'الزواج المدبّر' في السعودية

المملكة العربية السعودية, الزواج المدبّر

17 مايو 2011

لم تتوقَّف بعد عادات الزواج التقليدي في السعودية خصوصاً اذا  كان بعض الشباب في حالة سفر إما للدراسة أو للعمل في الخارج.
فهذا ما يدفع كثيراً من الأمهات للعمل على تزويج أبنائهن من فتيات إما من العائلة، أو عن طريق الخطبة العربية التقليدية.
«لها» التقت عدداً من المعنيات بهذه الحالات لتلقي الضوء عليها فكانت هذه الشهادات.



زواج مدبَّر
بعد فشل الزواج من أجنبية


لبنى محمد (27 سنة) إحدى الفتيات اللواتي تمت خطبتهن عن طريق والدة العريس بشكل تقليدي بحت، اذ ان العريس يعمل في الولايات المتحدة وسبق أن تزوج من المدينة التي يقيم فيها، إلا أن زواجه كان فاشلا كما أوضحت العروس الجديدة، ونتج عنه طفل يحمل الجنسية الأميركية تقول لبنى: «كنت في البيت حين قالت والدتي إن سيدة تود زيارتنا لأن ولدها يبحث عن عروس، وبالحديث مع والدتي تبيّن أن العريس يعيش في أميركا، ولا يريد أن يكرر الزواج من أجنبية فطلبت من والدته البحث عن عروس بمواصفات عربية مئة في المئة».

وتضيف: «حضرت الأم ومعها ابنتها وتعرفتا علينا، وبعد أسبوع اتصلت لتقول أنها وولدها ينتظران تحديد موعد لهما لزيارتنا بعد أن نلت الرضا من الأم. وبالفعل قررنا أن نحدد الموعد، بعد أسبوع لأنه سيحضر إلى السعودية في إجازة».
 وعن هذه الطريقة الخاطفة والسريعة في الزواج أشارت لبنى الى أن الطريقة التقليدية في الزواج للشباب المغترب أصبحت أكثر انتشارا لأن البعثات الدراسية في السعودية آخذة في التوسع ما يجعل كثيراً من الأمهات ينتهجن هذه الطريقة من باب المحافظة على أولادهن من الانفلات والفتنة.

وبعد الرؤية الشرعية بين العريس ولبنى، قررت هذه الانضمام إلى ركب الزوجات المسافرات إلى الخارج لتحقق بذلك هدفا آخر وهو استكمال دراستها. تقول: «لم أمانع أن زوج المستقبل كان له تجربة سابقة نتج عنها طفل، فالمهم أن تكون الأخلاقيات هي المركزية في الموضوع، ولكن تبقى الصعوبة في اكتشاف الشخصية لأن الشخص غير موجود في السعودية ومن الصعوبة السؤال عنه وعن حياته، ولكن يبقى الزواج قسمة ونصيباً».

في الجهة المقابلة وبالحديث مع والدة العريس أم فارس قالت: «فهد ليس الابن البكر لي، بل هو الثالث بين أبنائي. قرر السفر إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته ثم قرر العيش هناك، خصوصا بعد أن اقترن بزوجة من المدينة التي كان يعيش فيها. إلا أن الانفصال كان مصير الزواج، مما جعلني  أتدخل على وجه السرعة لاختيار زوجة عربية ترضى بالعيش مع ولدي في الخارج، وبالفعل حصل لي ما أردت».

ورأت أن الزواج التقليدي لا تشوبه شائبة طالما أن الزوجة من بيت أصل ونسب، وتستطيع أن تسعد ولدها وابنه. ولفتت الى أن معظم الأمهات ينتهجن هذه الطريقة للمحافظة على أولادهن من الخوض في المحرمات على حد قولها.


حصانة من الإنفلات

من جانبها تحدثت أم محمد الخالد والتي حصل ولدها على بعثه لاستكمال دراساته العليا في الإدارة والاقتصاد  قائلة: «سافر محمد لاستكمال درجة الماجستير في فرنسا قبل سنتين، إلا أنه طلب الارتباط بزوجة بعد مكوثه هناك مدة عام كامل، وعندما قرر الارتباط بدأت أبحث له عن فتاة تتلاءم مع تفكيره وأسلوبه في الحياة».

وعما إذا كانت تشجع الزواج المدبر للأولاد المبتعثين إلى الخارج أضافت: «صدقا هذا الزواج له جانب من الصحة لأنه يعف الطالب من الانفلات الأخلاقي، أو على الأقل يحد منه. ولكن المشكلة تقع بعد الانتهاء من البعثة الدراسية اذا كانت العروس لا تتوافق مع طبيعة الشاب مما يجعل الزواج فاشلاً بكل المقاييس».

ولفتت أم محمد الى أن زواج ولدها، وهو البكر، كان بناء على طلبه الشخصي مما جعلها تبحث عن مواصفات الفتاة المناسبة لولدها حتى لا يكون مصير زواجه الفشل.


سوزان المشهدي: الزواج المدبر للمبتعثين لا يحل مشكلة وقد يزيد من نسبة الطلاق


من جانبها، رأت الاختصاصية الاجتماعية والكاتبة سوزان المشهدي أن لهذا الزواج حدين وعلى كل أم أن تأخذ بعين الاعتبار كل الايجابيات والسلبيات في الموضوع، قائلة: «تعمد الأم إلى هذا النوع من الزواج لتصورها أن ولدها قد ينزلق في علاقات غير شرعية نظرا لاختلاف الثقافات بين مجتمعنا والمجتمع الخارجي.

ومعظم الأمهات أيضا لا يقدرن أن الزواج مبني على أشياء أخرى منها التكافؤ الثقافي والفكري، والانسجام والفهم المشترك للزواج. فما يحصل أننا غطينا جانباً مهماً وأغفلنا جوانب أخرى. وفي كثير من الحالات يتم الزواج دون النظر إلى سن المبتعث، ومهاراته الشخصية، وانجازاته الفعلية، مما يجعل زيجات كثيرة من هذا النوع تنتهي بالطلاق وتفكك الأسرة وتشرد الأطفال».

وأضافت: «على الأم أن تجعل ولدها من يقرر في شأن العروس ومن وجهة نظره هو، وليس من خلال ما تطلبه هي في عروس ابنها»، لأن الزواج بالدرجة الأولى هو احتياج من الشاب وليس قراراً للأم.