحة التي تحوّلت بفضل إبداعاتهم الى فضاء ضروري لكل منزل.
فالسيناريوهات الموضوعة من أجل إضفاء المزيد من الحيوية والديناميكية على هذه المساحة، وبالتالي تعزيز وظيفتها ودورها وإبراز قيمتها الجمالية، ودفعها إلى حيّز المشهد الزخرفي للمنزل، تؤكد جميعها الأهمية التي اكتسبتها الشرفات في هذه المرحلة، والبعد الذي شغلته في مسار التطور المعماري والزخرفي المعاصر.
والتطور الذي شهدته الشرفات، لم يقتصر على الشكل. ذلك أن التقنيات الحديثة والمواد المتنوعة أتاحت للمهندسن والمصممين على حد سواء آفاقاً لا حدود لها للذهاب بعيداً في تحقيق أمانيهم المهنية وأحلام زبائنهم الأكثر تطلباً.
فتعددت الأساليب و الأنماط وتنوعت الأشكال والألوان. وأضحت صورة الشرفات جزءاً جوهرياً من صورة المنزل المعاصر، وصنواً للرفاهية والراحة.

فهي اليوم - منفصلة عن جسم المنزل أو مدمجة به - تحظى باهتمام كبير من أجل تظهير فضاءاتها، وتحقيق الانسجام والتجانس بينها وبين بقية مساحات المنزل، ورفدها بلمسات زخرفية تحوّلها الى واحة أمان واسترخاء، ومكان أنيق للجلسات الحميمة واللقاءات التي لا تنسى.

وتتيح المروحة الواسعة للأثاث الخاص بالشرفات خيارات ذكية، تجعل منها مكاناً ملائماً، ليس لكل الأذواق والأمزجة فحسب ـ وإنما أيضاً لكل المناسبات والأحداث السعيدة.

فالطواعية التي يتحلّى بها أثاث الشرفات يجعل من السهولة بمكان تحويلها الى ركن للطعام أو صالون حميم وربما أيضاً غرفة للأصدقاء أو حديقة داخلية.

فاختيار الأثاث للشرفات عملية بالغة الأهمية، خاصة إذا ما أردنا لها أن تلعب أدواراً متعددة في وقت واحد، وأن نستفيد من وجودها لأداء أكثر من وظيفة، ومنحها فرصة لتجاوز المواسم والفصول، بعد أن ظلت حبيسة شروطهما لعقود طويلة.
وإذا كان صحيحاً أن تحرير الشرفات من «عزلتها» التاريخية أملته ظروف الحياة اليومية المعاصرة ومتطلّباتها الملحة، فإن البقاء أسرى للنظرة التقليدية الى الشرفات على أنها مساحات ملحقة بالمنزل لدور محدد في الأبعاد ومحدود في الزمن، هو ابتسار قسري لأدوار كثيرة تتعدى الأمتار التي تشغلها والساعات التي نشغلها.

فهي مكان لليل وللنهار. وهي مكان متحرر من قيود الوظيفة الأحادية، ومفتوح لكل النزعات من خلال استلهام زخرفته لأنماط بالغة التعدد والتنوع.
وهكذا أصبحت الشرفات اليوم منافساً جدياً لبقية مساحات المنزل الداخلية، حيث تتجلى الأناقة ويخيّم الانسجام ويلعب تناغم المواد والألوان والأشكال ورقة السحر والجاذبية.
وإذا كان اختيار الأثاث والاكسسوارات المناسبة للشرفات يلعب دوراً رئيسياً في اناقتها و جمالها، فإن النباتات الخضراء تضفي على مشهدها الزخرفي حيوية آسرة، وتلطّف بحضورها المبهج أركان المكان، وتضيف الى ألوانه رونقاً طبيعياً أخاذاً.

والمتخصصون في هذا المجال، يملكون الكثير من الأساليب والحلول وربما «الحيل» أيضاً ـ من أجل خدمة الشرفات وإحترام خصائصها، ومنح الشعور بإتساع الصغيرة، و إبراز معالم الكبيرة منها. ومنحها الفرص الملائمة للتعامل مع كل الفصول.
بالطبع لن يكون من السهل الاستفادة من الشرفات في المساء والاستمتاع بتناول وجبة عشاء شهية مع الأصدقاء، اذا ما غابت عنها المعالجات الذكية للإضاءة، خصوصا اذا ما استدعى الأمر تسليطها فوق المائدة، والحل المثالي هو أن يكون مصدرها الرئيسي من السقف مثلا متجانساً مع الحاجة للرؤية، وحتى لا يجد أحد الضيوف نفسه منبهر النظر من تسلّط الضوء فيما غيره غارق في الظل.
ويمكن حلّ ذلك بالاستعانة باباجورات إضاءة إضافية أو عنصر اضاءة خاص بالمائدة، كما يمكن التحكم في اساليب إضاءة الشرفات، تبعا لما نبحث عنه من أجواء رومانسية حالمة او احتفالية.
أما بالنسبة الى المفروشات، فان مبتكري مفروشات الشرفات والحدائق خصوصاً عرفوا كيف يستفيدون من التقنيات الحديثة ويطوّعونها لصالح تلك الفضاءات الجميلة الخاصة بالشرفات الملحقة بالمنزل او الممتدة الى الحدائق، وذلك بابتكار قطع من الأثاث سهلة الصيانة، شديدة المقاومة لتغيّرات الطقس ولعوامل المناخ الخارجية.
كل ذلك بتنويعات مبتكرة وأساليب جديدة، لا تقلّ سحراً وجاذبية عن أثاث الداخل، فكلاهما يتمتع برونق وجودة عالية.
إضافة الى كل ذلك، سنجد الكنبات المريحة الوثيرة، بألوان صريحة زاهية مرة، ومرة أخرى بألوان ناعمة هادئة، كلاسيكية الطابع حيناً أو حديثة ولازمنية حيناً آخر.