ميرفت أمين: عندما أشعر بالإحباط أفكر في الاعتزال

ميرفت أمين, الإحباط, اعتزال, مهرجان, فيلم, فنانة / فنانات, رمضان, كواليس

19 يناير 2014

عندما تشعر بالإحباط تفكر في الاعتزال. ورغم غيابها لفترات عن الجمهور، فإن هذا لا يسبب لها القلق، لأنها كما تقول في مرحلة لا يمكن أن تكون مطالبة فيها بالوجود المستمر.
النجمة ميرفت أمين، التي يزيد الزمن جمالها وقيمتها كفنانة، صاحبة رصيد فني ضخم، تتحدث عن أسباب شعور الإحباط الذي يتسلل إليها أحياناً ويدفعها للتفكير في التوقف.
كما تتكلم عن النجمات الشابات منى زكي ونيللي كريم ودنيا سمير غانم، ولماذا لم تتجه ابنتها «منة» إلى التمثيل، وحقيقة عقدتها من الطائرات والخيل وتعلقها بالقطط.
وعندما سألناها عن أزواجها السابقين خاصةً بعد أن اعترفت أخيراً بزواجها من عمر خورشيد، قالت: «لا أريد أن أنبش الماضي، وأحب أن تكون خصوصياتي بعيدة عن الأضواء».


- أين أنت؟
موجودة، لكنني أفضل دائماً أن أعيش في هدوء، بعيداً عن الأضواء. أنتظر الأعمال التي يرسلها إلي المؤلفون والمخرجون وشركات الإنتاج لأختار منها، وغير ذلك أنشغل بحياتي الخاصة وأصدقائي.

- ولماذا تفضلين الابتعاد عن الإعلام؟
أنا غير مبتعدة، لكنني لا أحب الظهور دون داعٍ، أريد أن أخرج على الناس عندما يكون لديَّ شيء جديد أقوله لهم، وغير ذلك لا أحب الظهور، بالإضافة إلى أنني بشكل عام كسولة.

- لكن دائماً ما يشعر جمهورك بابتعادك، ألا يقلقك هذا؟
قد يرجع ذلك لأنني مقلة في أعمالي بشكل عام، وأنني لم أقدم سينما منذ أن قدمت فيلم «مرجان أحمد مرجان»، فعندما يبتعد الممثل عن العمل يشعر الجمهور بأنه اختفى أو اعتزل، لكنني لست قلقة، لأن الجمهور يعلم أنني في مرحلة لست مطالبة فيها بالوجود كثيراً.

- ولماذا أنت مقلة في أعمالك إلى هذا الحد؟
هناك أعمال عديدة أترشح لها، ولديَّ العديد من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية، لكني بشكل عام لا أحب التكرار، فخلال عملي في السينما والتلفزيون قدمت العديد من الأدوار، وعندما يعرض عليَّ أي عمل أجد أن هناك تشابهاً بينه وبين عمل قدمته من قبل، أعتذر عنه، وبصراحة أضطر أن أنتظر طويلاً العمل المختلف، لأنني لا أحب أن أكرر نفسي.

- هل فكرت في الاعتزال؟
فكرت في ذلك أكثر من مرة، خاصةً عندما أصاب بإحباط من الأعمال التي تعرض عليَّ، وأقول بيني وبين نفسي «هذا يكفي ما دامت معظم الأعمال مكررة ولا أجد الجديد الذي يحمسني للعودة» لكن بعد أن أتخذ هذا القرار فجأة يعرض عليَّ عمل جديد مختلف ومتميز، فأعدل عن القرار فوراً وأنزل للعمل، لأنني أشعر بأن حياتي أمام الكاميرا، وأصبحت هناك علاقة كبيرة بيننا ومن الصعب أن أبتعد عنها كثيراً، لكن دائماً لا يكون هذا برغبة مني لكن بسبب الظروف المحيطة وشكل الأعمال.

- لماذا اعتذرت عن مسلسل «كيد الحموات»؟
لأنني وجدت أن الدور لا يناسبني من حيث الشكل والمضمون، فلا بد أن يشعر الممثل بالدور ويجد دافعاً بداخله كي يقدمه، وهذا ما لم أشعر به في هذا المسلسل... هناك عمل آخر أعكف على قراءته الآن، وسأحدد موقفي منه خلال الفترة المقبلة، وإذا كنت سأشارك في ماراثون رمضان المقبل أم لا.

