منزل سارة لافوان الريفي

أثاث, أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, قاعة /صالة / غرفة المدفأة, الديكور, منزل لبناني, قاعة /صالة / غرفة الحمام

09 يناير 2013

اختارت سارة لافوان بعناية فائقة تشكيلات مميزة من قطع الأثاث ومكملاته، إضافة الى الأكسسوارات «الريترو» القديمة، طُلي جدار المدفأة باللون الرمادي الأزرق مما حقق مواجهة ناعمة بين الأبيض الخام لكل الجدران، واللون الأزرق الرمادي الداكن لجدار المدفأة.
تتداخل مناظر الطبيعة الجميلة مع الأجواء الداخلية بانسجام تام وأناقة شاملة.

للوهلة الأولى، يبدو هذا المنزل الريفي وكأنه وجد على هذا الحال منذ إنشائه... بساطته اللامتناهية تغري زوّاره بمثل هذا التفكير، بساطة تقترب في كثير من الأحيان حد البدائية النقية.

غير أن تفحّص بعض التفاصيل والانطلاق منها نحو المشهد العام، يمنحاننا فرصة نادرة لاكتشاف أسلوب زخرفي خاص، يستحضر الماضي بطريقة لا يشوبها أي تصنّع أو تكلّف.
طريقة سحرية ترخي بفرادتها على كل ركن وزاوية، وتترك لمسات بتأثيرات بارعة، يصعب وصفها. إنها طريفة، أنيقة، هذه الأجواء الاستعادية من سنوات الخمسينات، والمطعّمة بألوان حديثة، معاصرة.
إنها بإختصار أجواء منزل مهندسة الديكور سارة لافوان في مونفور الفرنسية.
ففي هذا المنزل، ومن خلال صياغات زخرفية مبتكرة، يظهر شغف  سارة لافوان بأنماط محددة من الأثاث والاكسسوارات.
أنماط استعادية ولكنها مصاغة بأفكار عملية مميزة، تتجاوب مع الطابع البيئي للمكان وتتلاءم مع هندسته الريفية اللافتة.

المنزل مؤلف من طبقتين، تتمدد فيهما مساحة واسعة من الصالات والغرف، تتمتع معظمها بأبواب ونوافذ زجاجية كبيرة تطل على الحديقة والطبيعة الخضراء، فتتداخل مناظرها الجميلة مع الأجواء الداخلية بانسجام تام، وأناقة شاملة، بـ «رعاية» خيوط  النور الطبيعي المتدفق على مدى ساعات النهار، ليزيد رونق مناخات المنزل الداخلية ودفئها.

اختارت سارة لافوان بعناية فائقة تشكيلات مميزة من قطع الأثاث ومكملاته، إضافة الى الاكسسوارات «الريترو» القديمة التي جمعتها من مخازن الأنتيكا، لترممها وتغير ألوانها لمنحها حياة جديدة.

لقد عملت على تنسيق تلك الاكسسوارات ببراعة وحساسية من خلالها الخط الزخرفي الذي رسمته لأجواء المكان بأسلوب محبّب بسيط وجذاب للغاية، مستخدمة لتحقيق ذلك تناغمات جميلة من الألوان التي توحي اللطافة والدفء والبساطة.
وكعادتها - في كل مشاريعها الزخرفية - يحضر اللون عنصراً أساسياً لهيكلة الفضاء  الزخرفي، مع محاولة ناجحة لتقليص الحضور المهيمن للأحجام الكبيرة، واستبدالها بقطع واكسسوارات أكثر ملاءمةً لمناخات الديكور وذلك بنتائج بالغة الأناقة والعملية.

وهكذا استطاعت سارة من خلال هذه العملية، تحسين صورة المكان وابتداع مظاهر وجماليات جديدة فيه، تتماشى مع مزاجها وذوقها الفنيين.
و هكذا، أيضاً، ومن خلال اللمسات التي تتركها في فضاء المكان، يمكننا أن نتعرف الى عملها ونهجها الفني الناعم، والذي يولد دائما الرغبة والشهية للاستقرار فيه.

