تشيستر المدينة الإنكليزية التي تملك كل أسرار التاريخ

تشيستر, الإنكليز, الطابع التاريخي, أوروبا, جسور, طبيعة, المباني التاريخية

20 أبريل 2014

عند ضفّة نهر دي Dee وبالقرب من حدود ويلز تستلقي تشيستر المدينة الإنكليزية، حيث التاريخ يستريح بسلام يروي حكاياته في سطور نُصّت في معالم متناثرة هنا وهناك في أسوار المدينة وشوارعها ومبانيها ذات النمط المعماري الموشّح بالأبيض والأسود الفريد من نوعه، وميدان سباق الخيل القديم. كل شيء في هذه المدينة يدعوك إلى مغامرة إنكليزية فريدة من نوعها.

                                                                                                     
من الأسوار تنطلق كل الجسور
إذا ما ذهبت إلى تشيستر تكون الإنطلاقة من الأسوار التي تطوّقها والتي تعود إلى القرون الوسطى، لتكون تشيستر المدينة البريطانية الوحيدة التي تحتفظ بكامل أسوارها القديمة التي يبلغ محيطها الدائري حوالي 3 كيلومترات، والتآكل موجود فقط في القسم الجنوب-غربي من ميدان المقاطعة.
يمتدّ عند الجزء العلوي للأسوار ممر لعبور الطرق من خلال الجسور المعلّقة فوق البوّابة الشرقية، والبوابة الشمالية وبوابة سانت مارتن، والبوابة المائية وجسر البوابة وبوابة وولف.
وأثناء العبور تستوقفك مجموعة من المعالم الأثرية الفريدة من نوعها، مثل برج فينيكس أو برج الملك تشارلز، وقمة مورغان، وبرج غوبلين وبرج Bonewaldesthorne's Tower الذي يحتفظ بدعامة عمود يقود إلى برج الماء وبرج ثيمبلبايز Thimbleby's Tower. وفي البوابة الشرقيّة تقف ساعة البوابة الشرقية العملاقة التي يقال إنها أكثر ساعة في إنكلترا التقطت لها الصور بعد ساعة بيغ- بانغ اللندنية.

الأبيض والأسود فن معماري تنفرد به تشيستر عند البوابة الشمالية Northgate
تعتبر شوارع 29 و30 و31 فريدة من نوعها، فهي تضمّ مباني بمتاجر ومساكن في طبقتين أدنى من مستوى الطريق، الولوج إليها غالبًا ما يؤدي إلى سرداب.
أمّا المتاجر التي هي في الطبقة الأولى فالدخول إليها يكون خلف طريق مشاة لا تنتهي حيث تصادفك الرفوف المنحدرة بين طريق المشاة و الأسوار المطلّة على الشارع.
غالبية الفن المعماري في وسط تشيستر يغلب عليه النمط القروسطي، ولكن القسم الأروع فيها هو ذاك الذي يضم الأبنية ذات واجهات الخشب مطليّة بالأبيض والأسود على النمط الفيكتوري وهو نتيجة ما وصفه المؤرخ للفن المعماري نيكولاوس بيفسنير «إحياء الأبيض والأسود».

وسط المدينة يكاد التاريخ أن ينطق بكل أخباره في مبان لا تزال واقفة بكل أبّهتها
يضمّ وسط المدينة مباني قاعة المدينة والكاتدرائية. فقد أُفتتحت قاعة المدينة عام 1869، وهي نموذج لإعادة إحياء النمط القوطي في المعمار وتضم برجًا ومستدقة قصيرة. أما الكاتدرائية فيعود تاريخ إنشائها إلى عصر النورمان.
وقد أعيد ترميمها بشكل واسع في القرن التاسع عشر ودُشّن عام 1975 جرس البرج منفصل. وعند شمال الكاتدرائية تصطفّ مباني الرهبانية.
فيما يعتبر شارع جسر سانت مايكل مركز تراث تشيستر، فعند تلّة سانت ماري المركز الثقافي، إضافة إلى مبانٍ رائعة أخرى من بينها شوت تاور المبنى الأعلى في تشيستر. وفي الجانب الشمالي لبوابة إيستغايت شارع يضمّ رسوم تعود إلى لويس راينر، يقف عند يمينه نزل بوت Boot Inn الذي يعود إلى القرن السابع عشر.
ويعتبر قصر تشيستر في المدينة القروسطية من أهم المعالم الأثرية التي لم يخضعها الزمن لتقلباته، لا سيما برج أغريكولا.
أما بقية أجنحة القصر فقد تم استبداله ببلاط ذي نمط نيوكلاسيكي. وعند جنوب المدينة يجري نهر دي Dee بسدّه الذي يعود إلى القرن الحادي عشر، فيما يعبر فوق النهر جسر the old Dee Bridge منذ القرن الثالث عشر، و جسر غروفنر Bridge Grosvenor منذ عام 1932، وجسر Queen’s Park suspension bridge للمشاة.

ميدان سباق الخيل
يعتبر ميدان سباق الخيل في تشيستر من أعرق الميادين وأقدمها في إنكلترا، إذ يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر حيث أقيم أوّل سباق للخيل في تشيستر، ويعتبر أيضًا أقدم ميدان لا يزال ينظم فيه سباق الخيل، كما يعتقد أنه أصغر ميدان سباق الخيل الأكثر أهمية في إنكلترا.
وفي التاريخ أن ميدان تشيستر لسباق الخيل كان ملعبًا لكرة القدم ولكن اللعبة كانت دمويّة فاحتج سكان المدينة عام 1533ومنعوها، حوّلوا الملعب إلى ميدان سباق الخيل. وأوّل سباق خيل نظّم كان في التاسع من شباط/ فبراير عام 1539.
يشكّل موقع ميدان سباق الخيل نقطة الإلتقاء الأكثر شعبيّة في تشيستر، فهو يشكل ممشى قصير إلى كل فنادق المدينة ونواديها الليلية وشوارع التسوّق والمقاهي.

التسوّق في تشيستر في قلب عالم القروسطي
للتسوّق في تشيستر تاريخ عريق فهي توفر التسوّق لزوّارها منذ أن تحوّلت سوقًا صاخبًا في القرون الوسطى.
ومن ثم بدأت تبتكر شوارع غاليريات فريدة من نوعها تمنح الزوار والمتسوّقين تجربة رائعة وهم يتجولون من شارع إلى آخر.
وليس مفاجئًا أن تضم هذه الشوارع واجهات التسوّق الأقدم في إنكلترا. فصنّاع الأحذية ومروّجي حديد المونغر يعرضون بضاعتهم في هذه المدينة الرائعة التي يبلغ عمرها 700 سنة، فيما أسواق الفواكه والخضر والأعشاب والأحصنة ومعارض الألبسة والجبن تزدهر بلا توقف.
بالفعل التسوّق في تشيستر أمر لا يمكن تفويته ففيه مغامرة إنكليزية بأسلوب قروسطي، فمتاجر الطبقتين تغريك بمسرّات التسّوق وتورطك في الدخول بلعبتها لتجدي نفسك في السوق المجاور لقاعة المدينة ذات النمط الفيكتور وفي مركز غروفنر للتسوّق، حيث تجدين أحدث صيحات الموضة.
وإضافة إلى التسوّق العادي فتشيستر مشهورة بمتاجر Outlets فردوس هاويات الموضة والماركات، فالأسعار مغرية تصل إلى 90%.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة