منذر رياحنة: غادة عبد الرازق لم تتخطَّ حدودها

منذر رياحنة, فيلم, مسلسل, اللهجة المصرية, عرض فيلم, مسلسلات

30 مارس 2014

مشواره الفني في مصر لم يتجاوز الثلاث سنوات، لكنه تمكن خلالها من تحقيق نجومية وجماهيرية كبيرة. الفنان الأردني منذر رياحنة يخوض أولى تجاربه السينمائية المصرية من خلال فيلم «جرسونيرة»، ويكشف حقيقة خلافه مع غادة عبد الرازق أثناء التصوير، ورأيه في اتهام الفيلم باحتوائه على مشاهد مثيرة.
ويتكلم عن تفاصيل مشروعه الدرامي المُقبل، ولقب «مهند العرب» الذي منحه له الجمهور، واللقب الآخر الذي يتمناه، وحياته الخاصة التي يعتبرها خطاً أحمر لا يجوز الاقتراب منه.


- خضت من خلال فيلم «جرسونيرة» أولى تجاربك السينمائية، فما سبب تأخر هذه الخطوة؟
بعد النجاح الذي حققته في مسلسل «خطوط حمراء»، طالبني كثيرون بالاتجاه إلى السينما، وكانت لديّ رغبة في هذه الخطوة، وتلقيت العديد من العروض، لكني كنت أشعر بالتردد، لأنني كنت أبحث دائماً عن السيناريو المتميز، إلى أن تلقيت عرضاً من المخرج هاني جرجس فوزي للمشاركة في بطولة فيلم «جرسونيرة»، ووافقت عليه بعد القراءة الأولى للسيناريو. لكن للأسف الفيلم تعرض للتأجيل أكثر من مرة بسبب الأحداث السياسية، وهو الأمر الذي تسبب بتأخر هذه الخطوة.

- كيف كانت ردود الفعل بعد عرض الفيلم؟
كانت إيجابية للغاية والفيلم نجح في إثبات نفسه بقوة في الساحة السينمائية، كذلك حظي باهتمام إعلامي واسع، والنقد الذي كُتب عنه وعن أدائي كان بنّاءً وحرصت على الاستفادة منه.
وما زاد من سعادتي وجعلني أشعر بأن الفيلم نجح هو اتصال العديد من الفنانين بي لتهنئتي بالفيلم، ولا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، لكني أريد أن أوجه رسالة شكر لكل فنان يحرص على مساندة زملائه في الوسط الفني.

- لكن دائماً ما يُقال إن الوسط الفني المصري لا يقبل فنانين قادمين من دول عربية بسهولة، فما تعليقك؟
لا أتفق مع هذه الآراء على الإطلاق، فمصر وفنانوها بل وكل العاملين في صناعة السينما حريصون على استقبال كل موهبة جادة ودعمها ومساندتها، وهذا حدث معي بالفعل ومع كل الفنانين الأردنيين والقادمين من كل الدول العربية، فأنا وجدت دعماً قوياً من كل فنان قابلته منذ مجيئي إلى مصر.

- ما حقيقة حدوث خلافات بينك وبين غادة عبد الرازق أثناء التصوير؟
كلام فارغ ومجرد شائعات كاذبة، فأنا استمتعت بالعمل معها هي ونضال الشافعي. والفيلم كان بمثابة مباراة فنية حاول كل منا بذل أقصى جهده فيها لخروج كل المشاهد بشكل متميز.

- لكن قيل إن غادة كانت تتدخل في تفاصيل الفيلم مما أغضب بعض العاملين فيه.
من الطبيعي أن يهتم أي فنان ناجح بكل التفاصيل الخاصة بأعماله الفنية، سواء سينمائية أو درامية، بل هذا دليل على مدى حب الممثل لعمله. وغادة عبد الرازق كانت حريصة على إخراج الفيلم بشكل متميز، لكنها لم تتخطَّ الحدود أو تتدخل في اختصاصات مخرج الفيلم أو رؤيته.

- الفيلم يعتمد على ثلاثة أبطال فقط، وتدور أحداثه في مكان واحد، ألم تخش أن يُصاب المُشاهد بالملل؟
بالطبع شعرت بالخوف والقلق بعد قراءة السيناريو، إذ فوجئت بأنه يتحدث عن ثلاث شخصيات فقط.
لكن حالة الدهشة التي سيطرت عليَّ كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعتني للموافقة على المشاركة في البطولة، فأنا أعشق التحدي ووجدت أن هذه التجربة بمثابة مغامرة ممتعة.
والشخصية التي قدمتها كانت من أسباب حماستي للفيلم أيضاً، لأنها سمحت لي بإظهار كل إمكاناتي الفنية، خاصة أنها شخصية مركبة ومليئة بالتناقضات.

