منزل عنوانه الفرادة...

أثاث, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, طاولات المائدة, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, أثاث عصري, مقاعد جلدية, منزل لبناني, الخزائن, مقاعد قديمة, قاعة /صالة / غرفة الحمام, إبداع

11 أبريل 2012

الإبداع لمسة، والإتقان تفصيل صغير، والتمايز ومضة. إنها قاعدة الفرادة، ومنها يولد الجمال الذي يصعب وصفه. هذا المنزل واحد من التحف التي تتغلّب فيها الريشة على القلم، والتأمل على الوصف، والانجذاب على الكلام.
ولعلّ أكثر ما يكسبه هوية استثنائية، هو بصمة المالكة التي اعتنت بأدقّ التفاصيل وسكبت في منزلها عصارة ذوقها وتفنّنها.

مالكة المنزل التي استعانت للخطوط العريضة بمهندس، اعتنت بالتفاصيل الصغيرة. تفاصيل كلّها مبتكرة من إبداع المالكة التي تهوى الأعمال الحرفية الفنية، وهي في طور تأسيس عمل لها في هذا الصدد، لكونها لاقت استحساناً كبيراً، شجّعها أكثر على خوض غمار هذه المهنة.

الشقة الفسيحة التي تعتبر من الطراز المتمايز والمختار بدقة، توحي الراحة والهدوء التام. فقد اعتمد الجصّ والأرض الرخام بخطوط بسيطة جداً، على نحو يظهر الأثاث الفاخر والنادر، كأنّه في واحة مترامية لا تحدّها حواجز.
في هذا المنزل، يصعب تحديد هوية كلّ قطعة أثاث، إذ إنّ كلّ واحدة مزيج من حضارات وعصور مختلفة.

مثلاً، غرفة الطعام البيضاء قاعدة طاولتها والمقاعد التي ارتفعت حولها قديمة الطراز، أما وجه الطاولة فهو باب فرنسي يرقى إلى القرن الثامن عشر.
وبالوصول إلى طلائها، فهو عصري من الأبيض اللمّاع. وتدلّت فوق الطاولة ثريا من مجموعة Hudson في نيويورك، مصنوعة من سلاسل رفيعة مزيج من الفضي والذهبي.
وعلّقت على جدار غرفة الطعام لوحة كبيرة طغى عليها اللون الأسود، لفنان كوبي، ووضع إلى جانبها مقعد أبيض من مقاعد غرفة الطعام. وقبعت في زاوية غرفة الطعام مزهريتان من العمل الحرفي الصيني.
ولتكتمل في هذا الركن اللوحة الفنية، صمّم الباب الفاصل بين غرفة الطعام والجلسة الخارجية من العمل الحرفي، حيث زُخرف الخشب الأبيض بنقوش لافتة.
هذا الباب يفتح على جلسة خارجية وضعت فيها آلة بيانو ذات قيمة تاريخية. وهنا أيضاً المزيج بين العراقة التراثية والعصرية الفاخرة حاضر كما في الجلسات الداخلية.
وتعتبر المالكة أنّ هذا المزيج من الحضارات والعصور يعطي المنزل هوية وطابعاً فريدين، ويعكس شخصية مالكيه.
الجوّ الهادئ جاء انعكاساً للألوان الرصينة. وقاعات الجلوس مقسّمة إلى صالونين فسيحين، اتّسم أحدهما باللون الزاهي والآخر باللون الداكن.
ولا بدّ في هذا الجلسات أن يستوقفنا ركن، هو عبارة عن قاعدة من الخشب المزخرف مطليّ باللون البرونزي ومحفور يدوياً، وخلفه إنارة أضاءت عبارة بالإنكليزية، ولكن مكتوبة بأحرف عربية «أول يو نيد إز لوف»، أي «كل ما نحتاج اليه هو الحب»، وهذه القطعة الفنية من تصميم مريانا بساتنة.
وعلى الجدار الخلفي علّقت مجموعة صور فوتوغرافية أصلية للزعيم الثوري تشي غيفارا والرئيس الكوبي فيديل كاسترو.

ويسترعي نظر الزائر، كرسيّان من الحديد قامت المالكة ببحث دؤوب للحصول عليهما، إذ يعودان إلى القرن الخامس عشر، وحافظت على لونهما الأصلي. ولتكتمل لمسة المالكة الفنية، وضعت على أحد الكرسيّين أريكة عليها وجه السيدة أمّ كلثوم، وقد ازدانت يدها بخاتم فاخر.
الصالون الزاهي اللون عبارة عن مقعد عصريّ كبير ووثير باللون البيج، يقابله مقعدان منصلان من الجلد الزيتيّ.
والنفحة الشرقية حاضرة في مقعد أبيض ركيزته من الخشب المطعّم بالصدف. واحتلّت الوسط مجموعة طاولات نحاس، بعضها من مجموعة Envy وأخرى لمصمّمين لبنانيين. ورفل الجدار بلوحات مذيّلة بتوقيع عمر الأنسي.
أما الصالون الثاني، فطغى عليه اللون الكحلي اللمّاع من خلال مقعد كبير من مجموعة Baker.

وتصميم المالكة حاضر في طاولة الوسط، فهي عبارة عن مجموعة مربّعات من الزجاج قاعدتها مطعّمة، كما أنّ إبداعها واضح في مجموعة طاولات مستديرة، كلّ واحدة بلون من الأسود والأخضر والاحمر، توسّطت مقعدين أسودين من مجموعةTom Dixon.

الإبتكارات اللافتة أخذت ركناً في هذا الصالون من خلال طاولتين من المعدن على شكل ورود، للمصمّمة اللبنانية ندى زيني. وعلّقت على جدار هذا الصالون لوحة لرسّام صيني. وفي الجهة الخلفية الفاصلة بينه وبين غرفة الطعام، خزائن حمر من مجموعة فيكان فانليان.

وبما أنّ كلّ شيء يجذب في هذه الشقة، لم يشذّ حمام الضيوف الذي لبس حائطه صورة للراقصة نهوند مطبوعة على مادة البلاستيك، وخلفها إنارة يمكن الاستمتاع بجماليتها عندما يكون الحمام مطفأ، بحيث أنّها تشّع من دون إنارة، وهذه القطعة الفنية من تصميم مريانا بساتنة أيضاً.
هذه الصورة وضعت في قالب من الطراز المغربي من خلال القناطر.

وبالوصول إلى غرفة الإبنة نجدها أنثوية بامتياز، بحيث انطبعت صورة الإبنة على ورق الجدران، واتّسمت باللونين الأبيض والزهر. أما الغرفة الرئيسية فطغى عليها الأبيض والرمادي والفضي.

والجدار خلف السرير منجّد بالقماش وأمامه وردة مطبوعة على قماش شكّلت ظهر السرير.

كلّ شيء يسترعي الانتباه هنا ويقيم في الذاكرة، ولا سيّما المشهد الأخير عند الوداع، بما أنّ المدخل الخارجي لا يقلّ أناقة عن الداخل، إذ إنّ الردهة الخارجية اكتست الأثاث الفاخر والمبتكر.