حسين المنصور: أموال الفن ليس فيها بركة ومحسودة!

حسين المنصور, الكويت, فنانون كويتيّون

22 مايو 2013

حسين المنصور فنان له حضور خاص، تميّز بهدوء طلّته على الشاشة عبر مجموعة من الأدوار الرومانسية التي بات يرفضها في الفترة الأخيرة ليكشف وجوهاً فنية أخرى قدمها من خلال مجموعة من الأدوار الشريرة، وهو مقل دوماً في أعماله لأنه ينتظر العمل المميز ويرفض أن يكون حضوره في الدراما تحصيل حاصل.
رياضي حنون على أبنائه، يستمع بفنه... يحضّر لمجموعة من الأعمال المميزة ليطلّ بها خلال شهر رمضان المقبل. التقيناه ليحدثنا عن جديده.


- ماذا تحضّر للفترة المقبلة؟
انتهيت حاليا من تصوير دوري في المسلسل الدرامي الاجتماعي الجديد «حبيبة» وهو مأخوذ عن قصة الروائية علياء الكاظمي، سيناريو وحوار أسمهان توفيق، إخراج باسل خطيب، وأجسد خلاله دوراً جديداً ومميزاً لإنسان مكافح.
الدور مركب واستهواني جدا، حتى طلتي ستكون مختلفة لأن المخرج لعب كثيرا في ماكياج وجهي. يشاركني البطولة نخبة من نجوم الدراما الخليجية ومنهم أسمهان توفيق، فاطمة الحوسني، زهرة عرفات، شهد الياسين، عبدالله بهمن، ومجموعة كبيرة أخرى من نجوم الشباب.
أيضا انتهيت من تصوير مشاهدي في المسلسل الاجتماعي الإنساني «وتستمر الأيام» إنتاج مجموعة السلام الإعلامية، قصة الدكتور بشير الرشيدي، سيناريو وحوار هديل المرجان، منتج فني عبد العزيز المسلم.
دوري في هذا العمل مختلف تماما عن «حبيبة» بل يعتبر عكسه لأني سأكون مثالاً للإنسان الذئب الأناني الجشع.

- لماذا أنت مقلّ في أعمالك؟
نظراً إلى أزمة النصوص التي نعانيها، فنادرا ما أجد دوراً يناسبني، وكل الموجود على الساحة من أعمال ما هو إلا قصص مكررة بمعالجات مختلفة.
وأنا ارفض هذا التوجه لأنه دليل على الإفلاس الفكري فنحن نعاني من قضايا اجتماعية وانسانية عدة لكن للأسف دائما تجد الرقابة واقفة لك بالمرصاد، ويتحججون بأسباب واهية كثيرة،
فنحن كفنانين نعلم ما لنا وما علينا، وأنا كفنان عمري ما تعديت الخطوط الحمراء في أعمالي ولا تجاوزت الرقابة. لكن أتمنى أن يعطونا الفرصة لكي نبدع، فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة وأتمنى عليهم أن ينظروا إلى الأعمال العربية التي لا تعرف أسقفاً معينة.
لذا قررت ألا تكون طلتي على الشاشة بعمل «سلق بيض» أو من خلال قضايا متهالكة. إنما سيشهد هذا العام وجودي في أكثر من عمل درامي، منها واحد مع النجمة سعاد عبدالله والأخر مع هدى حسين.

- وما سر ارتباطك بالعمل مع النجمة سعاد عبدالله تحديداً؟
سعاد فنانة كبيرة وشرف لأي فنان الوقوف أمامها، وشهادتي فيها مجروحة، فأنا اعترف بأن سعاد عبدالله غيرت صورتي في الدراما عبر محطات فنية كثيرة جمعتنا، فهي توظفني في الأدوار التي تليق بي وتبرز طاقتي الفنية.
لذا لا أتردد في مشاركتها في أي عمل وانتهز هذه الفرصة لأقول لها حمدا لله على سلامتك و»ما تشوفين» شر أبدا أم طلال بعد الأزمة الصحية التي مرت بها أخيراً.

