الحقائق كاملة عن أمل علم الدين وعن اللقاء الأول بجورج كلوني

أمل علم الدين, جورج كلوني, الخطوبة, لبنان, حقائق, أصدقاء, البيت الأبيض, الزواج

15 مايو 2014

تحدّثوا عن معجزة. قالوا إن الصبية اللبنانية البريطانية أمل علم الدين حقّقت معجزة بأسرها قلب الممثل والمخرج والمنتج الهوليوودي الملتزم والوسيم جورج كلوني، حتى تراجع عن قراره التاريخي بتجنّب الزواج وطلب منها أن تشاركه في حياته المشوّقة. لكن ليست هذه معجزة أمل الوحيدة. فالمحامية اللامعة التي لم تتجاوز السادسة والثلاثين حقّقت إنجازات مهنية يحقّ لها أن تفتخر بها. تعكس هذه الإنجازات ما يمكن أن تقدم عليه النساء المتعلّمات اللواتي اقتنصن فرصة الدعم العائلي واستثمرن ذكاءهن في بناء حياتهن ورسم مصيرهن.  كُتب الكثير عن سقوط أشهر العازفين عن الزواج في العالم في عسل الغرام. لكنّ قصتنا التي نرويها هنا ننقلها عن مصادر مقرّبة من عائلة العروس التي نفتخر بإنجازاتها المهنية ونسعد بسعادتها.


عن أمل وعلاقتها بلبنان

ولدت أمل، ابنة الزميلة في الشقيقة «الحياة» بارعة علم الدين والشيخ رمزي علم الدين، في لبنان حيث أمضت أعوام طفولتها الأولى وبنت أولى صداقاتها في مدرسة لويز فاغمان، قبل أن تضطر لمغادرة وطنها الأول مع عائلتها اثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. أخطار العيش في ظل الحصار الإسرائيلي دفعت بالعائلة إلى التوجه إلى لندن حيث سكن أفرادها شقّةً قريبةً من متاجر «هارودز» الشهيرة وحيث التحقت أمل بمدرسة «الليسيه فرنسيه» Lycee Francais Charles De Gaulle.

طالت الحرب اللبنانية، وبدا وعد انتهائها حلماً بعيداً، فلم تعد العودة اختياراً مطروحاً، وانتقلت العائلة للعيش في منطقة جميلة تبعد قليلاً عن العاصمة البريطانية. في تلك المرحلة انضمّت أمل إلى مدرسة Dr. Challoner’s Grammar School التي تتطلّب الدراسة فيها الخضوع لامتحان دخول صعب والحصول على علامات تدلّ على التفوّق الأكاديمي بسبب المستوى التعليمي المتقدّم. وقد سمح لأمل التخرّجُ من هذه المدرسة باختيار الدخول إلى أيّ من الجامعات العريقة. أرادت البقاء في لندن قريبة من عائلتها وأصدقائها، لكنها بتأثير من العائلة قررت الدراسة في جامعة أكسفورد، وهو قرار أسعدها خصوصاً بعدما بدأت دراسة الحقوق. 

أرادت أمل أن تصبح محامية. لم يفرض عليها أحد توجهها الأكاديمي أو المهني. نفذت ما رغبت فيه بجدّية وسعت جاهدة نحو ما طمحت إليه.

حازت أهم الجوائز الأكاديمية، التي ينالها ثلاثة فقط في كل بريطانيا. ولأنّها تعمل بجدية وبصمت من دون أن تثير ضجة حول ما تفعله أو ما وصلت إليه، لم تشأ أن يُنشر خبر عن إنجازها الأكاديمي هذا. وكلّ من يعرفها يؤكد على أنّها بعيدة كلّ البعد عن الادعاء وقريبة من التواضع.

خلال كل تلك الأعوام بقيت أمل قريبة من أصدقائها في لبنان، ومن أصدقاء لبنانيين التقتهم في أكسفورد. ثم بعد عام من حصولها على الشهادة الجامعية في جامعة أكسفورد حصلت على شهادة الماجستير من الجامعة نفسها. ثم انتقلت إلى نيويورك بهدف الدراسة في الجامعة العريقة New York University School of Law حيث نالت شهادة ماجستير ثانية. ثم عملت في مكتب القاضية الفيديرالية سونيا سوتومايور التي أصبحت لاحقاً بترشيح من الرئيس باراك أوباما قاضية في المحكمة العليا الأميركية. كما عملت في مكتب المحاماة سوليفان أند كرومويل. وخلال وجودها في نيويورك اختيرت من بين آلاف المحامين للعمل في محكمة العدل الدولية.

أسعدها العمل في الشؤون الدولية، فانضمّت إلى محكمة يوغوسلافيا الخاصة حيث تعاونت مع المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية سيرج برامريتز الذي أصبح أيضاً رئيس اللجنة الدولية المستقلّة المكلّفة التحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري، وطلب منها الانضمام إلى فريق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فانتقلت إلى لبنان قبل أن تضطر مرة ثانية لمغادرته بسبب العدوان الإسرائيلي عام 2006.

