كيف تتغلّبين على العوائق في طريقك؟

عمل المرأة, المجتمع, إمرأة عصرية

26 أبريل 2014

المرأة المستقلّة ذات الشخصيّة القويّة، هي تلك التي لا تسعى للحصول على تأييد أو إحترام أي شخص، بالرجاء أو الطلب. ذلك أنّ الذين لا يوّفرون جهداً لإرضاء الآخرين، هم بالفعل تابعون لا قادة، يربطون مصيرهم ونظرتهم إلى ذواتهم حسب ما يُمليه عليهم المجتمع!
كثيرة هي القيود المفروضة على المرأة، خاصة في المجتمعات الشرقية والعربية، منها العائلية والإجتماعية والعمليّة وحتى التربوية والأخلاقية! فتقبع المرأة رهينة المعتقدات القديمة ولا تتجرأ على كسر القيود وتحطيم المفاهيم الزائلة...لأنها ببساطة: إمرأة!
أن تكوني إمرأة، لا يحتمّ عليك أن تكوني خانعة، تابعة، ناقصة، خادمة، ضعيفة، ساكتة، ثانويّة. بل عليك أن تفرضي حضورك بشخصيّة متمكّنة وثقافة عالية وإحترام للذات وثقة بالنفس.
كيف تتغلّبين على كلّ ما تضعه الحياة عثرة في
طريقك؟


المرأة المقتدرة تحترم نفسها، وإحترام النفس يعني إحلال التوازن في جميع جوانب الحياة.
المرأة المقتدرة لا تُجهد نفسها في سبيل التأثير على الآخرين لأنها تدرك أنها تستطيع كسب الإعجاب ونيل الإستحسان من خلال معلوماتها وخبرتها وثقتها بذاتها.
المرأة المقتدرة تقوم بمختلف واجباتها العائلية والشخصية والإجتماعية والعملية وتطالب بسائر حقوقها أيضاً.
المرأة المقتدرة تصنع من الضعف قوّة، بحيث تبحث عن الإيجابيّ في كلّ موقف، مهما كان سلبياً.
المرأة المقتدرة لا تقيس نفسها بالآخرين وتبتعد عن الثرثرة والنقد والنميمة والغيرة ومراقبة الناس.
بهذه الصفات، يلمع نجم أيّ سيّدة قادرة على تحقيق ما كانت تظنّه قبلاً مستحيلاً. فالمرأة نصف المجتمع، وهي فرد مكمّل ذات أهميّة ومركز. فلا يجوز بعد أن تخضع للتبعيّة النفسية، المعنويّة أو حتى المادية، بل عليها أن تمسك بزمام الأمور و«تحارب» في مختلف المجالات، متسلّحة بذكائها وثقافتها وإحترامها لذاتها ولمحيطها، مما يمنحها الدعم والتأييد، حتى من الرجال.
تشرح الإختصاصية في علم النفس روزلين شويري دياب مقوّمات المرأة العصرية المستقلّة، عارضةً لأغلب العقبات التي يمكن تخطيها بالمثابرة والعزم. كما تتكلّم الإختصاصيّة في علم النفس باسكال حوراني عن أهمية ثقة المرأة بنفسها وبذل الجهود لتحقيق ما تصبو إليه.


إمرأة عصريّة

تقول دياب: «من أبرز ما يجب أن تتمتّع به المرأة العصرية بغية الموازنة ما بين حياتها الشخصية وتلك العمليّة، هو الثقة بنفسها، وبقدراتها للمواجهة وإثبات ذاتها. فهي ليست مُلحقة أو تابعة لأحد أو متلقّية فحسب، بل عليها أن تقوم بالمبادرة وأن تُقدم على خطوات ثابته ترسّخ من خلال مبادئها الواضحة». المرأة عنصر فعّال في المجتمع، عندها واجبات ولها حقوق.
تضيف: «إنّ عمليّة إثبات الذات هذه عبارة عن تفجير طاقات في مختلف الميادين، سواء في إدارة منزلها او تربية أولادها أو الإهتمام بمهنتها...وذلك لتسلّق سلّم النجاح بدرجات ثابتة مدروسة وإن بطيئة».


