طالبة الطب نادية دندشي تخرج بموهبتها إلى العالم عبر مواقع التواصل

نادية دندشي, طالبة الطب, الدراسة, بيانو, المجتمع السعودي, الموسيقى

08 مارس 2014

تطمح إلى مستقبل صحّي متطوّر في وطنها بدراستها الطب، وتتبع إحساسها على مفاتيح البيانو لتؤلف مقطوعات موسيقية تعبّر عما بداخلها وما ينتابها من أحاسيس. وما بين دراستها وموهبتها أثبتت نفسها وتمكنت من خوض مجالين مختلفين، وتعلّمت من خلال هذين المجالين الالتزام، والتركيز، والاستمرار، والتشبّث بالأمل، والمشاركة وإسعاد الآخرين... «لها» التقت نادية دندشي طالبة الطب وعازفة البيانو السعودية...
 

كيف اكتشفت موهبتك في العزف على البيانو، وكيف طورتها؟
كنت أملك لعبة بيانو صغيرة عندما كان عمري ٣ سنوات، وحين لاحظ والداي ولعي بها،  قررا حين بلغت السادسة من العمر أن أتابع دروساً خاصة مع معلّمة في البيت لأنمّي موهبتي. تلقيت دروسا لسنوات، تعلمت فيها أساسيات العزف الصحيح، وقراءة النوتات، والموسيقى الكلاسيكية. بعد ذلك توقفت عن تلقي الدروس بسبب عدم وجود من يدرّبني باحترافية كافية، فتوجّهت إلى موسيقى البوب والروك، وبدأت التأليف وطوّرت نفسي وتعلّمت العزف عن طريق السمع.

ما الجوائز التي حصلت عليها؟
شاركت في مسابقة البيانو العالمية للأميرة مريم في المغرب سنة ٢٠٠٦ وحصلت على جائزة المركز الأول عن المستوى الذي شاركت فيه، وحصلت أيضا على جائزة تميز من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

لماذا لم تشاركي في برامج المواهب التي تقام في الدول العربية؟
لعدم تفرّغي، فأنا أدرس الطب البشري في جامعة الملك عبد العزيز في جدة في سنتي الثالثة، و دراستي تتطلّب مني الكثير من الوقت والتركيز والمجهود، فلا أستطيع أن أسافر للمشاركة في مسابقات في الوقت الحالي.

لماذا اخترت مواقع التواصل لطرح موهبتك والإعلان عنها؟
مواقع التواصل الاجتماعي كانت طريقتي الوحيدة لمحاولة إبراز موهبتي في السعودية، وذلك بسبب عدم وجود فرص للعزف أمام جمهور واسع. ومواقع التواصل تفتح لي أبواب العالم، وتوفّر فرصة لنشر موسيقاي أينما كان. كما أستطيع التواصل مع المستمعين للمس تفاعلهم لأتمكن من تطوير نفسي.

كيف كان تقبّل المجتمع السعودي لموهبتك؟ وما أكثر التعليقات الإيجابية والسلبية التي أثرت فيك؟
فاجأني الدعم والقبول الهائل الجميل الذي وردني بعد نشري مقطوعات البيانو على «يوتيوب» و«تويتر»، ونادراً ما يصدر تعليق سلبي، وأحاول أن أستفيد من النقد البناء ولا أهتم بالنقد الساخر أو أجعله يؤثر في نفسي، بل أنظر إلى الدعم الإيجابي الذي يدفعني إلى أن أنجز المزيد وأطوّر نفسي أكثر. 

ما بين الطب والعزف على البيانو أين تجدين نفسك أكثر؟ ولماذا؟
كلاهما حياتي، فأرى الطب طموحي وحياتي المهنية ومستقبلي الذي سأطوره في المستقبل لمساعدة المرضى. أما العزف فهواية تجمّل حياتي.

هل اخترت الطب أم فُرض عليك؟ ولماذا؟ وكيف توفقين بين الطب والعزف؟ وهل هناك أمر مشترك بينهما؟
اخترت الطب لأنه من أجمل المجالات في العالم، فكل يوم أدرس الطب أكتشف المزيد عن قدرة الله عز وجل وكيف فعلاً صوّر الإنسان على أحسن وجه، فصحة الإنسان من أهم ما يملكه ومن غير صحة لا يمكنه إنجاز شي، وأتمنى أن أستطيع أن أساعد الآخرين عن طريق ذلك في المستقبل.
وبنظري الموسيقى والطب يشتركان في أنهما مجالان معقّدان مليئان بالأسرار والمفاجآت، يتطلّب كل منهما الجهد والصبر والالتزام، كما يستشعر المرء من خلالهما جمال الإنسانية وعظمة خلق الله ونعمه سبحانه وتعالى.

ماذا تعني لك الموسيقى؟
الموسيقى جزء كبير من حياتي منذ طفولتي، فهي غذاء الروح بالنسبة إلي كما إلى جميع الموسيقيين.

كم عدد المقطوعات الموسيقية الخاصة التي نفذتها؟ ومتى سيصدر أول ألبوم لك؟
أعزف منذ ١٣ عاماً تقريباً، وعدد المقطوعات التي عزفتها لا تعد، لكن عدد التي ألفتها بنفسي إلى الآن أربع وهناك المزيد قريبا، وأول ألبوم تحت الدراسة، فموعد إصداره لم يقرر بعد.

تحلمين بافتتاح معهد لتعليم الموسيقى متى سيتحقق هذا الحلم؟ وهل تتوقعين إقبالاً؟
هي فكرة أكثر منها حلم، فمنذ نشري مقطوعات الفيديو على «تويتر» طرح الكثير من الناس سؤالاً عن وجود مدرس أو مدرسة ليتعلّموا الموسيقى، لذلك أتوقّع أن يكون هناك إقبال كبير من متذوقي الفن ومحبي تطوير الموهبة.

أول مقطوعة لك كانت مهداة للشعب السوري، حدثينا عنها؟
أعبّر في المقطوعة عن مشاعري تجاه السوريين والصعوبات التي يمرون بها في كل دقيقة، وأعبّر عن غضبي تجاه القتل الذي يحدث.

ما الأمر الذي يلهب إحساسك في تأليف موسيقى جديدة؟
لا أعلم كيف أشرح الإلهام، فهو يأتيني فجأة وبقوة، فعندما يتأثر قلبي بأمر ما، أجلس أمام البيانو وأغمض عينيّ وتتبع يداي أحاسيسي وأبدأ تأليف مقطوعة جديدة.

ما هواياتك؟
أحب القراءة وتعلم اللغات المختلفة، كذلك العزف على الآلات الموسيقية الأخرى والرياضة مثل ركوب الخيل.

هل يمكن أن تنافسي مستقبلاً عازفي البيانو حول العالم؟
لا أعلم في الوقت الحالي لانشغالي بدراستي، ولكن حتى إن أردت منافسة عازفين آخرين  فما زال أمامي الكثير لأتعلّمه.

CREDITS

تصوير : انفراريد استديو