في هوليوود والعالم ملكاً للبوب دون منازع، مايكل جاكسون. وفي العالم العربي، سلطاناً للطرب دون منازغ، جورج وسوف. لم يصبح لقبه ملكاً بعد عنوان مقتبس من أغنيته "مهلاً تمهّل يا ملك" حملته الجلسة التلفزيونية "قول ... يا ملك" تحت إدارة المخرج طوني قهوجي. فهو "أبو وديع"، الكبير بتواضعه والخجول بإطلالاته والجريء بآرائه، الذي أسر جمهوره بصوته ومشيته وتحياته. مستأنفاً 40 عاماً من الفن، أطل "سلطان الطرب" مجدداً بعد 3 سنوات غاب فيها إثر الجلطة الدماغية التي أصابته.

دارت وشوشوات عن أفضلية تعديل عنوان "قول ... يا ملك"، فنجم الحركة النوبية محمد منير هو ال"كينغ" أو بالعربية الملك. لكنها لم تتعدَّ كونها دليلاً دامغاً لسُلطة السلطان الذي تزاحمت المحطات عليه وجدلية كل ما يرتبط باسمه.

في أرشيف جورج وسوف أغنية "مهلاً تمهّل يا ملك" صدرت في التسعينات. وقد بدا العنوان مثالياً لطلّة "أبو وديع" الذي قال الكثير وسلطن بعد غياب طويل ولا يزال ملكاً على قلوب جمهوره. إنه عنوان بلسان محبيه : "قول ... يا ملك" كما يلفت المخرج طوني قهوجي. صورت الحلقة في لبنان في استديوهات "إيزول" في أدما مع الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، ظهر دون الديكور المبالغ الذي يرافق برامجه الحوارية غالباً.

عدم حصول فرقة جورج على تأشيرات دخول إلى مصر...

لمَ قدّم نيشان الجلسة بدلاً من منى أبو حمزة ؟ كان اسم مقدمة برنامج "حديث البلد" مطروحاً لمحاورة جورج وسوف. وكانت لهذه الجلسة أن تكون ضمن ست حلقات ستقدّمها لصالح محطة عربية. نسف المشروع. وكانت لخطة ثانية ألاّ تكتمل مجدداً لعدم التمكن من إصدار تأشيرات دخول لفرقة جورج الموسيقية إلى مصر. فهم كلهم من الجنسية السورية. تم لاحقاً الاتجاه إلى الإنتاج المشترك الذي سعى إليه قهوجي مع قناتيْ "الحياة" المصرية و"نيو تي في" اللبنانية. صورت الحلقة مع جماهير وسوف الذين شاركوه الحوار وكانوا يهتفون بلقبه الأشهر "أبو وديع"، لا "الملك" ولا "السلطان". "علاقة جمهوره به تتخطى علاقة أي فنان بجمهوره وهذا ما وضعه في مكان آخر"، يقول قهوجي. علاقة تخطت المتوقع والمعترف به، وهذا معروف.

تقاضى مبلغاً يوازي إطلالته

سيظهر جورج وسوف صريحاً وتلقائياً على طبيعته دون حذف أو تعديل طوال ساعتين من الوقت. فهو الفنان الذي لا يُحْرَجْ. زاحمت السياسة الفن في الجلسة حيث عبّر جورج عن آرائه السياسية. أعطى رأيه السياسي كمواطن سوري وعربي، ولم تنحصر تعليقاته التي شغلت قسماً لا يستهان به من الحوار على الأزمة السورية، بل شملت مصر ولبنان. بدا جورج متصالحاً مع نفسه ومتعايشاً مع أزمته الصحية التي مضى عليها ثلاث سنوات (2011)، والتي استهلت الجلسة بالحديث عنها وعن رحلة العلاج. الأهم أنه قادر على السير والتحرك ولم يؤثر وضعه الصحي على حضوره على المسرح أو على أدائه. أما الأرقام الخيالية التي يتمّ الحديث عنها في الإعلام عن الفنانين وعلاقاتهم بالمحطات والإنتاجات فمرة أخرى لم تكن واقعية. لقد تقاضى جورج وسوف قاء ظهوره أجراً يوازي إطلالته، وهو أعلى رقم قد يحصل عليه فنان عربي لكنه لم يحصل على رقم من 6 أصفار.

بين ليل العاشقين 1996 و"قول ... يا ملك" 2014

مع كل إطلالة يثير الجدل ويستفز جمهوره بالانتظار. تحدّد المرحلة إطلالة جورج. شاركه النجوم جلساته التلفزيونية السابقة، أبرزها "ليل العاشقين" على شاشة تلفزيون المستقبل عام 1996 ومع الإعلامية اللبنانية جومانة بو عيد على شاشة "روتانا" (2010). لكنه اكتفى بجمهوره وابنائه - الذين أورثهم اسمه حسبما ذكر في الحلقة - في "قول ... يا ملك". أدى خمس أغنيات، "وحشتوني" و"الصبر طيب" و"جرحونا برمش عين" و"بستنى في اليوم واليومين" و"سبت كل الناس". وفي موقف يتكرّر على المسرح في حفلاته، حاول أحد المعجبين الاقتراب منه. منعه رجال الأمن، فرفض "الملك" أن يُكمل التصوير قبل إحضاره.

خفة دم بعيار ثقيل

"سألتها من وين قالت من حاصبيّا ولمّا غمزت إمها حاص بيّا ولمّا جيتها بالليل حس بيّا ..."، أحد المواويل التي ردّدها حين كان طالباً. واليوم أصبح أستاذاً وسلطاناً. سلطان بصوته وروحه المرحة. انتقد جورج وسوف برامج الهواة واكتشاف المواهب التي باتت تعرف باسم برامج "لجان التحكيم"، مطالباً النجوم فيها الاكتفاء بالغناء. وقال ساخراً : "إذا حكمولي بسقّط حالي" لافتاً إلى أنها لم تُطلق نجماً بل إنها برامج تجارية. اعتبر جورج أن الموسيقي زياد الرحباني هو أهم ما أنجبه الرحابنة وأن الشحرورة صباح أعظم فنانة عربية. وأعطى رأيه بالنجمة اللبنانية هيفاء وهبي التي ظهرت معه في التسعينات بكليب أغنية "إرضى بالنصيب". قال أنها طيبة مضيفاً بأنها : "لا تدعي أكثر مما هي عليه". وبصراحة بالغة، كشف أن الفنان زياد برجي لم يقدم له لحناً جميلاً بمستوى أغنية "بيحسدوني".

إعلان عودة

هذه الحلقة هي إعلان عودة لم يعرض ل"سلطان الطرب" رغم أنه صور بتاريخ 6 أيار/مايو 2014. فصاحب "دبنا عغيابك" سيفتتح حفلات "أعياد بيروت" وسط العاصمة اللبنانية بتاريخ 29 تموز/يوليو.