كويتيات يشجعن على القراءة والإبحار في عوالم المعرفة والثقافة

الجليس, المرأة الكويتية / نساء كويتيات, ثقافة, المرأة, الكويت

20 مارس 2014

خرج في العام 2009 إلى النور مشروع كويتي يعنى بالمعرفة والثقافة ونشر القراءة، هو مشروع أندية «الجليس» للقراءة. وهو مشروع ثقافي غير ربحي وغير حكومي أطلقته شركة إنجاز للنشر والتوزيع وهدفه تعزيز عادة القراءة في المجتمع.
صاحب
فكرة المشروع ورئيسه هو صالح بشير الرشيدي الذي يقيم بين حين وآخر ورشاً للكتابة الإبداعية ومسابقات أدبية، منها مسابقة أفضل مقال للشباب. واندفعت للعمل في المشروع فتيات كويتيات أسسن أندية أدبية لنشر القراءة والمعرفة والثقافة ضمن مظلة «الجليس».
 «لها» التقت مجموعة منهن للحديث عن دورهن الريادي في نشر فعل القراءة في المجتمع بعدما نزلت القراءة إلى الشارع وتحولت اركان المقاهي والكافيهات والمكتبات الخاصة إلى أمكنة تحتضن أندية القراءة.


فاطمة الخميس عضو في نادي «كتابي» للقراءة قالت عن تجربتها
«بدأ اهتمامي بالقراءة قبل عشر سنوات تقريباً في آخر مراحل الدراسة الثانوية، وكانت هناك معلّمة تشجعنا دائماً على القراءة، ولأني كنت أحب هذه المعلّمة فقد كنت أجاملها بقراءة بعض الكتب. ومع الوقت تحولت المجاملة إلى شغف بالقراءة.
وقد لعب مشروع «الجليس» دوراً كبيراً في تحفيزي وتشجيعي على القراءة ، فقبل «الجليس» كنت كلما اقرأ كتاباً أتخيل أني أناقشه وأعرض أفكاره على مجموعة قرأته.
وقد تحقق هذا الحلم بالفعل على أرض الواقع بعد «الجليس»، فأصبح ما كنت أتمناه فعلا حقيقة وشجعني على قراءة المزيد».
وقد بدأ مشروع نادي «كتابي» للقراءة بعدد قليل من الفتيات ولا يزال العدد في ازدياد مع الوقت، وتطورت فعالياته وأنشطته كذلك بتغير نوعية الكتب المختارة».
وأضافت الخميس: «كرّسنا ثقافة جديدة في المجتمع وبرأيي أصبح الجميع حاليا متقبلين لفكرة القراءة. والحال أن أندية «الجليس» للقراءة لها جمهورها الذي يتابع أنشطتها، فأثناء تجمعاتنا في المقاهي والكافيهات يأتي الناس لسؤالنا عن هذا المشروع و يتحمسون كثيرا للفكرة والمشاركة.
وأظن أن القراءة لم تعد تقتصر على النخبة وهذه من إيجابيات «الجليس». كما لا أستطيع أن أحدد أي الجنسين أكثر ميلاً إلى القراءة لأن نادينا «كتابي» يضم فتيات فقط».

عوالم أخرى
شيخة الهاجري عضو في نادي «يحكى أن» قالت عن عشقها للقراءة:
«في سن الـ 14، بدأ عندي شغف القراءة وكانت أول رواية قرأتها هي «شقة الحرية» لغازي القصيبي. ثم وجدت أن القراءة حياة، ومعها عشت عوالم لم أعرفها يومًا، تعرفت على ثقافات ومفردات وشخصيات جديدة أحببت بعضها وكرهت بعضها الآخر... تعاطفت وتألمت واعترتني كثير من المشاعر والأفكار، في مزيج تهديك إياه القراءة.
أن تقرأ أكثر هي فرصة لتعيش أكثر، ولهذا السبب جاء انضمامي إلى مشروع أندية «الجليس» للقراءة رغبةً في الالتزام، لأن الالتزام مع مجموعة قراءة يشجع على عدم الانقطاع ويحفّز، والتحفيز يأتي من مناقشة أفكارك و آرائك وتساؤلاتك بعد الانتهاء من أي كتاب».
ولهذا السبب بدأ مشروع نادي «يحكى أن» للقراءة منذ عام، «وقد قرأنا مجموعة من أفضل الروايات العالمية. وآخر ماقرأنا رواية خالد الخميسي «عداء الطائرة الورقية»، ثم ناقشها أعضاء النادي».

