عمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة منذ وقت طويل وبذل كل مالديه من طاقة ووقت وجهد لتحقيق الأهداف المرجوة من دمج المعاقين ذهنياً مع فئات المجتمع المختلفة، والوصول بهم إلى الشعور بالكمال النفسي، والقدرة على تجاوز إعاقاتهم والتنافس مع الآخرين وتحقيق الانجازات والبطولات التي تُدخل السعادة في نفوسهم ، «لها» التقت رئيس الاولمبياد الخاص السعودي والأمين العام للاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور ناصر بن عبد العزيز الصالح الذي حدثنا عن  الأولمبياد الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومشاركة المعاقين ذهنياً من الأطفال واليافعين من السعودية متنافسين مع أتراب لهم من 23 بلداً.


- ماهي رؤيتكم لعملية دمج المعاقين ذهنياً في المجتمع السعودي؟
هو الهدف الذي نسعى إليه في كل ما نقوم به ونقدمه لهذه الفئة الغالية، وهو ما تسعى إليه كل الجمعيات والدراسات والبحوث التي تجرى من أجل دمج هذه الفئة في فئات المجتمع المختلفة. حتى أن البحث الذي أعمل عليه لنيل درجة الدكتوراه كان عن «دور الرياضة في دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في فئات المجتمع».
ومن خلال الدراسة التي أجريت خلال عامين وطبق فيها المنهج العلمي وشملت المراكز الرياضية التي تعنى بهذه الفئة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، توصلنا إلى أن أقصر الطرق لتحقيق هذا الهدف هو الرياضة. فالرياضة في جوهرها  هي مجموعة من الخبرات وتضمن التنقل بين بيئات مختلفة وأماكن مختلفة والاحتكاك بأشخاص مختلفين قبل الوصول إلى المنافسة الرياضية التي هي وسيلة لتحقيق كل هذه التصرفات والأفعال وليست غاية بحد ذاتها.

- هل لك أن تحدثنا عن اتحاد المعاقين السعوديين وماذا قدم لفئات المعاقين ذهنياً؟
هذا الاتحاد أنشئ بقرار من المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد في مطلع التسعينات، ويرأسه اليوم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي يولي هذه الفئة جل اهتمامه وعنايته. وهو اتحاد يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة بكل فئاتهم لا بذوي الإعاقة الذهنية فقط. فالاتحاد أو اللجنة شبه الأولمبية السعودية بمسماها الجديد تشرف على أربع فئات هي لذوي الإعاقات البصرية والحركية والشلل الدماغي بالإضافة إلى الذهنية.
كما تضم عشرات الألعاب الرياضية التي تقام فيها منافسات على طول العام وهي: كرة السلة، كرة القدم، الكرة الطائرة من الجلوس، كرة الهدف، رفع الأثقال، تنس الطاولة، ألعاب القوى، كرة الطاولة للمكفوفين، السباحة، البوتشي.
ولله الحمد هذا الاتحاد من الاتحادات الناجحة، خاصة أننا حققنا انتصارين في بطولة كأس العالم لكرة القدم وحصلنا على الميدالية الذهبية. إضافة إلى كوننا أصحاب أول ميدالية ذهبية على مستوى المملكة العربية السعودية في بكين عام 2008.  كما نملك سجلاً من الانجازات الذهبية العالمية والقارية والعربية والخليجية بفضل من الله وبدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأعلى لمجلس الإعاقة في المملكة وسمو ولي عهد وسمو النائب الثاني والدعم السخي الذي نجده من الرئيس العام وسمو نائبه.

- هل هناك متطوعون ومتطوعات في خدمة المعاقين ذهنياً؟
جميع  مَن  معنا سواء في التدريب أو الإداريين أو أعضاء مجلس إدارة الاتحاد هم من المتطوعين. لدينا خمسة عشر مركزاً رياضياً في مختلف مناطق المملكة العاملون فيها هم من الأخوة المتطوعين الذين يتشرفون بخدمة هذه الفئة الغالية. والمتطوعات موجودات في العديد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بهذه الفئة. وهناك تنسيق دائم بين الاتحاد وبين هذه الجمعيات عند إقامة برامج مختلفة لهذه الفئة خاصة في الأيام المحددة للاحتفال بالمعاقين من قبل الأمم المتحدة أو في إقامة البرامج الرياضية والاجتماعية على مستوى المملكة بما يتوافق مع شريعتنا السمحة.