صعوبات وعقبات 

إنّ الإنتفاض على الواقع والتمرّد على الأحكام ورفض الخنوع تتطلّب دائماً تضحية ومبادرة ومقاومة. وحقوق المرأة كذلك، بحاجة إلى متابعة من دون كلل أو ملل لإنتزاع أبسط الأمور. تؤكّد دياب «ما زالت المرأة في المجتمعات العربية والشرقية التقليدية تخوض معارك يومية لإنتزاع حقوقها، لا بل والمحافظة عليها. فرغم الإنفتاح الحاصل والتطوّر الهائل، لا نزال نجد أنّ السيدة العربية محرومة من الإستقلالية التامة في قراراتها، من ناحية المشاركة في الحياة السياسية والحزبية، أو من حيث القيادة وتبوّؤ المراكز الإدارية المهمّة، أو حتى في مختلف القطاعات الإجتماعية. كما لا تزال في بعض البلدان غير قادرة على إعطاء الجنسية لأولادها، أو غير حرّة على السفر من دون موافقة وليّ أمرها». وهذه الحواجز كلّها تؤثر نفسياً ومعنوياً على حياتها، لتمنعها من التقدّم.
ترى دياب أنّ «المرأة عُرضة لمختلف المشاكل والصعاب في حياتها. فقد تحصل على طلاق، أو تفقد فرداً من عائلتها، أو تتعرّض لمرض مزمن، أو تضطرّ إلى الهجرة، أو تواجه ازمات مالية، أو تمرّ بمشاكل نفسيّة... وما عليها سوى أن تختار سبيل المواجهة».


دعم وتحفيز

تشدّد حوراني على «اهميّة التفاهم والإحترام ضمن كيان العائلة، بين مختلف الأفراد، ذكوراً وإناثاً، لتحقيق المجتمع «المثالي» الذي نطالب به. إنّ دعم الشريك المعنوي لزوجته يجعلها تتخطّى حواجز هائلة بلمح البصر، بفعل التشجيع المستمرّ وثقته بقدراتها وبما تستطيع تحقيقه. كما أن تربية الوالدين لأطفالهم عبر تطبيق المساوة بين الجنسين، يمكّن المرأة من الحلم، ومن تحقيق ما تحلم به ليصبح واقعاً ملموساً».
إنّ الإعتراف بالمرأة كياناً مستقلاً وفرداً فعّالاً في المجتمع وشخصاً متساوياً في الحقوق والواجبات، يقوّي اواصر العلاقات الإجتماعية وينمّي الإحترام والتفاهم بين الأعضاء، فيُنظر إلى الشخص من خلال وجوده ككلّ وأعماله وشخصيته وقدرته، وليس من خلال جنسه أو وضعه العائليّ.


مقاومة ما بعد الصدمة

تشير حوراني إلى أنّ «القدرة على المقاومة ما بعد التعرّض لصدمة Post Traumatic Act هي أمر مُكتسب من العائلة والمجتمع. فهي لا تولد مع الإنسان، بل تنمو مع تعزيز «الأنا» القوية، القادرة على مواجهة الصعاب والتصدّي للعقبات. إنّ هذه القدرة على التأقلم مع متغيّرات الحياة والمجتمع هي ما ينتشل المرء من المشاكل التي يتعرّض لها».
تؤكّد دياب: «لدى مواجهة أيّ مشكلة، لا بدّ من المرور بفترة «حداد نفسيّ» بغية التأقلم لاحقاً. وخلال هذه الفترة الزمنيّة التي لا يجب أن تطول، يمرّ الإنسان بالنكران وعدم تقبّل الوضع الذي ألمّ به. لكن بعدها، لا بدّ من الإنتقال إلى مرحلة المواجهة. فلا يجوز أن يقبع الشخص رهينة الحزن والإكتئاب، حتى لا يستسلم. وإنما عليه أن ينتفض ويحاول رؤية النصف الملآن من الكوب، أي إستخلاص العبر ورؤية الجانب الإيجابيّ للأمور، مهما بدت مظلمة».


نصائح

تنوّه دياب بضرورة «التحلّي بالإيجابيّة في مختلف الأزمات التي قد تعترض الإنسان. إنها ليست بمهمّة سهلة، لكنها مرتبطة بقدرة الإنسان على سرعة التأقلم». وترى حوراني أنّ «الثقافة أمر جوهريّ لا بدّ منه، خاصة عند المرأة، كونها تعزّز الثقة بالنفس وتعلّم التأقلم وأخذ العبر». يبقى أنّ الإستقلالية المادية والمعنوية مهمّة للمرأة المتحرّرة المنفتحة العصريّة!


كوني قويّة!

إليك 10 نصائح لتتمتعي بقوّة الشخصيّة:

  • تصرّفي وفق ما تشعرين به.
  • لا تخجلي أو تخشي الإنتقادات.
  • تذكّري انك المسؤولة عن نوعية علاقتك بالآخرين.
  • إفرضي إحترامك من خلال كلامك وتصرفاتك.
  • أرفضي تنفيذ أمور تكرهينها او لا تؤمنين بها.
  • لا تسمحي لأحد بأن يُجبرك على تغيير اقتناعاتك.
  • إتخذي قراراتك بنفسك.
  • دافعي عن حقك بحزم.
  • حدّدي أولوياتك وضعيها نُصب عينيك.
  • لا تُشعري الآخرين بضعفك.