أيّتها الأم كيف تعرفين أنّ طفلك موهوب

الأم,طفل / أطفال,رعاية الطفل / الأطفال,الأم والطفل,تطور الطفل,الذكاء,الموهبة,إبداع,ذكاء

04 مايو 2014

كثيرًا ما يتباهى الأهل بموهبة طفلهم، وبعضهم يغضب إذا ما قيل لهم أن ابنتهم أو ابنهم ذكاءه عادي، فإذا كان الإبن يعزف جيدًا على البيانو فهذا لا يعني أنه موهوب.
وفي المقابل لا يجوز للأهل أن يفرضوا على أبنائهم أمورًا تفوق قدراتهم الذكيّة. فللطفل الموهوب والفائق الذكاء سمات وخصائص.
عن الطفل الموهوب تجيب الإختصاصية في علم النفس التقويمي الدكتورة لمى بنداق.

من هو الطفل الموهوب؟
هو الطفل الذي لديه استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميّز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر خصوصًا المجالات التي يقدّرها المجتمع، مثل التفوق العقلي، والتفكير الابتكاري، والتحصيل العلمي، والمهارات، والقدرات الخاصة.
ورغم كل الاختلافات بين الباحثين، فإنهم يتفقون على إطار عام واسع حول الطفل الموهوب أو المتفوق أو الذي يُظهر سلوكاً في المجالات العقلية والمعرفية يفوق كثيراً أقرانه.
وفي رأي المربين هو الذي يتصف بالامتياز المستمر في أي ميدان مهم من ميادين الحياة.
وفي تعريف آخر «الطفل الموهوب هو من يتمتع بذكاء رفيع يضعه في الطبقة العليا التي تمثل أذكى 2% ممن هم في سنه، أو هو الذي يتّسم بموهبة بارزة في أية ناحية ».
وتعتبر الموهبة ملكة عند الإنسان وعليه أن يستغلها وأن يُحسن صقلها فهي أشبه ما تكون بالطاقة الكامنة عنده. فإذا اكتشفها استفاد منها وطوّرها.

كيف يمكن وصف الطفل الموهوب؟ وبماذا هو مختلف عن أقرانه؟
إن كلمتَي ذكي وموهوب تستعملان بالتبادل لوصف الطفل الموهوب الذي يمتلك قدرة فائقة، وأداء متميزًا، وتطوراً سريعاً، وقدرة على التعلم أسرع من أقرانه في أي مجال ذي أهمية.
وهو يحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة، مما يستدعي تدخلاً تربوياً لإثراء هذه القدرات وتنميتها والوصول بالطفل إلى أقصى حد ممكن تسمح به طاقاته وقدراته.


والأطفال الموهوبين يمكن أن يكون لديهم

العبقرية: أي قوة فكرية فطرية وغير عادية، وذات علاقة بالإبداع التخيلي، وتختلف عن الموهبة. والعبقرية تكون صفة الأطفال الذين يملكون ذكاءً بنسبة عالية جداً.

الموهبة: تؤهل الفرد للإنجاز الممتاز في بعض المهارات والوظائف، والموهوب هو الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة، لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الموسيقى أو الشعر أو الرسم وما شابه.

الإبداع: أي ابتكار إنتاج جديد ونادر ومختلف ومفيد فكراً أو عملاً، وهو بذلك يعتمد على الإنجاز الملموس.

الذكاء: أي هو القدرة الكليّة العامة على القيام بفعل مقصود، والتفكير بشكل عقلاني، والتفاعل مع البيئة كفاية. فالذكاء هو قدرات الفرد في مجالات عدة ، كالقدرات العالية في المفردات والأرقام، والمفاهيم، وحلّ المشكلات، والقدرة على الإفادة من الخبرات السابقة، وتعلّم المعلومات الجديدة.

التميّز: صفة الموهوبون أو المتميزون كما يعرّفهم مكتب التربية الأميركي: هم الذين يتم الكشف عنهم من قبل أشخاص مهنيين ومتخصصين، وهم الذين تكون لديهم قدرات واضحة ومقدرة على الإنجاز المرتفع.


