هند صبري أخاف على ابنتيّ المولودتين حيث أحلام المرأة مكبوتة

هند صبري, مصر, فنانة / فنانات, موقع / مواقع التصوير, السينما, فنانين, المهرجان

05 مارس 2014

في يوم المرأة العالمي تعيش الفنانة التونسية هند صبري حالة من السعادة والتحدّي، خصوصاً بعد إقرار الدستورين التونسي والمصري بكل المكاسب التي أعطاها كلاهما للمرأة. وهي تشعر في الوقت ذاته بقلق وخوف على ابنتيها من كل ما يحدث حالياً، ومن تزايد معدلات التحرش، وأيضاً من حالة الردة الثقافية والقانونية التي تحدث حالياً.
ولا تخفي قلقها على مستقبل الوطن العربي، وتمنياتها أن نتعلّم تقبّل الآخر والاختلاف في الأفكار والآراء. وهي مملوءة أيضاً بحالة من النشوة عقب بداية تصوير مسلسلها لرمضان القادم «إمبراطورية مين؟»، وفيلمها «الجزيرة2» الذي تؤدي بطولته مع أحمد السقا وخالد الصاوي وخالد صالح.
عن كل هذا، ورؤيتها لواقع المرأة العربية ومستقبلها، تفتح هند صبري قلبها لـ«لها» وتتحدث بلا حواجز.


- بحكم عملك كفنانة ومنصبك كسفيرة في برنامج الغذاء العالمي زرت معظم البلاد العربية، كيف ترين وضع المرأة العربية حالياً؟
توجد مفارقة كبيرة جداً بين وضعها على أرض الواقع ووضعها القانوني، ففي كل البلاد العربية التي زرتها المرأة قوية جداً وتكاد تكون فعالة أكثر من الرجل ومن ثوابت الأسرة، وتربي الأجيال الجديدة، لكن لا يوجد مرادف قانوني لهذا الواقع، مما يعيق طريقها في عملها أو حتى على المستوى الإنساني، مثل مشاكل حرمانها من أطفالها في بعض الحالات، أو زواج الفتيات الصغيرات، وغيرها من الثغرات القانونية التي تفقد المرأة الإحساس بالأمان. ولذلك أشعر بالقلق لأنني أعرف أن المرأة في الواقع تأخذ حقها، لكن هناك ثغرات قانونية كبيرة.

- ماذا عن وضع المرأة في كل من الدستورين المصري والتونسي؟
لا وجه مقارنة بين حقوق المرأة في تونس أو أي بلد عربي آخر، فتونس تعتبر حالة خاصة، بدأنا فيها منذ دستور الجمهورية التونسية الأولى عام 1956، ومجلة الأحوال الشخصية عام 1957، ومن وقتها لدينا حقوق ثابتة وحالة خاصة بشكل أساسي في حياتنا اليومية.
وعقب ثورة 2011 قررنا كنساء تونسيات أننا لن نتخلّى عن هذه الحقوق، ولن يعود بنا الزمن للوراء، فالمجتمع المدني اعتمد كثيراً على المرأة وكانت في الطليعة في كل مراحل الأعوام الثلاثة الماضية، فقد حاربت المرأة بشراسة النمرة للحفاظ على حقوقها في الدستور الجديد.
وبغض النظر عن تحفظي عن بعض المواد في الدستور، لكن المرأة وكيانها في المجتمع لم يتراجعا، بل كسبنا مادة جديدة في التمثيل للمجالس المنتخبة أقرت المساواة بين الرجل والمرأة، وهي مادة لا توجد سوى في فرنسا وأربع أو خمس دول أخرى في العالم. أما بالنسبة إلى الدستور المصري فقد قرأته، وهو دستور تقدمي جداً، خاصة في ما يتعلّق بحقوق المرأة، لكنني أنتظر القوانين التي تؤكد هذه الحقوق كي لا تصبح حبراً على ورق أو مجرد مواد في الدستور.

- هل شاركت في التصويت في أي من الاستفتاءين المصري أو التونسي؟
بالنسبة إلى المصري لا، لأنني لم أمنح الجنسية المصرية. أما الدستور التونسي فلم يتم التصويت عليه، لأنه مر من مجلس النواب بغالبية أكثر من 70 في المئة ولذا تم إقراره فوراً.

- هل كنت تتمنين وجود استفتاء أو سماع إلى أصوات فئات مختلفة في تونس؟
هذا حدث بالفعل، فعلى مدى عامين ونصف عام أقررناه، وكانت هناك مناوشات وضغوط كثيرة وحرب شرسة من النساء والمجتمع المدني، لذا مرّ.