ولعلّ التعليقات الإلكترونية الساخرة التي أعلنت «حرباً إسرائيلية ضد اللبنانيات» بسبب ارتباط الممثل المثقّف سياسياً والملتزم الدفاع عن قضايا المظلومين بصبية لبنانية، تدفع إلى التأكيد على أن أمل نشأت في بيت عربي لبناني واعتادت الاستماع إلى النقاشات السياسية وإلى آراء والدتها الإعلامية التي تناصر القضايا العربية العادلة.

ولم تعرف أمل التعصّب الديني أو الطائفي، ولا تعترف بالتصانيف التي طرحتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية في الحديث عنها والتي تحشر الإنسان مهما كانت إنجازاته في خانة طائفته. أما جدّتها التي فُبرك كلام غريب نسب إليها، فهي أديل تقي الدين أولى الخريجات من الجامعة الأميركية في بيروت وشقيقة الحقوقي والنائب والوزير بهيج تقي الدين، وقد توفيت حين كانت أمل لا تزال في عامها الأول.

بعد المحكمة الخاصة في لبنان عملت أمل في محكمة العدل الدولية في لاهاي عاماً ونصف. ولأنها تعرف كيف تخطو خطواتها وما تريد الوصول إليه، قررت أن ما تسعى إليه هو أن تترافع في قضايا تمسّ بحقوق الإنسان وأنها تريد أن تصبح «باريستر» أو محامية في المحاكم العليا، لذلك خضعت لامتحان صعب، لتزيد على لائحة إنجازاتها إنجازاً آخر، إضافة إلى أنها مستشارة لأمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي أنان حول سوريا ومستشارة قانونية في وزارة الخارجية البريطانية، ومحامية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج ورئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو ورئيسة الفيلبين السابقة غلوريا أرويو.   جيفري روبرتسون مؤسس مكتب المحاماة Doughty Street Chambers في لندن، الذي تعمل فيه علم الدين وهي أيضاً شريكة فيه، تحدّث لبرنامج إذاعي على قناة بي.بي.سي الرابعة عن جديّة أمل وانكبابها على عملها وأسلوب حياتها البعيد عن «غلامور» هوليوود. فعملها يتطلّب منها السهر حتى ساعة متأخّرة خلف أكوام الملفّات والأوراق التي يجب أن تراجعها. ومعظم زملائها لا يعرفون عنها الكثير خارج إطار العمل. وكان روبرتسون، كما شرح، قد عرض عليها الانضمام إلى مكتبه بعد لقائه الأول بها حين زارت المكتب للتحدّث عن الأوضاع في لبنان. ويلتقي ما قاله روبرتسون عن التزام أمل بفكرة حقّ المتهمين بالحفاظ على كرامتهم، مهما كانت تهمهم، مع ما عرفناه عن حرصها على الدفاع عن الحقّ. واعتبر روبرتسون أنّ أضواء هوليوود والشهرة لن تبهرها لأنّها اعتادت التعامل مع رؤساء الدول والحكومات، وتمنّى ألا يؤثر ارتباطها بكلوني بمسيرتها المهنية خصوصاً أنّه يرى طريقها مرسوماً بوضوح، فهي يمكن بسهولة أن تصبح قاضية في المحكمة العليا في بريطانيا أو في الولايات المتحدة.


إلى البيت الأبيض؟

أين سيعيش جورج وأمل؟ في لوس إنجليس حيث يملك كلوني منزلاً أم في لندن مكان عمل أمل أم في إيطاليا حيث يملك النجم الهوليوودي قصراً شهيراً في كومو أم في مكسيكو التي غالباً ما يزورها؟ المرجّح أنّهما سيتنقّلان بين هذه البلدان، فعمل أمل مثل عمل جورج لا يتطلّب منها أن تكون موجودة في المكتب إلا عندما تحين مواعيد جلسات المحاكمات، فهي تستطيع أن تدرس القضايا وتراجعها في أي مكان. وحسب ناقدة تتابع أخبار مشاهير هوليوود، فإن رحلة الثنائي الساحر ستأخذهما بعيداً أبعد من هوليوود ومن طموحات المحامية المهنية، ربما إلى البيت الأبيض. فهل ينوي جورج كلوني الترشّح للانتخابات الرئاسية الأميركية؟

الناقدة حذّرت من هستيريا إعلامية تنتظر العروس والتي لن تكون مواجهتها سهلة. وقد كان لجورج رأي عميق بعلاقة الإنسان بالشهرة يصف عبره الركض نحو الفخ، «نركض نحو الشهرة وتكون كل ما نريده لأنها تمثل النجاح في العمل واقتناص الفرص، لكننا حين نصل نصدم. يصبح العالم سجناً تقترب منا جدرانه». لكن هذه الهستيريا التي انطلقت وجعلت اسم أمل علم الدين على رأس قائمة المشاهير لن تغيّر المحامية البارعة حسب  صديقتها في محكمة العدل الدولية التي تحدّثت لبي.بي.سي بدورها ووصفت علم الدين بالصديقة الوفية التي تمنح وقتها لمساعدة أصدقائها في محنهم وتستمع إلى مشكلاتهم المهنية أو الشخصية. وأخبرت أنها تحبّ القراءة والفن والموسيقى وأنّها في معظم الحفلات والمناسبات الخاصة التي تدعى إليها تؤدي بنجاح مهمة اختيار الموسيقى. أما موهبتها الأبرز، فهي تشريح القضايا التي ترى خلال دراستها ما لم يره غيرها.  


