فوتوغرافيا تأسر القلب والعين

20 فبراير 2014

بين العدسة والعين تُنسج حكايات كثيرة، حكايات تتردّد بين الواقع والخيال بلغة جميلة تُلامس حواس الإنسان كما أحاسيسه. كأنّ الفوتوغرافيا هي خلاصة الفنون كلّها، من التوثيق إلى القصة فالسينما.
وقد يتكرّس هذا الشعور أكثر لدى زيارة معرض «فوتو ميد» الذي أقيم في بيروت لمدّة شهر تقريباً، وهو عبارة عن مهرجان فوتوغرافي يجمع معارض عدّة لأهمّ الأعمال وأبرز المصورين، إضافة إلى ندوات واجتماعات ولقاءات تفاعلية مع الجمهور.

روائح البحر كأنها تملأ رئتيك، وأشعة الشمس تُنعش الروح. حركة، صخب، ولحظات استراحة... الحياة المتوسطية تُخيّم على المكان، ومن هنا جاءت تسمية المهرجان ب «فوتو ميد» أو «الصور المتوسطية».
فمع اختلاف المصورين وأمزجتهم وخلفياتهم الفنية والثقافية، تبقى فكرة «البحر المتوسط» هي الركيزة الأساسية في هذا العرض الجماعي. فالصور الفوتوغرافية إمّا تعود إلى مصورين من دول المتوسط أو أنها التُقطت في المنطقة المتوسطية.
يصعب تحديد وجهة البداية في معرض يحتوي كلّ هذه الأعمال الجميلة. فالزائر يجد نفسه فجأة مولعاً بفنّ التصوير الذي ربما لم يكن يعني له الكثير.
الصور تغدو فجأة لوحات، أوربما حكايات لها شخوصها وأحداثها وجمالياتها. ومن بين المصورين المشاركين، اختار الفوتوغرافي اللبناني المعروف طوني الحاج من أرشيفه عدداً من أروع أعماله المصورة. صور تسكنها وجوه جميلة من زمن أجمل.
نجوم يرصدهم طوني الحاج في لحظات إنسانية حميمة، فنرى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ينحني نحو باقة زهور، بدلاً من عود اعتدناه بين يديه. وكلينت إيستوود يغطي وجهه بكاميرا اعتادت أن تصوره نجماً ومبدعاً. أمّا كاترين دونوف فتخفي نظرتها الجميلة وهي تشعل سيجارة في لحظة هروب من صخب يحيط بها في كل مكان...

وقد احتفى مهرجان فوتوميد بضيفي الشرف كوستا غافراس، وهو كاتب أفلام ومصور مشهور ونينو ميغليوري، المصور الإيطالي المشهور. ومن المصورين الذين شاركوا في المعرض (17 كانون الأول/ يناير حتى 16 شباط/ فبرارير): كاترينا كالودي، جانا أندراوس، جاك فيليو، غي ماندري، إميل عيسى...