أحمد حلمي: عادل إمام أسطورة ويُشعرني بأني لم أمثّل في حياتي

أحمد حلمي, مصر, السينما, مسرحية, Arabs Got Talent, الشخصية

29 ديسمبر 2013

منذ 20 عاماً انطلق، من الشاشة الصغيرة ومع الأطفال، ويرى أن أروع الكوميديا تصدر عنهم لأنها حقيقية وعفوية. يعشق السينما وبالعودة إلى المسرح يحلم... أورث ابنته الموهبة الفنية ولا يمانع دخولها هذا العالم شرط ألاّ تُحرم من طفولتها.
لعب دور المنقذ بتبنّيه بعض المواهب التي شاركت في برنامج Arabs Got Talent 3 الذي كان فيه حكماً. وانتقد تقويم البعض من زملائه في اللجنة معتبراً أنه تشابه مع ناصر القصبي في «الرأفة والرحمة». بالحديث عن النجم الكوميدي أحمد حلمي، نسترجع أبرز المحطات الفنية التي مرّ بها، نكشف عن مشاريعه المستقبلية ونفشي جزءاً من أسراره...


يصف حلمي تجربته كعضو في لجنةArabs Got Talent التحكيمية بالممتعة، ويعتبر أن أروع ما فيها كان أنه اكتشف مع الحكّام والجمهور هذه المواهب وماذا ستفعل كل منها، فمنذ بداية الموسم وحتى نهايته، كان يعيش حالة من الترقّب.
وعلى المستوى الاجتماعي، يشير إلى أن مشاركته في إطلاق المواهب ودعمها عمل جميل في حدّ ذاته، فقد فتح الباب أمام المواهب لتشاركه بعضاً من أعماله في السينما والتلفزيون والمسرح، بعد أن أوصلها البرامج إلى كل فئات المجتمع.

يقول: «وجودنا في اللجنة كنجوم وأصحاب خبرات، شكّل دافعاً أمام المواهب لتشارك وتُبرز مواهبها أمامنا سواء كانت تحبّنا أو لا. فلكل منّا مدرسته ولكل منّا طريقته في الحكم، وأنا اخترت أن أبقى كما أنا، حاولت أن أبقى عادلاً وأن أوجّه المواهب إلى الطريق الصحيح، بلا تجريح».

ومن أبرز الأمور التي جذبته للمشاركة في البرنامج كان التاريخ الكبير الذي تتمتع به mbc، «القناة المحترمة والمحترفة والأهم عربياً». فأول ما يهتم به حلمي في عمله هو الطرف الآخر الذي سيتعاون معه، مع mbc اطمأن خصوصاً أنه كان للبرنامج تجارب سابقة ناجحة.

أحمد حلمي بديل ناصر القصبي! وماذا عن الغيرة؟
عندما تفاوضت معه mbc، أخبروه منذ البداية بأن علي ونجوى وناصر في اللجنة وأنه لن يحلّ محل أي منهم. وعندما انضمّ إليهم، لم يختلف رأيه عن رأي ناصر يوماً، ربما لأنهما ممثلان، فهما ينظران إلى الموهبة من النافذة ذاتها ويدركان ماذا تخبئ في داخلها.
كما كان للسنوات الـ10 التي عاشها حلمي في السعودية، تأثير على علاقته بالقصبي، ويعتبران أن مسألة الغيرة الفنية ليست موجودة إطلاقاً في قاموسيهما، فقد تخطّت علاقتهما هذه الحدود ولم يسرق أحد منهما الأضواء من الآخر.
لكل منهما شخصيته، «لازقين في بعض» حسب قول حلمي، يديران الحلقة بتعليقاتهما، بأخذهما وردّهما، ويتنافسان معاً لمصلحة البرنامج.
وعن إمكان تعاونه مع ناصر في عمل فني مُرتقب، قال حلمي: «لمَ لا يكون هناك نوعان من التعاون الفني بين ناصر القصبي وبيني، بحيث يكون أحدهما تلفزيونياً والآخر سينمائياً؟! وبذلك يجذب كل منّا الآخر إلى عالمه الفني، ويكون الجمهور العربي هو الفائز الأكبر والمستفيد الأول من ثمرة هكذا تعاون».


مفاجآت مسرحية ووعود سينمائية

«عيب عليّ أن أعمل كده»، يقول حلمي، ويلوم نفسه لأنه لم يقدّم سوى مسرحية واحدة فقط، حملت عنوان «حكيم عيون»، على الرغم من أنه خريّج مسرح. يعيش حالة من الاشتياق للوقوف أمام الجمهور، لكي يتواصل مع الناس مباشرة. ويكشف أن حلم حياته هو تقديم الأعمال المسرحية، مشيراً إلى أن حالة المسرح في مصر «تعبانة» والعمل في هذا المجال صعب جداً.
وكشف مشروعاً ضخماً شبيهاً بالعمل المسرحي، له ثيمة معيّنة ويتضمّن عدداً من النقاط يتناولها حلمي بأسوب مضحك، يحضّر لتنفيذه مع مجموعة mbc بعدما كشف لها مشاريعه الفنية وخططه فرحّبت بأفكاره واقترحت عليه التعاون في هذا المشروع.

يصف حلمي العمل المنتظر بأنه مجموعة استعراضات كوميدية مباشرة ضخمة Stand Up Comedy، سينضمّ إليه فيها عدد من الوجوه الفنية، مشيراً إلى أنه سيستغلّ المواهب التي ظهرت في Arabs Got Talent، التي برزت منها والتي خرجت باكراً، للمشاركة في هذه العروض التي ستجول البلاد.
فيكون المنقذ لهم بتبنّيه أكثر من موهبة لم يحالفها الحظ في التأهل أو الفوز، بعدما أعلن في إحدى الحلقات تبنّيه موهبة «حجي»، ووعد الطفلة نور عثمان بعمل مشترك.
وحين سألناه عن مدى جديّة عروضه هذه، أكّد لنا أنه لا يتّخذ قراراً ويتراجع عنه، مشيراً إلى أن حجّي ونور سيشاركان معه في أعماله المقبلة... كما أشاد بقدرات بعض المواهب الراقصة وأبدى رغبته في دعمها وفي طليعتها محمد بيومي وكاريمبو وفرقة «شيريفيان تروب» وأحمد حبشي.
وفي الأسبوع الأخير من النهائيات، توقع أن يذهب لقب Arabs Got Talent 3 إلى الفن التشكيلي الذي مثّله الفلسطيني محمد الديري، مثنياً على موهبته وآملاً منه أن يهديه لوحة الفنان الراحل وديع الصافي التي رسمها الديري في نصف النهائي ليعرضها في منزله.

هل تمنّى حلمي أن يكون له أخ توأم يوماً؟! وهل هو رجل شكّاك؟
أدى أدوار ثلاثة توائم في فيلم «كده رضا»، ويؤكد أنه لم يتمنَّ يوماً أن يكن لديه توأم، معرباً عن حبّه الكبير لأخيه الذي يكبره بسنتين وأخته التي تصغره بسنتين.
وفي العام 2013، تحوّل حلمي إلى رجل شكّاك متسلّط، شكّ في زوجته وابنته وفي كل الناس، لدى تأديته دور «رؤوف» الذي لا يشبهه أبداً في الواقع، في فيلم «على جثتي».

بداية مرعبة مع شيرين...
لعب أول دور بطولة مطلقة في مسيرته التمثيلية عام 2003 في فيلم «ميدو مشاكل» إلى جانب النجمة شيرين عبد الوهاب.
ويصف هذه الخطوة بأنها «البداية المرعبة»، كونها مفترق طريق، إما أن يتابع فيه أو يبتعد عنه. فيما تعتبر شيرين أن هذه التجربة لم تكن ناجحة ولم تعجبها ووصفتها بالـ «فاشلة».
ويرى حلمي أن الفيلم كان فيه استعجال من كل النواحي وأن الوقت كان ضيقاً جداً أمام شيرين لتتمرّن وكان من واجب المخرج أن يهتم بتدريبها أكثر، علماً أن العمل لم يضرّ بها ولم يكن نقطة سوداء في مشوارها الفني.
واعتبر أنه الوقت المناسب لكي تكرر شيرين التجربة التمثيلية، مشيراً إلى أنه من عشاق برنامج the Voice الذي تشارك فيه شيرين كمدربة لأحدى الفرق المشاركة.