قراءة حرة
ندى العجمي عضوة في نادي «التفاؤل» للرواية الأدبية قالت عن علاقتها بالكتاب
«بدأت القراءة من صغري مع قصص المكتبة الخضراء وقصص الالغاز الصغيرة، ثم انتقلت إلى الكتب الدينية. وفي السابعة عشرة بدأت اقرأ للعقاد وطه حسين والمنفلوطي وبيار روفائيل ونجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وجبران خليل جبران، واتجهت بعدها الى القراءة الحرة.
كل كتاب يقع بيدي اتمتع بقراءته وبتخصصات مختلفة حتى جاء انضمامي إلى أندية القراءة لأني أحببت أن أساهم في نشر ثقافة القراءة في مجتمعنا. ولهذا كان «الجليس» بداية كسر الروتين بالنسبة إلي لأنني تركت الرواية منذ سنين وانشغلت في أنواع أخرى من الكتب المتنوعة.
ثم مع أعضاء النادي اخترنا مناقشة عالم الرواية لأنه يزيد الحصيلة اللغوية ويشجع على مزيد من القراءات».
أضافت: «بدأ نادي «التفاؤل» بفكرة من رئيسته مشاعل الشويحان في أن يكون النادي متخصصا بالروايات الأدبية المترجمة والعربية حتى تتميّز وتختلف أنشطته. قرأنا العديد من الروايات ومنها «عزازيل» لزيدان و«ساق البامبو» للسنعوسي و«ألف شمس مشرقة» للحسيني و«ترمي بشرر» للخال... واختيارنا يقع على الروايات الفائزة بجائزة البوكر العربية.
وقد وجدت أن نوادي القراءة مشجعة لجذب الناس نحو القراءة خصوصا بعد أن نزلت القراءة من عزلتها وخرجت إلى الناس في الأماكن العامة وبالذات في الكافيهات التي رحبت كثيراً في أن يكون أحد اهدافها نشر ثقافة القراءة بين الناس ويرحبون بتخصيص ركن لأندية القراءة».

ثقافة القراءة
دلال الكعبي عضو نادي «القادة» للقراءة التابع لمشروع «الجليس» قالت
«بدأ اهتمامي بالقراءة من عمر 13 عاماً خلال فترة الغزو العراقي للكويت حين انعدمت وسائل الترفيه ولم يكن هناك أي نوع من أنواع التسلية.
ثم تعرفت على مشروع «الجليس» لأندية القراءة وهو من المشاريع الحيوية الناجحة وغير تجاري، ولديه هدف معرفي وإنساني وهو تشجيع أفراد المجتمع على القراءة بطريقة حلوة وسلسة يبدأ من اختيار الكتاب والمكان والأشخاص وحتى نوعية الأعضاء، فهناك نوادٍ للنساء وأخرى مختلطة.
وعلى هذا الأساس أنشئ نادي «القادة» للقراءة التابع لمشروع «الجليس» قبل ثلاث سنوات تقريباً، وكانت رئيسة النادي عبير العثمان وحاليا صالح الشمري رئيسه. وأعتبر نفسي من مؤسسي هذا النادي الناجح من ناحية تناغم الأعضاء في سعيهم لتحقيق هدف نشر ثقافة القراءة».
وأضافت الكعبي: «أتمنى أن يكون مجتمعي مجتمعاً قارئاً، وأن تبدأ القراءة من الأسرة داخل البيت، فإذا شجعنا أولادنا من الصغر على القراءة والمطالعة ننتج جيلاً واعياً ومثقفاً.
ولكن للاسف مع وجود الأجهزة الذكية أرى ان القراءة تتراجع لدى الأطفال. وأتمنى لمشروع «الجليس» أن يبرز إعلامياً بغية التوعية والتحفيز على القراءة لأن كثراً لا يعرفون أن هناك نوادي للقراءة في الكويت».


