قصدنا مسرح "سوق واقف" في الليلة الثالثة عشرة من ليالي مهرجان وفوجئنا بالحضور الذي لم يملأ سوى نصف المدرجات. فهي ليلة فنان العرب محمد عبده، الليلة التي كان يفترض أن يشهد فيها السوق ازدحاماً ويحتشد فيها الناس أمام الباب للدخول!

الحالة هذه لم تستمر إلاّ ساعة واحدة، أثناء غناء الفنان القطري علي عبد الستار، فقد عادت وامتلأت المدرجات في دقائق قليلة قبيل صعود محمد عبده إلى المسرح، واستقبل الحضور فنانهم الكبير وسط هتافات وتصفيق وتفاعل لا مثيل له. فقد عانى عبده مثلهم من البرد القارس، خبأ يديه في جيبيه واستهلّ وصلته مخاطباً الجمهور قائلاً: "الهوى ماله دوا..."، وقصد بذلك الهواء الذي أتعب الجمهور وأتعبه طوال مدة الحفلة.

قبل ليلة من الحفلة، عقد فنان العرب مؤتمراً صحافياً في الساعة الأولى صباحاً ثم أجرى بروفاته مع الفرقة الموسيقية واستمّرت حتى الثامنة من صباح الأربعاء، يوم الحفلة. جهّز نحو 20 أغنية لتقديمها على مسرح "سوق واقف"، استمتع بوقته ولم يشأ أن يتركه، فُتح له الهواء وكانت لديه الصلاحية بأن يغنّي حتى الصباح، لكن الطقس البارد دفعه لأن يترك المسرح عد الساعة 12:10. افتتح وصلته بأغنية "نجم عالي" ثم غنّى "بصيح الليل" و"هذا حبيبي". واختار من أغنياته الخالدة "يا غالي الأثمان" و"أنت محبوبي" و"في الجو غيم"، ليخيّر بعدها الحضور بين "الأماكن" و"اختلفنا" ليختتم فيها حفلته. التفت إلى آراء النساء، وسمع الجمهور يهتف بأغنية "اختلفنا"، فكانت المفاجأة أن غنّى عبده "الأماكن".

وشهدت الحفلة مشاركة سفير الأغنية القطرية الفنان علي عبد الستار الذي افتتح الحفلة وقدّم باقة من أجمل أغنياته القديمة والجديدة، وخاصة ألبومه الأخير "أسفار علي عبد الستار".