خياراتها لمقاعدها المريحة جداً وأرائكها الاستثنائية، تشكل دعوة خفية، لا يمكن مقاومتها، للاستسلام للحظات ممتعة من الاسترخاء والراحة.
حسها الفطري بالأناقة والجمال، وشغفها بالأجواء القديمة والألوان يقودانها دائما الى خيارات مدهشة من حيث أجواؤها المثيرة للحنين، وألوانها الحديثة التي تطعم بها تلك الأجواء، مولّدةً، في أحيان كثيرة، مواجهات صادمة بين حداثة اللون وطابع الأثاث القديم.
هي جسورة  في قلب المعادلات الزخرفية وابتكار أساليب وطرق للتزيين خاصة بها. إنها تأخذ الأمكنة الى مواقع غير منتظرة.
ومن خلال بساطة مفرطة، تجمع  وتنسق بين عناصر مختلفة من الأثاث والقطع والاكسسوارات، بتلقائية غير مسبوقة.
وفي تصميمها ديكور منزلها في مونفور،  تغلّبت  سارة لافوان على الكثير من مشاكل الهندسة القديمة، فعملت على  تحديث المساحات في الطابقين الأرضي  والعلوي من المنزل، محققة بين الفضاءات المختلفة تواصلاً حميما مدعوماً  بصياغات وحلول تبتعد عن المبالغات في تظهير المشاهد او إضفاء الافتعال.
فالمكان هو ملاذ للراحة، وعلى الديكور أن يؤمن ذلك الهدف مع الحفاظ دائما على الطابع الهندسي للمكان وهويته الريفية.

الأبيض
ومن أجل تأكيد ذلك، اختارت اللون الأبيض لطلاء الجدران والأسقف، بينما اختارت للأرضيات ألواحاً من الخشب الدافئ اللون، شكلت نوعا من التباين الأنيق بين برودة لون الجدران ودفء الأرضيات الخشبية التي أضافت إليها بعض قطع السجاد الأبيض الخام في الصالون، بينما خصصت للسلالم والممرات خصوصا في الطابق العلوي، موكيت مزخرفاً بخطوط ذات ألوان قوية متضاربة.
يُظهر هذا المنزل أسلوب سارة لافوان الهادئ، البسيط، الذي يمكن توصيفه بالسهل الممتنع.
مزروع  بتفاصيل رشيقة، صغيرة، تكاد تكون غير مرئية.
وهي نفسها التي تمنح هذا الديكور حسّه الحميمي، فتشعرنا أجواؤه بالألفة والروح العائلية. إنه يشبه الى حد كبير طبيعة صاحبته.

الصالون تتوزعه كنبات مريحة بلون التركواز، تم تنسيقها بشكل متقابل حول طاولة منخفضة، بهيكل من خشب السنديان الخام، عززت برونقها الريفي الأصيل اناقة المكان وطبعت اجواءه بمسحة متميزة.

ومن أجل كسر حدة اتساع المساحة في هذا الفضاء الرئيسي من المنزل، وُزّعت بعض المقاعد الصغيرة في زاوية من الصالون، حول منضدة صغيرة مستديرة، تحمل طابع «الفنتاج».

كما زينت تلك الزاوية بعناصر للإضاءة من وحي اجواء الخمسينات.
وإمعاناً في زرع اللمسات المميزة، طُلي جدار المدفأة باللون الرمادي الأزرق مما حقق مواجهة ناعمة بين الأبيض الخام لكل الجدران واللون الأزرق الرمادي الداكن لجدار المدفأة.
كما استثمرت حواف النوافذ والرفوف المجاورة للمدفأة، لعرض تحف صغيرة، عزيزة على قلب سارة لافوان، بالإضافة الى مجموعة خاصة من الأغاني والموسيقى على إسطوانات «الفينيل»، بينما تركت للجدران فرصة لعرض بعض اللوحات والاكسسوارات الطريفة التي منحت المكان جواً عائلياً حميماً.
صالة المكتبة  تحتلّ زاوية منها وعلى امتداد الجدران رفوف خشبية كبيرة، ترتفع حتى السقف.

