ياسر المصري: لم أتنازل عن البطولة في مصر

ياسر المصري, مصر, مسلسلات, النجوم, مخرج

12 يناير 2014

بعد سلسلة طويلة من الأعمال الأردنية، وخاصةً البدوية، جاء الفنان الأردني ياسر المصري ليكمل مسيرة نجاحه في مصر، ورغم أن رصيده الفني في مصر لا يتعدى العملين، استطاع جذب الأنظار فانهالت عليه العروض الدرامية والسينمائية.
واجهنا ياسر باتهام البعض له بالتناقض في اختياراته، لأنه يقدم البطولة في الأعمال الأردنية والخليجية، ويتنازل عنها في مصر.
وتحدثنا إليه عن مشاركته في مسلسلي «تحت الأرض» و«توم الغُرة»، وسبب ابتعاده عن العمل مع صبا مبارك.
كما أبدى رأيه في إياد نصار ومنذر رياحنة، وكشف علاقته بالمخرج خالد يوسف، وتحدث أيضاً عن زوجته وحياته الأسرية.


- كيف تصف مشاركتك في مسلسلي «تحت الأرض» و«توم الغُرة»؟
ما تلقيته من ردود فعل على مشاركتي في «تحت الارض» كان في إطار متابعتي للإعلام المقروء وآراء الجمهور وزملائي، وسعدت لأن الجمهور تلقى شخصية الضابط «علي الميري» باهتمام ووعي شديدين، وأعتبر دوري في «تحت الأرض» نقلة فنية كبيرة لي.
أما بالنسبة إلى «توم الغُرة» فهو تجربة جميلة لاقت استحساناً لدى المشاهدين، رغم قساوة العمل فيها من أجواء صعبة، لكن بفضل الله ثم العاملين تحملنا تلك الظروف التي تكللت بالتوفيق، والعمل الآن يُعاد عرضه ويلاقي نجاحاً جديداً.

- وما الذي جذبك لقبول «تحت الأرض» خاصةً أنه التجربة الدرامية الأولى لك في مصر؟
التجديد والبحث عن التجارب المختلفة في كل عناصرها، من تأليف وإخراج وإنتاج وممثلين وفريق العمل المتميز، بالإضافة إلى أن الخوض في عالم الفن المصري في حد ذاته تفوق ونجاح، كما أن شخصية «علي الميري» مركبة وتحتوي على انفعالات كثيرة وأداء الدور كان يحتاج إلى وعي وإدراك لعمق الشخصية.

- هل كان لوجود المخرج السوري حاتم علي تأثير في قبولك هذا المسلسل؟
بالطبع لأن حاتم علي مخرج من الوزن الثقيل في عالم الدراما، وكنت أتطلع للعمل معه منذ أصبح مخرجاً، لأنه يَعِي ماهية الفن، والعمل معه في حد ذاته شرف كبير لي ولأي فنان.

- ألم تخش المشاركة في «تحت الأرض» خاصةً أنه يناقش قضايا حساسة وممنوع الاقتراب منها في مصر مثل أمن الدولة وتفجير الكنائس؟
أنا وقبل أي شيء ممثل، والسيناريو، بما يحمله من وجهة نظر تجاه ما يدور في مصر وقضايا حساسة ممنوع الاقتراب منها، لا يؤثر على قرار الرفض أو القبول، بل صناعة السيناريو كحرفة وترابط أحداثه هو ما يجعلني أقبل العمل أو أرفضه، وقد قبلته لأنه عمل يحتوي على كل عناصر النجاح، والمسلسل يحمل نقاشاً وأسئلة كثيرة، وتعدد وجهات النظر بمجمل الأعمال التي أنتجت يسجل لمصلحة المؤلفين.

- كيف ترى مشاركة النجمة التركية سونغول أودين في المسلسل؟
مشاركتها في العمل كانت من منطلق الضرورة الدرامية أولاً، لكنها في الوقت نفسه نجمة معروفة ويحسب للمنتجة دينا كريم فكرة استقطابها للمسلسل، وأنا مقتنع أن الفن بلا حدود، والاندماج مع الآخر أحد أسباب تطوره. 

- هل واجهت صعوبة في الحديث باللهجة المصرية؟
لا شك أن إتقان اللهجة المصرية يحتاج إلى تركيز عالٍ، ومن حسن حظي أنني تواصلت مع اللهجة المركبة بين الصعيدي والقاهري، بما يخدم الشخصية في الأداء، والحمد لله لم يكن هناك صعوبة رغم ضيق الوقت، وهذا يعود للشركة المنتجة التي وفرت سبل الاحتراف للعمل.