- هل تعتقدين أن ما حدث في مصر منذ ثورة 30 يونيو ساعد أكثر في تمرير الدستور في تونس؟
بالطبع، لكن يجب ألا نظلم مجهود المجتمع المدني التونسي الذي حارب هو والمرأة التونسية في الشوارع والميادين التونسية بموقف واضح وثابت وإصرار على عدم العودة إلى الوراء. وبالطبع ما حدث في 30 يونيو في مصر غيّر الوجه السياسي التونسي.

- كنا جميعاً نحلم بربيع عربي يحتوينا، فلماذا انقلبت الأوضاع؟
هو ليس انقلاباً للوضع بقدر ما هو صراع بين فئتين كل منهما ترى الوضع بطريقة مختلفة، أولاهما رفضت الوفاق والأخرى لا مشكلة لديها في التعاون وترفض العنف.
لكن ممارسات الفئة الأولى ألقت بظلال من الشك حول إيمانها بمبدأ تقبّل الآخر، وهو ما أدى إلى حدوث شرخ مجتمعي ووصلنا إلى درجة أننا لم نعد نعرف كيف نخرج من هذا الوضع.
وبعد ثلاثة أعوام كاملة حلمنا خلالها بوفاق وطني لم يتم الحلم مما أوصلنا إلى الصدام والعنف الجسدي... التاريخ والواقع الجغرافي يحذراننا من هذا الشرخ الذي قد يبتلعنا جميعاً.

- هل ترين أن هناك حالة من الاستهداف للمثقفين والفنانين؟
لا أعتقد أننا في حالة من القوة تجعلنا أول المستهدفين، وخصوصاً أنه لا يوجد رأي موحد لكل الفنانين والمثقفين، فالإعلاميون
مثلاً مستهدفون أكثر منا وقبلنا، لأنهم يملكون صوتاً مسموعاً. وبالطبع حدث نوع من الاستهداف، لكن طبيعة المرحلة التي نعيشها وهي فترة حالكة الظلام فرضت ألا نتصدر المشهد.

- كيف تقولين هذا مع كل ما يحدث من اعتداء وقضايا ضد الفنانين حالياً؟
أنا أقصد أنهم وحتى الآن لا يروننا خطراً عاجلاً، هم فقط يهاجموننا عندما يريدون إلهاء الرأي العام، مثلما حدث من اعتداء على نوري بوزيد أو رفع قضايا على إلهام شاهين ووحيد حامد وعادل إمام ولينين الرملي، المهم الصمود، فلا أعتقد أننا بالنسبة لهم خطر مباشر، وحتى الآن لا يوجد تضييق مباشر علينا، والحريات والفنانون في حالة شلل تام، فالأحداث تتسارع، فهذا ليس وقت الخيال إنه وقت الواقع القاسي.
فالإبداع يتطلّب الحد الأدنى من السلام الاجتماعي، وهو غير متوافر حالياً وأنا أعتقد أن وقت الصدام بنا كفنانين لم يأتِ بعد.

- كيف ترين شكل مصر وتونس مستقبلاً ومصير المواجهة الحالية؟
الرؤية ضبابية جداً، وكثيراً ما نتوقع أشياء ونفاجأ بعكسها تماماً، وأنا أتحدث من خوف حقيقي على مصر وتونس معاً، ولا بد أن نجد مخرجاً وطريقة لإبعاد العنف وقوى الظلام والإقصاء والإرهاب والتكفير، ولا بد أن نبني وطناً جديداً صحياً وسليماً.

- هل ترين أن الصدام الحادث بعد فترة طويلة من القهر السياسي طبيعي؟
هذا شيء طبيعي، فبعد فترة طويلة من القمع السياسي وكنا جميعاً وقتها مطلوباً منا أن نكون كومبارسات بلغة الفن، لكن الآن يجب أن نكتشف ذاتنا وهويتنا، وخصوصاً بعد كسر حاجز الخوف وامتلاكنا للقدرة على الاختلاف، والتي لابد أن نتعامل معها كمنطقة قوة، فالله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين كي نتعايش لا كي يشلنا اختلافنا ويجعلنا نتصارع اجتماعياً، وهي النقطة التي يحبها البعض للأسف في تونس، وأنا أتمنى أن نفهم جميعاً جمال كوننا مختلفين.