كيف يمكن قياس سن الطفل الموهوب؟
على الأهل أن يدركوا أن الطفل الموهوب يجمع عدة أعمار في آن فقد يكون سنه الزمنية 7 سنوات، وعمره العقلي 12 سنة وعمره الاجتماعي 5 سنوات، ومن الطبيعي إذا لم يدركوا هذه التركيبة الخاصة لسيكولوجية الطفل الموهوب، فإن التعامل معه سوف يكون صعباً ومتعباً.

ما هي خصائص الطفل الموهوب؟
نجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف إليهم وتمييزهم عن العاديين. ويمكن تقسيم تلك الخصائص إلى ثلاث مجموعات رئيسية، وهي كالتالي:

أ خصائص جسدية
إن مستوى النمو الجسدي والصحة العامة للطفل الموهوب يفوق المستوى العادي، فالموهوب يستطيع بشكل عام المشي والتكلم في سن أبكر مما هو عند الطفل العادي. ويميل إلى أن يكون:

  • أقوى جسدياً، وصحة، ويتغذى جيداً.
  • متقدماً قليلاً عن أقرانه في نمو العظام. 
  • نضجه الجسدي يتم مبكراً بالنسبة إلى سنه.

 

ب خصائص عقلية ومعرفية
أهم ما يميز الطفل الموهوب خصائصه وقدراته العقلية. فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديين، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني، ويمكن إجمال أهم سماته العقلية في النقاط التالية :

  • قوي الذاكرة، ومحب للاستطلاع.
  • يقظ، ولديه قدرة فائقة على الملاحظة.
  • سريع الاستجابة. 
  • لديه قدرة عالية على إدراك العلاقات السببية في سن مبكر.
  • يميل إلى ألعاب الحل والتركيب، واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه.
  • لديه قدرة فائقة على الاستدلال والتعميم وفهم المعاني والتفكير المنطقي.
  • لديه قدرة متطوّرة في تعلّم القراءة.
  • لديه ميل غير العادي إلى القراءة. 
  • يتمتّع حصيلة لغوية كبيرة، وتزداد قدرته على استعمال الجمل التامة في سن مبكر للتعبير عن أفكاره ومشاعره.

 

ج خصائص نفسية واجتماعية
أكدت الكثير من الدراسات أن الطفل الموهوب حسّاس جداً، ورغم ذلك فإن بعض الأطفال الموهوبين أكثر شعبية من غيرهم. للطفل الموهوب قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع غيره، وهو أيضًا يفوق العاديين في تكيفهم مع البيئة.
وبمقارنته بغيره من الأطفال العاديين، نجد أنه يميل لأن يتميز بالخصائص التالية:

  • له صفات شخصية مميزة (مطيع مع استقلالية، وأكثر انسجاماً مع الآخرين)
  • يتميز بقدرة عالية على نقد الذات.
  • يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة.
  • يفضّل الألعاب ذات القواعد والقوانين المعقّدة والتي تتطلب مستوى عال من التفكير .
     يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سناً بسنتين أو ثلاث لأنهم يتساوون معه في العمر العقلي.


 ما هي أهم المشكلات التي تواجهها عائلة لديها طفل موهوب؟
التفرقة في معاملة الأبناء مما يؤدي إلى الكراهية بينهم، والشعور بالإحباط، وعدم وجود حالة من الهدوء والأمان النفسي، والخوف من فقدان حب الوالدين. وهذا يعتبر معوّقاً خطيراً يقف أمام إظهار الطفل الموهوب طاقته وقدراته الكامنة.
فغالباً ما نجد الأهل يقارنون بين أداء الإبن الموهوب وأخيه أو أخته التي لا تتمتّع بموهبة بارزة مثله وعندها تبدأ المشاكل ما بين الأبناء والأهل، وفي ما بين الأخوة.
وعدم فهم الوالدين لطبيعة الولد الموهوب، فالطفل الذكي يتذمّر من القيود والقوانين والأوامر الصارمة ويعتبرها عائقًا يحول دون انطلاقه. لهذا يجب توفير مقدار من المرونة والحريّة في تحركّات الإبن الموهوب وأفعاله لكي يستطيع التعبير عن انفعالاته وأفكاره.

هل الطفل الموهوب حسّاس اكثر من غيره؟
نعم، ولهذا يجب على الوالدين الأخذ في الاعتبار أن الموهوبين يتصفون بشدة الحساسية، فقد تؤثر فيهم كلمة مديح بسيطة تجعلهم يبدعون، أو كلمة نقد بسيطة ولكن قاسية تفتر عزيمتهم.
ولهذا فإن احتواء الموهوب انفعاليًا وفكريًا مع إتاحة الفرصة له لتنمية ذاته بحسب قدراته، يساعده في فهم قدراته وتوجيهها لحل مشكلات الحياة التي ستقابله في المستقبل.

