كريم رشيد في شقته...

أثاث, مهندسة ديكور, قاعة /صالة / غرفة جلوس, تصميم ديكور, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, ديكور عصري, أثاث عصري, الديكور, غرف المنزل, قاعة /صالة / غرفة الحمام, قاعة /صالة / غرفة مكتب, الديكور الخارجي

09 أكتوبر 2012

للوهلة الأولى، يبدو كأننا في متحف عجائبي، تحيطه فانتازيا طفولية مبهجة. ولكن حين نتأمل كل قطعة وكل لون وكل تفصيل، تحضر الحقيقة الحاسمة لتقول إن كريم رشيد ليس بساحر، رغم أنه لا يبعد كثيراً عن فضاء السحر.
ويمكن
القول من دون تردد إن هذا المهندس الشاب إستطاع أن يرسم لنفسه طريقاً فيه من الخصوصية بقدر ما هو عام.

الخصوصية
تتمثل في الفرادة والسحر اللذين تتحلى بهما أعماله بكل تنويعاتها، والعام فيها هو قربها من الجميع وتلبيتها لكل الأذواق وتناغمها مع كل الميول والاتجاهات.

اشكال
غريبة، طريفة وجذابة، تسطع بالوان براقة مدهشة، لتشكل في مجموعها عالماً مميزاً، وأجواء فريدة يتقنها بمهارة فائقة المصمم الزخرفي كريم رشيد.

هو فنان، هذا مؤكد، ولكنه فنان متعدد المواهب وعالمي الانتشار، ليس فقط كمصمم وديزاينر، بل أيضاً كمهندس معماري بارع وككاتب ومنتج.
الاكسسوارات العديدة التي حملت توقيعه، والمواضيع المتنوعة التي حملت إسمه، تشكل شهادة واضحة لمواهب هذا الشاب الذي بات يشغل حيزاً ملحوظاً في نيويورك وغيرها من عواصم الموضة والأناقة والابتكار.
وإذا كانت الجسارة واحدة من صفاته، فإنها بالتأكيد ليست الوحيدة التي قادته الى النجاح وحققت له الشهرة و جذبت اليه الانظار.
أعماله تعكس حيوية إبداعية تكاد تتجاوز عصرنا، لتشكل علامات فارقة بإيقاعاتها المستقبلية.
وهي تعكس رؤى القادم وآفاقه وتنقلنا الى أجواء مثيرة.
في شقته النيويوركية الواسعة، المنبسطة فوق مساحة 400 متر مربع، مارس كريم رشيد فن الديكور ببراعة فائقة.
فأعاد توزيع المساحات المفتوحة على كل الجهات و جدد تشكيلها، مما منح هذه الشقة الأنيقة طابع «اللوفت»، و جعل منها واجهة كبيرة لعرض أجمل مبتكراته واعماله.
وقد ظل وفياً لمبادئه الزخرفية وتصاميمه الغريبة ومواده الحسية المثيرة وألوانه الجسورة المرحة... باختصار ظل وفياً لهويته الفنية، معززاً اسلوبه بالفرادة والمهارة اللتين تميزانه.
وهكذا جاءت تصاميمه الهندسية والزخرفية متجاوزة كل القواعد ومتجنبة كل مألوف، ولكنها في مشهدها العام تستلهم الماضي وتستحضره الى فضاءات جديدة.
فهي هنا تعيد إنتاجه برؤية معاصرة وتؤسس لانسجام بيئي لا يخفى على العين حتى في أدق تفاصيله.
وهذا ما يفسر رغبته الدائمة في ان يحيط نفسه بالكثير من مبتكراته التي يحبها، والتي وجدت لنفسها مساحة واسعة في شقته النيويوركية.

ضمت المجموعة بعض قطع الأثاث والاكسسوارات التي صممها لصالح بعض الشركات العالمية، والتي تميزت بخطوط وانحناءات سلسة، ساهمت في تخفيف حدة الزوايا في بعض القطع ببراعة تامة، لتقدم ومن خلال تنسيقها نموذجا جديدا للزخرفة الداخلية.