المرأة والرجل

هيام حسن رئيسة «جنا» أحد أندية مشروع «الجليس» للقراءة
«بدأت رحلة اهتمامي بالقراءة منذ فترة طويلة وقد خضت تجارب عديدة من أجل تشجيع نفسي على ممارسة القراءة. وكانت أغلب هذه التجارب محاولات لتكوين مجموعات قراءة من الراغبات في القراءة والاتفاق معهن على قراءة كتب محددة.
إلا أن هذه المحاولات كانت تتوقف بعد فترة قصيرة حتى كان تعرفي على مشروع «الجليس» من خلال معرض الكتاب العربي 2011 فرصة قيّمة، ورأيت أمنيتي تتحقق مع هذا المشروع الرائع لا سيما أن المرونة التي تتسم بها ضوابط المشروع تعتبر عامل جذب إلى القراءة.
حينها قررت أن أكون رئيسة لنادي قراءة مع مشروع «الجليس»، وبعد حضور دورة تعريفية لتأسيس أندية القراءة أسست نادي «جنا» الذي نما مع الوقت وأنشأ فرعاً متخصصاً في العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم».
وتضيف هيام: «أعتقد أن دور مشروع «الجليس» أصبح جليا وواضحا في التشجيع على القراءة في المجتمع وكسر قاعدة أن القراءة للنخبة. ومن ملاحظتي لنادي قراءة للرجال يرأسه زوجي أرى أن المرأة أكثر جدية في ممارسة القراءة من الرجل».

وتقول رهام الربيعة رئيسة نادي «الأميرات» للقراءة
«بدأ اهتمامي بالقراءة منذ 11 عاماً عندما اكتشفت حبي لكتب تطوير الذات وتنميتها، وبعد انضمامي إلى نادي القراءة زاد اهتمامي. وأشكر مشروع «الجليس» لتنظيمه نوادي القراءة التي لها أثر بالغ في انتشار القراءة وسط الصحبة واللقاءات الدورية، وهذا من أفضل أنواع التشجيع.
وقد ولدت فكرة تأسيس نادي «الأميرات» قبل عامين تقريبا، وهو خاص بالفتيات والنساء ونرحب بحضور الرجال لأنشطتنا كمتابعين وضيوف فقط».

وتقول نوف المنصور العضو في نادي «قراءاتي»:
«بدأ اهتمامي بالقراءة منذ الصغر بفضل والديّ اللذين شجعاني عليها وكانا يحرصان على زيارة معارض الكتاب. والدي من محبي التاريخ ووالدتي تهتم بالشؤون الفنية وتنمية الذات والكتب الدينية. وفي مرحلة لاحقة كان لمشروع أندية «الجليس» للقراءة الدور الكبير في جمع الكثير من محبي القراءة تحت مظلته، عن طريق متابعة نوعية قراءاتهم وتقديم النصائح واقتراحات كتب لقراءتها ومناقشتها ودعوة الأديب والكاتب للقاء وجها لوجه لمحاورته في كتابه أو منجزه الأدبي. ومع إحدى قريباتي تشجعنا لتكوين نادي قراءة نقرأ فيه الكتب المختلفة المجالات، وكان تأسيس نادي «قراءاتي» منذ عام».


أهداف «الجليس»

  • شبكة علاقات مع: رؤساء النوادي، الكتّاب والمثقفين، المتخصصين في مجال النشر.
  • التعلّم المستمر: توفير المعلومات في كل ما يتعلق بالقراءة والكتابة بشكل مستمر، الحصول على الطرق الجديدة لإدارة نوادي القراءة والتمتع بالقراءة.
  • تنظيم لقاءات مع مثقفين: يحصل رئيس النادي على المساعدة في تنظيم لقاء مع مثقفين وكتّاب للحضور إلى اللقاءات الأسبوعية.
  • جلب أعضاء جدد للنادي: لن يبقى النادي الذي أسسته بدون أعضاء فدائما سيكون هناك من يرغب في الانضمام إلى ناديك ففريق مشروع «الجليس» دائماً في بحث عن أعضاء جدد لناديك.
  • الخدمة الإعلامية: بالإضافة إلى الشعار الذي يصممه لك مشروع «الجليس»، فإن المشروع يحرص على ظهورك إعلامياً في الموقع الإلكتروني والصحف والمجلات.
  • التحفيز المادي والمعنوي: من خلال مسابقة أفضل ناد وأفضل مشارك يتم تحفيز النوادي والأعضاء على تقديم إبتكارات جديدة لإحياء النادي.
  • خير ما قرأت: يقدم مشروع «الجليس» الفرصة لك لكتابة خير ما قرأتم في النادي لنشره وتوزيعه لتعم الفائدة بين الناس. وهذه فرصة لإبراز دور ناديك في إحياء الثقافة.