 ما هي النصائح التي يمكن توجيهها للأهل؟
النصيحة لكل أب وأم هي عدم إنتظار ظهور علامات الاستعداد لدى الإبن قبل أن تقدّم له الخبرات والأنشطة المحفزة. وألا يخشيا عليه من الفشل وعواقبه، فالمبالغة في حمايته قد تعوقه عن أخذ المبادرة والمثابرة في المستقبل. والفشل لا يعني نهاية الطريق بل هو الطريق الصحيح للنجاح، فخلال تعلمنا المشي كم مرة وقعنا ومن ثم وقفنا وحاولنا من جديد.
يجب عدم المقارنة بين الأخوة فلكل واحد منهم شخصية ومقوّمات وأداء مستقل عن الآخر ولهذا يجب مراعاة خصوصية كل ابن والتركيز على النواحي الإيجابية لدى كل واحد مهنم. فإذا وجد ابن موهوب ضمن العائلة يجب إعطائه حقه والمساحة التي يحتاجها للتطور وتنمية الدافعية لديه، ومن جهة أخرى مراعاة الإبن الآخر من خلال إظهار ما يتميّز به من صفات إيجابية كي لا نترك مجال للكره والغيرة بين الأشقاء. ويجب عدم ربط المحبة بمنجزات الإبن.

كيف يمكن تحديد الموهبة؟
استعمل اصطلاح الموهبة للدلالة على الأفراد الذين يصلون في أدائهم إلى مستوى عالٍ في المجالات غير الأكاديمية كالفنون، والألعاب الرياضية، والمهارات، والقيادة الجماعية. وكان وراء هذا الاعتقاد تلك الآراء التي أشارت إلى أن هذه المجالات ليس لها علاقة بالذكاء.
فالمواهب هي قدرات خاصة لا صلة لها بالذكاء، لأنها قد توجد عند المتخلّفين عقليا. ولكن نتائج البحوث المتقدمة التي أُجريت على أصحاب المواهب دلّت على عدم صحّة الآراء السابقة، وأن هناك ارتباطًا إيجابيّا بين الموهبة الخاصة ومستوى الذكاء، فالعلاقة بينهما علاقة إيجابية.
فالذكاء عامل أساسي في تكوين نمو المواهب جميعًا. وعند النظر إلى أنواع الذكاء المتعدّد التي أوردها غاردنر نجد:

أولاً الذكاء اللغوي اللفظي Verbal-linguistic intelligence مثال Agatha Christie
ثانيًا الذكاء المنطقي الحسابي Logical-mathematical intelligence مثال Archimedes
ثالثاً الذكاء البصري الفضائي (الفراغي) Visual-spatial intelligence مثال Frank Borman
رابعاً الذكاء الجسدي الحركي Bodily – kinesthetic intelligence مثال Michael Jordan
خامساً الذكاء الموسيقي Musical intelligence مثال Elvis Presley
سادساً الذكاء الاجتماعي (التفاعل مع الآخرين) Interpersonal intelligence مثال Brian Williams
سابعاً الذكاء الروحي (التفاعل الداخلي) Intrapersonal intelligence مثال Moses Hull

وقد تم زيادة ثلاثة أنواع من الذكاء وهم:
ثامنًا الذكاء الطبيعي Naturalist intelligence
تاسعًا الذكاء الوجودي Existentialistic Intelligence
عاشرًا الذكاء الأخلاقي Moral Intelligence

وبهذا نجد أن الطفل الموهوب يمكن أن يكون متميزًا في أي مجال من المجالات التي ذكرها غاردنر ولا ننسى أن طريقة تعليمه تعتمد على نوع ذكائه.

وهناك أيضًا الذكاء العاطفي فبحسب دانيال غولمان أنه «القدرة على التعرّف إلى شعورنا الشخصيّ وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقاتنا مع الآخرين». ونجد أن أغلب المميزين في شتى المجالات يتمتعون بذكاء عاطفي عال. واليوم يمكننا القول إن الذكاء العاطفي هو من أهم مقوّمات التميّز.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة