فرق 'الأندرغراوند' طموحات وصعوبات

كايروكي, كراكيب, أنا مصري, بلاك تيما, مسار إجباري, مصر, فريق, الغناء, الشباب, الموسيقى

17 مايو 2014

يغنون في أي مكان ولو تحت الأرض, ولهذا أطلق عليهم فرق «الأندرغراوند»، فهم يحملون آلاتهم الموسيقية وكلمات وألحان أغنياتهم ويذهبون إلى الجمهور ولو في محطات مترو الأنفاق! فرق غنائية شابة لديها طموحات وتواجه صعوبات أيضاً، بعضهم تعرض لانتقادات لما يقدمه، لكنهم يصرون على فنهم وأفكارهم وأهدافهم. «لها» ترصد طموحات بعض فرق «الأندرغراوند» وصعوباتها.


«كايروكي»

تقول ريم وزيري، أحد أعضاء فريق «كايروكي»، إن الفرقة بدأت عام 2003، لكن ذاع صيتهم في مصر بدءًا من عام 2008، وزادت شهرتهم أكثر عام 2011، بالتزامن مع ثورة 25 يناير التي كانت بوابة عبور «كايروكي» للملايين من الشعب المصري.

وأضافت: «يتكون «كايروكي» من خمسة أعضاء، هم أمير عيد (مطرب)، آدم الألفي (باص غيتار) شريف الهواري (غيتار)، شريف مصطفى (كيبورد) وتامر هاشم (درامز). و«كايروكي» من أول الفرق التي تحدثت عن الواقع المصري من خلال موسيقى الروك وتقديم أغنيات عربية بها، مثل أغنيات «ساكتين ساكتين»، إخناتون»، «حلمي أنا»، وكلها طرحت قبل ثورة يناير.

وتابعت: «صناعة الموسيقى في مصر لم تعد موجودة، وفريق «كايروكي» ليس له شركة إنتاج، فنحن نتولى كل صغيرة وكبيرة، بدءًا من الإنتاج وتصوير الفيديوهات، والتوزيع وطباعة الدعاية الخاصة بالحفلات، وكلها صعوبات تواجهنا دائماً في مسيرتنا الفنية منذ بدايتنا وحتى الآن.

وقد أصدرنا حتى الآن ثلاثة ألبومات هي «مطلوب زعيم» (2011) و»أنا مع نفسي قاعد» (2012) و«السكة شمال» (2014)، وقدمنا العديد من الحفلات داخل مصر وخارجها منها حفلات في لندن، وبولندا، والأردن».

وأضافت: «للأسف الشديد مفهوم «الأندرغراوند» مغلوط بشكل كبير خاصةً في مصر، والنظرة إلى فرق الأندرغراوند سلبية، رغم أنها ظاهرة موجودة في كل العالم, لكن في مصر لا يوجد اهتمام بها، بدليل الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا خاصة عدم حماسة المنتجين لنا.
مثلاً نحن قدمنا جودة صوت في  ألبومنا الأخير «السكة شمال» على مستوى عالمي من الناحية التقنية، مما دفعنا إلى تأجيل إصدار الألبوم أكثر من مرة، لأننا كنا نطمح إلى هدف كان من الصعب تحقيقه، ولكن تمكننا من تحقيق ما كنا نتمناه، وصدر الألبوم بالمستوى الذي كنا نريده.
ونحن بصدد مشروعات فنية، مثل تقديم حفلات في دول عربية، بالإضافة إلى بدء التحضير للألبوم الجديد، فتجربة ألبومنا الأخير علمتنا الكثير من ناحية الوقت».


«كراكيب»

يقول مراد سكر، أحد أعضاء فريق «كراكيب»: «نحن من مدينة الإسكندرية، وبدأنا في 2011 حين كان أول ظهور لنا متزامنا مع ثورة يناير، لذلك سمينا أنفسنا «كراكيب»، لأننا ظهرنا في الساحة الفنية في وقت كركبة سياسية واجتماعية، وأردنا أن نناقش كل شيء يحدث في مصر، وتقديم أغنيات تلمس مشاعر الجمهور. وبالفعل قدمنا أغنيات عديدة البعض أحبها والبعض الآخر انتقدنا وهذا طبيعي.

أضاف: «شهرتنا بدأت تزيد مع الوقت، ورغم تغيير أعضاء الفريق منذ بدايتنا وحتى الآن، إلا أننا تميزنا بتقديم شكل موسيقي جديد ومميز لنا عن أي فريق آخر من فريق الأندرغراوند. ونحن ستة أفراد: مراد سكر (ليد غيتار)، وعلاء القاضي (بيز غيتار)، ومحمد عبد السلام (سيمو درامز)، وجون موسى كيبورد، وشريف غالي (فوكال)، وماجد محمد (واكو ستيك غيتار).

ومن أهم الصعوبات التي تواجهنا عدم وجود شركة إنتاج تدعمنا وتتولى مسؤولية أعمالنا الفنية الجديدة، لكن سنتعاون في الفترة المقبلة مع شركات إنتاج كبرى، حتى نصل إلى الجمهور في الشارع المصري بدرجة أكبر».


«أنا مصري»

تقول لمياء أبو النجا، أحد أعضاء فريق «أنا مصري»: «تأسس فريق «أنا مصري» في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 على يد إيهاب عبده ومحمد علي، وهو فريق مستقل يدعمه أعضاؤه مادياً وفنياً، ويمثل مصر بكل تنوعها وخليطها المتشابك، من العقائد والأجناس ونوعية التعليم.
ويظهر هذا التنوع بوضوح في موسيقانا واختيارنا للكلمات والألحان، بحيث نمزج الغناء المعاصر مع القالب الموسيقي الشرقي بتوزيعات عصرية, كما نمزج بين الترانيم والابتهالات والغناء النوبي والأوبرالي، وغيرها من الأشكال والقوالب الغنائية والموسيقية».

وأضافت: «رسالة الفريق الأساسية هي قبول الآخر والفخر بالهوية المصرية، وفي الآونة الأخيرة ومع تزايد الخلافات والمشاكل في المجتمع المصري تناولت أغنياتنا رسائل اجتماعية وإنسانية أشمل وأعمّ لمواكبة الأحداث، ولأن الفريق يتكون من مصريين فلا يمكننا أن ننفصل عن الواقع المحيط بنا».

ولفتت إلى أن «لكل فكرة جديدة هدفاً ومضموناً، وكلما كانت هناك مرونة في العمل كانت فرص التقدم والتطور أفضل. فكان الأهم لإيهاب عبده، مؤسس الفريق، تركيز الأضواء على قبول الآخر والتسامح الديني والافتخار بالهوية المصرية، ثم انضم محمد علي لتطوير الفريق باختياراته للعناصر الموهوبة فنياً والمتميزة، إلى جانب إيمانهم في نفس الوقت بالهدف الأساسي للفريق وفكرته الأصلية، مما أضفى نوعاً من التميز للفريق، فأصبح له طابع خاص وبصمة تميزه عن الفرق الأخرى، وأصبح أقوى من حيث خطوات استمراره ونجاحه سنة تلو الأخرى. وحاول الفريق أن يقدم أغنيات اجتماعية تهم فئات مختلفة من الشعب المصري».

وتابعت لمياء: «من أهم الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا كفريق عدم الإستقرار الأمني في البلاد، مما يؤدي لإلغاء حفلات عديدة لنا، بالإضافة لوجود أزمة كبيرة في قلة ومحدودية أماكن الحفلات والمسارح، علاوة على عدم وجود رعاة للفريق، وذلك يرجع إلى نوعية الأغنيات التي نقوم فيها برصد الواقع والظروف الحقيقية التي نعيشها، لذلك تمت تسميتنا فرق «الأندرغراوند» التي تقدم الموسيقى الواقعية التي تعبر عن الشارع المصري بكل الأحداث الجارية فيه. وقد مُنعت أغنية «ملعون أبوك يا سكوت» من وزير الإعلام السابق أحمد أنيس من الإذاعة بعد عرضها بساعات في برنامج «بلدنا بالمصري» مع الإعلامية ريم ماجد».

وتكمل: «الفريق يستعد لطرح ألبومه الأول وهو من إنتاجنا بالطبع، وقد كان من المفترض أن يصدر في نيسان/أبريل الجاري، لكن أزمة الإنتاج التي تواجهنا أدت إلى تأجيله، وسيتم طرحه بعد رمضان 2014، وسنقدم أيضاً حفلات في ساقية الصاوي ومركز الإبداع في الإسكندرية».


«بلاك تيما»

اسم فريقهم مستوحى من كلمات إنكليزية معناها «التيمة السمراء»، واختاروه لاعتمادهم في الأساس على ألوان غنائية معينة،مثل النوبي والخماسي والهيب هوب وغيره، وأعضاء الفرقة هم أمير صلاح الدين وأحمد بحر ومحمد عبده، وانطلقوا عام 2004.