- تعرضت لانتقادات عديدة بسبب عدم إتقانك اللهجة المصرية، فما ردك؟
أرفض هذه الانتقادات، وأرى أنني نجحت في تجاوز هذه المشكلة وتمكنت من إتقان اللهجة المصرية بشكل كبير، خاصة أنني تلقّيت دروساً مُكثفة في الفترة الأخيرة للإلمام بكافة المصطلحات المصرية الصعبة جيداً.

- وما تعليقك على وصف البعض لأدائك بالفيلم بالمسرحي بسبب صوتك العالي وانفعالاتك المُبالغ فيها؟
استمعت إلى هذه الآراء ولم أشعر بالانزعاج، بل أعتبرها بمثابة نقد بناء لا بد من الاستماع إليه والاستفادة منه، فأنا أسعى دائماً إلى تطوير موهبتي وعدم تكرار الأخطاء.

- هل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير؟
بالطبع، فالتصوير في مكان واحد لأكثر من ثلاثة أشهر ليس أمراً سهلاً على الإطلاق.

- ما تعليقك على حذف جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أكثر من خمسة مشاهد من الفيلم؟
كل ما نُشر بخصوص هذا الأمر مجرد شائعات، فالفيلم لم يحذف منه حرف واحد، بل حصد إشادة المسؤولين في جهاز الرقابة الذين وصفوه بالفيلم الجيد والمُتميز.
ولا أعرف سبب انتشار أخبار كثيرة قبل عرض الفيلم تؤكد انزعاج الرقابة من وجود مشاهد جريئة ومثيرة، رغم أن الفيلم لا يحتوي على شيء يخدش حياء الجمهور.
وأؤكد أن التأجيلات التي تعرض لها الفيلم ليس سببها اعتراض جهاز الرقابة على بعض المشاهد، لكن بسبب الأحداث السياسية المتوترة التي شهدتها مصر طوال الفترة الماضية.
لكن هناك انتقادات كثيرة وجهت للفيلم بسبب احتوائه على مشاهد مثيرة وإيحاءات جنسية؟
هذا الكلام غير صحيح، وأعتقد أن أصحاب هذه الاتهامات لم يشاهدوا الفيلم، فهو لا يحتوي على أي مشهد مثير، بل يناسب كل الأعمار لأنه فيلم عائلي، لكني لا أنكر أن فكرة العمل تتميز بالجرأة الشديدة ولم تُقدم بالسينما المصرية من قبل.

- بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها الفيلم، هل ما زلت تشعر بالرضا الكامل عن هذه التجربة؟
بالطبع، فأنا لم أشعر بالندم على الإطلاق، خاصةً أنني مازلت أتلقى ردود أفعال إيجابية حول دوري به، رغم مرور عدة أسابيع على عرضه، وبالإضافة إلى سعادتي بالعمل مع غادة عبد الرازق ونضال الشافعي وإعجابي بالدور الذي قدمته، أعجبتني الرسالة الفنية التي قدمناها من خلال الفيلم، والتي تؤكد وجود علاقات اجتماعية مُزيفة، وأن كل إنسان تجبره الحياة على ارتداء أقنعة تخفي شخصيته الحقيقية.

- وهل الحياة أجبرت مُنذر على ارتداء قناع؟
بالطبع، فهناك ظروف تجبرني على إخفاء شخصيتي الحقيقية وارتداء قناع لا يشبهني على الإطلاق، لكني أحاول دائماً التصالح مع نفسي والابتعاد عن التصنع والافتعال، لأنني أكره هذه العيوب التي من الممكن أن تدمر حياة الإنسان.

- قدمت من خلال أعمالك الدرامية الأخيرة شخصية تاجر المخدرات، وجسدت في فيلم «جرسونيرة» شخصية اللص، ألا تخشى حصرك في أدوار الشر؟
أشعر بالرضا الكامل عن هذه الشخصيات، وأريد أن أؤكد أن المخرجين لم يجبروني على تقديمها، وأنني وافقت على المشاركة في هذه الأعمال بعد تفكير شديد واقتناع كامل، لكني لن أسمح لأحد أن يحصرني في أدوار الشر، وأعتقد أنني سأتمرد على هذه النوعية من الأدوار الفترة المقبلة، لأنني أسعى إلى تقديم شخصيات مختلفة.