تتعدد السيناريوهات وتتنوع الأجواء في فضاءات تلك الشقة التي استطاعت مخيلة هذا المصمم المبدع ان تجعل منها مكانا مدهشا للعيش في نيويورك، اكثر المدن اثارة في العالم.

وبهذه الروحية الخاصة، توزعت الشقة فضاءات متعددة وأجواء متنوعة. تتداخل مع بعضها أو تنفصل مشيعة جواً من الإشراق والبهجة، مدعمة بضوء النهار الذي يتسلل اليها من كل مكان، فلا يحجبه جدار ولا يقف دونه حاجز، مما يحوّل هذه الشقة الى ملعب مفتوح على مقاس أحلام صاحبها.
اختار كريم رشيد اللون الأبيض لطلاء السقوف والجدران باستثناء الجدار الممتد حتى المطبخ والذي لبس بورق للجدران بموتيفات صغيرة مكررة من اللون الزهري الساطع، يتناغم مع كل ما حوله من مكونات وأشكال زخرفية مميزة.

بينما طليت أرضية الشقة بلون من الزهري الفاتح اللامع والذي وزعت فوقه مجموعة من قطع السجاد باشكال ونبرات لونية مبتكرة.


مساحات
تعبير
وهكذا حول كريم رشيد فضاءات شقته الى خامات ليستخدمها كمساحات لتعبيراته الفنية وكمعرض دائم لمبتكراته، التي زرع بها المكان وأركانه، فبدت ساطعة بألوانها الوردية أو المتوهجة مثل الأصفر والأبيض والأحمر والأخضر والأزرق.. ألوان حارة وباردة تتجاور بسلام ووئام وبتناغم يصعب تحديد اسراره.
لقد جاءت هذه الفضاءات والتصاميم وفية لأسلوب كريم رشيد تجسد بروعة ميوله الزخرفية التي تجلّت بشكل كبير في أساليب معالجته للفضاءات المتداخلة، وطرق مزاوجته للأشياء والمواد، مؤكدا في اكثر من اسلوب أوجه التناغم والتناقض بينها.
فكان للسيراميك الملون والخشب والأيبوكس وبعض المعادن حضورها الباهر، إضافة الى جلد الغزال والمخمل والأقمشة المعرقة بالألوان والتي نُفّذت زخرفتها بواسطة بعض برامج الكومبيوتر المتخصصة، كذلك ورق الجدران والتي حملت جميعها روحية أسلوب كريم رشيد وتوقيعه.
تتوزع الشقة فضاءات مختلفة، متنوعة الأجواء والوظائف، منها فضاء المعيشة، وقد نسق بأركان متعددة الأشكال والألوان، تحتلها قطع من الأثاث والاكسسوارات التي تحمل توقيعه والتي صممها لصالح ماركات مختلفة.
 بلونها البرتقالي الناعم، يقابلها مقعد مزدوج Koochy فتتصدر احدى الأركان اريكة
باللون الوردي الزاهي. وقد توسطت الجلسة نماذج مبتكرة من Kloud يحمل اسم
طاولات للقهوة المنفذة من مواد شفافة مختلفة، يزينها بعض التحف الفنية المعاصرة من مبتكرات كريم رشيد الخاصة، بينما تغطي الأرض سجادة رائعة مزخرفة بتدرجات من الزهري والأبيض والأخضر.
يقابل هذا الركن قرب النافذة، صف من المقاعد البسيطة المزخرفة برسوم مكررة.
وتفصل بين تلك الجلسات طاولة مربعة منخفضة، زين سطحها برسوم تتجانس اشكالها مع زخرفة اقمشة المقاعد.
متعددة الرفوف تم ابتكارها خصيصاLotus وتتصدر أحد أركان الصالة «فترينة»
إيطالية، وتستخدم هنا كواجهة لعرض بعض مجموعات كريم Tonelli لماركة
من رسوم ومنحوتات صغيرة تمثله، مع عناصر أخرى طريفة للزينة.

