جورج خبّاز: 'ناطرينو' ترمز إلى الوطن العاجز...

جورج خباز, الشخصية, المسرح اللبناني, المسرح العربي, ممثل, الثورات العربية, لبنان

01 يونيو 2014

هو المنطلق من الواقع العربي العاجز واللبناني المبتور الأحلام، واصفاً المجتمع بمأوى للعجزة، مسلطاً الضوء على فكرة إنتظار الفرج المتعدد الجوانب في مسرحية «ناطرينو» التي كتبها وأخرجها وكان بطلها. عرض الكاتب والممثل والمخرج جورج خبّاز عدداً من الشخصيات التي تستند الى نماذج مختلفة موجودة في المجتمع اللبناني.
استعان بصور قديمة العهد للممثلين الذي أدوّا الأدوار بإبداع، وعرضها ضمن الإعلان ليبرز حقبة الإنتظار التي لا يزال يعيشها هذا الجيل منذ شبابه وحتى اليوم. وفي إطار الإنتظار يترقّب خبّاز غده بأمل من خلال «غدي» الفيلم الذي كتبه واستعان فيه بطفلٍ من ذوي الحاجات الخاصة ليسلط الضوء على النظرة المتخلفة إلى المختلف. عن «غدي» و«ناطرينو» أجرينا هذا الحوار مع جورج خبّاز.


- في إطار «ناطرينو»، نحن بانتظار من؟
نحن ننتظر الفرج الذي يحمل عدة وجوه، البعض يراه سلاماً والبعض يراه حرباً وآخرون يرونه موتاً أو بحبوحة، كل واحد منا يرى الفرج من منظاره.

- جسدّت الفرج بشخصية سياسية من خلال مسرحية «ناطرينو»؟
لا يقتصر الفرج على الحاكم، نحن داخل مأوى للعجزة وفي هذا المأوى كل واحد منا ينتظر شيئاً معيناً، أحدهم يود أن يجد أولاده وآخر يريد الحاكم، وهناك من يحتاج الى عائلته. المسرحية رمزية ترمز إلى الوطن العاجز.

- لماذا مأوى عجزة؟
لأننا منطلقون من الإنسان العاجز إلى الوطن العاجز، لأن هذه المجموعة من الأشخاص تمثل جيلاً بترت أحلامه الحرب ووصل إلى العجز. ما الذي يعنيه مأوى عجزة؟ يعني وطننا العربي الذي لا يملك استراتيجية للغد ولا يعرف ما ينتظره غداً، يعيش يومه بيومه، ولا قيمة للوقت لديه.
هذا يعني أننا نعيش في مأوى عجزة نوعاً ما، عنوانه العجز. ووطننا العربي عاجز وقراراته مرتبطة بمصير دول أخرى هي التي تقرر يومياته.

- هل المسرحية تدخل في الإطار الإجتماعي أم السياسي؟
المسرحية إجتماعية، وبرأيي الخلل السياسي سببه الخلل الإجتماعي والرضوخ والإستسلام. والرضوخ سببه قلة الوعي الإجتماعي والثقافي. لذلك أعتبر المسرحية اجتماعية وثقافية بامتياز.

- ابنك من الثوار...
ابني اسمه ربيع، أي الربيع العربي، كما أن الربيع يعني الشباب ودائماً يأتي الربيع بعد الشتاء وتزهر الأرض، كل ذلك يُشير إلى أن هناك أملاً جديداً في الحياة.

- هل يمكننا أن نفصل مجتمعاتنا عن السياسة؟
بالطبع، القصة تتناول قضية جيلين، الجيل القديم يتهم الجيل الجديد بأنه عديم المبادئ والقيم، والجيل الجديد يتهم القديم بأنه راضخ لأنظمة أحكام أوصلته إلى هنا.
لا علاقة لهذا بالسياسة، هذه مسألة تربية ومبادئ بينما السياسة نتيجة فقط. حتى انني لم أدخل في زواريب السياسة ولم أقل من هو الحاكم، بل الحاكم في المسرحية هو رمز للسلطة، سلطة الأمس واليوم والغد. ابني ثائر على الوضع ولكن من دون امتلاكه استراتيجية أو خطة، وكلنا ثائرون على أنظمتنا وخصوصاً في لبنان ولكن ما هي الخطة البديلة؟ هنا السؤال.