- هل ندمت على المشاركة في آخر أعمالك، مسلسل «مدرسة الأحلام»؟
لا أندم على شيء، وأرى أن أي عمل يواجه الحظ أو عدم الحظ، وهذا المسلسل واجه العديد من الصعوبات منذ بداية إنتاجه، إلى درجة أن التعثرات المادية جعلتني أتنازل عن جزء من أجري حتى ننتهي من تصويره.
وبعد ذلك لم تهتم الشركة المنتجة بتسويق المسلسل بشكل جيد على القنوات، مما عرّضه للفشل ولم يجد حظه في المشاهدة.

- كيف ترين ماراثون رمضان؟
بصراحة، مزعج جداً، لأن عرض معظم الإنتاج السنوي من الدراما التلفزيونية في شهر واحد يعرض الكثير منها لظلم كبير، وهناك أعمال جيدة لا يشاهدها الجمهور بسبب الزحام، فأي عقل يقول إن المشاهد يتحمل 60 مسلسلاً في الشهر؟ لذلك أطالب القنوات والمنتجين بضرورة النظر في أعمال شهر رمضان وتوزيعها بشكل عادل طوال العام، وأعتقد أنها قد تشاهد بشكل جيد، والدليل أن هناك أعمالاً أخرى غير مصرية استطاعت أن تجذب المشاهد في الأشهر الأخرى.

- من هي الممثلة التي تعتبرينها امتداداً لميرفت أمين؟
لا أرى أن هناك شخصاً يشكل امتداداً لشخص آخر مهما كان، لأن كل شخص هو نفسه ويريد أن يكون نفسه، وكل جيل وله نجومه.
فأنا سعيدة بمنى زكي وخطواتها، فقد شاهدت لها العديد من الأعمال السينمائية، وأرى أنها ذكية في اختياراتها، كما أنني متحمسة لدنيا سمير غانم فهي ممثلة «لهلوبة» وذكية ولديها طاقة إبداعية كبيرة، رغم أنها خجولة في الحقيقة، وهي تشبهني في ذلك، فنحن شيء أمام الكاميرا وشيء آخر خلفها.
لكن أعرف أن شهادتي في دنيا ستظل مجروحة، لأن دنيا مثل ابنتي منة تماماً، كما أنني متحمسة أيضاً لشقيقتها إيمي وأرى أن لديها الكثير لتقدمه، وهي بصراحة «دمها زي الشربات».
كما أنني معجبة بنيللي كريم واختياراتها أيضاً، فقد لفتت انتباهي بشدة في مسلسل «ذات»، وأرى أنه سيكون نقطة تحول حقيقية في مشوارها، خاصة بعد أن نجح في إخراج طاقة إبداعية جديدة منها.

- لماذا لم تحاولي إدخال ابنتك منة مجال التمثيل؟
هي من البداية لم تتحمس لهذه الخطوة، ووقتها قلت الحمد لله، لأنها لو كانت طلبت مني الاستشارة كنت سأرفض ذلك، لأن التمثيل عملية مرهقة ويأخذ الإنسان من كل شيء، حتى من نفسه، وكنت سأشفق عليها من التجربة. وهي الآن سعيدة بحياتها في العمل مع منظمات حقوق الحيوان.

- بمناسبة الكلام عن الحيوان هل صحيح أنك عاشقة للقطط؟
هذا حقيقي، فأنا أقوم الآن بتربية سبع قطط في المنزل، وأعتني بها وأنظفها لأنني أرتبط بهذه العادة منذ طفولتي، وكنت أجمع القطط التي أجدها في حديقة منزلنا، وكبرت هذه الهواية معي حتى أن ابنتي منة ورثتها مني.