- هل هناك تشابه بين شخصية «علي الميري» الضابط متقلب المزاج وبين شخصيتك في الواقع؟
لا يوجد أي تشابه بين شخصية «علي الميري» وشخصيتي على أرض الواقع، إلا في الجدية والصلابة، وهما الصفتان المشتركتان بيننا، كما أن شخصية علي الميري تميزت باختلافها المطلق مع طبيعة الأدوار الأخرى، وتمتلك نكهة فنية أحببتها، وأتمنى أن أبحث في شخصية متشابهة لها من حيث التركيب والأبعاد النفسية لها.

- هل كان ظهورك بمزيج من الشعر الأبيض والأسود بشخصية «علي الميري» تعبيراً عن تقلب الشخصية؟
المظهر الخارجي يرتبط في الأساس بالحالة النفسية وطباع الشخصية وسلوكها ومكانتها الاجتماعية، وكان الشكل مكملاً لشخصية علي الميري وليس ارتجالياً، وساعد كثيراً في نجاح الشخصية.

- كيف ترى وجود خلطة عربية من الفنانين في «تحت الأرض»؟
وجود فنانين عرب في الدراما أو السينما المصرية ليس بالغريب، فهذا يحدث من وقت طويل، فمصر حاضنة المبدعين ودائماً ما تكون السبب القوي للنجاح والشهرة.

- كيف ترى اختلاف ما قدمته في «تحت الأرض» عما قدمته في «توم الغُرة»؟
الاختلاف كبير بين «توم الغرة» و«تحت الأرض» بكافة التفاصيل الفنية، والعامل المشترك الوحيد بينهما هو المغامرة الحقيقية لتأكيد التنوع والاختلاف في الأداء واللهجة والشكل والمضمون في تناول الشخصيتين، وكأنني أرتدي الأبيض والأسود في الشخصيتين لاختلافهما الكلي في التنفيذ وكل شيء.

- وكيف وفّقت بين تصوير المسلسلين في دولتين مختلفتين؟
بعد انتهائي من تصوير «توم الغرة» انتقلت لتصوير «تحت الأرض»، وكنت متفرغاً له تماماً، ولم يشغلني أي شيء آخر، لأنني قررت التركيز جيداً على العمل حتى تخرج شخصيتي بشكل جيد. 

- هل المشاركة في عملين دفعة واحدة مجازفة؟
المهم ألا تكون المشاركة بأحدهما على حساب الآخر، حتى لا يخسر الفنان مجهوداً بذله في عمل ما، لأنه طالما اتخذ الفنان من البداية قرار القيام بعملين دفعة واحدة فلابد أن يكون قادراً على تحمّل هذه المسؤولية.

- «توم الغرة» يتحدث عن البيئة البدوية ألا ترى في ذلك تكراراً بالنسبة لك؟
لا يوجد تكرار بالأعمال البدوية رغم تشابه البيئة وبعض المفردات بالعادات والتقاليد، إلا أن المضمون مختلف، كالأعمال الصعيدية مثلاً فرغم اختلاف المضمون لكن الملابس واللهجة والعادات متشابهة كثيراً.

- كيف ترى الوجود المكثف للنجوم العرب في الدراما المصرية؟
انتشار الفنانين العرب في مصر هو تكملة لمسيرتهم الفنية، لما تتميز به الدراما المصرية من احتراف وانتشار أوسع لأعمالها على مستوى العالم العربي، كما أن انطباعي الجيد عن العمل في مصر بدأ منذ عملي في فيلم «كف القمر» مع خالد يوسف، حتى عدت مجدداً للعمل في «تحت الأرض»، وكانت التجربتان ناجحتين، وأتمنى العمل مجدداً في مصر.

- لكنك اختفيت عن مصر منذ أن قدمت «كف القمر» فما السبب؟
كنت مرتبطاً بأعمال أخرى خارج مصر، ولم يُعرض عليَّ في مصر العرض المناسب، الذي يجذبني للعودة، لأنني دائماً ما أبحث عن العمل المناسب الذي يستفزني كممثل من أول قراءة له، مثل «كف القمر» و«تحت الأرض»، فهما تجربتان مختلفتان ولاقتا نجاحاً كبيراً.