بين أنغام وشيرين
«شيرين حبيبتي... من أجمل الأصوات التي سمعتها، أشعر بصوتها مهما كانت حالتي، وأراها في «بلكونات» مصر الجديدة، في الباصات وفي السيارات الفخمة، في الزوايا الراقية وفي الشعبية منها، لهذا السبب شيرين هي الفنانة الأقرب إلى الناس.
أنغام هي «المزاج»، تملك صوتاً رائعاً وإحساساً عالياً جداً وأنا من أشد المعجبين بها، أحبها كثيراً وأسمعها عندما أكون في مزاج خاص.
هي فنانة انتقائية تختار أغنيات معينة، هي تحبّها، وقد أسست لمدرستها الفنية الصعبة كما فعلت الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، وتحاول حفر اسمها وفنّها من ذهب في هذا الزمن».

«28 حرف»...
مال حلمي إلى الكتابة في صغره، ألّف بعض الكتابات واحتفظ بها لنفسه، ثم نشر العديد من المقالات في الجرائد، إلى أن حوّلها إلى كتاب أطلق عليه عنوان «28 حرف»، وقد لاقى هذا الكتاب أصداء إيجابية وكان تجربة ناجحة جداً بالنسبة إليه.
وفي الوقت الحالي، يتحضّر لإصدار ثاني كتبه، «كتاب مجنون» كما يصفه، يتناول مواضيع وتجارب شخصية، بين الحقيقة والخيال، بأسلوب مختلف يمزج بين اللغة العامية واللغة الفصحى. كما يتضمّن لغة الحوار ويوجّه رسالة عبره، وهو الآن في مرحلة انتقاء الأحداث التي صادفته في حياته ويحاول كتابتها برويّة.

الأطفال... مصدر الكوميديا
عمل في بداياته مخرجاً لبرامج الأطفال وتربطه بهذا الجيل علاقة مميزة، يحبهم لأنهم على طبيعتهم ولا يعرفون «اللفّ والدوران». ولأنه يحب الكوميديا، يرى أن أروع الكوميديا تصدر عن الأطفال لأنها حقيقية وعفوية ويعتبر أن كل ما في الطفل هو مضحك.
لا يمانع دخول ابنته «لي لي» (10 سنوات) المجال الفني، شرط ألاّ تُحرَم من طفولتها. فهي موهوبة في الغناء والرقص والعزف، لكنه لا يفكر في أن يظهرها إلى جانبه في أعماله في هذا الوقت، لخطورة هذه المسألة، حتى أن «لي لي» لا تحبّ هذا الأمر.
أما زوجته النجمة منى زكي فتؤيّد رأي زوجها وتثني على ميول ابنتها، وأكثر ما يهمها هو بقاء ابنتها في رداء الطفولة إلى أن تكبر وتختار ما تريد أن تفعل وأي مجال تنوي دخوله، لأن الأضواء مرعبة بالنسبة إليهما.


أضحك الملايين فمن يضحكه؟

يعيش حلمي حالة انبهار بالنجم الكوميدي عادل إمام، يحب مشاهدة أعماله، وهو أكثر إنسان يضحكه ويؤثر فيه تمثيلياً. التقيا الشهر الماضي خلال التصوير، فركض حلمي عليه وصرخ، وتشابهت ردة فعله مع ردات فعل المعجبين.
صحيح، فهو معجب، بل أكثر من ذلك، يقول حلمي «عندما أرى عادل إمام، أشعر بأني لم أمثّل في حياتي... أما هو فيتابع أعمالي ويحبني كثيراً وعلاقتي به «هايلة» ويقول لي دائماً: «أحترم دماغك وذكاءك وفنّك، حقيقي إنت مركّز وتذكرني بنفسي». له مواقف مذهلة معي.
أحترم هذا الشخص وأعتبره معجزة لم تحدث في العالم كله، حتى في أميركا».

وعمّا إذا كان يعتبر نفسه من مدرسة عادل إمام التمثيلية يقول حلمي: «أنا جزء من مدرسته، مدرسة البساطة القريبة من الناس والبعيدة عن المبالغة والـ over. أميل إلى هذه الكوميديا التي تشبه مدرسة الريحاني والكوميديا السوداء.
لقد أحدث عادل إمام معادلة، ففي هوليوود، الممثل البطل، لا يبقى بطلاً طيلة عمره، وعندما يصبح في سن هذا العملاق، لا ينفّذ أي فيلم دون الاستعانة بممثل شاب، فيما يبقى عادل إمام البطل الأوحد وهو أمر رهيب ومعادلة يصعب الحفاظ عليها، فهو رجل أسطورة، وأتمنى أن أكرّر تعاوني معه بعد فيلم «التجربة الدنماركية».