- كيف تغيرت نظرة المجتمع إلى المعاق ذهنياً بفضل المسابقات الرياضية؟ وما هو عدد مشاركاتكم في هذه المناسبات الرياضية محلياً وخارجياً؟
الحمد لله أن هذه الفئة أصبح يشار إليها بالبنان بفضل إنجازاتها وتفوقها. والواقع أن المعاقين ذهنياً نافسوا الأسوياء، بل لا أبالغ إذا قلت إنهم تفوقوا عليهم في الانجازات العالمية.
حتى أن هناك الكثيرين ممن كانوا يخافون على أبنائهم ولا يعلنون عن إعاقتهم اختلفت نظرتهم. وأذكر موقفاً لأسرة شارك ابنها لأول مرة في بطولة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معنا في الاولمبياد الخاص في تونس، وحين حصل على ميدالية وشاهدته عائلته وشعرت بفرحته وإحساسه بتفوقه على نفسه وعلى إعاقته لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من البكاء من فرحتهم بما حدث .
أما عن المنافسات التي نشارك فيها في الداخل فنحن نضع برنامجاً من المنافسات والتدريب بين مراكز الاتحاد الخمسة عشر في عشر منافسات رياضية، والبرنامج يمتد ثمانية أشهر.
أما عن المنافسات الخارجية، فالاتحاد عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، كما أنه عضو في جميع اللجان الدولية والعربية والخليجية، ونحن نشارك في كل المسابقات الرياضية التي تشرف عليها هذه اللجان.

- ما هي أعمار المشاركين في هذا الاولمبياد الخاص؟ وهل كان هناك مشاركة نسائية؟
نحن نستقطب جميع الأعمار. كما أن برنامج الاولمبياد الخاص يقدم مبادرات للأسر لمرافقة أبنائها في المناسبات الرياضية. والرياضة النسائية ليست موجودة ضمن برنامج الأولمبياد الخاص السعودي وإن كانت موجودة في الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها نساء. وتقام مبادرات رياضية على غرار مبادرات الأولمبياد الخاص السعودي تحت إشراف نسائي بالكامل .

- من هم أبطال السعودية في الاولمبياد الخاص؟ وماهي الرياضات التي حصلت المشاركة فيها؟
لا أستطيع أن أعد البعض واغفل البعض، فنحن لدينا الكثير من الأبطال في الأولمبياد الخاص، وشعارنا فيه «اللهم دعني أفوز فأن لم استطع فيكفيني شرف المحاولة». ومن يتشرف بالمحاولة هو بطل بالنسبة إلينا. لذلك كل من  يتفوق على إعاقته هو بطل لدينا وكلهم أبطال بالنسبة إليّ وكلهم أصحاب إنجازات... والألعاب التي يمارسها ذوو الإعاقة الذهنية في المملكة تحت إشراف الاتحاد هي ألعاب القوى،m كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة، السباحة ورفع الأثقال.

- ما هي البرامج التي قدمتها مبادرة الاولمبياد الخاص للمشتركين؟
هي كثيرة، فهناك مبادرات ألأسر التي تُعنى بتثقيف الأسر وتبادل التجارب. وهناك مبادرة التدريب التي تعنى بمن يعملون مع هذه الفئة، ومبادرات البحوث والدراسات والمبادرات الإعلامية ومبادرات المرافقين والمبادرات الصحية والطبية التي تعنى بتثقيف هذه الفئة...


