Home Page

الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان... ترأس الفرع العربي الوحيد لـ MAKE A WISH

جمعيات خيرية, أعمال خيريّة, طفل / أطفال, مؤسسة تحقيق أمنية, الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان, المجتمع الإماراتي, الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان

05 يوليو 2010

تعد «تحقيق أمنية» المؤسسة الإماراتية الأولى من نوعها عربياً كامتداد للمؤسسة الخيرية العالمية «make a wish» التي تضم 30 فرعا في العالم. وعلى مدار ست سنوات فقط نجحت مؤسسة «تحقيق أمنية» التي ترأسها الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان في تحقيق أمنيات عشرات الأطفال من المرضى. ومع الاحتفال باليوم العالمي لـ «تحقيق أمنية» حققت المؤسسة إنجازاً عالمياً في مثل هذا النوع من الأعمال الخيرية بإعلان الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان تحقيقه ل 100 أمنية من أمنيات الأطفال الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يعانون أمراضاً تهدد حياتهم. وأقيمت نشاطات متعددة ومعارض، وتحققت عشرات الأمنيات خلال اسبوع الأحتفال الذي أقيم في أبوظبي في الأسبوع الأخير من نيسان/أبريل الماضي.  اقترن اسم الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة المؤسسة وحرم الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي في أبوظبي، بدعم الأعمال التطوعية والخيرية، والنشاطات التي تنمّي الذوق. وهي تحرص على اقتناء عشرات اللوحات والمنحوتات الفريدة، ونسخ نادرة من لوحات كبار الفنانين العالميين خاصة الأعمال الشرقية منها، وصولاً  إلى جهودها المتواصلة لدعم الموسيقى الراقية والعالمية. في حوار «لها» مع الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «تحقيق أمنية»، انصب الحديث على جهود العمل الخيري والتطوعي في خدمة الطفولة، وما حققته لأصحاب الأمراض المستعصية .

- كيف تنظرون إلى الطفولة بشكل عام والطفل العاجز عن تحقيق أحلامه أو أمنيته بشكل خاص؟
إن الله تعالى كرم الأطفال في الكتب السماوية. وإذا عدنا إلى تراثنا ومعتقداتنا الدينية لوجدنا العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الاهتمام بالطفولة، وإلى منح الأطفال حقوقهم في الرعاية، وفي العلم، وفي تعليمهم الرياضات التي تنمي أجسادهم وعقولهم في آن واحد، فلماذا نحن البشر لا نعطيهم تلك الحقوق على أكمل وجه.
أعلم أن عدداً كبيراً من الأطفال على مستوى العالم يعانون مشكلات نفسية وصحية وتربوية وتعليمية، وأتمنى لو أنه باستطاعتي مساعدتهم جميعاً، لكنني أحاول جاهدة على الصعيد الشخصي ومن خلال مؤسسة «تحقيق أمنية» أيضاً أن أقدم العون للأطفال في الإمارات، وأن أحاول أن  أعيد البهجة ولو لبعض الوقت إلى روح طفل يكابد الأوجاع، وإلى قلب طفلة تعاني الآلام.

- تحقيق أمنية» كمؤسسة دولية هل تجد في الإمارات الدعم نفسه والرعاية على غرار أوروبا وأميركا؟ وهل حققت المؤسسة دورها المأمول حتى الآن؟
مؤسسة « تحقيق أمنية» حديثة العهد هنا، فهي موجودة في دولة الإمارات منذ 6 سنوات فقط، وبالتالي فإن كل يوم يمرّ علينا نكتسب المزيد من الخبرة في هذا العمل التطوعي والإنساني الخيري. فليس من السهل مواجهة الحالات الإنسانية التي تقدم إلى المؤسسة من أجل تحقيق أمانيها. وكي تكون المؤسسة على درجة من المصداقية فإننا نفعل كل ما بوسعنا من أجل إنجاح هذه التجربة، وأعتقد أننا حققنا إلى الآن مجموعة من أماني الأطفال المرضى المعذبين وأحلامهم. وأستطيع القول أن الدعم موجود، والتبرع موجود، وأهل الخير كثر، وهذا ما يميز المجتمع الإماراتي الذي اعتاد فعل الخير. ومن هنا فأنا على ثقة ان ما حققناه جيد، لكن ما نسعى إليه أكثر، وطموحنا أكبر في تحقيق المزيد من الأماني.

- قد يكون هذا هو الفرع الوحيد للمؤسسة في المنطقة العربية،ماذا يمثل ذلك لكم؟ وهل تتجه النية لمد نشاط المؤسسة لمحيطها الخليجي والعربي؟
تأكد أنه ليس في ذلك فخر، فكيف لنا أن نفتخر بتقديم العون للأطفال الذين فقدوا الفرح وهم يعانون وحدهم الآلام الجسدية والنفسية. لكن في المقابل، هناك شيء من البهجة التي تغمرنا حين نحقق أمنية طفل سواء نجا من مرضه وانتصر عليه بفضل الله عز وجل، أو هزمه ذلك المرض وخطفه القدر من بيننا، ونحن أولاً وأخيراً نقوم بالواجب تجاه الطفولة، سواء كانت إماراتية أو عربية أو أجنبية مقيمة في الإمارات، وأقول في الإمارات لأن قانون مؤسسة «تحقيق أمنية» الأم لايسمح إلا بذلك، لكن هذا لا يمنع أهل الخير من تحقيق أمنية طفل موجود خارج الإمارات لكن ليس تحت إطار المؤسسة، إنما تحت إطار فعل الخير.

