نادية أحمد: أنا آخر العنقود في 'كلام نواعم'

نادية أحمد, برنامج, الكويت, تقديم البرامج, السينما, المسرح

27 أبريل 2014

عرفها المجتمع بعد ظهورها كأول إعلامية كويتية تنضم إلى برنامج «كلام نواعم». من يقلب أوراقها الشخصية يجدها أكثر من مجرد مذيعة عابرة، هي نادية أحمد حفيدة الشاعر الراحل أحمد السقاف ووالدتها سيدة المجتمع فارعة السقاف.
نادية منتجة وممثلة وتتعامل مع كل أنواع الفنون، إذ بدأت علاقتها بالفن وتحديداً خشبة المسرح في عامها الرابع، واختارت أن تدرس الإعلام والسينما في الولايات المتحدة ونالت الماجستير في الفن السابع، وتحرص على الإبداع والتميز بقوة من خلال تجاربها المختلفة في دعم الشباب ضمن مشروع «لابا»، النادي الذي يحتضن المواهب الفنية المتنوعة ويقدمها في إطارها الصحيح المبتكر.
نادية تخلّت عن خجلها لتركض وراء أحلامها وسعادتها حتى إنها أجّلت مشروع الزواج مراراً...
نادية أحمد تحدثت إلى «لها» عن نظرتها الإبداعية إلى مختلف الفنون وأسلوب التعامل معها.


- كيف وجدت حضورك في الموسم الأول من برنامج «كلام نواعم»؟
أرى أنها فرصة وبداية مناسبة حتى أتعرّف إلى البرنامج وزميلاتي، وأشعر بأنني دخلت بقوة وأنا سعيدة كوني آخر العنقود في «كلام نواعم».

- من أين جاءت قوتك؟
بحكم أن خلفيتي ودراستي هي الفنون والإنتاج، وفريق الإنتاج يتحمس للأفكار التي أقدمها له، وكانت مثيرة للاهتمام مثل التقرير الذي صورته في الأكاديمية العسكرية في الكويت الخاصة بالفتيات، وسلّطنا الضوء على حياة السيدات اللواتي يعملن في هذا المجال.

 -«كلام نواعم» هو خطوة أولية لمشاريع مستقبلية؟
لا أعرف ما الذي سيحدث مع «ام.بي. سي» ولكن أعرف أنهم كانوا حلمي، وكنت أتابع المذيعة ريا أبي راشد، وهي صديقة عزيزة وأتابع برنامجها «سكوب مع ريا»، وأعجبت به وأقدّر أنها تبذل كل طاقتها في هذا العمل فهي تنتج البرنامج وتخرجه، وتركّز على كل الإنتاج الغربي.
ولكن في الوقت نفسه لا يوجد لدينا برنامج يتحدث عن الفن في العالم العربي، وأردت أن أكمل الفكرة بأن أقدم برنامجاً عن السينما العربية، وبالفعل قدمت الفكرة وقالوا لي أهلاً وسهلاً بك في برنامج «كلام نواعم».

- ألم تفكري في أن تكون بدايتك من محطة كويتية؟
بالطبع أنا كويتية وأفتخر بذلك، ولكن كنت أشاهد البرنامج منذ سنوات وأتابع محطة «ام.بي.سي» ولا أحد يستطيع أن يرفض «البركة» عندما تأتيه، وإذا كنت أفكر في أن يكون لدي مستقبل في مجال التقديم فسيكون من خلال هذه المحطة.

- كونك أول كويتية تدخلين البرنامج كيف وجدت ردة الفعل؟
أؤمن بالوطن العربي كما كان يؤمن به جدي – رحمه الله – الشاعر أحمد السقاف، ولهذا أتعاطف مع الجميع وأجد أنها فرصة جميلة حتى أعرفهم على تفاصيل في الكويت لا يعرفونها، ولكنني منفتحة على العالم العربي.