- لكن أعلم أنك لا تحبين الخيل لماذا؟
أحب شكله للغاية وأرى فيه العزة والكبرياء، لكني لا أحب أن أركبه. وتستطيع أن تقول إنني لديَّ عقدة من الخيل، وأتذكر في أحد الأفلام أنه كان من الضروري أن أركب حصاناً في المشهد، فطلبت من الخيال إحضار فرس صغيرة وهادئة، لكن الممثل الذي كان معي في المشهد وكان معروفاً بحبه للخيل، ضرب حصانه حتى يجري، ووقتها جرت الفرس أيضاً ولم أستطع أن أسيطر على نفسي، خاصةً بعد أن هربت قدمي من مكانها على الحصان، فأمسكت برأسها، وكانت قدماي تطيران حتى وقف الحصان. وكانت ضربات قلبي قوية وعشت لحظات صعبة جداً، ووقتها رفضت تماماً ركوب الخيل أو حتى تصوير أي أعمال معه.
أيضاً حدث موقف مشابه مع ابنتي منة، ففي طفولتها كنت أعلمها ركوب الخيل، لكن في إحدى المرات قام الحصان الذي تركبه بالانتفاض فجأة فوقعت منة من صهوته وأصيبت في يدها.
والمدرب طلب مني أن أتركها تركبه مرة أخرى حتى لا تصاب بعقدة، لكن بعد أن ذهبت بها إلى الطبيب الخاص نصحني بعدم تكرار هذا الموقف وأن أبعدها عن ركوب الخيل، لأن هناك بعض الأشخاص يتعرضون لإصابات أكبر من ذلك، ومن وقتها طلقنا أنا وابنتي ركوب الخيل تماماً.

- وماذا عن عقدة الطائرات؟
بصراحة لا أفهم كيف أركب شيئاً في الهواء؟ فمن الممكن أن أركب سيارة أو مركباً أو أي شيء على الأرض، لكن في الهواء صعب، لذلك فسفرياتي قليلة للغاية خاصةً خارج مصر.
وهذه العقدة ليست لديَّ فقط، فهناك نجوم كبار لديهم العقدة نفسها، أمثال صلاح السعدني ومحمود عبد العزيز ودلال عبد العزيز وآخرين، ولهذا أضطر في كثير من الأحيان للاعتذار عن حضور المهرجانات أو أي مناسبات فنية.

- لماذا ذهبت لحضور مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورته الأخيرة؟
بسبب موقف الإماراتيين من مصر، لأن الإمارات حكومة وشعباً وقفت بجانب الشعب في 30 يونيو، وكان هذا موقفاً عظيماً لا يمكن تجاهله، خاصةً أن مصر كانت تحتاج في هذا التوقيت إلى هذا الدعم المادي والمعنوي.

- لكن البعض قال إن ميرفت أمين حصلت على أموال كثيرة حتى تحضر المهرجان، فما ردك؟
لم أحصل على مليم مقابل زيارتي للإمارات، ولا أحصل على أي مبالغ نتيجة مشاركتي في أي مهرجان، سواء محلياً أو عالمياً.
ولا أعرف ما هو الهدف من وراء هذه الشائعات، فقد تدفع المهرجانات للضيوف الأجانب والنجوم العالميين، لكن لا يحصل المصريون على أي أموال، حتى أنني علمت أن النجم فورست ويتكر لم يحصل على أي أموال نظير مشاركته في مهرجان أبو ظبي.

- ما هي كواليس الحوار الذي دار بينك وبين ويتكر في المهرجان؟
تحدثت معه عن زيارته لمصر، فقال لي إنه لم يزرها من قبل لكنه يتمنى أن يحضر في أقرب وقت. كما تحدثت معه عن فقدان جزء كبير من وزنه، فقال لي إنه فعل ذلك عندما كان يستعد لتقديم أحد الأدوار لكنه أعجب بشكله في هذا المنظر فقرر أن يستمر كذلك.

- هل من الممكن أن تضحي برشاقتك من أجل دور؟
طبعاً، فأنا أتمنى أن يعرض عليَّ دور امرأة بدينة، لأنني أحب الأكل جداً، وسأكون سعيدة بهذا الدور حتى يكون لديَّ حجة للأكل.
لكن بشكل عام أحاول أن أحافظ على جسدي، لأنني أكره الريجيم، ففي إحدى المرات اتبعت حمية قاسية أدت إلى مضاعفات على السكر الموجود في الدم، وتعرضت لأزمة صحية وقررت أن أتابع الريجيم مع طبيب متخصص، لأن أي نظام غذائي يتبعه الشخص من تلقاء نفسه مضر جداً.

- علمت أنك طباخة ماهرة!
هذا حقيقي، فأنا أحب الأكل والطهو أيضاً، وبشهادة كل من حولي أنا طباخة ماهرة وأستطيع أن أطبخ معظم الأكلات.

- هل أنت متابعة للسينما العالمية؟
أكيد، وأرى أنها تتقدم بشكل جيد، لكنني لا أشاهدها في دور العرض، وأكتفي بمشاهدتها عبر التلفزيون.