في الجانب الآخر من الصالة، نسق ركن لتناول الطعام، تحتله طاولة مستطيلة مبتكرة، بسطح مزخرف بأشكال وألوان متماوجة يبرز بينها الزهري.

وحول الطاولة مجموعة من الكراسي المتنوعة الأشكال والمواد يتخللها بعض الكراسي الشفافة، المصنوعة من البلاكسي غلاس والتي تجد مكانها في هذا الجو الطريف غير التقليدي الخارج عن المألوف في لمسات كثيرة.

يطل المطبخ على فضاء المعيشة من خلال مساحة مفتوحة صممت على شكل بار نسقت امامه مقاعد صغيرة عالية مبتكرة من اللون الأزرق، بينما اكتست جدران المطبخ بخزائن تصل إلى السقف وتسمح بطابعها العملي بتسهيل عملية التخزين.
في الجانب الأخر من الشقة نجد غرفة نوم مميزة بأجوائها البسيطة والهادئة، يحتلّها سرير مزدوج مزين بغطاء من اللون الفضي، ويحيط بالسرير من كل جانب منضدة صغيرة صمم سطحها على شكل غيمة ملونة تزينها بعض المبتكرات والاكسسوارات الطريفة، بينما تزين الجدار فوق السرير لوحة زخرفية جميلة بألوان ساطعة.
يلتحق بالغرفة حمام أنيق مميز بتصميم غير تقليدي، يحتل جانبا منه ركن للدوش بجدران ملبّسة ببلاط مصاغ بأشكال وألوان متداخلة تنسجم بإيقاعها مع ألوان مغاسل البورسلين الزهري والتي تندمج داخل خزائن معلقة من الخشب المطلي باللون الأبيض الرمادي.
بينما تتصدر الجدار فوقها مرآة كبيرة تتلاعب فوقها انعكاسات الضوء، فتعيد نشره في حميمية المكان برونق ناعم.

للمكتب حضور مميز في هذه الشقة، فهو منسق بعناصر طريفة من الأثاث ومختصرة، منها مكتب ذو خطوط مميزة بانحناءات سخية تمنحه مظهرا مميزا، تجاوره مكتبة عمودية مبتكرة هي عبارة عن علب مربعة الشكل، تمت زخرفتها بأشكال وألوان من وحي أجواء وزخرفة كريم رشيد، يتكامل معها عنصر للإضاءة زاهي اللون بشكل طليعي ومبتكر، يضفي بنوره مساءً لمسة من الهدوء المريح والنعومة.
تتوزع الإضاءة في الشقة بشكل مباشر أو خفي ينبعث من زوايا مختلفة فيثمن الأجواء فيها ويزيد الأشكال رونقاً وجمالاً.

قد يتوقف البعض عند الجانب المتعلق بخيارات كريم رشيد من الألوان المتوهجة المشرقة والمتناقضة والتي يطغى عليها الوردي الساطع، المستفز أحياناً، وهو من الألوان الحاضرة دائماً ليس في ديكور شقته فقط بل في الكثير من تصاميمه المختلفة ومبتكراته.

فهو لا يتجنبه كما يفعل الكثيرون من المصممين، لما يتضمنه من ملامح انثوية ناعمة وصعبة التعامل في بعض الأجواء الزخرفية.

لكن لكريم رشيد رؤية أخرى في هذا الموضوع. فهو يعتبره من الألوان التي تعادل في اناقة حضورها الأسود، بل يتفوق على هذا اللون بميزته المفرحة الإيجابية، ولذلك فانه لم يفتح امام هذا اللون فضاءات ابداعه فحسب بل ملأ به خزائن أزيائه.