آخر صيحات عام 2012

أثاث, قاعة /صالة / غرفة طعام, مهندسة ديكور, قاعة /صالة / غرفة جلوس, تجنب الألوان الكثيرة, قاعة /صالة / غرفة نوم, القماش المعدنيّ, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, الديكور, الديكور الحديث

18 ديسمبر 2012

لا تتوقف الحركة الإبداعية في مجالات الديزاين عن مواكبة تطور الحياة العصرية، التي ترصد متغيراتها وتساهم في إعادة رسم ملامحها بتناغم مع تطلّعات الناس وطموحهم، للوصول الى حياة أكثر رفاهية.

والرفاهية الجديدة التي يسعى إلى تحقيقها الديزاين تعمل على تجديد الرؤى واستنباط حلول تؤدّي إلى خلق ديناميكية جديدة، تعزّز القدرة على الإبتكار لإنتاج مناخات مشبعة باللطافة والأناقة.

أناقة لا تعتمد صياغتها على المواد و التقنيات الحديثة فحسب، بل تستعيد من حضن الطبيعة موادّ «ايكولوجية» صديقة للبيئة، لم يسبق استعمالها، خصوصاً في تصميم الأثاث والأكسسوارات.


قش، ممزوج باللاتكس، اسمنت مسلّح معالج بتقنيات مميّزة خفّفت وزنه، ومنحت مظهره ملمساً مصقولاً ناعماً، إضافة إلى الكرتون المقوّى، وعجائن الورق والزجاج والقماش.

مواد خرجت من مختبرات التصميم لتلتحق بغيرها من المواد الأصيلة التقليدية من خشب وحجر ومعدن  وزجاج وأقمشة نبيلة وحرائر منوعة.
فتشكّلتْ على أساسها سيناريوهات متنوّعة من الصياغة والتصميم، تبلوَرَتْ بأشكال مشحونة بالصور التي خرجت من رمادية الأوضاع الإقتصادية العالمية بمظاهر مضيئة مشبعة بالإلهام والواقعية.

كثير منها يحكي الفرح ويستحضر أجواءه  في إطار من الخطوط البسيطة الطريفة، الغريبة أو السوريالية أحياناً. والتي لم تكن يوماً لتخطر في بال.

استطاع مبدعو الديزاين وبمهارة مدهشة، استثمار كل ما تقدّمه التقنيات الحديثة والمواد من إمكانات تخدم تطوير المشهد الزخرفي بأكلاف متواضعة، دون ان تنقص من جماليات مظاهره أو وظائفها.

ليخرج بعدها إلى دائرة الضوء جيل جديد من المبتكرات التي تتناول مواضيع متنوعة من قطع الأثاث وأكسسوارات المنزل،  مروراً بمواضيع تخرج عن هذا الإطار، نحو تعابير أكثر علاقة بالفنون والمشاهد السينوغرافية.
وذلك بصياغات تخاطب برونقها الحواس وتداعب مختلف الأمزجة والعواطف.
وفي قراءة مفصّلة لتلك الإبتكارات الجديدة التي حصدت إعجاباً كبيراً، وذلك  منذ ظهورها الأوّل ضمن إطار المعرض العالمي  لأثاث وأكسسوارات المنزل  «ميزون أي اوبجيه»Maison et objet الذي أقيم في باريس  لعام 2012-2013، وقد ضمّت اجنحته أعمالاً هندسية وزخرفية من أنحاء العالم، نجد نماذج من الخشب الصلب على سبيل المثال، تخرج من مختبرات الإبداع رقائق مسطّحة أو شرائط مخرّمة، تستخدم لإبتكار أشكال من عناصر الإضاءة التي ينفذ نورها من بين شبكة من الفراغات، ليرسم فوق جدران الفضاءات وسقوفها موجة من الأضواء والظلال الناعمة.

 كما نجد صياغات أخرى لأنسجة خشبية تمتزج مع مواد أخرى مثل الرزين،  لتنتج أنواعاً لا تحصى من الأكسسوارات اللطيفة المظهر والمتميزة بالسلاسة أو النعومة.