ويقول أمير صلاح الدين، أحد مطربي الفرقة ومؤسسيها: «إنشاء الفرقة الموسيقية كان في العام الذي أنشئت فيه ساقية الصاوي، وقدمنا أكثر من حفلة لاقت نجاحاً واستحساناً جماهيرياً كبيراً، وحصلنا على أكثر من جائزة وتكريم خلال السنوات القليلة الماضية، كما أننا مُرشحون لأربع جوائز في «الميوزك أوورد» 2014، وهي «جائزة أحسن فريق» و«جائزة أحسن أداء في الحفلات» و«جائزة أحسن أغنية» و«جائزة أحسن فيديو كليب»، ونحن الفرقة المصرية والإفريقية الوحيدة التي رُشحت لذلك، وسوف يتم إعلان النتيجة مع مطلع أيار/مايو المقبل. وحالياً نعمل على الألبوم الجديد ويضم 12 أغنية من إنتاجنا الشخصي. وقدمنا أغنيات متنوعة لأكثر من فيلم سينمائي، مثل «ألف مبروك» و«حاوي» و«بالألوان الطبيعية».

وبسؤاله عن سبب وجود ألبوم واحد في رصيد الفرقة الفني، رد أمير قائلاً: «الأزمة الإنتاجية وصعوبات الإنتاج كانت أقوى الأسباب، وكذلك تركيز الفرقة كان ولا يزال على الحفلات الغنائية، بالإضافة إلى رفضنا الانضمام إلى شركات إنتاج حتى لا يتحكم أحد في اختياراتنا. وبالنسبة إلى الألبوم الجديد قررنا إنتاجه على نفقتنا الخاصة».

وعن الصعوبات التي تعرضت لها الفرقة منذ بدايتها، يؤكد أمير أن أي فن جديد لا بد أن يتعرض لصعوبات، أهمها أزمات الإنتاج. كما أن أغنية «زحمة» التي كانت ضمن الألبوم تعرضت للرفض والتعنت من الرقابة قبل ثورة يناير، وبقي ألبوم «بحار» لدى الرقابة فترة طويلة قبل الثورة.


«مسار إجباري»

كان كل منهم ينتمي إلى فرقة موسيقية أخرى، لكنهم اجتمعوا في فرقة موسيقية واحدة على يد صديق فرنسي لهم كان يعيش في الإسكندرية. وأعضاء (مسار إجباري) هم هاني الدقاق (مُغني الفريق وعازف الغيتار) وأيمن مسعود (لاعب الكيبورد) ومحمود صيام (غيتار) ومحمد نبيل (لاعب البيركشن) وأحمد حافظ (الباز غيتار) وتامر عطالله (الدرامز).

يقول هاني الدقاق مطرب الفرقة إن ظهور «مسار إجباري» كان عام 2005، بعد أن انضم إلى كل من أيمن مسعود وأحمد حافظ وتامر عطالله أوائل مؤسسي الفرقة الموسيقية.
وأشار إلى أنه يتذكر بداية الفرقة من خلال أول حفلة في ساقية الصاوي، بالإضافة إلى عدد من الحفلات داخل مصر على مدار عامين، وبعدها بدأت الفرقة إقامة حفلات في دول أجنبية، مثل كندا وإيطاليا وفرنسا.

وأضاف أن الفرقة حصلت على جوائز كثيرة منذ بدايتها، أهمها جائزة «اليونسكو». كما شاركت الفرقة في أكثر من مهرجان، وأحيت حفلات جماهيرية كبيرة في مصر وخارجها.

وعن المعوقات التي وقفت في طريق «مسار إجباري» في بداية مسيرتها الفنية، قال: «الصعوبات ليست في المنافسة مع الفرق الأخرى، لكن الإنتاج هو المشكلة الأكبر، لأنه يضمن الإستمرارية أو عدمها.
ومن قبل كنا نعتمد على تقديم الحفلات في ساقية الصاوي وبعض الأماكن الأخرى، إلى جانب مشاركتنا في فيلمَي «ميكروفون» و«حاوي»، وبعدها بفترة قصيرة تعاقدنا مع شركة «أنتجت» لنا الألبوم الأول بعنوان «اقرأ الخبر» الذي صدر العام الماضي».