- هل يستغلّ الثوار الشعوب والمجتمع الراضخ؟
ابني لم يكن ثائراً على السياسة فقط، وثورته على الانظمة انطلقت من ثورته عليّ وانتقاماً مما عاشه من فقر ومذلة، ويعتقد أن والده شخص مستسلم. الثورة في المسرحية رمزية يتهم فيها الجيل الجديد الجيل القديم بالرضوخ، وبالتقاعس. وفي الوقت نفسه نرى أن الجيل الجديد هو جيل راضخ ولكن بأسلوب آخر، راضخ لأشياء ربما أسوأ مما رضخ له الجيل القديم، وفي مشهد يقول له والده «في سنكم كنا مثلكم ولكننا لم نستطع أن نغير شيئاً»، لماذا لأن التغيير غير مبني على قواعد أو استراتيجية. لهذا السبب باءت محاولات ربيع بالفشل.

- عبارة ذكرتها في المسرحية، تقول: «مجتمعنا يأكل التشيبس أكثر مما يشاهد المسرح».
المسرح يرمز إلى الثقافة والغذاء الفكري، والتشيبس رمز الأكل والغذاء الجسدي، وما يشغل بالنا اليوم هو كيف نشبع جوعنا، لكننا غير آبهين بتغذية عقولنا. والسعي للغذاء الفكري موجود عند القلة القليلة ومعظمنا يفكر كيف سيؤمن لقمة العيش واولوياتنا في رأسها المأكل والملبس. الغذاء الفكري أصبح من الكماليات وهذا ما جعلنا متراجعين أمنياً وسياسياً واقتصادياً.

- أنت من القلائل المستمرين بنجاح في العمل المسرحي..
لأنني أحافظ على المعادلة الصعبة وهي إرضاء الناس بكل فئاتهم الإجتماعية والعمرية والفكرية والثقافية، وهذا شيء مهم جداً.
وإذا توجهنا بمسرحنا فقط إلى المثقفين نبقى في دائرتنا الضيقة، واذا كان المسرح تجارياً فقط نصبح سوبر ماركت. اذا حافظنا على القيمة الفنية مع القيمة الثقافية التي تتماشى مع لغة الناس السهلة وتطرح هواجسهم بعمق، نحقق المعادلة الصعبة التي أحاول الحفاظ عليها.

- مع أن الوضع الأمني والسياسي والإقتصادي ليس بأفضل حالاته، كان لديك «غدي» واليوم «ناطرينو» منذ أشهر.
«ناطرينو» تعرض منذ ستة أشهر، وأصداء المسرحية يمكن تحديدها من خلال عدد العروض. معظم الأصداء جيدة جداً ولكن يبقى من ينتقد، والجميل أن الذي ينتقدني يقارن عملي الجديد بعمل آخر لي أيضاً.

- عندما نشاهد مسرحية نعرف فوراً أنها لجورج خبّاز.
من أية ناحية، الهوية أو التكرار؟

- من ناحية الهوية.
هذا شيء عظيم وإيجابي، والمهم ان لا يكون هناك تكرار، وان يحمل كل عمل هويته الخاصة ويكون كياناً قائماً بحد ذاته.

- على أي أساس اخترت الشخصيات في المسرحية؟
هم نماذج موجودة في المجتمع، مثلاً نموذج الحاكم، ونموذج المرأة المستغلة لوضع العجزة ولوضع كل محتاج، نموذج الطبقة الكادحة وتلعب هذا الدور لورا خباز وهي مجبرة لأن تكون بين هاتين الطبقتين، نموذج الجيل القديم الذي كلٌ منهم لديه اسبابه التي اوجدته في المأوى، وشخصية العمال الأجانب الذين هم على عكس أولادنا الذين رمونا في المأوى، لأنهم يعملون لكي يؤمنوا لقمة العيش لأهلهم وأولادهم.
هناك مقارنة بين العامل الأجنبي وهؤلاء الأولاد، نحن نقلل من شأن العمال الأجانب ولكن في الحقيقة هم لديهم رسالة سامية جداً وهي إعالة عائلاتهم، ويجب أن نحترم هؤلاء الناس.

- من تشبه أسامة (مديرة المأوى) في مجتمعنا؟
حين كنت في المدرسة معلمتي كانت تدعى أسامة وتشبه «أسامة» كثيراً، تشبه كل شخص يستغل حاجات الناس لكي يصل إلى مآربه الشخصية، وهي تقول خلال المسرحية «قاعدة وحدي عشيي زهقاني واكلني الهم، اجتني فكرة قوية ذكية فيها income ليش ما بعمل جمعية وبالختياريي بهتم، بجمع هالختياريي وعلى ضهرون مصاري بلمّ». هذه تختصر شخصية أسامة.

- المسرحية تُعرض منذ ستة أشهر، ما الذي تغير من العرض الأول حتى اليوم؟
النص لا يتغير، ولكن أداءنا كممثلين يتغير ونتمكن أكثر من الدور. ويعتبر استمرار العروض لفترة طويلة سيفاً ذا حدين، اذ يمكن ان يغرق الممثل بالتقنية ويقول دوره بتكرار روتيني.
وهنا دوري كمخرج وكممثل موجود على خشبة المسرح، كيف أحافظ على هذا التمكن بشكل ايجابي، لذلك كنت أنصحهم بأن يشعروا بالحديث ويدققوا في ما يقولونه، فعلينا أن نجعل المشاهد يشعر بأنه العرض الأول والأخير. لذلك عندما يشعر المشاهد بخصوصية خلال العرض يخرج من المسرح سعيداً.


«غدي»

- استعنت بشخص لديه حالة خاصة.
لم أكتب الفيلم للتحدث عن ذوي الحاجات الخاصة، الفيلم يتناول النظرة المتخلفة إلى المختلف بكل أنواعه انطلاقاً من الاختلاف الجسدي الذي يمثله غدي وصولاً إلى الإختلافات الأخرى، كالإختلاف العرقي والديني عند «حسن» و«تقلا»، الإختلاف الإجتماعي عند «صوفي» بائعة الهوى، الإختلاف الجنسي عند «ليلو» الذين يعتبرونه مثلي الجنس. دائماً نتعامل مع المختلف بفوقية أو شفقة أو بعدائية والطرق الثلاث خاطئة لأن الحياة نسبية، الحشرات الصغيرة تخاف من الحيوانات التي تعتبرها مفترسة مثل العصفور والدجاجة بينما تحب الحيوانات التي تعتبرهاأليفة كالأسد والنمر، كل واحد منا يرى الحياة من منظاره.
اذا لم نستطع أن نتقبل ولداً خلقه الله بهذه الطريقة، كيف سنتقبل آخر من دين أو طائفة أو معتقد أو من فكر سياسي مختلف. الفيلم دعوة للذات، لنتجرد وننظر إلى بعضنا كبشر فقط لأن لا أحد منا اختار مكانه ودينه.

- لماذا «غدي»؟
هو يحمل معنيين، الأول اسم علم أحبه كثيراً، والثاني هو الغد الخاص بي، وعلى أمل أن يكون غدنا في مشروع تقبل الآخر متقدماً، وعلى أمل ان يكون غد السينما اللبنانية من مستوى «غدي» وصعوداً، لأن الافلام السينمائية اللبنانية إما عن الحرب أو الحب أو أفلام تلفزيونية تعرض في السينما.

- أود أن أنتقد الشتائم التي تم استخدامها في الفيلم، لأن «غدي» مخصص لكل الأعمار.
هل هناك أطفال لم يسمعوا هذه الكلمات؟ غدي عندما جلس على الشباك أوقف الخطايا نوعاً ما وأحدث عودة للذات وكشف لأهل الحي حاجاتهم الخاصة.
نلاحظ أن هناك عدداً كبيراً من الشتائم في بداية الفيلم ولكن بعد ان اكتشفوا ان غدي ملاك توقف الشتم، أي أنه نزع الشتائم من أفواه الناس.
وضعت الشتائم قصداً، لكي أظهر كيف أُزيلت الشتيمة وذابت من خلال الخير، يجب إظهار الشر لكي نعرف قيمة الخير بالمقابل.
الشتيمة هي الإعاقة، وقد أظهرت اعاقات المجتمع بكل أوجهها ولا يمكننا ان نعالج آفة من دون ابرازها. أنا شخص معروف بنظافة مسرحه وأعماله، ولكن من المفيد أن يكتشف الطفل من خلال الفيلم انه من المعيب أن نتفوه بالشتائم.

- استخدمت الموسيقى.
طبعاً، الفن يهذب النفوس ويرتقي بالشعوب، وفي الفيلم هناك تكريم كبير للموسيقى والمسرح، الموسيقى التي أخرجت «ليبى» (والد غدي) في صغره من حالته الخاصة والتي نمّت عقله ووسّعت مخيلته.

- هل نحن في حاجة إلى كذبة، لأن ليبى في نهاية الفيلم يخبرهم أن غدي انسان عادي وهم لم يصدقوا.
ليبى أخبرهم بأنه انسان وليس ملاكاً، ولم يقل إنه كذبة. عندما نشاهد مسرحية أو فيلماً، أخبرك بأنها كذبة ولكن لا تتقبلين ذلك لأنكِ عشتِ هذا العمل وأحببته، ولربما وجدت شخصية تشبهك وتواصلتِ مع نفسك من خلالها، لذلك لن تصدقي بعد اقفال الستارة انها كذبة. وهذه قيمة المسرح.

- نشعر بأن المسرح متجذر في شخصيتك.
كل حياتنا هي ترجمة لأفكارنا والمسرح هو «أبو الترجمات». أهم وأعمق منبر تواصل اجتماعي هو المسرح، فكيف لو كان شغفي ومهنتي. وكمشاهد أعتبره الرقم واحد في التواصل، فكيف اذا كان عملي.

- هناك سؤال توجهه إلى الأستاذ فوزي حول ولادة غدي، ان كان من حقه أن يُولد أم لا.
هناك ضعف بشري لأن المجتمع ظالم، ونحن ندور في دائرة مترابطة، المجتمع ينظر الى هذا الطفل بفوقية أو عدائية الأمر الذي ينعكس على الطفل، وبالتالي الأهل مجبورون على أن يخجلوا به لأنهم يجهلون قيمته ويعتبرونه مصيبة أو عقاباً من الله له ولهم.
لذلك يخبئونه، والعكس صحيح الفيلم يُظهر انهم مختارون من الله لذلك زرع ملاكاً في بيتهم. أحياناً نتمنى ان يمر من جانبنا طيف ملاك فكيف اذا كان في منزلنا. هذا ما يقوله الفيلم بكل بساطة.

- كيف تصف التعاون مع الكاتبة منى طايع كممثلة..
منى معجبة بكتاباتي منذ زمن، وكانت حين تُسأل عن من يستفزها بنصوصه كانت تتحدث عني وحدي، وأود أن أشكرها كثيراً، وأقول لها انني معجب بكتاباتها أيضاً. شخصياً، أواجه صعوبة في التعامل مع كاتب آخر اذا كنت سأمثل من اعماله، إلا اذا كتبت منى طايع.
لا أستطيع أن اخبرك كم كانت وفية للنص حرفياً. منى محترفة بكل ما للكلمة من معنى.

- لماذا سيطر الصمت على زوجتك في «غدي»؟
تعمدت ذلك، حتى قبل ان تكون لارا مطر الممثلة أردت أن يكون الدور صامتاً. هناك نوع من النساء الصامت بصوته والفعال وهو النوع الذي أحبه، كنت أود أن يكون لديها عبارة واحدة في نهاية الفيلم، إلا أني وجدت أن هناك ثلاث محطات أساسية يجب أن تتكلم فيها.
صمتها جميل في كل الأوقات وكلامها في الوقت المناسب. وأتمنى من كل النساء أن يقتدين بها.