كما نكتشف من خلال كل هذه الإبداعات ميزات جديدة للورق، الذي تخلّى في العديد منها عن هشاشته ورقّته، ليحلّ مكان مواد أخرى معروفة بصلابتها مثل الخشب والمعادن،  ويقوم بمهمّات لا يرتبط بها الورق عادة.
وتأتي ميزة الورق الجديدة هذه،  بما فيها من قوة ومتانة، بفضل عملية التجميع والتدوير، والتي كشفتها بعض التصاميم التي قدّمتها محترفات ومكاتب تصميم فنلندية واستخدم فيها الورق في صَوغ بعض قطع الأثاث كالمقاعد، أو راحت إلى أبعد من ذلك بتطوير مواده، لكي تصبح عازلة للماء، قابلة لاستخدامها  كأوانٍ مبتكرة طريفة للأزهار.
 وأمام هذه المحطات الإبداعية التي حملها لنا الديزاين، لا بد من التوقف عند بعض الأعمال الطريفة المثيرة والتي قد تطبع الذاكرة اليومية بأجوائها مثل:
طاولة كرة اليد Magnum  التي تحمل توقيع المصمم « بيار فافريس» والتي تلخص نهج ابتكارها ضمن اتجاهات الديزاين في هذه المرحلة، حيث يتّجه المبدعون نحو ابتكار تصاميم طريفة بسيطة ومعقولة، بمقاربات تستعيد تصوّرات من الماضي وتعيد تحديثها مما ينتج الكثير من الأثاث البسيط المنفذ بمواد طبيعية جميلة مثل الخشب، وذلك بإشارة إلى رغبة المبدعين في العودة إلى ما هو أساسي وجوهري وصديق للبيئة.
عودة تجلّت في معظم مجالات الديكور بالتخلّي عن المظاهر المصطنعة والإتجاه نحو خيارات نبيلة.
مقعد Leather sitting ball المريح والمصمّم  على شكل كرة من الجلد، كان مخصّصاً في البداية  لتأهيل نوادي اللياقة البدنية، لكنه ونظراً إلى إيجابية استخدامه تسلّل إلى المنزل...
لقد كانت الفكرة الأساسية من ابتكار هذا المقعد، صنع منتج  صحي أنيق المظهر متناسق ووظيفي مصنوع من مواد طبيعية مثل الجلد الذي وفّر له حضوراً دافئاً، إضافة إلى طابعه الطريف للغاية.
وقد تم انتاج هذا المقعد بنسخ محدودة تحمل توقيع Claassen & Partner كما عُرض ضمن إطار سينوغرافيا مبتكرة في غاليري  Slott الباريسية الراقية.
وهنالك  تلك المقاعد ووالطنافس المصاغة من  القش الممزوج بمادة «اللاتكس» من ابتكار المصمّمة البرازيلية اندريا كنيش والتي تعطي إحساساً طريّاً مريحاً عند الجلوس ناعم الملمس.

لا يمكننا المرور بحياد أمام التصميم الطريف لمبتكرة الديزاين Matali Crasset ماتالي كراسيه التي وضعت تصوّراً جديداً لجلسة في الصالون مصاغة على شكل قفص هائل الحجم بقاعدة يبلغ قطرها 190سم وارتفاع 250 سم.
يمكن الإستراحة داخله، والإستمتاع بالإسترخاء والراحة.
أو ذلك المقعد السوريّالي الطريف الذي ابتكره مصمّم الديزاين  Christian Ghion كريستيان غييون بالتعاون أحد كبار المشاهير في فن الطبخ بيار غانيير Pierre Gagnaire والذي يأخذ شكل البيضة، وذلك إنطلاقا من وحي أجواء الطبخ والمواد الغذائية التي يشكّل البيض عنصراً مهمّاً من عناصرها.
أما توكجين يوشيوكا Tokujin Yoshioka فتجلّى إبداعه  بتصاميم طريفة مبتكرة  لمقاعد قام هذا المصمم الياباني الشهير بتشكيلها على نسق باقات من الأزهار الزاهية الألوان والتي تُضفي على الأجواء رونقاً خاصاً ونعومة.

استطاع هذا المصمّم الشهير عالمياً ان يحمل  مع الكثيرين من المصممين المخضرمين وأبناء جيله إلى عالم الديكور مبتكرات جديدة من نوعها، تثري المشهد الزخرفي داخل المنزل، وتساهم في رفده بأجواء خياليّة مدهشة تزدحم بالمفاجآت والأحلام.

كما أدخلت إلى قاموس عالم الإبداع رموزاً وتعابير جديدة تصلح للزمن الحاضر وللأزمنة الأخرى.