- هل تمنيت أن تكوني مثل إحدى النجمات العالميات؟
إطلاقاً. فقد أكون معجبة بأكثر من فنانة، لكنني لا أتمنى إطلاقاً أن أكون مثلها أو شبيهة لها.

- ألم تفكري مثل عمر الشريف في خطوة العالمية خاصة أنك تجيدين الإنكليزية؟
إطلاقاً، ولا أعتقد أن عمر الشريف نفسه سعى لذلك، وقد تم اختياره لأن مخرج فيلمه العالمي الأول كان يبحث عن شاب عربي يتحدث الإنكليزية، ووقتها وقع اختياره على عمر الشريف، لكن السينما العالمية لن تنظر إليَّ، خاصة أن شكلي يشبه الأجنبيات، لأن أمي اسكوتلندية، وهذا الشكل لديهم منه الكثير في الخارج. وعموماً العالمية لم تكن يوماً من أحلامي.

- هل أضاف الجمال الذي تتمتعين به الكثير إلى حياتك؟
أؤكد لك أن جمال الشكل لم يعنِني يوماً، لم أهتم به وأرى أن الجمال الداخلي أهم من الشكل، لأن جمال الشكل يذهب مهما كان وقته، ومن الممكن أن يعتاد عليه الناس، لكن جمال الروح هو الأهم.
وأرى أن هناك أشخاصاً قد لا يتمتعون بجمال شكل كبير وجمال روحهم تفوَّق على الشكل، وتجدهم من أجمل من قابلت في حياتك، لذلك فأنا لا أعترف بجمال الشكل.

- إذاً جمال الشكل لم يضف إلى ميرفت أمين الفنانة؟
هذا صحيح، لأنني لم أكن أراه أصلاً ولم أهتم به، وأؤكد لك أنني لم أفكر يوماً إذا كنت جميلة أو «نص نص»، لكن كنت أفكر طوال الوقت في شغلي وكيف أطور نفسي حتى أستمر، وكيف أستطيع أن أقدم أدواراً مختلفة أتحدى بها نفسي وأخرج بها الطاقات التي بداخلي، وأعتقد أنني نجحت في ذلك والحمد لله.

- لماذا لا تحبين أن تشاهدي نفسك على المونيتور بعد الانتهاء من أي مشهد؟
هذه عادة لي منذ بداياتي، لأنني لا أحب أن أشاهد نفسي بعد أي مشهد، لأنه دائماً يكون لي ملاحظات على أدائي، وأرى أنه كان من الممكن أن أقدمه بشكل أفضل، ولذلك أترك هذه المهمة للمخرج.

- ما هي أصعب المحطات في حياتك؟
كثيرة، فهناك أعمال لم أتوقع أن أقدمها مثل فيلم «الأراجوز» مع الفنان عمر الشريف، ولم أرَ أن الدور يناسبني ومختلف عني تماماً.
أيضاً دوري في «زوجة رجل مهم» كان صعباً ويحتاج مني إلى تركيز كبير، ودوري في فيلم «أيام السادات»، لأنني عندما رشحت له كنت مرعوبة، خاصةً أنني أقدم دور شخصية حقيقية وموجودة في الواقع، وليس شخصية خيالية وهذا مصدر الصعوبة.

- ولماذا تخاصم ميرفت أمين المسرح؟
ليس خصاماً، لكن المسرح كان يحتاج مني إلى عادات خاصة لا أقدر عليها، ومنها السهر، وهذا لم يتناسب معي إطلاقاً. لذلك أرشيفي المسرحي يقتصر على مسرحية واحدة هي «مطار الحب»، قدمتها مع الفنان عبد المنعم مدبولي.

- هل استفادت ميرفت أمين من تجربتها في التقديم من خلال برنامج «مساء الجمال»؟
بالتأكيد، رغم أنني كنت مترددة ومرعوبة من التجربة، ولذلك قررنا أنا ودلال أن نستضيف دنيا سمير غانم في أول حلقة، حتى نقضي على هذا الخوف وحتى نتمرن فيها، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك.
وأرى أن التجربة منحتني بعض الثقة وكانت مختلفة عن معظم البرامج الأخرى، لأننا لم نشعر الضيف إطلاقاً بأنه في برنامج واستضفنا أصدقاءنا حتى يكون الجو العام ودوداً.

- هل من الممكن أن تكرري التجربة؟
إذا وجدت الفكرة التي تشجعني سأقدمها.