طفلي تأخّرَ في الكلام! ماذا أفعل؟

الطفل,تربية الطفل / الأطفال,نمو وتطور الطفل / الأطفال,تطور الطفل,الأم والطفل,سلوك الطفل,الأهل,دور الأهل

01 فبراير 2014

تشعر نسرين بالقلق لأن ابنها البالغ سنتين ونصف السنة لا يتكلّم بشكل واضح، الأمر الذي جعلها تشعر بالتوتر والقلق. ووالدتها تطمئنها إلى أن خال طفلها تأخر في الكلام وربما هذه وراثة، ولكن حدس نسرين يقول لها بوجود مشكلة.
يرى اختصاصيو تقويم النطق أنه لا يمكن تحديد السن المثالية للكلام. صحيح أن هناك دراسات وأرقامًا محددة ولكن لا يمكن أخذها في الاعتبار بشكل ملزم، نظرًا إلى أن لكل طفل نمطًا خاصًا في التطور لا يمكن تعميمه على جميع الأطفال.
لذا من الأفضل أن تتبع الأم حدسها، فإذا شعرت بالقلق عليها استشارة اختصاصي الذي يطلب إجراء فحوص طبية للتأكد من أن الطفل لا يعاني مشكلة سمع، أو لديه تشوه مثل شق الشفتين أو شق الحلق، مما يستدعي خضوعه لجراحة تقوّم هذا التشوه، وبعدها يستطيع الطفل التكلّم في شكل أفضل مع التقويم.
وعمومًا الاستشارة عند سن السنتين ليست مضرة حتى وإن لم يكن يعاني تشوّهًا أو مشكلة عضوية.


متى يبدأ الطفل الكلام؟
يبدأ بعض الأطفال بإصدار الأصوات في الأشهر الأولى من العمر، وهذه الأصوات تعرف بالمناغاة. وعندما يبلغ الطفل نحو السنة يمكن أن يقول»ماما- بابا...» ولكن ليس المهم اليوم الذي نطق فيه الطفل كلمته الأولى، بل المهم الكلمات التي تليها.
فالدراسات تشير إلى أن الطفل في عمر السنة ونصف السنة يجب أن يكون لديه خمسون كلمة ينطقها. و ليس من الضروري أن تكون الكلمة واضحة، فمثلاً عندما يقول لجدته «تا» ويرددها فهذه كلمة يعبّر بها. غير أن هناك أطفالاً لا ينطقون خمسين كلمة إلا في سنّ السنتين وهذه الكلمات تكون مبسطة أي ما يعرف بالـ BabyTalk، وتصبح الخمسون الكلمة أوضح نطقاً شهرًا بعد آخر.
وفي المقابل، هناك أطفال يبدأون الكلام في عمر السنة ونصف السنة ثم تتراجع عندهم ملكة الكلام، وهذا مؤشر لمشكلة غير مرتبطة بضعف في السمع، وإنما مشكلة في التواصل.
ودور مقوّم النطق ليس فحص الكلام فقط، بل الفهم واللعب أيضًا. فإذا كان الطفل يفهم ما تقوله أمّه مثلاً إذا سألته ماذا تريد ويشير إلى كوب الماء فهذا يعني أنه يفهم، واللعب إذا كان مناسبًا لسنه فهذا يعني أنه صحيح.
أما إذا لم يلعب الطفل لأن ليس هناك من يلعب معه أو لأنه ممنوع من اللعب فكيف نطلب منه أن يلعب!

لماذا هناك تفاوت بين طفل وآخر في القدرة على الكلام؟
ليس جميع الأطفال لديهم القدرة نفسها على الكلام. فهناك أطفال يبدأون الكلام في شكل واضح في سن السنة ونصف السنة وينطقون كلمات واضحة تليها جمل كاملة وواضحة، بينما يبدأ آخرون الكلام في سن السنتين ونصف السنة.
وعمومًا إذا كان الطفل يتواصل في شكل صحيح فإن تأخر كلامه ليس مشكلة.
ومعنى التواصل أن الطفل يمكنه أن يشير إلى ما يريده ويلعب، ويقوم بالكثير من الأمور بشكل طبيعي ما عدا أنه متأخر في الكلام أي أنه لا يستطيع تركيب الجمل في شكل واضح، فيما كل مؤشرات التواصل تؤكد أن هذا الطفل لا يعاني مشكلة.

متى على الأم أن تقلق حيال قدرة طفلها على الكلام؟
عندما يصبح الطفل في سن الثالثة عليه أن يكون قادرًا على الكلام ويستطيع التعبير عن كل ما يريده في شكل واضح. ولكن هذا لا يعني أن تنتظر الأم حتى يبلغ الطفل الثالثة حتى تستشير اختصاصيًا، بل عليها أن تقوم بذلك عندما تشعر بالقلق.
مثلاً إذا كانت الأم تقارن طفلها بشقيقه الأكبر أو ابن الجيران، أي بمن هم في سنه، عليها أن تستشير اختصاصياً للقيام بالفحص اللازم.
فمقوّم النطق سوف يفحص النطق والكلام واللفظ وملكة الفهم التي تأتي قبل النطق واللعب، وتحديدًا اللعب الرمزي أي عندما يجر الطفل سيارة، أو يلعب بالشوكة والسكين وغيرها من الألعاب التي ترافق تطور الكلام.
أما إذا تطور اللعب الرمزي في شكل سليم وتأخر الكلام بشكل كبير أي أن الطفل لا يتكلّم إلا نادراً، فهذا مؤشر لوجود مشكلة، بينما إذا كان هناك تأخر بسيط فهذا ليس مشكلة.