- تحقيق أمنية طفل ماذا يعني لكم شخصياً؟ وكيف تتأكدون من جدية أحلامه تلك ومدى ملاءمتها لطفولته البريئة؟ ماذا حققتم من أمنيات حتى الآن؟
إن مجرد الحديث عن طفل يعاني مرضاً خطيراً استعصى على الطب يجعلنا نفكر ألف مرة في كيفية مساعدته لتجاوز محنته، فماذا إذا عرفنا أن ذلك الطفل له أمنية صغيرة في الحياة، وكله أمل أن تتحقق قبل أن يواجه قدره. وأنا شخصياً ـ وليس لكوني رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «تحقيق أمنية» الإماراتية فقط، إنما لأنني أم بالدرجة الأولى ـ أشعر بألم بالغ حينما أطلع على ملف حالة طفل في المؤسسة، ودائماً أسأل الله أن يوجهني إلى الطريق الصحيح والقصير لتحقيق أمنية قد لا تكلّف شيئاً على الصعيد المادي، لكنها تثري روح الطفل وتضفي عليها النور.
أما في ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال فإن كل أعضاء مجلس الإدارة يناقشون الأمر، ويتأكدون من مدى صلاح الأمنية لحالة الطفل، وإذا وجدوا أنها تشكل خطراً ما عليه فإنها تستبدل، طالما أن هناك أمنيتين بديلتين يدوّنهما الطفل أو ذووه في طلب تحقيق أمنية، وبناء على ذلك كله فإننا حققنا حتى الآن ما يقارب 80 أمنية، كما أننا على استعداد لتحقيق المزيد.

- ما هي رسالتكم لمجتمع الإمارات؟ وما هي رسالتكم للإعلام أيضاً؟
كوني رئيسة «تحقيق أمنية» الإماراتية، أتوجه إلى جميع من يعيشون في دولة الإمارات سواء كانوا من أهلها أو من المقيمين فيها، أن يلتفتوا إلى تلك المؤسسة التي تقوم على مفهوم التطوع أولاً وأخيراً، وأن يضموا أصواتهم إلى صوتها، وأن يتكاتفوا معها لنضيء كلنا شمعة في طريق آلام الأطفال المرضى. ولن يتحقق هذا الأمر إلا إذا قام الإعلام بدوره، وأشار إلى أهمية العمل التطوعي الذي يمكن أن يبني مجتمعات بأكلمها. لا بد للإعلام أن يقف وقفة تأمل حقيقية، وينظر بعين الجد إلى كل مؤسسة إنسانية خيرية.

- حققتم الكثير من الأماني، فماذا عن أمنيتكم الشخصية؟
حقيقة ومن دون مبالغة أمنيتي تحقيق أماني كل الأطفال.

- مسيرة إنجازات المرأة في الإمارات حققت الكثير، ماذا تقولون عن ذلك؟ وإلى أين تمتد أحلام ابنة الإمارات؟
منذ عقود والطريق أمام ابنة الإمارات ممهد، والتاريخ شاهد على ذلك. ففي الوقت الذي لم تكن هناك بنية تحتية جيدة أدرك الوالد الشيخ زايد رحمه الله أهمية تعليم الفتاة الإماراتية، وتبوئها مناصب متقدمة، وهذا ما تحقق اليوم على أرض الواقع، فهي اليوم مدرّسة وممرضة وطبيبة ومهندسة ومبرمجة وسيدة أعمال ووزيرة أيضاً وعضو مجلس وطني. إن طموحات المرأة الاماراتية تتطور باستمرار لتواكب متطلبات العصر، ولذا فالجهود متواصلة لتحقيق هذه الطموحات التي تصبو في النهاية لمزيد من المشاركة الفعالة لها في مختلف جوانب الحياة.

- كعضو في مؤسسة أبوظبي للفن والموسيقى، كيف ترون أهمية النشاطات التي تزخر بها أبوظبي لإنسان الإمارات وللمقيمين على أرضها؟
إن الفن بشكل عام يرتقي بروح الإنسان، والنهضة في أبوظبي لم تأخذ بعين الاعتبار العمران فقط، إنما اهتمّت أيضاً بنهضة الإنسان. ومنذ أن بدأ المجمع الثقافي نشاطه أخذ على عاتقه دعوة المثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب والموسيقيين، فأضفى على أبوظبي مسحة مختلفة أسست لحركة ثقافية جميلة. واليوم نرى أن أبوظبي وضعت مشروعها الثقافي في مقدمة مشروعاتها المتميزة، فأسست مهرجان الموسيقى الكلاسيكية، واستقدمت أهم الفرق الموسيقية العالمية، وكل ذلك من أجل إغناء المشروع الثقافي الإماراتي.