وقد نسقت فوقها عشرات الكتب والتحف والصور، تحتل جانباً منها طاولة مربعة من الخشب الداكن. وتقابل هذه المكتبة جلسة مريحة بأريكة بسيطة التصميم من اللون الرمادي الداكن.
من الصالون يمكننا الوصول الى صالة الطعام المجاورة، والتي تحتلّها طاولة بيضوية الشكل من الخشب، عُثر عليها في احد محلات التحف في بروكسل وقد نسقت حولها مجموعة من كراسي القش  اشترتها لافوان في احد المزادات وتحمل توقيع شارلوت بيريان.
يتدلّى فوق الطاولة ثلاثة عناصر للإضاءة بألوان مختلفة.
وقد زينت جدران صالة الطعام بمجموعة من الصور واللوحات الصغيرة التي اصطفت جنبا الى جنب، لتغطي مساحة الجدار كله، بينما زين الجدار الآخر الملاصق له بمرآة طريفة الشكل.
أما المطبخ، فكُسيت جدرانه وخزائنه المندمجة بالبلاط الأبيض، اضافة الى تنسيقه بتجهيزات مختلفة من الخزائن والأدوات المنزلية والكهربائية والتي تجعل من تحضير الطعام مهمة سهلة وممتعة. 
يربط بين الأرضي والعلوي سلّم أنيق من الباطون المطلي باللون الأبيض، يحيطه درابزون من الحديد المطرق يعلوه كورنيش خشبي، وقد لبست الدرجات بموكيت أنيق يحيل الى الأعمال الحرفية، بينما علقت على الجدار قبعات طريفة استخدمتها سارة  وعائلتها لمناسبات مختلفة.

في الأعلى
في الطابق العلوي ممر يقود الى عدة غرف للنوم مع حماماتها.
غرفة النوم الرئيسية طليت جدرانها باللون الأزرق التركواز الداكن، بينما لبس الجدار عند رأس السرير ألواحاً من الخشب فوقها رفوف من الخشب، صفت فوقها الكتب.
ويتوسط هذه المكتبة سرير برأس منجد من الجلد الرمادي الداكن ومنضدة من اللون نفسه تحيط بالسرير من كل جانب.
غرفة نوم أولى، يتمتع ديكورها بمظهر بسيط، طليت جدرانها باللون الرمادي الأزرق الناعم الذي يتماشى مع غطاء السرير الرمادي الكحلي، والوسائد البيضاء والمزخرفة بمربعات من مشتقات هذا اللون مع الأبيض.
وقد زّينت جانبي السرير الذي يتوسط الغرفة مناضد صغيرة تحمل طابع «الفنتاج» الإستعادي، وعنصران مبتكران للإضاءة يحملان طابع الاسلوب الصناعي.

وبينهما مرآة صغيرة، فيما تضفي اللوحة فوق الجدار المقابل للنافذة والستائر البيضاء لمسة من النعومة على الغرفة.
غرفة نوم ثانية  تلعب فيها سارة لافوان ورقة التباين فتطلي جدرانها باللون الأزرق التركواز،  بينما يتم تلبيس رأس السرير بقماش مزين بخطوط من اللونين الرمادي الداكن والفاتح.

فيما زُيّن فراش السرير الأبيض بلحاف صغير من اللون الزهري  الفوشيا.
وتتميز غرفة النوم الخاصة بالضيوف بمقاربة زخرفية بسيطة، وقد طليت جدرانها باللون الزهري الداكن، وزيّنت جانباً من هذا الجدار مجموعة من لوحات صغيرة الحجم طريفة.

يحتل هذه الغرفة سرير كبير برأس ملبس بقماش من المخمل الرمادي الأزرق.
اما غطاء السرير فهو من القماش الأبيض المزخرف بالأزرق الرمادي والزهري. ويحيط بالسرير من كل جانب منضدة صغيرة من طابع «الفنتاج» المستعاد، مع عنصر لطيف للإضاءة.
غرفة النوم الخاصة بالأطفال  تضم اكثر من سرير، وقد طُليت جدرانها باللونين الأبيض والزهري الفوشيا الذي استُخدم ايضا لطلاء حافة السرير وباب الغرفة.

كما زينت الغرفة ببعض قطع الأثاث القديمة والطريفة التي طُليت باللونين الأبيض  والزهري الصاخب.

أما حمام غرفة النوم الرئيسية فيتميز بأرضية وجدران مغطاة بالخشب، استوحِيت اجواؤها من طابع حمامات السونا.

وزُيّن رف المغسلة باطار من الخشب الوينغي الداكن الذي يتماشى مع اطار المرآة الطريفة الشكل واكسسوارات الإضاءة الجدارية التي تحيط بالمرآة من كل جانب.

ويولّد ديكور هذا الحمام جواً متناقضاً مع بقية أجواء الديكور في المنزل.