علاجات جديدة لسلَس البول عند الرجال

سلَس البول, أزياء الرجال, التعايش مع المرض, إدرار البول, سرطان البروستات

01 مارس 2014

لا يقتصر سلس البول على النساء، وإنما يصيب الرجال أيضاً. وتنتشر هذه المشكلة بنسبة 5 في المئة عند الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً، فيما ترتفع النسبة إلى 25 في المئة عند الذين تجاوزوا السبعين.


ثمة أنواع متعددة من سَلَس البول عند الرجال، ولكل نوع أسبابه.

فهناك سَلَس بول الجهد الذي يحصل فقط أثناء بذل جهد جسدي، حتى لو اقتصر هذا الجهد على المشي أو الركض. تظهر هذه المشكلة عند ربع الرجال الذين خضعوا لجراحة سرطان البروستات.
ففي هذه الجراحة، تفقد عضلة المثانة قوتها، مما يؤدي إلى حصول سلس البول. تصيب هذه المشكلة عادة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عاماً.

أما النوع الثاني فيتجلى في تواتر الحاجة الملحة إلى التبويل، مع عجز في السيطرة على هذه الحاجة.
تنجم هذه المشكلة عن انقباضات غير طبيعية في المثانة، وهي تحدث بسبب شيخوخة المثانة أو بسبب ورم البروستات أو بسبب خلل في وظيفة المثانة (خصوصاً عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً).

والنوع الثالث من سلس البول هو ما يطلق عليه الأطباء اسم النقاط المتأخرة التي تلوّث الثياب بعد الانتهاء من التبويل. وأسباب هذه المشكلة هي نفسها لتلك المذكورة آنفاً.


التعايش مع المرض
لا يتقبّل الرجال مرض سلس البول بسهولة مثلما تفعل النساء. فحاجة رجل لا يزال في الخمسين أو الستين إلى استعمال فوط واقية تجعله يشعر بالإحراج وتدفعه إلى الانطواء والانعزال.
لذا، نجد الرجل المصاب بسلس البول يبذل ما بوسعه لتفادي الظروف المحرجة، مما يؤثر سلباً في حياته الزوجية والاجتماعية والمهنية.
والمؤسف أن الرجل يعتبر غالباً أن مرضه عيباً فيخجل من زيارة الطبيب أو استشارة الاختصاصي فيتحمل مشكلته سنوات طويلة قبل أن يطفح الكيل أخيراً ويزور الطبيب.

العلاجات المتوافرة
عندما يزور المريض الطبيب الاختصاصي، يجري الأخير فحوصاً للتأكد من أن سلس البول ليس علامة على وجود مرض آخر، مثل ورم في البروستات أو ورم في المثانة.
بعد ذلك، يقترح الطبيب على مريضه جلسات لتمرين عضلة المثانة بمساعدة معالج متخصّص. وفي حال مرور ستة أشهر على جلسات التمرين وعدم حصول أية فائدة، يفكر الطبيب في إجراء عملية جراحية لمريضه.
العملية الجراحية كانت محصورة حتى زمن غير بعيد بالحالات المستعصية إذ يقوم الطبيب بزرع عضلة مثانة إصطناعية تضمن حسن عمل المثانة وعدم تسريبها للبول. ويتوجب على المريض تشغيل هذه العضلة بواسطة مضخة صغيرة تحت البشرة.


أما اليوم فتمّ التوصّل إلى نوعين جديدين من العمليات الجراحية يمكن اعتمادهما في الحالات المتوسطة من سلس البول. وباتت العملية الجراحية تستغرق نصف ساعة بدلاً من ساعة واحدة، مع تخدير أخفّ من قبل.

تقوم التقنية الأولى على وضع شريط نايلون من 6 سم تحت قناة البول لتقوية عضلة المثانة الضعيفة. والميزة في هذه التقنية أن المريض لا يحتاج لفعل أي شيء من قبله، كما أنها تتطلب تخديراً موضعياً من دون الحاجة إلى النوم في المستشفى.

وفي التقنية الثانية، يدخل الطبيب الجراح بالونين صغيرين للضغط على قناة البول وضمان إحكام سدّها. وتستلزم هذه التقنية أيضاً تخديراً موضعياً.

كشفت التجارب الميدانية أن هاتين التقنيتن نجحتا فعلاً في تحسين ثلاثة أرباع حالات سلس البول. واللافت أن التحسّن يستمر فترة طويلة وبشكل ممتاز.