اللقاء

تعرّفت أمل علم الدين إلى جورج كلوني عبر أصدقاء مشتركين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. جمعهما حديث سياسي شيّق تناول في جزء كبير منه الموضوع السوري الذي أبدى كلوني اهتمامه به. فالتقيا ثانية للكلام في السياسة وولد الإعجاب.

كان التناقض مذهلاً بين التزام كلوني الأخلاقي تجاه القضايا الإنسانية والتزامه السياسي، الذي ظهر عبر مواقفه من سياسات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن ومن الحرب الأميركية على العراق، وبين جنون حياته الخاصة واختياراته العاطفية التي لم تكن يوماً جدية.

الحديث مع أمل يمثّل بالنسبة إليه تحدياً فكرياً، كما قالت والدته نينا للتعبير عن سعادتها بارتباط ابنها بالمحامية الجميلة. من جمع التبرّعات بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 إلى تبرّعه للمنكوبين جرّاء إعصار كاترينا وزلزال هايتي إلى سفره إلى دارفور لتوثيق فظاعة الحرب في السودان، واستثمار شهرته للتسليط على المأساة هناك، إلى مشاركته ممثلاً أو منتجاً أو مخرجاً في أفلام تطرح قضايا سياسية (مثل Syriana وThe Ides of March وArgo)، كلّها تجارب تقرّبه من محامية في محاكم عليا متخصّصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان وتسليم المطلوبين والقانون الجنائي.


حين جثا كلوني على ركبته

في 22 نيسان/ أبريل الماضي في لوس أنجليس طها جورج كلوني العشاء لأمل ثم جثا على ركبته في مشهد رومنسي كلاسيكي وطلب منها أن تصبح زوجته. وبعد خمسة أيام، جمعهما عشاء خاص في سانتا بابرا بصديقيهما العارضة الأميركية السابقة سيندي كراوفورد وزوجها راندي جربر للاحتفال بعيد ميلاد راندي الثاني والخمسين. كانت أمل قد زيّنت إصبعها بخاتم مذهل قبل أن يعلنا معاً خبر خطوبتهما  لتتحوّل السهرة إلى احتفال بالخبر السعيد. وأجمل ما في القصة أن جورج ساهم في تصميم الخاتم المرصّع بماسة من مصدر يحترم المعايير الأخلاقية والإنسانية. الماسة مستطيلة  Emerald cut أنيقة، ولا يشبه الخاتم الفريد، الذي قيل إن سعره بلغ 750 ألف دولار، خواتم الشهيرات في هوليوود.

أحد أصدقاء كلوني ذكّر بالتزامات النجم الأخلاقية وبصدقه واحترامه الآخرين، وقال إن ما يجري في حياة جورج يدلّ على أنّه سيصون ارتباطه بعدما وجد أخيراً الشريكة المثالية صاحبة الأفكار الأكثر انسجاماً مع أفكاره، وإنه انتظر الوقت المناسب للقاء المرأة المناسبة.  وربما هو الوقت المناسب ليصبح أباً بعدما طورد طويلاً بهذا السؤال: «ألا تريد أن تجرّب الأبوّة؟» وكان يجيب: إنجاب الأطفال مسؤولية كبرى ولا يمكن أن أتعامل بخفة مع قرار أن أصبح أباً، ولا أرى نفسي أباً. لكن حياتي كلّها تغيّرت وشهدت إنقلابات بين مرحلة وأخرى. العالم يتغيّر كل لحظة. من يدري؟


الزواج قريب

جورج جدّي جداً هذه المرة. ولأنّه راق ويجيد التصرّف، فهم الخلفية الثقافية التي تأثرت بها أمل، وطلب يدها «على الأصول». ثم أعلنا معاً لوالديها أن الزواج سيجمعهما وطلبا مباركتهما ونالاها بالطبع. فالوالدان يحترمان قرار ابنتهما، ومثل كل والدين يبحثان عن سعادتها. وقد التقى جورج بعائلة أمل، بوالدها رمزي ووالدتها الزميلة بارعة وأخوتها في دبي في منزل خالها أكرم مكناس. كما تقرّب أكثر من أخوتها خلال رحلة بحرية قاموا بها على متن يخت. وكلوني المعروف بشخصيته الساحرة حاز إعجاب عائلة خطيبته الذين وصفوا التعامل معه بالسهل والمريح.


جورج وأمل سيتزوجان قريباً

أفراد عائلة العروس ينتظرون الحدث فخورين أولاً بإنجازاتها الأكاديمية وبعملها الذي تخدم من خلاله العدالة العالمية والإنسانية. هي التي منذ ولادتها منحت أهلها الفرح والمحبة مع كل خطوة خطتها.