يسعى الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى:

• رفع مستوى ذوي الاحتياجات الخاصة وزرع الثقة في نفوسهم وإتاحة الفرصة لهم للإندماج مع الآخرين في المجتمع.
• توسيع قاعدة الألعاب الرياضية التي يشرف عليها الاتحاد بين فئات المعوقين المختلفة في جميع أنحاء المملكة .
• الارتقاء بمستوى المنافسة محليا وإقليمياً.
• تسهيل فرص ممارسة الألعاب الرياضية لجميع فئات المعوقين.
• تطوير الكفاءات الفنية لمنسوبيه عبر إقامة الدورات التدريبية للمدربين والحكام للرقى بالمستوى العام للمعوقين والوصول بهم إلى مستوى الدول المتقدمة.
• تنظيم البطولات المحلية والخارجية.
• الإشراف على العديد من مراكز التدريب لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة.
• تأهيل اللاعبين لتمثيل مناطقهم في البطولات المحلية لينطلقوا منها إلى البطولات الإقليمية والعربية والدولية.

- من هم المعاقون ذهنياً؟
هم الأشخاص الذين يقل مستوى أدائهم الوظيفي العقلي عن متوسط الذكاء بإنحرافين معياريين، ويصاحب ذلك خلل واضح في السلوك التكيفي. ويظهر الخلل منذ الولادة وحتى سن الثامنة عشرة. واعتُمدت في تقسيم الإعاقة نسبة الذكاء بناءً على اختبارات الذكاء مثل :اختبار استانفورد - بينيه و اختبار وكسلر للذكاء. يقسم المعاقون ذهنياً أربع فئات :
1- فئة التخلف العقلي البسيط: وهم الأفراد الذين يحصلون على نسبة ذكاء تتراوح مابين 55 و70 في اختبارات الذكاء.
2- فئة التخلف العقلي المتوسط: وهم الأفراد الذين يحصلون على نسبة ذكاء تتراوح مابين 40 و55 في اختبارات الذكاء.
3- فئة التخلف العقلي الشديد: وهم الأفراد الذين يحصلون على نسبة ذكاء تتراوح مابين 25 و40 على اختبارات الذكاء.
4- فئة التخلف العقلي الحاد: وهم الأفراد الذين يحصلون على نسبة ذكاء متدنية جداً تقل عن 25 في اختبارات الذكاء.

وتعود أسباب الإعاقة إلى العوامل الجينية كانقسام الخلية الجينية والقماءة أو صغر حجم الجمجمة ، والعوامل غير الجينية مثل: الأشعة والحصبة الألمانية وتعاطي العقاقير أثناء الحمل وإدمان تناول الكحول والأمراض المزمنة عند الأم والولادة المبكرة. هناك أسباب بيئية: مثل المواد السامة وسوء التغذية.

ويميل معدل النمو الجسمي والحركي للمعوقين عقلياً إلى الانخفاض بشكل عام، وتزداد درجة الانخفاض بازدياد شدة الإعاقة، فيلاحظ أن المعوقين عقلياً أصغر في حجمهم وأطوالهم من أقرانهم غير المعوقين. وتصاحب درجات الإعاقة الشديدة في غالب الأحيان تشوهات جسمية خاصة في الرأس والوجه، وفي أحيان كثيرة في الأطراف العليا والسفلى. كما أن حالتهم الصحية تتسم بالضعف العام مما يجعلهم يشعرون بسرعة الإجهاد والتعب. 
وفي الصفات العقلية لا يستطيع المتخلف عقليا استخدام المحسوس. ولديه قصور في القدرة على التعميم، وضعف في القدرة على التذكر والتركيز.

أما الصفات الاجتماعية والانفعالية فتتوقف على نوع التفاعل الذي يحدث بين المتخلف عقلياً وبيئته. ويتصف المعاقون عقليا بعدد من الصفات كالعدوانية والانطواء والسلوك التكراري والتردد والنشاط الزائد وعدم القدرة على ضبط الانفعالات وعلى إنشاء علاقات اجتماعية فعّالة.
وأخيراً يتصف المعاقين عقلياً ببعض الانحرافات القوامية بسبب ضعف اللياقة العضلية، كما يتصفون بالقصور في التوافق العضلي العصبي،كما أن لديهم ضعفاً عاماً في عناصر اللياقة البدنية والحركية.