- هل صحيح أنك أعلنت ندمك على المشاركة في مسلسل «العقرب»؟
هذا الكلام غير صحيح، فالأمر لم يصل إلى حد الندم. لكن رغم إعجابي الشديد بالسيناريو لم أعط هذه الخطوة التركيز الكامل، ولم أستعد جيداً للشخصية بسبب رغبتي في اللحاق بموسم الدراما الرمضاني. في أي حال أنا تعلمت من هذه التجربة الكثير ولن أكرر أخطائي.

- ما حقيقة رفضك العمل مع المنتج محمد السبكي بسبب الانتقادات التي تُوجّه إلى أفلامه؟
شائعات، فأنا أرحب بالعمل مع أي فنان أو مخرج أو منتج لديه رغبة حقيقية في تقديم فيلم أو مسلسل جيد ينال إعجاب المُشاهد، ويقدم رسالة فنية جيدة. كما أن السيناريو يعد المعيار الرئيسي الذي يتحكم في اختياراتي الفنية، فأنا أبحث عن كل ما هو متميز ومختلف.

- هل اخترت المسلسل الذي ستخوض به سباق الدراما الرمضاني المُقبل؟
تلقيت العديد من العروض خلال الفترة الماضية، إلا أنني كنت أريد المشاركة في سباق الدراما الرمضاني من خلال عمل درامي واحد فقط، وبالتالي كان لا بد من التفكير جيداً لاختيار السيناريو الأفضل والدور المختلف.
ووافقت أخيراً على المشاركة في بطولة مسلسل «أنا عشقت»، وهو ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية، ويشاركني البطولة أمير كرارة ونجلاء بدر وأحمد زاهر.

- وماذا عن تفاصيل دورك؟
أجسد شخصية طبيب نفسي يحاول ابتكار طرق مختلفة لعلاج مريضته «ورد» التي أصيبت بشلل بعد أن فقدت حبيبها.

- ما حقيقة تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «خطوط حمراء»؟
غير صحيح، لكني أتمنى تكرار التعاون مع الفنان أحمد السقا وبقية فريق عمل هذا المسلسل.

- هل تعتقد بالخطوط الحمراء في التمثيل؟
بالطبع، فلا يمكن أن أشارك في بطولة فيلم أو مسلسل يحتوي على مشاهد من الممكن أن تزعج جمهوري.

- هناك نجوم أردنيون نجحوا في إثبات أنفسهم، منهم إياد نصار وصبا مبارك ومي سليم، فما رسالتك لهم؟
أتمنى لهم جميعاً التوفيق والنجاح وتقديم مزيد من الأعمال الفنية المتميزة، لكني أريد أن أؤكد أن كل فنان عربي يملك موهبة حقيقية ويأتي إلى مصر قادر على إثبات نفسه، لأن صُناع الفن من مخرجين أو منتجين لديهم رغبة حقيقية في مساعدة كل فنان في تحقيق أحلامه وأهدافه.

- جمهورك منحك لقب «مهند العرب»، فما رأيك به؟
مع كامل الاحترام والتقدير لجمهوري، أرفض تشبيهي بمهند، وأريد من المشاهدين التركيز على موهبتي وأدائي، فالشكل وحده لا يصنع نجومية.
وبمناسبة الحديث عن الألقاب هناك لقب أحلم به وهو «خليفة أحمد زكي»، فهو مثالي الأعلى في التمثيل وأنا من أشد المعجبين بأفلامه.

- لماذا لا يعرف الكثيرون شيئاً عن حياتك الخاصة؟
حياتي الخاصة خط أحمر لا أسمح لأحد بأن يتجاوزه، وأعتقد أن الجمهور يحترم هذا القرار ولا يشغله سوى تقديم أعمال فنية ناجحة، فأنا أرفض الحديث عن أي شيء يتعلق بحياتي الأسرية.

- هل تنوي الاستقرار في مصر؟
قررت الانتقال للعيش والاستقرار في مصر، فانشغالي بالتصوير الدائم دفعني إلى اتخاذ هذه الخطوة دون تردد.