وإلى جانب أسطورة الكوميديا، تأثّر أحمد حلمي بـ محمد سعد (اللمبي) وأعجب بأسلوبه و«إيفيهاته» الذكية والمضحكة، كما لفت انتباهه أسلوب أحمد مكي في التمثيل، يضحكه أيضاً ويعتبره صاحب مدرسة مختلفة، جميلة و«شيك».


من أنا؟

- من أنت في جملة واحدة؟
من بني آدم.

- أي فصل من فصول السنة يعكس شخصيتك؟
أنا انسان متقلب، تعكس الفصول الأربعة شخصيتي. أحب الشتاء بشكل كبير وأكرهه فجأة. أعشق الصيف وأشتاق إليه، وأكرهه أحياناً بشدة. أحب الخريف وأوراق الأشجار المرمية على الأرض، ولكن بإمكانه أن يصيبني باكتئاب في ثانية. وما أجمل الربيع، إلاّ أني لا أشعر به، يمر مثل العطر...

- نقطة ضعف عندك؟
الظلم، أن أرى انساناً ضعيفاً ومظلوماً أمامي. لو نفّذ أحدهم ضرباً بي وأقنعني بأنه مظلوم، أمنحه حياتي، أبكي وأتأثر. تأثري مبالغ به. أشك أحياناً في أن من يطلب مني الشفقة «الشحّاد» كاذب ولكني أعطيه المال. يمكن أن يكون حبي للأطفال قد أثّر على هذه النقطة. فأنا أشعر بأن الأطفال ضعفاء أحبهم وأحاول رعايتهم.

- نقطة قوتك؟
إحساسي.

- موقف يحرجك؟
أحمل همّ الدخول إلى حفلات زفاف أو إلى أمكنة مليئة بالناس بمفردي، ويمكن لهذا الأمر أن يمنعني من الخروج من المنزل. أحب الهدوء التام، وأجلس بمفردي في أغلب الأوقات.

- هل لديك موهبة مخبأة؟
الرسم.

- ماذا علّمتك الحياة؟
علّمتني أن أعيش، تعلّمت ألاّ يوقفني شيء، وألاّ آخذ كل مسألة على أعصابي. فلو لم نتعلّم من الحياة «يبقى مالهاش لزمة، توقف أحسن...».

- ما هو حلمك الأكبر؟
أحلم بزيارة كل بلدان العالم، وبتقديم عدد هائل من الأفلام. وحلمي الأكبر هو النجاح في إسعاد أكبر عدد من الناس سواء بفني أو بأعمال الخير.
أكثر ما أقدّره في مهنتي كممثل كوميدي، هو أني أضحك الناس، أسعدهم، وأفرح بدوري، هذه الضحكة ترفعني وتزيد ثقتي بعملي وبفنّي.


Arabs Got Talent

رأي حلمي في تقويم اللجنة
ناصر: «أنا زيّ ناصر» في الرأفة وطيبة القلب
نجوى: لا تكسر بخاطر أحد
علي: السفّاح...

 علي ونجوى وناصر بكلمات...
علي هو «البرغل» أي «البيكار»، لأنه الشخص الذي يرسم الحدود في البرنامج
نجوى هي «الشمس» وسط هذه اللجنة المظلمة، «كلنا رجّالة»...
ناصر صاحب القلب الأبيض، انسان طيب جداً وهو «بلسم آلامنا»


4 نقاط تحوّل في مسيرة حلمي الفنية

يعتبر السينما سحراً، يعشقها ويهوى مشاهدتها سواء كان البطل فيها أو لم يكن. لكل فيلم من أفلامه منحى مختلف، ولا يكرّر نفسه من حيث الأدوار والقضايا التي تبنى عليها أعماله التمثيلية، ويعمل جاهداً على جعل المشاهد يشغّل تفكيره أثناء المشاهدة، ويعتبر أن مسيرته التمثيلية مرّت بأربع نقاط تحوّل.

1 من كوميديا إلى كوميديا من نوع آخر في فيلم «كده رضا».

2 من الكوميديا إلى التراجيديا في فيلم «آسف على الإزعاج».

3 من أفلام كوميدية انسانية إلى اتجاه سياسي في فيلم «عسل أسود».

4 التطرق إلى اتجاه فلسفي في فيلم «ألف مبروك».