'مذكرات منفى' ... بالعربية

كتاب, كاتبة, شاعرة, المكسيك, بترون

11 أبريل 2014

الكتاب: «مذكرات منفى»

الكاتبة: جانيت لوزانو كلاريون


جانيت لوزانو كلاريون هي شاعرة مكسيكية معروفة، ذات أصول لبنانية، لانتماء أمها إلى قرية دوما التابعة لقضاء البترون في شمال لبنان.
وبعد انتشار اسمها في المكسيك وفوزها بأكثر من جائزة أدبية هناك، قرّر الشاعر والمترجم اللبناني سامر درويش أن يعمل على تعريب أعمالها، وها هو يُقدّم الترجمة العربية لكتابها «مذكرات منفى» بعد إنجاز ترجمتين لديواني «كلّ شيء قبل الليل» و»دم خفيف»، ليغدو هو المترجم الحصري لأعمال كلاريون.

ينتمي كتاب «مذكرات منفى» (جرّوس برس ناشرون)، إلى نوع «أدب المنفى»، فهو يغوص في تيمتي المنفى والانتماء، من خلال سيرة ترويها كلاريون بصيغة المتكلّم: «نرجع إلى أصولنا، إلى طيّات جذورنا، نسير ملتفّين إلى الوراء بدون رفيق، وحدنا نمضي في الطريق». (ص 94).

تعالج الكاتبة موضوعة المنفى بلغة شعرية تزخر بالصور والعبارات المكثفة والجمل المقتصدة.
وكما هو معروف بات المنفى اليوم إحدى أبرز القضايا المعاصرة في مجتمعنا العربي والشرقي، نظراً إلى اتساع مضمون الكلمة معنوياً وجغرافياً، في ظلّ وجود أعداد هائلة من المنفيين في الداخل والخارج.

و»المنفى» هو التشرّد والإغتراب المكاني والنفسي، الفردي أو الجماعي. هو أن تتكلّم لغة لا يتكلمها أحد سواك، هو التصدّع بجدران المنزل- الكيان.
هو انعدام الكيان والانتماء، هو ذلك التوق إلى إحياء ما مات فينا أولاً، وذلك الحنين الجامح إلى إحياء طفولتنا وإلى أرض فقدناها وأشخاص كنا قد اعتدنا على وجودهم الدائم في حياتنا.

ومن هذا المنفى بكلّ معانيه ودلالاته جاء عنوان «مذكرات منفى» الذي اختارته الشاعرة جانيت لوزانو كلاريون لكتاب خطّت كلماته بإحساس الطفلة التي في داخلها، لتصنع عالماً شعرياً افتراضياً مليئاً بالأشعار والصور الحسية والمشاهدات والذكريات التي تمسّ كلّ قارئ، في كلّ مكان، سواء أكان داخل المنفى أم خارجه.