لبّى قيصر الغناء العربي كاظم الساهر دعوة مهرجان ربيع "سوق واقف" للسنة الثالثة على التوالي وكان من أرقى النجوم الذين حلّوا ضيوفاً على ليالي المهرجان، مقدّماً ليلة عراقية برفقة سيدة المقام الفنانة فريدة العراقية، متحدياً الطقس البارد بدفء صوته وإحساسه وموسيقاه...

رافق كاظم في هذه الرحلة ولداه وسام وعمر، وحضرا مؤتمره الصحافي الذي عقده بعد ظهر أمس الاثنين ورافقاه إلى الحفلة وكانا المشجعين الأبرز له في المسرح.

على أنغام "مشتاق" دخل كاظم مخاطباً الجمهور قائلاً "باردة!"، وقصد في ذلك حالة الطقس، مضيفاً: "رح أدفيكم بالغناء والموسيقى..."، إذ أمطرت السماء قبل اعتلائه المسرح بدقائق ثم هدأ الجو لكن الرياح كانت باردة جداً ما جعل كاظم لأن يسأل جمهوره مجدداً بعد حوالي ساعة من غنائه، "تلّجتوا؟"، ما دفعه لأن يختم قبل الوقت المحدد بأغنية "إلى تلميذه" لاغياً أغنيتين كان قد تمّ الترتيب لهما لكي يؤدّيا على مسرح "سوق واقف".

غنّى الجمهور معه وتمايل على ألحانه ولاقت "البنيّة" ترحيباً كبيراً من الحضور لما تحمله من إيقاعات ومفردات بسيطة وقريبة من القلب. ملأ السوق العتيق رومانسية بتأديته "أحبّيني" و"عيد الحب"، وأثار حماسة الحضور لدى تأديته شعر "أثاري الزعل حلو بشكل... كل يوم رح أزعل" الأغنية التي كتبها ولحّنها بنفسه، وسحرهم بخفة دمه حين طالبوه بتأدية "أنا وليلى، قائلاً: "إنتو ما تشبعون من أنا وليلى؟؟!!". ثم ترافق مع بعض العازفين مؤدياً الأغنية علماً أنها لم تكن ضمن الريبرتوار المجهّز لتقديمه في هذه الليلة، مبرراً الموضوع لجمهوره قائلاً: "نوتات الأغنية ليست في جعبة العازفين، سأحاول تقديمها مع البعض منهم"، فكانت من أروع ما غنّى، خصوصاً حين أطلق العنان لصوته وأدّى مقطعاً كاملاً منها بلا موسيقى.

وقد شاركت فريدة العراقية كاظم في إحياء الفن العراقي على مسرح "سوق واقف"، ساحرةً الحضور بصوتها القوي وأدائها المتمكّن، إذ لعبت في ملعبها متنقّلة بين المقامات الشرقية مقدّمة روائعها "أحلى عتاب" و"يا الولد يا بني شلون" و"ماريده" و"عليش تغيب" وغيرها، مختتمةً وصلتها بموّال "أي شيء في العيد" وإحدى أكثر الأغنيات التراثية العراقية انتشاراً "طالعة من بيت أبوها".