فضل شاكر الرومانسي الذي رفع السلاح

فضل شاكر, السلاح, إعدام, قضية

11 فبراير 2014

أفادت تقارير إعلامية أن حكماً بالإعدام ينتظر الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر وشقيقه عبد الرحمن، بعد اعتراف فضل في شريط فيديو، بقتله جنديين لبنانيين خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة صيدا الجنوبية بين الجيش وأنصار الشيخ أحمد الأسير.


إعدام فضل شاكر ...

"الله أعلم" ؟!

تهمة فضل هي تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، بقصد القيام بأعمال إرهابية والهجوم على عناصر الجيش اللبناني وقتل عسكريين عمدا وجرح آخرين. كما وجهت له تهم تخريب آليات عسكرية وإلحاق الإضرار بالمباني والسيارات وحيازة أسلحة حربية وصواعق ومتفجرات، وتصل عقوبة هذه التهم إذا تم إثباتها إلى الإعدام. فهل يُعدم صاحب أغنية "الله أعلم" ؟  هو الفنان "السابق" الذي ألقى المايكروفون وأطال لحيته ورفع السلاح. أثار زوبعة إعلامية لم تهدأ بعد ظهوره في تظاهرة السلفيين تضامناً مع الشعب السوري في وسط بيروت. نجمٌ كبير تخلّى عن جمهوره فأصبح فضل شمندر. حوار أجريناه مع فضل شاكر قبيل إعتزاله وقبل اختفائه.

كمجلة فنية أولاً وأطرح سؤالي بلسان القراء، ما الذي دفع نجم الرومانسية فضل شاكر إلى المشاركة في تظاهرة السلفيين؟
لم أفكر بل شاهدت المجازر التي ترتكب والجوامع التي تقصف والمصاحف التي تداس والأطفال الذين يُسلخ جلدهم والنساء اللواتي يغتصبن والشيوخ والشباب الذين يقتلون بإجرام. هل يحتاج الأمر إلى دافع أكبر؟

لم أقصد بهذا السؤال سبب التضامن الإنساني إنما اختيار النزول مع الشيخ أحمد الأسير بالذات؟
لأنه يقول كلمة حق ولأنه رجل دين يخاف الله. فكرت في نصرة الأهالي في حمص وحلب وحماة وباب عمرو وكل المناطق السورية المظلومة والمضطهدة.

يُقال إن فضل كان متناقضاً في آرائه أخيراً خصوصاً أنك أحييت ليالي دبي وحفلة بمناسبة عيد الحب وكانت معارك الدم دائرة في سورية. ما تعليقك؟
لن أرد على هذه السخافة وتحليل أقلام صفراء.

وُضعت في دائرة النقد اللاذع مذ عبّرت عن رأيك في مجموعة من الفنانين. لمَ جرّحت بهؤلاء؟
الفنانون شرفاء والله يهدي الجميع ويبعد الخوف من قلوبهم، وليتحلّوا بالجرأة ليعبّروا عن آرائهم في ما يحصل اليوم.

هل ظهورك في وسط مدينة بيروت إلى جانب الشيخ أحمد الأسير يمهّد لاعتزالك الفني؟
إن شاء الله. سأهدي اعتزالي للشعب السوري المناضل مع انتهاء الأزمة في سورية قريباً.

ماذا تقول للمعجبين الذين يعارضون الطريق الذي سلكته؟
طالما ينتقدونني فهم لا يعنون لي شيئاً.

لا يمكن أن نعتبر أنهم جميعهم راضون بالدم السوري الذي يُسفك بل متأسفون على خيار ملك الرومانسية؟
أنا لم أنخرط في السياسية لكن لا يمكن أن أسكت عن الإجرام والظلم والقهر والتمثيل بالجثث. ألا يشاهد من ينتقدونني التلفزيون؟

هل يتناقض الفن مع كلمة الحق؟ لمَ قررت ترك جمهورك؟
لأنني أشعر بالقرف الفني، قرفت "خلص" وتعبت. ثمة قضايا أهم من الفن وكل هذه الأمور التافهة يا أختي.

من كتب النشيد الذي ردّدته في وسط المدينة؟
الشاعر الليبي الدكتور عادل المشيطي بارك الله فيه. كتبه خصيصاً للثورات العربية. وأنا في صدد تجهيز أنشودة جديدة وأتكتم عن ذكر اسم الشاعر الذي كتبها بحكم مركزه.

ما هي جنسيته؟
قبرصي متضامن مع الثورة السورية (يقولها بجدّية).

كيف تصف حياتك بعد الاعتزال؟
حياة عادية ككل إنسان كما تفعلين.


أنا صحافية هذه مهنتي كما كان الفن مهنتك ...

لم يعدّ الفن يعني لي شيئاً "خلص".


ألن تعود إلى الفن حين تهدأ الأوضاع في سورية؟

جمهوري "على راسي والله يهدي".

لقد صدمت جمهورك؟
جمهوري الحقيقي لم يُصدم. لو تقرئين كمية رسائل التهنئة التي تصلني من كل الوطن العربي.