- هل تعاني مشكلات معينة مع المنتجين الآخرين؟
لا، فجميعهم أصدقاء وأخوان دنيا والعيب ليس فيهم بل في الرقابة، وهم مشكورون، دائما يرشحونني في أعمالهم ويحترمون تاريخي الفني واسمي. لكن أنا الذي يرفض في الكثير من الأحيان.

- ما سبب بعدكم كشركة سفن ستايل عن الإنتاج؟ الم تخشَ من أن يختفي أسماء أولاد المنصور من الساحة الإنتاجية؟
للأسف لم تعد شركة سفن ستايل كما كانت منذ وفاة أخي عبد العزيز المنصور، وحينما فكرنا في العودة مجددا توفي منصور المنصور. فنحن لا نستطيع أن نعمل بمعزل عنهما رغم إيماني بأن دوام الحال من المحال، ولا بد من استمرار الأيام.
لكن فقدنا لهما أثر بي وبأخي محمد، بالإضافة إلى عدم وجود النصوص المميزة التي تشجعنا على العودة، مثلما ذكرت في السابق. فالسوق الإنتاجي أصبح حكراً على تجار الفن، ناهيك بأننا كنا ننتظر تعافي تلفزيون الكويت من الغيبوبة التي بات فيها لكي نتعاون معه، لأن الأَولى بنا كمنتجين كويتيين تلفزيون الدولة، كما أن وجود جملة «إنتاج تلفزيون الكويت» فخر لنا.
التلفزيون يشتري عروضاً فقط بمبالغ كبيرة، وهو باستطاعته أن ينتج بهذه المبالغ ويدعم بها الشركات الكويتية، خصوصاً الشركات التي يقوم عليها فنانون لهم خبرة ويخشون على تاريخهم مثل عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبد الله وعبد العزيز المسلم وأولاد المنصور.
أما مسألة اختفاء أسمائنا من الساحة فصعب جدا ولذلك نحضر حاليا على نار هادئة أنا ومحمد لعمل مميز جدا أتمنى أن يخرج إلى النور.

- متى سنشاهدك وأخاك الفنان محمد المنصور في عمل واحد؟
قريبا جدا إن شاء الله فنحن نحضر معاً لعمل عنوانه «عزيز النفس» سينتجه لنا خصيصا المنتج باسم عبد الأمير.

- هل تصالحت والمخرج محمد دحام الشمري بعد سلسلة القضايا بينكما؟
محمد دحام «أخو دنيا» رغم خصامنا، لكن خلافي الحقيقي مع عامر جعفر وليس مع محمد دحام الشمري الذي تربيت معه وتعلمنا معاً على يد أخي عبد العزيز. إنما اعتب عليه في عدم سؤاله عني وانقطاعه عن التواصل وأقول له ما هذه القسوة يامحمد؟!

- البعض يردد أن الفن لايوكل خبزا فهل تؤيدهم؟
نعم للأسف فنحن نكد ونتعب ولدينا التزامات ونصرف على أولادنا وبيوتنا، وفلوسنا محسودة، فأنا اختلف مع كلام عمي الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا الذي قال «من الذي يقول أن الفن لا يوكل خبز».
أقول له والله يا عمي لا يوكل خبزا، عندنا مسؤوليات كثيرة فيأتي الدينار باليمين ويذهب باليسار، أموالنا ليست فيها بركة. لكن السياسة حاليا هي التي تطعم خبزاً وشهداً.
أنا أتحدث عن الذين يجلسون على الكرسي الأخضر في مجلس الأمة، فهم الذين يُدفع لهم، إنما نحن فغلابة.

- لماذا لم ترشح نفسك للانتخابات؟
الله خلقني فناناً فقط، هذا مجالي، لكني لست ضد ترشيح الفنانين لأنفسهم في الانتخابات النيابية ليتفرغ لخدمة شعبه.