- ما ردك على من يقول إنك متناقض في اختياراتك الفنية وخاصةً أنك لا تقبل إلا البطولة المطلقة في الأردن وتتنازل عنها في مصر؟
هذا غير صحيح، لأن مشاركتي سواء في «كف القمر» أو «تحت الأرض» كانت بطولة من حيث الدور، ولست مصاباً بمرض البحث عن المساحة في الأدوار التي أقدمها، وهناك قاعدة أسير عليها وتعلّمتها منذ بداية عملي في الوسط الفني، أنه لا يوجد دور صغير وآخر كبير، بل هناك فن رديء وفن راقٍ، ونجاح العمل هو نجاح جماعي وليس فردياً، لأن الفن لعبة جماعية.

- هل تحلم بأن تصبح نجماً أول في مصر؟
الحلم الأول بالنسبة إلي هو تقديم فن هادف وراقٍ، والوصول إلى قلوب المشاهدين في مصر وعقولهم بطريقة مُحترمة وجذابة.

- من تتمنى العمل معهم في مصر؟
الكثير من النجوم والنجمات، منهم يحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي، وهناك أيضاً نجوم عملت معهم من قبل في فيلم «كف القمر»، وأتمنى العمل معهم مجدداً مثل خالد صالح وحسن الرداد. 

- كيف تسير علاقتك بالمخرج خالد يوسف؟
أُكن له كل الحب والتقدير وشهادتي فيه ستكون مجروحة، لأنه من أقرب أصدقائي في مصر، بالإضافة إلى أنه على المستوى الفني مخرج عبقري ومتميز، ويبحث دائماً عن الجديد، ويعرف جيداً الطريقة التي يؤثر بها على عقول المشاهدين، وأتمنى العمل معه مجدداً. 

- لاحظنا تركيزك على الأدوار البدوية منذ بدايتك في الوسط الفني فما السبب؟
البيئة التي أعيش فيها في الأردن ودول الشام متعلقة بالأدوار البدوية، كما أنني أعشق الأعمال البدوية لأنها تخاطب الواقع بمنظور تراثي، وهذا في حد ذاته شيء جيد ومُشرف لثقافتنا العربية.

- وكيف ترى موقع الدراما الأردنية في مواجهة المصرية والخليجية؟
الدراما الأردنية متميزة وتحاول الحفاظ على هويتها بين الدراما المصرية والخليجية والعربية بشكل عام، رغم تضرر قطاعاتها لما يدور بالمنطقة وتأثرها به بشكل كبير، لكن في الحقيقة الدراما المصرية هي الأكثر انتشاراً في الوطن العربي بين جميع جنسيات الدراما العربية.

- وهل فعلاً تركت الأردن وستستقر في مصر؟
هذا غير صحيح، لأن استقراري حتى الآن في الأردن رغم ترددي على مصر كثيراً، ومحاولة التواصل مع الوسط الفني للبحث في مشاريع مستقبلية سواء في الدراما أو السينما المصرية.

- وكيف تقوّم نفسك وسط النجوم الأردنيين؟
النجم الواحد لا يعطي بريقاً ساطعاً بمفرده، ووجودي بين ن جوم الأردن من الفنانين يزيد من سطوعي، والحمد لله قدمت في مشواري الفني أعمالاً كثيرة ناجحة زادت من نجوميتي. 

- كيف تُقيم مشوار إياد نصار ومنذر رياحنة الفني؟
أتمنى لهما التوفيق، ولكل مجتهد نصيب، ووجود نجوم أردنيين في مصر يفتح آفاقاً لنجوم آخرين، وإياد ومنذر متميزان كثيراً وقدما أعمالاً جيدة وناجحة وأبارك لهما على نجاح آخر أعمالهما في مصر في رمضان الماضي.

- ما سر ابتعادك عن العمل مع صبا مبارك، رغم أنكما ثنائي متميز والجمهور أشاد بكما من قبل في أكثر من عمل؟
الابتعاد لم يكن بأيدينا، وفعلاً أنا وصبا مبارك ثنائي ناجح وقدمنا أكثر من عمل متميز، وننتظر النص المناسب والجيد الذي يزيد نجاحنا.

- لكن ترددت أخبار تؤكد نشوب خلاف بينكما؟
هذا غير صحيح، علاقتي بصبا مبارك مستمرة وتجمعني بها الصداقة، وأنا إنسان لا أحب الوقوع في أي خلافات فنية مع أي من الفنانين أو حتى الأشخاص العاديين.

- هل يسعدك لقب «فارس الصحراء»؟
بالطبع.

- وكيف تسير حياتك الأسرية؟
أسرتي سبب نجاحي، ولولاها لما طمحت إلى مزيد من التجارب. وأوجه من خلالكم كل الحب وفائق الاحترام لأسرتي وزوجتي.