- حدثينا عن مشروع مسلسلك «إمبراطورية مين»؟
هو فكرتي، وأخبرت بها غادة عبد العال فأعجبتها وكتبت لها السيناريو، وتحمّس لها طارق الجنايني فأنتجها ومريم أبو عوف فأخرجتها.

- الموسم الرمضاني القادم به الكثير من نجوم الصف الأول وأنت تدخلين التحدي فهل تتعمّد هند اختيار المواسم القوية كي تنافس فيها؟
لا بالطبع هذا ليس متعمدا ولا أحسب شيئاً، وحتى الآن لا أعرف خريطة رمضان كاملة.

- ألا تخافين من التنافس مع كل هؤلاء النجوم؟
ولماذا أخاف؟! العمل الجيد يفرض نفسه أياً كان عدد الأعمال التي تنافسه، وهو ما حدث في «عايزة أتجوز» وبعدها «فيرتيجو»، المهم أن تقدم عملاً جيداً يعجب الجمهور.

- لماذا تكررين العمل مع المؤلفة غادة عبد العال؟
كان هناك ما يشبه طلباً شعبياً أن نعمل أنا وغادة عبد العال بعد مسلسل «عايزة أتجوز»، لكن «إمبراطورية مين» عمل يختلف عنه تماماً، لكن فيها روح السخرية والواقع، ونحن نرى أن كل الهم الذي مررنا به على مدار السنوات الثلاث يفجر السخرية ويجعلنا ننظر إلى الوراء ونقول نحن مررنا بكل هذا؟

- أول مرة تقدمين عملاً من فكرتك هل هذا يزيدك شعوراً بالمسؤولية أكثر؟
الأمر بالنسبة إلي يجعلني أؤمن أكثر بأفكاري وأحلامي، وأنا أرى حلماً يتحقق لي، فالمسلسل كان خواطر تأتيني قبل النوم فأكتبها، لذلك في أول يوم تصوير رحت أنظر إلى الحلم على أرض الواقع وأقول لنفسي: كل هذا بدأ من فكرة.

- ماذا عن دورك في العمل؟
أميرة، أمٌّ مصرية تعود من الخارج هي وأسرتها بعد 15 عاماً، لترى ماذا حدث للمجتمع المصري في مواقف كوميدية اجتماعية ساخرة.

- منذ بدايتك لديك الجرأة في تقديم شخصية الأم رغم رفض بعض زميلاتك تقديمها!
أعتقد أن موضة هروب الفنانات من أدوار الأم انتهت، والكثير من الممثلات تحررن من هذه العقدة.

- سيحدث ربط بين «إمبراطورية مين» وفيلم «إمبراطورية ميم» للقديرة فاتن حمامة، ألا تخشين من هذا؟
بالطبع سيحدث ربط، فـ«إمبراطورية ميم» من الأفلام المهمة والتي ناقشت موضوعاً مهماً، لكنه بعيد عن المسلسل كل البعد، والخيط الوحيد الذي يربط بين الاثنين هو الديمقراطية والأسرة.

- هل سنرى عملاً اجتماعياً أم سياسياً؟
لن أجيب وأدعو الجمهور لمشاهدة المسلسل.

- تعملين مع السقا وخالد صالح والصاوي وشريف عرفة في «الجزيرة 2». حدثينا عن كواليس التصوير والعمل مع كل هؤلاء النجوم؟
ممتع جداً، وخلال التصوير نضحك كثيراً. وإدارة شريف عرفة لموقع التصوير ممتعة، وخالد صالح إضافته جيدة، لأنه صديقنا... الحقيقة أني أذهب إلى موقع التصوير كأنني ذاهبة للقاء عائلتي.

- سؤال يفرض نفسه دوماً عند تقديم جزء ثانٍ من عمل ناجح، لماذا «الجزيرة2»؟
يمكن توجيه السؤال إلى شريف عرفة، وإن كنت أعتقد أنه ومنذ بداية صنع الجزء الأول كانت لديه النية لصنع جزء ثانٍ.، وتذكر معي أنه ترك العديد من الأشياء المفتوحة في نهاية الفيلم ومصير منصور وكريمة وتغير رؤيتها.
وأعتقد أن «الجزيرة» هو المعادل العربي للفيلم العالمي «الأب الروحي»، وذلك لوجود بعد ملحمي عن عالم لم يتطرق إليه أحد من قبل ومنغلق على نفسه، وشخصيات ذات أبعاد تراجيدية إغريقية، وهو ما يفتح الباب لوجود أجزاء تالية وهو شيء مخيف، لأن الجميع يترقب ما سنقدمه والجديد، وشريف عرفة أكد لي أن هذا التخوف يطمئنه لأنه يحفز أسرة العمل كلها على تقديم أفضل ما لديهم سواء الممثلون الباقون من الجزء الأول أو الجدد على أسرة العمل.
لكن البعض يؤكد أن نجاح الجزء الأول يرجع إلى تقديم الصعيد الحقيقي وعالمه للمرة الأولى، وهو ما أدى إلأى انبهار الجمهور، العامل الذي ستفقدونه في الجزء الثاني.
ومن أخبرك أن شريف عرفة لا يستعد بأسلحة أخرى لإبهار الجمهور، وخصوصاً مع تطور التقنيات السينمائية؟ مصر تغيرت كثيراً والصعيد تغير وملامحه تغيرت ونقاط القوة فيه تغيرت، ولم نكن لنقدم الجزء الثاني لولا حدوث تغيرات على أرض الواقع.

- ما هو الجديد في أحداث الفيلم وكيف سيتغير واقع أبطاله؟
كتبت على فيسبوك تساؤلات حول توقع الناس لأحداث «الجزيرة 2»، وكانت لديَّ إجابات قريبة جداً من أحداث السيناريو، وإجابات أخرى أدهشتني لكمية الخيال فيها، لكنني لا أستطيع التحدّث عن التفاصيل.
وأعتقد أن هذا الفيلم يجب الحفاظ على خصوصياته، وأنا فقط أطالبكم بتخيّل كريمة ومنصور بعد كل هذه الفترة، وكيف تغيّرا وتطورا وكيف سيتغير التاريخ؟

- قدمت مع السقا عملين فقط هما «الجزيرة» و»إبراهيم الأبيض» وحلقة تلفزيونية في «عايزة أتجوز»، لماذا يشعر الناس أنكما ثنائي يعمل معاً كثيراً وخصوصاً في السينما؟
لأن شخصياتنا في الفيلمين ملحمية، ولم نقدم معاً شخصيات رومانسية خفيفة مع أنه قدم مع زميلات أفلاماً أكثر مني. وبيني وبين أحمد لا حسابات أو نفسنة أو تحدٍ، بل نتلاقى في منطقة تكمل قدراتنا، وأنا فخورة بأننا تعاونّا في فيلمين كبيرين تركا كل هذا الأثر.

- متى سيُعرض «الجزيرة 2»؟
في موسم عيد الفطر المقبل، والفيلم سيأخذ في تصويره من ستة إلى ثمانية أسابيع، وفي عدة أماكن منها الأقصر، ومعنا في فريق العمل أيمن أبو المكارم مدير تصوير وفوزي العوامري مهندس ديكور وناهد نصر الله مصممة للملابس وهشام نزيه موسيقى تصويرية، وأنا سعيدة أننا مع فريق العمل نفسه.
وأعتقد أن هناك موقفاً وطنياً أو أخلاقياً من تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام الآن، فالمخرج شريف عرفة يريد إعادة السينما الكبيرة لتصدر المشهد، وفي العامين الماضيين خرجت أفلام صغيرة بغض النظر عن مستواها الفني، لكنها ساهمت في استمرار الصناعة، ويجب الآن أن تعود الأفلام الكبيرة.

- هذا يفتح باباً للتساؤل حول المخاطرة في تقديم عمل كبير ومخاطرة الإيرادات خصوصاً في ظل الظروف المتقلبة...
بالطبع المنتجون قلقون، وهناك البعض ممن يتخوف من العمل، لكنها مخاطرة أخلاقية كما أخبرتك، فالسينما ساهمت في حصول الكثيرين على العديد من المكاسب، فهناك وقت مجازفة، وأنا أتحدث في المطلق، وكلنا كممثلين خفضنا أجورنا أكثر من النصف انطلاقاً من موقف أخلاقي.
هل نرغب في قتل الصناعة أم إنعاشها؟ وفي تاريخ السينما هناك ظروف تاريخية صعبة وحروب، ومع ذلك تظهر أفلام تحقق إيرادات كبيرة، وبعد الحرب العالمية الأولى ظهر تشارلي شابلن وحقق نجاحاً أسطورياً.

