كتاب تفاعلي يحتفي بمدينة الحرف ...

مايا الحاج

يتوغّل المصوّر الفوتوغرافي المحترف ملكان باسيل في كتابه الجديد «رحلة إلى بيبلوس» في قلب التاريخ، تاريخ إحدى أقدم مدن العالم وأغناها تراثاً وحضارة: جبيل.
وعبر عدسته المميزة يسوقنا إلى أزقة جبيل العتيقة وشواطئها، إلى طبيعتها وآثارها، إلى مهرجاناتها وسكّانها... فيُعرّفنا إلى تفاصيل مدينة يتزاوج فيها الحاضر والماضي، والثقافي والتجاري، بأسلوب يجعل منها تحفة حقيقية تستحقّ الزيارة.

وبلفتة ذكية منه، استطاع ملكان أن يستفيد من التكنولوجيا الحديثة ليضعها في خدمة التاريخ، أو بالأحرى في خدمة مدينته الجميلة جبيل.
فالكتاب لا يقتصر على تصوير مناظر بديعة من طبيعة جبيل الخلاّبة، ولا يُركّز على إبراز قيمة آثارها، وإنما يُقدّم مشروعاً يستخدم فيه للمرّة الأولى تكنولوجيا رمز الإستجابة السريع OR Code، ليكون بذلك أوّل كتاب تفاعلي عن مدينة «بيبلوس» العريقة.
وقد تكون هذه الفكرة هي خير تكريم من إبن جبيل لمدينته التي صدرّت للعالم الأبجدية والانفتاح والجمال.

يتوجّه هذا الكتاب السياحي التفاعلي إلى أكبر عدد من الناس، بحيث أنه يجذب كلّ المهتمين بالآثار والتراث والتاريخ والسياحة... بالإضافة إلى فئة الشباب التي استقطبها باسيل من خلال توفير أكبر مقدار من التفاعل مع المحتوى، باعتبار أنّ الكتاب يتماشى مع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة من الجيل الجديد.

تتميّز صور ملكان باسيل التي يعرضها في كتابه عن بيبلوس بتنوعها وغناها. فهي مرّة بانورامية واسعة تشمل المشهد من أطرافه، وأخرى مُحدّدة تهتم بالتفاصيل وتأخذ المشهد من زاوية واحدة فقط.
وإلى جانب كلّ صورة، يضع باسيل ملاحظاته ومعلوماته التي تفيد القارئ في التعرّف إلى أدقّ تفاصيلها. ويمنح الكاتب- المصوّر كتابه صفة «العالمية»، من خلال اعتماد العربية والفرنسية والإنكليزية.
وهو بذلك يستقطب سيّاحاً قد يجدون ملاذهم في كتاب فوتوغرافي يُعرّفهم إلى أقدم المدن وأغناها.

يُمثّل هذا الكتاب رحلة استكشافية لإرث مدينة «بيبلوس» وما تكتنزه من روائع طبيعية وتاريخية وثقافية، من خلال أكثر من 150 صورة و35 بانوراما تفاعلية وزيارات لـ 22 قرية من قراها، فضلا عن فيديو عن تاريخ المدينة.