- كيف ترين المنافسة مع زميلاتك في برنامج «كلام نواعم» خصوصاً إلهام وجدي؟
نحن مختلفات تماماً وبالتالي لا منافسة، وكل واحدة منا تتعلم من الأخرى، إضافة إلى أننا نتعاون وبيننا زيارات عائلية ودعوتهن إلى منزل أسرتي في لبنان وقدمت لهن «مجبوس اللحم»، فالحياة بيننا جميلة وأمورنا طيبة، وأعتقد أن توجّه البرنامج اليوم هو استهداف أكبر لشريحة الفتيات في العالم العربي.

- كيف بدأت علاقتك بالمجال الفني؟
والدتي فارعة السقاف كانت تشجعني على المسرح منذ طفولتي، وأتذكر أنني في عمر السادسة عشر قلت لها إنني أريد أن أكون ممثلة، وقالت لي إنه من الممكن أن أكون كاتبة ومنتجة، وأشكرها لأنها وضعتني على بداية هذا الطريق وجعلتني أعمل على تطوير نفسي.

- أنت شخصية معروفة في الكويت من خلال عملك مع «لوياك» (منظمة غير ربحية هدفها دعم الأجيال الشابة) ويعرف عنك خجلك وابتعادك عن الأضواء ... فكيف قررت العمل مذيعة؟
أحب أن أكون في الكواليس لأن غرامي أن أعمل مع المواهب، والأمر بدأ منذ أن شاركت في عرض مسرحية «الخيزران»، ويومها والدتي قالت لي لا يوجد لديك سوى هذه اللحظة والدقيقة، خصوصاً أنني حاربت المسرح كممثلة ولم أظهر عليه طوال فترة طويلة، وكنا في تلك الفترة نبحث عن ممثلة لتقدم دور «الخيزران» ولم نجد فتاة كويتية قادرة على أن تمسك الدور، ومن شدة ارتباطي بالشخصية بحكم أنني قرأتها كثيراً وتعمقت في تفاصيلها قررت أن أصبح مذيعة.

 - رغم التطور الذي حدث في الحركة الفنية في الكويت فإن إقدام الكويتية على خوض غمار الفن ليس بالمسألة السهلة؟
للأسف المجتمع ما زال قاسياً علينا بنظرته الحادة، ومجريات الأحداث في المنطقة لا تشجّع الشباب على التوجه إلى الفنون، ونريد أن نوصل رسالة بأن الفن ثقافة ونحن في الكويت لدينا هذه الثقافة، ولكنها في الفترات الأخيرة باتت ترتكز أكثر على الجانب التجاري.

- أنت محظوظة بانتمائك إلى أسرة محبة وحاضنة لموهبتك عكس الكثيرات؟
صحيح، لهذا دائماً نؤكد أننا في «لابا» عائلة وأسرة واحدة، وإذا كنت أنا محظوظة فالكثيرات لسن كذلك، لأن هناك من يرفض ذويهم دخولهن هذا المجال، وكل من يدخل هذا المكان أريده أن يشعر بأنه بين أهله ونحن كلنا ندعمه ونقف معه.

- كانت لك تجربة سابقة في التقديم قبل برنامج «كلام نواعم» كمراسلة في حرب تحرير العراق لعدد من القنوات الأجنبية العالمية؟
عام 2003 دخلت القوات الأميركية من الكويت العراق، والكويت عجت بالصحافيين والإعلاميين وغالبيتهم كان مقرهم في فندق الشيراتون وكان البث الإذاعي منه، وكنت حينها في مرحلة الدراسة الثانوية، ولكن في تلك الفترة توقفت المدارس، ولأنني أجيد التحدث بأكثر من لغة مثل الانكليزية والايطالية والفرنسية، ولأنه كان هناك طاقم من التلفزيون الايطالي يحتاج إلى أحد يساعدهم، عملت معهم كمساعدة إذاعية ودخلت معهم الحدود لإجراء المقابلات، ودخلت العراق بصورة سرية. وكانت تجربة مثيرة للانتباه ومهمة، وقد تعلمت من أساتذة كبار في هذا المجال.