- شاركت في تجربة فيلم «أسماء» الذي يصنفه الكثيرون ضمن السينما المستقلّة التي يحاول البعض تقديمها كبديل للسينما التجارية، فهل هما يتكاملان أم يتصارعان؟
السينما المستقلة صنعت عالمها الخاص من منتجين ومخرجين، وبدأت تنعزل عن السوق، وهو ما لا أراه شيئاً صحياً، وفي تجربة «أسماء» وضع منتجون بعض النقود لوجود اسم أو مجموعة أسماء معروفة، وهو شيء منطقي.
لكن من الخطأ تماماً التعامل مع السينما المستقلة وفق قواعد السينما التجارية، وأتعجب وأغضب من عدم نجاحها، ويجب أن نوفر لها المقومات من دور العرض الخاصة بها ومن شركات توزيعها كعالم متكامل. ولا يصح أن نذهب إلى منتج تجاري ونقول له «انتج لي وستخسر»، لكننا يجب أن نتحرر من القواعد ونقدم نظاماً جديداً واتحاد فنانين وتقديم أفلام مستقلة أو التعامل معهم بذكاء، وإلا نذهب إليهم بمشاريع خاسرة.
ويجب أن نكون أذكياء ونضع نموذج فيلم «بابل» نصب أعيننا، فقد تم تقديمه فقط لأن براد بيت وافق على المشاركة فيه.
وأنا دوماً مع جر رجل الجمهور، فأنا ضد من يهاجم المنتجين لرفضهم دعم السينما المستقلة خوفاً من الخسارة، هذه ليست نوعية السينما الخاصة بهم، فإما أن تقدمها أنت أو أن تصل إلى منطقة وسط.

- في مهرجان أبو ظبي وجهت الشكر لكل من يقدم الأفلام حالياً. هل كان كلامك رسالة لتشجيع صناعة السينما؟
بالطبع، ودعني أخبرك بشيء، نحن لا نقف بجوار الصناعة، ففيلم «أسماء» تم تحميله 3 ملايين مرة من على مواقع الإنترنت، ولو لم يتم تقديم مثل هذه النوعية يتم الحديث عن السوق الذي يحرمنا من السينما المختلفة.
فدعنا نتحدث عن «أسماء» كما أخبرتك، لو كان محبو هذه النوعية ذهبوا إلى دور العرض ولم يكتفوا بمشاهدته على الإنترنت لكان الفيلم حقق 20 مليون جنيه، ولظهر الكثير من المنتجين الراغبين في تقديم أفلام مختلفة.

- كيف ترين خطوات إصلاح صناعة السينما؟
مطلوب قوانين تنظم صناعة السينما وتوضح العلاقة بين الإنتاج والتوزيع، وإعادة النظر في أسعار التذاكر التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي، وهي غالية الثمن، فكيف ألوم شخصاً لا يملك ثمن التذكرة ويشاهد الفيلم عبر الإنترنت؟ يمكن إيجاد صيغة تفاهم بين شركات الإنتاج وشركات المواقع، وجعلها طريقة للكسب لا منافساً أو خصماً. كما يجب إنشاء اتحاد فنانين.

- لكنكم كنجوم متهمون بمغالاتكم في طلباتكم المالية وعدم مساندة السينما؟
طالما لا يكسب المنتج فلماذا يعطي الممثل الأجر الذي يطلبه؟ والأفضل لو كانت لدينا منظومة بحد أدنى ويتم ربط الأجر بالإيرادات وفق بقواعد وقوانين أو يمكن أن يدخل النجم كمنتج مشارك... أنا أجري أقل من أجور ممثلات كثيرات لا يملكن رصيد أفلامي أو أدواري ولا منطق في أجورهن.

- ما هو جديدك السينمائي خارج مشروع «الجزيرة2»؟
فيلمان في تونس، أولهما مع رضا الباهي اسمه «زهرة حلب»، والثاني مع فارس نعناع اسمه «ليلة قمر مكتمل». ولدينا مشكلة تمويل في الفيلمين، لأن السينما التونسية هي الأخرى في أزمة كبيرة.

- ما هو شعورك بعد دخول فيلميك «صمت القصور» و»عمارة يعقوبيان» ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي؟
سعيدة بالطبع، وهذا يؤكد أن هناك أعمالاً سينمائية لا تتقادم ولا تموت أو ينساها الجمهور أو النقاد، وهي أعمال تصلح لكل زمان ومكان، وهو ما أعتبره أرقى درجات الفن السابع.
فأن يكون لديَّ وأنا في هذه السنّ فيلمان في قائمة كلاسيكيات السينما العربية لهو شيء يشعرني بأن تعبي ومجهودي لم يذهبا هباءً.

