لورانس وباتريك شافان...

أثاث, أزهار / زهور, مهندسة ديكور, ورق الجدران, لوحة / لوحات فنية, ديكور عصري, منزل لبناني, الأثاث الحديث

21 فبراير 2012

بينما يعتقد أغلب الناس أن فترات الأعياد ومواسمها، هي الفرصة المناسبة لإضافة لمسات الفرح والبهجة على شققنا ومنازلنا، نجد لورانس وباتريك شافان يقفان على طرف نقيض، بل ويذهبان الى أبعد من ذلك، حين يصران على تحويل أيام السنة كلها الى موسم أعياد وفرح. كيف يتأتى لهما ذلك؟

انها مسألة بحث مستمر، وإنصات للأذواق المتقلّبة، المرحة منها والشاعرية، في عالم دائم التلوّن.
ولأن لورانس لا تريد لفنها أن يكون جدياً، إنخرطت في مغامرة فريدة، تمثلت في تأسيس مكتبها الخاص عام 2007، وفيه تقترح على الجمهور مبتكراتها من الأشياء الفنية: لوحات جدارية، عناصر إضاءة، وأشياء من عالمها بإستلهامات باروكية، ملوّنة ومثيرة.
على أن المسألة، بالتأكيد، بدأت قبل ذلك بسنوات طويلة، وبالتحديد منذ عام 1992، ففي تلك السنة غادرت لورانس مدرسة كومندو متأبطة دبلومها في الهندسة الداخلية، متجهة الى العمل مع مشاهير مهندسي الديكور العالميين.
وبعد سنوات عديدة من التجارب المعمقة، والتي حفلت بكل أنواع الممارسات الفنية، تمكنت من المزاوجة الناجحة بين الأحجام والفضاءات، لتستنبط اسلوبها الخاص والمليء بالفانتازيا والرحابة.
وفي رحاب كونسبتيوول - وهو الأسم الذي أعطته لمكتبها - تتوحد إهتماماتها المعلوماتية والتقنيات المعاصرة وذائقتها في البحوث اللونية بالإضافة الى إستلهاماتها الطباعية، من أجل تلبية رغبة لم تبتعد عنها أبداً: خلق الأجواء الزخرفية.
والى جانبها في هذه المغامرة يقف باتريك ليقدم خبرته التقنية و معرفته العميقة بسوق الجدران، وحرفيته التجارية، لتكتمل به صورة هذا المكتب الزخرفي المميز والخاص جداً.

يعتمد عمل لوارنس وباتريك شافان على جمع كل المعارف والخبرات والمهارات التي يتحليان بها، والتي سمحت لهما بالتوصل الى صيغة طباعة رقمية، يتم عبرها تحرير الأشكال والألوان، وتجاوز عملية تكرار «الموتيفات» التي تشكل القاعدة التقليدية لطباعة ورق الجدران.
لقد سمح لهما التكامل في العمل، بابتكار تصورات جديدة، يستطيعان من خلالها اقتراح أجواء حقيقية من الإبداع لكل ديكور.
وهكذا، استطاع عملهما أن يحقق ما يمكن إعتباره صيغة جديدة تحول مجمل أيام السنة الى أعياد من خلال نشر الفرح والأجواء المبهجة داخل شققنا ومنازلنا، تتوزعها المساحات الداخلية، كل مساحة تبعاً لوظيفتها، ولا تقف عند عتبة واحدة، بل تقدم لكل غرفة أو صالة ما يشيع فيها أجواء العيد ومسراته.
وما يبدو للوهلة الأولى وكأنه ورق جدران تقليدي، لا يلبث أن تتكشف عنه سلسلة من العمليات التي تتلاحق من خلال المساحات لتشكل في مجملها مشهداً رائعاً في تكامله وصلابة عناصره وحسن اختيارها.

ومن هنا يصعب الحديث عن الألوان وحدها في هذا العالم الخاص، أو عن الأشكال منفصلة عن المواد وطريقة الاستخدام.

وقد تتنحى الأسئلة العادية، عندما نعرف أن عرض هذا الورق - المصنوع من السليلوز - يصل الى متر ونصف المتر، وبإمكاننا طلب الأطوال التي نرغب فيها مهما بلغت.

ورغم المروحة الواسعة التي يقترحانها على زبائنهما، فإنه من المؤكد أن كل واحد من هؤلاء سيكون بإمكانه الحديث عن تفرد. وبالطبع سيكون بإمكان كل واحد أن يختار الأجواء التي يحلم بأن تسود منزله طوال العام، وليس في فترة الأعياد فقط.

والخيارات التي يوفرها آل شافان لا تقف فقط عند الموتيفات أو الألوان أو الأشكال، بل أن المسألة الأساسية في عملهما، تتحدد في الاجابة على انتظارات الزبائن، كل حسب مزاجه ورغباته، هواياته وميوله، وعمله ووضعه الاجتماعي.
فهذا الورق البالغ اللطافة والجمال في تنويعاته اللونية ونقوشه الدقيقة والتي تأخذ في الاعتبار الضوء فنجده ساكنا فيها يتسلل عبر تفاصيل دقيقة من اوراق النباتات والأزهار او اعماق مياه البحر ليبرز وبشكل ناعم وجميل الوان النباتات والحيوانات التي تعيش في تلك البيئة والتي تصورها التصاميم بخطوط دقيقة واجواء مفرحة وشاعرية.

دون ان ننسى عالم الأطفال الذي تكرس له المجموعة بعض خطوطها مما يرفد الديكور في أي فضاء كان من المنزل بنفحة توحي بالفرح والسعادة.

فكما يقول المبتكران لهذه المجموعة: يجب المحاولة وخوض التجربة في هذا الاسلوب الطريف من الديكور، الذي يصغر الأخطاء او يجعل الوقوع بها غير كارثي او لا يمكن تعويضه.

كما ينسحب هذا الأمر على كل فرد في المنزل، كبيراً كان أو صغيراً، ذكراً أو أنثى. فخلق بيئة ملائمة لكل فرد مسألة على قدر كبير من الأهمية في المجال الزخرفي.
فهي ليست مجرد خيارات عابرة، بل تأكيد للشخصية، وانسجامها مع محيطها وتناغمها مع كل عناصره. وكذلك تحسين شروط المكان الزخرفية، حميميته أو إتساعه، وقابليته للتغيير والتعديل عند الرغبة.

ولا بد أن نلاحظ مجموعة الاكسسوارات الموضوعة في خدمة الديكور لتكتمل بها فصول المشهد الزخرفي، فهي بالإضافة الى سحرها الخاص، وانسجامها الكامل مع محيطها، تحمل نكهة تغيير جديدة، وتتسلل اليها الألوان المبهجة مما يؤهلها للانخراط في مجمل المشهد، بل وإضافة لمسة من البساطة أو الجسارة، تجعل من حضورها مسألة على قدر كبير من الأهمية الجمالية والوظيفية.