- لماذا لم تتخصصي في مجال الإعلام وابتعدت لفترة عنه وتوجهت إلى السينما؟
دخلت مجال دراسة الإعلام في الولايات المتحدة، لكنني وجدت أن كل محطة تلفزيونية لديها أجندة خاصة، وبهذا الوضع لا أستطيع أن أخرج ما أريده من قصص، وهنا وجدت أن السينما هي الوسيلة لإيصال أصوات الفئات المسكوت عنها التي لا يمكنها إيصال صوتها، ونستطيع أن نوصل رسالة من خلالها، لهذا قررت أن أحضر ماجستير في السينما، واستطعت أن أدمج عالم الإعلام وعالم السينما في شيء واحد.

- كنت في مهرجان دبي أخيراً، حدثينا عن تجربتك فيه؟
شاركت في مهرجان دبي السينمائي بفيلم «حلم»، وللأسف في العالم العربي لا يوجد تعريف لمفهوم المنتج الإبداعي، ويعتقدون إنني أمول الفيلم مادياً، ولكن الواقع أن طبيعة عملي تقتضي تجميع كل عناصر العمل الفني وحتى تطوير النص، فعملت مع مخرج شاب كويتي هو فيصل الدويسان، وهو من تحدث معي عن مشروع الفيلم وساعدني حتى أخرج الفيلم وأنا فخورة فيه.
ومن وراء هذه التجربة دخل معنا شاب كويتي هو عبدالله حمود، وهو مخرج فني للعمل، وبعدما أنتهينا من تصوير «حلم» في الدوحة، عملنا على مشروع فيلمنا الجديد وهو فيلم توعوي من «لوياك» ومن المقرر أن يعرض في السينما.

- جذبتك إلى العمل معهم فكرة الفيلم أم رغبتك في مساعدة الشباب الكويتي؟
كان هناك أكثر من عنصر من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام التي تعتبر رائدة في مجالها، وكنت متحمسة للعمل معهم، والنص جميل جداً وهو عن ثنائي يعاني شعوراً بعدم الآمان، وكان العمل بمثابة تحدٍّ إنتاجي بالنسبة إلي، واستطعت أن أوفر الإمكانات المادية وما يتطلبه الفيلم من سيارات ودراجات نارية، واستطعت أن أوفر أشياء مجانية من خلال رعاة، وكانت تجربة ناجحة جداً.

- ألم تفكري في الإنتاج المسرحي؟
الإنتاج المسرحي يختلف عن السينمائي وواثقة من نفسي من ناحية المسرح، أما السينما فمختلفة ولدي رغبة في خوضها لكن ليس حالياً.

- كان لديك لقاء مع الفنان اللبناني جورج خباز وكنت مبهورة به؟
نعم مبهورة، ففيلم «غدي» أعتبره من أجمل الأعمال الإنسانية التي رأيتها في حياتي، من خلال الإنسانية وطريقة الكلام والموسيقى، وأعجبت به ليس فقط في تمثيل ونقلاته بين الكوميديا والتراجيديا، بل أيضا النص كان جميلاً وتناول موضوع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين غالباً ما نتعامل معهم في السينما إما كشخصيات خارقة أو مسكينة تحتاج إلى شفقتنا.

- لديك هذا التنوع الثقافي والفكري لكنك في النهاية كويتية يحكم عليك مجتمعك الكثير من الأمور؟
لست الوحيدة، وهناك حركة في الكويت، ونحن نحاول أن نقدم وجهاً جميلاً للكويت إلى العالم.

- تفكرين في العودة إلى خشبة المسرح؟
هناك مسرحية نحضرها سيكون لي فيها دور صغير.

- بعدما قدمت البطولة تعودين بدور صغير؟
من أجمل الأشياء أننا كأشخاص نعرف حدود إمكاناتنا وقدراتنا وصحيح أن لدي طموحاً كبيراً، كمنتجة وممثلة ومذيعة، ولكن لا أستطيع أن أقوم بكل شيء، ويجب أن يعرف المرء حجم نفسه، وفي النهاية نتيجة المسرحية أهم من الدور الذي أقدمه.