- هل تعود عليك المشاركة في لجان التحكيم بالمهرجانات الدولية بفائدة فنية؟
كثرة أعمالنا كفنانين تعطينا خبرة ميدانية نستطيع من خلالها تقييم الأفلام، وخصوصاً أن المعايير الخاصة بالتقويم تتطور بسرعة عالمياً، والمشاركة في المهرجانات تجعلنا نطلع على الجديد دوماً في مهنتنا، وخصوصاً في ظروفنا الحالية التي شغلتنا قليلاً عن الفن، لذا فالمهرجانات فرصة لمعرفة الجديد.

- ماذا عن دورك كسفيرة لبرنامج الغذاء العالمي؟
البرنامج مهتم جداً بسورية، وأنا أحاول ومن خلال موقع التواصل الاجتماعي نقل صورة واضحة عما يحدث هناك، وحض الناس على التبرع للنازحين.
وكما تعرف لقد قمت بزيارات لمخيمات اللاجئين في لبنان والأردن، ولمست عن قرب مدى المعاناة التي يعيشونها، ولذا أطالب كل الناس بدعم جهود البرنامج في إغاثة أشقائنا السوريين.

- هل كانت هند تخطط لحياتها كما حدث من تأسيس لمكانة فنية أولاً ثم زواج وإنجاب؟
لا أخفي أنني منذ البداية كنت أحلم بهذا، لكنني لم أكن أخطط له. منذ الزواج أصبحت أولوياتي لعائلتي، وهو ما أكتشفه يومياً، وبالطبع عملي مصدر سعادة لي، لكن أسرتي هي سعادتي الكبرى وأنا أكثر سعادة بأنني اكتشفت هذا في وقته.

- في تصريح سابق تحدثت عن أن ابنتك عاليا سترى تونس حرة فهل تعتقدين أنها رأتها؟
هي زارت تونس لكنني أتمنى أن تراها أفضل وأكثر حرية، وحتى الآن لم أصل إلى الحلم الذي كنت أحلم به لها.

- كونك أمًّا لابنتين هل يزيد قلقك على وضع المرأة الحالي؟
بالطبع أنا قلقة على كل شيء يحدث وخصوصاً في الحرب على مكتسبات المرأة، فحتى في تونس وبعد كل ما خضناه لنحصل على مكاسبنا نجد محاولة لسلب هذه المكاسب منا.
وأخاف عليهما من وقائع التحرش بكل بشاعتها. وأنا أتعجب من ثورة يحاول بعض من ينتسبون إليها أن يكتموا صوت المرأة، مع أن الرسول والدين يعززان مكانة المرأة ووضعها.

- هند صبري أم البنات ما هي أهم مخاوفها على ابنتيها؟
ثمة الكثير من المخاوف، فهما مولودتان في مكان من العالم يرى المرأة تهديداً وعورة أكثر منها عنصراً مشاركاً، ويكبت حلمها في التعليم والعمل مثل الرجل... أنا شجاعة ودخلت مجالاً ليس سهلاً، وأرغب في إعطاء هذه الشجاعة لابنتيَّ، وفي داخلي هذا التناقض لكنني أحاول التغلب عليه.

- ماذا عن أحلامك لهما؟
ما تحلمان به أتمنى أن تحققاه ولن أفرض عليهما أحلامي.


محظوظة ولكن
تعترف هند بأنه من حظها كفنانة أن فترتي الحمل والولادة الأخيرة تزامنتا مع فترة غير نشيطة في عالم السينما، وتقول إن بعض زميلاتها قلن لها هذا.
وتضيف: «رغم أن هذا قد يكون حظاً بالفعل، فأنا في الحقيقة لست سعيدة بأن يكون حال السينما وعلى مدار عامين محلّك سر».

أنا والكيك بوكسينغ
عن سر رشاقتها، رغم إنجابها ابنتين وكيف خسرت الكثير من وزنها بعد الولادة في وقت قصير، تقول هند: «كنت حريصة على ممارسة تمارين يومية صباحية في الملاكمة والكيك بوكسينغ، بالإضافة إلى تقليل نسبة النشويات في غذائي والاعتماد أكثر على البروتين، وهذا ساعدني بالتأكيد على أن أعود إلى وزني الذي كنت عليه قبل الولادة».

CREDITS

إعداد: سعيد رمزي

تصوير : شريف مختار

شعر: رافي

مكياج : علاء التونسي