ما هي آخر رسالة وصلتك؟
"السلام عليكم نصرك الله والله يعزك". اصبري قليلاً هذه رسالة ثانية: "الله يقويك ويحفظك". كلام جميل يسعدني.

منذ متى تراودك فكرة الاعتزال بالتحديد؟
منذ فترة طويلة لا يمكن أن أقدّرها.

هل ثمة حدث محدّد هزّ داخلك؟
هذا الظلم.

فضل أنت لبناني-فلسطيني ...
(يقاطعني) أنا لبناني-لبناني أباً عن جد. فخر لي أن أكون فلسطينياً لكنني لست كذلك ووالدي اسمه عبدالرحمن شمندر من منطقة برج البراجنة.

لمَ يقال إنك فلسطيني وكأنها تهمة؟
لا أدري. شرف وعزة أن أكون فلسطينياً لكنني لست كذلك.

أنت كلبناني مئة في المئة خبرت مآسيَ جمّة على الصعيد اللبناني، اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحرب تمّوز/يوليو 2006 ... وتحركات سياسية على الأرض. ألم يقنعك أي تحرّك سياسي من قبل؟
بالتأكيد تأثرت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الشهداء الذين سقطوا. لكنني اليوم أتكلم في زمن السكوت عن الحق. وأنا لا أخاف الاغتيال.

جورج وسوف سوري لكنه لم يبدِ رأياً في ما يحصل. هل هذا يعني أنه غير متضامن؟
الفنان الحقيقي لا يركع تحت الأقدام بل يؤدي رسالته رافضاً الظلم.

هل تعتبر تحلّق الإعلام حولك اليوم تأييداً لك أم هو تعطّش لسبق صحافي؟
والله العظيم، أتلقى التهنئة من المسيحيين والشيعة والسنّة والدروز، من كل أنحاء الوطن العربي. أفتخر بموقفي ضد الظلم.

هل أنت منضوٍ تحت لواء التيار السلفي أم مؤيّد؟
هذا التيار تابع للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ...


وأنا مسلمة ولا أطرح سؤالي من منطلق سلبي...

لقد نزل هذا التيار إلى وسط مدينة بيروت حاملاً الورود بعكس من كسّر زجاج السيارات وهاجم الناس. هم يقولون كلمة حق. هو تيار حضاري.

- أنت منضوٍ تحت لوائه أم مؤيد؟
أنا مؤيد. وهذا شرف لي. وتحركي غير متأثر لا بقطر ولا بالسعودية وأقسم بعزّة الله أنا غير مدعوم من أي جهة. ما يحرّكني هو الله رب العالمين وحساب الآخرة.

قلت إن الله هو الدافع اليوم. ألم يكن الله أولوية لك سابقاً؟
هداني الله اليوم.

طالبت نجمة جزائرية قديرة تربيت على صوتها بالاعتزال. هل تستحق وردة أن نجرّح بها؟
أكنّ لوردة كل المحبة والاحترام. تمنيت في نفسي أن تقوم بفريضة الحج وتضع الحجاب. أضع صورتها في صدر مطعمي لكن في سن الثمانين قلت ذلك لصالحها. لست أنا من يهديها، إن الله يهدي من يشاء. من أحبه أطالبه بالصلاة ومخافة الله وضمان الآخرة. هل أخطأت؟ أمرنا الله بخمسة فروض، وأنا من محبتي لها قلت ذلك وليس فرضاً. أحب وردة وأعزّها و"هي على راسي من فوق". لا بد أن تزوري المطعم لتدركي ما تعنيه لي وردة من خلال الصورة التي أحضنها فيها. يكفي البعض سخافات ومزايدة!

ما موقف العائلة اليوم من سلوكك هذا الدرب؟
لا أريد الحديث عن موقف العائلة، أنا حرّ باتخاذ قراري. ما من أحد يحق له أن يبدي رأيه في هذه المسألة أو أن يفرضه عليّ.

ماذا تقول لمن اتّهمك بالتطرّف والمذهبية خصوصاً بعد السجال السياسي الذي شمل عاصي الحلاني وراغب علامة؟
لقد كان سجال الصدفة. أكن كل الاحترام والمحبة للطائفة الشيعية، نصف عائلتي هم من الشيعة، كل عماتي متزوجات من رجال شيعة، وزوجة شقيقي شيعية. كما أكن كل الاحترام لأخواننا المسيحيين والدروز. لست عنصرياً ولا طائفياً واختلافي مع أي إنسان غير مرتبط بطائفته مهما كانت. كان خلافي شخصياً معهما لكنهما حاولا أن يزجاني في الموضوع الطائفي، "ما رح تظبط معن". فأنا أخاف الله والعنصرية ليست من سماتي.

كلمة أخيرة لمحبّي فضل شاكر؟
"الله يهديكن" ويُكثر محبيكم وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم يوماً. ومن يقلْ كلمة الحق ينصرْه الله.