هل صحيح أن هناك كلمات أسهل على الطفل لفظها؟ مثل بابا يلفظها قبل ماما؟
الطفل يكتشف الكلام بطريقة عفوية فخلال مناغاته والتي نسميها لعبة عضلة اللسان يصطدم بسقف الحلق فيُصدر صوتاً مثل الإغ، تسرّ الأم وتبدأ بمناغاته وهذه بداية الحوار الفعلي. وغالباً ما يكون الطفل خلال هذه المرحلة ممداً على ظهره، وفي مرحلة لاحقة عندما تقوى عضلات جسمه ويصبح في إمكانه الوقوف، يقول كلمة «با» قبل «ما» وهذا طبيعي.
والمضحك اللغط الذي يحدث عندما يقال إنه يحب أباه أكثر من أمه والحقيقة أن لفظة «البا» ترافق الفترة التي تقوى فيه عضلات الطفل ومع مرحلة الوقوف، بينما يقول الـ «ما» عندما يكون ممداً على السرير.
ومن الملاحظ أن الطفل في هذه السن يقول الكلمات التي يتكرر فيها الحرف مثل» بابا، ماما، تيتا،...» لأنها أسهل على اللفظ ومن الطبيعي أن يقولها في شكل سريع.

ما هي أسباب تأخر كلام الطفل بعامة؟
هناك أسباب عدة تجعل الطفل يتأخر في الكلام

1 الأهل ورغبات الطفل أوامر
عندما يلبّي الأهل كل رغبات طفلهم من دون أن يتكلم، يجعله يقتصد في كلامه، فهو ليس مضطرًا للكلام أو التعبير أو الدفاع عن نفسه طالما أن كل ما يريده ينفذ.
فإذا أراد الطفل مثلاً أن يشرب وأشار إلى أمه بيده يمكنها عوضًا عن تلبية رغبته فورًا، أن تسأله ماذا تريد؟ وإذا أعادأأ الإشارة ترد: «لا أفهم عليك قل لي ماذا تريد». تسأله «لماذا أحضرت الكوب؟ آه هل تريد ماء ؟ أنت عطشان».
فمن السهل تلبية رغبته ولكن من الضروري تحفيزه على الكلام. لذا فإن إرسال الطفل إلى الحضانة في هذه السن أمر جيد لأنه يعوّد الطفل على كل هذه الأمور.
فالحضانة تضع الطفل في موقع أنه ليس ملكًا والكل في خدمته بل هناك أطفال مثله والكل لديهم الحقوق نفسها. مثلاً إذا كان يلعب بالكرة وجاء طفل آخر أخذها منه في هذه الحال سوف يعترض.

2 الوراثة
للوراثة دور في تأخر الكلام عند الطفل. فمن الطبيعي أن يتأخر الطفل في الكلام إذا كان أحد الوالدين قد تأخر في الكلام حين كان طفلاً، فهو يحمل الجينات الوراثية نفسها. وهذا أمر موجود ويمكن التحكّم فيه عن طريق العلاج والتحفيز .

3 نقص في التركيز
أحياناً يكون عند الطفل نقص في التركيز قد يؤثر في النطق الذي يأتي متأخرًا، فإذا كان الطفل لا يركز على ما يسمعه كيف يمكنه ترداد الكلام أو قوله في شكل سليم.

4 نقص في التحفيز
يعني إذا كان الطفل يجلس طويلاً أمام التلفزيون أو لا يوجد أحد يتكلم معه فمن الطبيعي ألا يتكلم. فالتلفزيون لا يعلّم الكلام لأنه ليس تفاعليًا.

5 ضعف في السمع
من الطبيعي ألا يتكلم الطفل، فهو إذا لم يكن يسمع كيف يمكنه الكلام.

6 نقص في الفهم والذكاء
أي إذا كان معدّل الذكاء عند الطفل منخفضًا فمن الطبيعي أن يتأخر في الكلام.

7 إذا كان الولد يعاني مشكلة التوحد.
ولكن هذا لا يعني أن كل طفل يتأخر في الكلام يعني أنه طفل مصاب بالتوحد.


ما مدى تأثير تأخر الكلام في سلوك الطفل الاجتماعي وفي الأداء المدرسي؟
الطفل الذي لا يستطيع أن يعبّر بالكلام يصبح عنيفًا، لأنه لا يستطيع أن يعبّر عما يريد. فإذا أراد شيئاً من صديقه ولم يفهم عليه قد يضربه ويصبح هذا سلوكه لأنه وجد فيه الحل لمشكلته. وتصبح لغة الجسد هي الطاغية.
وفي المدرسة قد يسبب رسوباً وبالتالي يصاب بمشكلة نفسية. لذا من الضروري استشارة إختصاصي تقويم النطق Orthophoniste

  • إذا لم يكن لدى الطفل أي مشكلة
  • عضوية، فهو وحده القادر على
  • تشخيص أسباب تأخر الكلام،
  • والمخوّل في مساعدة الطفل
  • على تخطي هذا العقبة.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة