بعد عودته على شاشة mbc باسم يوسف: من المفترض أن أكون متفائلاً لكنني خائف

باسم يوسف, mbc, العودة, مقابلة, الخوف, دعوى قضائية, أصالة نصري

01 مارس 2014

رغم تلقيه عروضاً من قنوات مصرية وعربية وأجنبية عديدة ليقدم من خلالها برنامجه «البرنامج»، فضل الإعلامي المصري باسم يوسف التعاقد مع mbc لأسباب يكشفها في حوارنا معه، مثلما يتكلّم عن التصريحات التي فوجئ بمن ينسبها إليه، والاتهام الذي أضحكه، والدعاوى القضائية ضده، ووصفه بالعمالة والخيانة، ورأي عمرو أديب الذي أعجبه، وأغنية أصالة له. كما يتكلّم عن نصيحة شقيقه، ودور زوجته في نجاحه.


- بعد توقف برنامجك «البرنامج» تلقيت عروضاً من قنوات عديدة للعودة من خلالها، فما سبب اختيارك قناة «mbc مصر» بالتحديد؟
جاءتني عروض عديدة من قنوات فضائية مصرية وعربية وأجنبية، لكنني كنت أبحث عن شيء محدد وهو الظهور في قناة خاضعة لقوانين مدينة الإنتاج الإعلامي وتبث من داخل مصر، ووجدت أن تلك الشروط تتوافر في قناة mbc مصر التي ظهر على شاشتها عدد من الإعلاميين المصريين المحترمين، أمثال منى الشاذلي وحالياً المذيع شريف عامر المعروف بالمهنية والحياد. كما شعرت بأن القناة تتمتع بالهوية المصرية، خاصةً أن جميع العاملين فيها مصريون، وهي أسماء تستحق كل الاحترام والتقدير، وكنت أرفض تماماً الظهور من خلال أي قناة أجنبية، رغم الكثير من العروض. الشيء الأساسي بالنسبة إلي والذي لا يمكن الاستغناء عنه هو إصراري الدائم على تقديم البرنامج من داخل مصر، والجميع يعلم أن المسرح الذي ينطلق منه البرنامج ويتم تصوير كل الحلقات فيه يقع في القاهرة بمنطقة وسط المدينة، على مسافة 200 متر تقريباً من ميدان التحرير رمز الثورة المصرية.

- وهل واجهت أي شروط من القناة على مضمون البرنامج؟
إدارة قناة mbc متفهمة تماماً لكل شيء يخص البرنامج، وجميع المسؤولين فيها على مستوى عالٍ من الاحترام، وأتمنى أن تستمر العلاقة بيننا كذلك، كما أن القناة كانت على دراية كاملة بفكرة البرنامج ومضمونه قبل أن أتعاون معهم، وعبروا عن تقبلهم التام لطريقة نقدي وشكل الكوميديا الساخرة التى نقدمها، ولم يضعوا أي خطوط حمراء. وأريد توضيح شيء مهم، هو أن طريقة عملي تتم على أساس تصويري للحلقة التي أرتب مضمونها وشكلها مع فريق الإعداد الخاص بالبرنامج، ثم نرسل إلى القناة الحلقة مسجلة لعرضها في توقيت البرنامج، وهذه طريقة عملي في أي قناة ذهبت إليها، ولذلك لا يوجد فرصة لتدخل القناة بالتعديل أو وضع الملاحظات على الحلقة.

- البعض يتوقع أنك ستقلل من النقد للسلطة الحالية خوفاً من توقف البرنامج مرة أخرى، فما تعليقك؟
البرنامج ليس قفاز ملاكمة يضعه كل من يرغب في أخذ حقه من أي طرف من الأطراف، فأستمع كثيراً إلى أقاويل البعض أن نقدي للنظام السابق كان أكثر بكثير من الحالي والعكس. وفي الحقيقة البرنامج تحمل من الكثيرين أشياء فوق طاقته، لأنه في النهاية مجرد برنامج كوميدي يسخر من كل شيء في المجتمع، ليس كما يظن البعض أنه برنامج سياسي وظيفته انتقاد السلطة الحاكمة فقط. وأتمنى من الجميع أن يضع البرنامج في حجمه الطبيعي ولا يبالغ في ذلك، فهو مجرد برنامج كوميدي يعتمد على الإيحاءات والنكات لخلق نوع من الفكاهة والضحك، لكن البعض يحوّلون تلك النكتة إلى حقيقة ومن هنا تأتي المشكلة.

- تردد أنك ستغير التنويه الذي سيبدأ به البرنامج ثم فوجئ الجمهور بوجود التنويه فما الذي حدث؟
لم أكن أنوي من الأساس تغيير التنويه الموجود، ولذلك ظهر كما هو ولم يتم إضافة أو تعديل أي شيء عليه، لكنني فوجئت بمن ينسب على لساني عبر «فيسبوك» و«تويتر» العديد من التصريحات بهذا الشأن، وكلّها ليس لها أساس من الصحة وليس لي علاقة بها. وفوجئت بعدها بتداولها في الصحف. فأنا أملك صفحة رسمية واحدة فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أعلن فيها أي شيء في هذا الشأن، والتحريف جاء من صفحات أخرى لا أعلم مصدرها. وبعد عرض الحلقة أوضحت الصورة للجميع، وعرف الجمهور أنها مجرد شائعات ليس لها أساس.

- نعود إلى توقف برنامجك بعد عرض أول حلقة له من الموسم الجديد على قناة cbc. ما السبب الحقيقي؟
لا أعلم ما السبب وراء توقف البرنامج عن العرض، وقد أعلنت ذلك في أولى حلقاتي على قناة mbc مصر، وتُسأل في ذلك القناة التي قررت وقف البرنامج، لأنني لست أنا من أوقفه، وما أعرفه عن تلك المسألة هو ما يعرفه الجميع. والأهم بالنسبة إلي الآن هو عودة البرنامج على قناة تحظى بإحترام الجمهور المصري والعربي، ولم نجد أي معوقات أو مشاكل، بل إن المسؤولين عنها تعاونوا معنا بالشكل المطلوب.

- هل يساورك الشك بأن توقف البرنامج كان سببه تدخل جهات سيادية وليس له علاقة بالقناة؟
دائماً أفترض حسن النوايا، وأؤكد أن ما أعلمه عن تلك المسألة هو ما يعرفه الجميع، بخروج عدد من البيانات من جهة القناة تؤكد وجود اعتراضات على البرنامج. وحدث عدد من اللقاءات بيني وبين صاحب قنوات cbc محمد الأمين، بعد منع عرض البرنامج، في محاولة لتقريب وجهات النظر، لأننا في البداية لم نكن نرغب في إنهاء المسألة سريعاً، لكن لم ننجح، وهذا كان سبب قرارهم وقف البرنامج، ولذلك انتقل العمل إلى شاشة أخرى. الإعلامي عمرو أديب قال وقتها جملة أعجبتني كثيراً، وهي «لو استطاع باسم يوسف تقديم برنامجه في أي قناة فضائية أخرى ستكون الأزمة صغيرة، أما إذا لم يستطع فعل ذلك فستكون المشكلة أكبر من خلاف مع قناة».

- تواجه العديد من الانتقادات التي تصل إلى درجة اتهامك بالخيانة والعمالة، إلى أي مدى تؤثر عليك؟
التهم التي أتعرّض لها بالخيانة وأنني طابور خامس لا تهزني وأصبحت مبتذلة إلى درجة أنني مللت منها، لأن ليس كل شخص يختلف في الرأي أو لا يسير مع التيار نفسه يصبح خائناً وعميلاً. فتلك الاتهامات التي تلقى بدون أي دليل لا تعبّر إلا عن  السخافة ولا تفيد في شيء. بمعنى، أنها لا تقلل أو تزيد من شأني، والمضحك خروج بعض الأقاويل أخيراً تتهمني بأنني إخواني، ولا أعرف على أي أساس يتم حساب تلك الاتهامات، فكيف أكون إخوانياً والإخوان أنفسهم يتهمون برنامجي بأنه كان سبباً من أسباب سقوط الرئيس المعزول؟ فجميعها اتهامات غير عقلانية ولا يصدقها أحد إذا تم التفكير فيها.

- ألا تشعر بالغضب عندما تسمع تلك الاتهامات؟
لا أشعر بالغضب أو الضيق، لكنني لا أحب أن يعيش أغلب الناس في جو من المؤامرات لأن هذا الأسلوب غير صحي. أنا لست ضد انتقاد البعض لي، لأنه من الطبيعي ألا يُجمع عليَّ كل البشر، لكن لا بد أن يكون الانتقاد على أساس موضوعي، وأعلم جيداً أن هناك من يُعجب بما أقدمه، وهناك على الجانب الآخر من لا يتقبل ذلك، وأحترم الطرفين كثيراً ولا أقلل من شأن أحد منهما. وهناك من يسألني كثيراً: هل ترى أن شعبيتك اندثرت؟ ودائماً تكون إجابتي إنني أقدم ما يرضي ضميري وأحاول أن أرسم البسمة على وجوه المشاهدين من خلال الكوميديا الساخرة، ولا يشغلني أكثر من ذلك.

- هل تندم على أي شيء ناقشته في «البرنامج»؟
لم أندم إطلاقاً على شيء عرضته في برنامجي، بل إنني فخور بكل حلقة قدمتها منذ أن ظهرت على الساحة الإعلامية بالبرنامج عندما كان يعرض على الإنترنت ويتم تصويره في إحدى الغرف بمنزلي، إلى أن انتقلت إلى الإعلام وظهرت على شاشات القنوات الفضائية وحتى الآن. كما أنني فخور بكل فرد من أعضاء فريق عمل البرنامج، والمجهود الذي يبذل منهم لخروج الحلقة، وكل منهم له الفضل في النجاح الذي وصلنا إليه الآن، ومن دونهم لا يوجد شيء اسمه برنامج «البرنامج».

- ماذا عن البلاغات المقدمة ضدك للنائب العام منذ العام الماضي؟
حتى الآن رسمياً لم تتحرك ضدي أي بلاغات، وأتمنى أن يتفهم القائمون على الأمور في القضاء أن تحريك بلاغات ضد برنامج ساخر يسيء إلى البلد، لأن هناك أشياء كثيرة جداً أهم في الوطن أكثر من برنامج كوميدي هدفه الضحك فقط.

- ما رأيك في شكل الإعلام المصري خلال الفترة الحالية؟
هناك الكثير من السلبيات التى تظهر في إعلامنا، ومنها أن وسائل الإعلام تسير في اتجاه واحد فقط، فنحن نفتقد ثقافة الاختلاف، ومن يحاول أن يخرج عن المألوف يتم تخوينه وتنحيته جانباً. وهذا الشكل لا يمثل إعلام الثورة الذي يعتمد بالأساس على اختلاف وجهات النظر وحرية الجميع في إعلان رأيهم بكل صراحة ووضوح. فإذا تحدثنا عن الإعلام الحقيقي سنجد فيه المؤيد والمعارض، ومناقشة كل الأحداث السلبية والإيجابية، وإعطاء المشاهد مختلف وجهات النظر، وعليه هو أن يختار ما يقتنع به ويتماشى مع أفكاره واقتناعاته الشخصية. لكن الإعلام الموجه هو الذي يسير على رأي واحد فقط طوال الوقت، ولا يسمح بظهور آراء معاكسة. وأتمنى أن يتغير ذلك وأن يتقبل الجميع الرأي الآخر.

- هل تشعر ببعض التشاؤم أو التخوف مما يجري الآن في الساحة السياسية؟
من المفترض أن أكون متفائلاً بحكم أنني أقدم برنامجاً كوميدياً يرسم البسمة على وجوه المشاهدين، لكن في الحقيقة لديّ خوف على مستقبل البلد، وهذا الشعور ليس لديَّ أنا فقط، بل إن الجميع يشعرون بذلك. فكل من يحب هذا الوطن ويشعر بالانتماء له يخاف عليه ويتمنى أن يعود الاستقرار في أسرع وقت، وهذا ما يجعلني أقدّر كل الآراء ووجهات النظر التى تأتي من الجمهور على البرنامج، لأن الجميع يخافون من المستقبل، وأمام هذا الرعب من الصعب أن تتحدث مع أحد بالمنطق، وهذا ما يجعل الكثيرين لا يتقبلون فكرة السخرية.

- أعلنت أنك لا تؤيد ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية. ألا ترى أن مواقفك السياسية يمكن أن تؤثر على جماهيريتك؟
ولماذا تؤثر على جماهيريتي؟ هذه وجهة نظري، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الآراء في أي شيء تتم مناقشته وليس في السياسة فقط، فالمشير عبد الفتاح السيسي قائد للجيش المصري، وأرى أن مصر تحتاج إليه بشكل أكبر في قيادة هذا الجيش العظيم الذي يحمي بلدنا من أي عدو. ومن المفروض أن الجيش لا يدخل كطرف في السياسة، لأنها مؤسسة عسكرية محترمة يجب ألا تدخل في الصراعات السياسية، ففي السابق كنت أعلن رفضي لأي مرشح إسلامي ليس خوفاً من الدين ولكن خوفاً عليه، والآن لا أرفض مرشحاً عسكرياً كرهاً فيه، ولكن خوفاً على انغماس الجيش المصري العظيم في السياسة.

- ظهرت أخيراً مع أصالة في برنامجها «صولا» وغنت لك أغنية لقيت العديد من ردود الفعل على فيسبوك وتويتر، فكيف تقوّم هذا اللقاء؟
كنت سعيداً بدعوة فريق عمل برنامج «صولا» لي للحضور كضيف في إحدى حلقات البرنامج، واستمتعت كثيراً بالحلقة، لأن أصالة من الفنانات اللواتي أكنُّ لهنّ كل الاحترام والتقدير، وهي مطربة تملك صوتاً قوياً وجميلاً ولديها جمهورها ومعجبوها على مستوى العالم العربي كله. وفاجأتني أصالة بتحضير أغنية خاصة بي أعجبتني كثيراً، خصوصاً أن فيها نوعاً من الكوميديا والفكاهة، وهو الأسلوب الذي أحب استخدامه دائماً. أيضاً جربت نفسي بشكل كوميدي في الغناء بالميكروفون وأمام الكاميرات، وهي أول مرة أفعلها في حياتي، فالحلقة كانت أشبه بالجلسة الودية، وهذا أكثر ما جذبني واستمتعت به.

- ألم ينصحك أحد من أفراد أسرتك أو المقرّبين منك بتخفيف نقدك الساخر خوفاً عليك؟
ليس ذلك بالضبط، لكن الجميع يخافون عليَّ، خصوصاً والدتي رحمها الله كانت تخاف عليَّ بشدة، وتشعر بأنني في خطر بسبب ما أعرضه في البرنامج. أيضاً أخي تامر ينصحني دائماً بأن أقلل مما أقدمه خوفاً عليَّ، ولديه عبارة يقولها لي دائماً: «أنت داخل في حيطة سد يا باسم»، لكنني أقول له «أنا أقدم برنامجاً كوميدياً ساخراً، لكن الناس بتفهمه غلط أحياناً. كذلك والدي المستشار رأفت يوسف، وهو من ضمن الذين يرون أن الكوميديا السياسية الساخرة ليس وقتها الآن، لكنه سعيد بالبرنامج وحضر معظم الحلقات، وتخوّف والدي لم يكن زائداً عن الحد، لأنه كان يعمل في القضاء وقادراً على المواجهة وحدث معه ذلك أكثر من مرة، كان آخرها عندما كان رئيس محكمة القضاء الإداري في العام 2001، وأصدر أكثر من 28 حكماً ضد الحزب الوطني الديموقراطي بإبطال الانتخابات في ذلك الوقت.

- وماذا عن رأي زوجتك؟
زوجتي هالة جزء مهم وفعال في حياتي، فهي تحمّلت الكثير بسبب مهنتي كإعلامي وما زالت تتحمل الكثير، لكنها رغم خوفها عليَّ لا تمارس أي ضغوط عليَّ في ما يتعلق بعملي، لأنها تعلم أنني لن أقدم إلا ما أقتنع به فقط، كما أنها صاحبة الفضل في أنني أصبحت أباً لطفلتي نادية التي تمثل لي الحياة بكل معناها، فزوجتي وقفت بجانبي وأعطتني الاستقرار الأسري الذي يبحث عنه أي رجل، وبالتأكيد هذا فيه جزء كبير من نجاحي وتوفيقي في عملي.

- الجميع يعلمون الحزن الشديد الذي عشته عند وفاة والدتك لكنك أعلنت أنك تشعر بحزن أكبر لأنها دفعت ضريبة الخلافات السياسية بينك وبين الآخرين، فماذا تقصد من ذلك؟
كان هناك بعض الحقراء الذين يضعون اسمها في بعض المواقف لمجرد أنهم مختلفون معي في الرأي، وهي ليس لها أي ذنب، لكن لمجرد أن ابنها شخصية عامة، وما كان يصبرني أنها كانت متفهمة ما يحدث وكانت دائمة الدعاء لي، وبالتأكيد شعرت بالانكسار عند وفاتها، وأتمنى أن يسكنها الله فسيح جناته، وأن يدعو لها الجميع بالرحمة والمغفرة.