- حامي المزار كان يسرقه، هل تعني أن «حاميها حراميها»؟
طبعاً، تعلمين المشاكل الموجودة في هيكلية دولتنا، هناك الكثير من الصالحين وهناك الكثير من المفسدين. الشخصيات في الفيلم نماذج، تتغير الأسماء ولكن تبقى البدلة نفسها وتتغير الشخصيات ولكن يبقى موقعها نفسه.
الشخصية الوحيدة التي تبدلت وتغيرت هي ليبى، والشخصية الوحيدة التي كبرت وماتت هي الأستاذ فوزي لأنه ليس نموذجاً بل حالة خاصة، والفنان حالة خاصة، إذا لم نترك بصمة في حياتنا سنبقى نماذج وسيأتي غيرنا ويلعب دورنا.

- ماذا عن صراخ «غدي» الذي انزعج منه سكان الحي.
غدي كان يغني ولكنهم لم يعوا حاجته، لذلك ادعى ليبى ان الصراخ ناتج عن تأنيبه لهم عندما يخطؤن.

- إلى أي مدى تمثل كتابات جورج خبّاز الواقع؟
المعالجة فيها خيال ومشهدية وفن وكوميديا. أنطلق من واقع مرير دائماً وأعالج بشكل كوميدي، لكي تصل الفكرة أسرع إلى القلب والفكر.

- نهاية الفيلم كانت خيالية.
الفيلم هو قصة خير، وينتهي وليبى يكتب. احتمال ان تكون كل القصة مجرد كلام على ورق، واحتمال ان تكون حدثت.
تركت للجمهور أن يختار النهاية التي تناسبه، وعندما يقف ليبى على الشباك يغيب غدي، احتمال ان يكون لعب دوره ورحل أو لعب دوره وبقي. غدي، كالفيلم إذا أردت ان يبقى يمكنك إبقاؤه وإذا اردت رحيله يمكن نسيانه.

- هل وجدت صعوبة في التعامل مع غدي (ايمانويل خيرالله)؟
لا أبداً، كان هناك تعاون رائع، وهو رائع لأن أهله عرفوا كيف يحبونه وعززوا له قدراته وثقته بنفسه.

- هل تشبه شخصيات جورج خباز في التمثيل شخصيته الحقيقة؟
تشبهني شخصية ليبى كثيراً، ولكن بالنسبة إلى الكوميدية بشكل عام فالأمر يتعلق بالموقف.

- من هو مثالك الأعلى؟
في التمثيل تشارلي شابلن، وفي الموسيقى زياد الرحباني.

- هل تشعر بأن أسلوبك قريب من أسلوب زياد الرحباني؟
لا، ولكني أشعر بأني متأثر به بالتأكيد وكل جيلنا كذلك، والأجيال القادمة ستتأثر بزياد، ولكن لدي هويتي الخاصة. لا اعتقد ان زياد اذا فكر أن يطرح غدي سيعالجه بأسلوبي.

- لديك تأثير قوي جداً على الأطفال.
بالعنوان العريض مسرحياتي غير مخصصة للأطفال، ولكن الولد الذي في داخلي يكتب معي باستمرار، واستحضره على الدوام. وإذا الولد والباحث والمتأمل لم يبق فييّ ولم استحضره من وقت إلى آخر، لن أستطيع ان اكتب مسرحاً، لذلك تجدينه بقوة وتجدين ان الاطفال يجدون شيئاً قريباً منهم في العمل.

- شقيقتك لورا، كيف تتعاون معها؟
«يا حرام» يا لورا لأنها شقيقتي وأعرف قدراتها أقسو عليها كثيراً، لكنها لا تتضايق لأنها تحب ان تتطور، وبالفعل هي تقدمت بشكل سريع.

- هل هناك إرث فني في العائلة؟
والدي عمل مع زياد الرحباني في «سهرية»، ومثّل مع انطوان ريمي في عدد من المسلسلات، وأمي صوتها جميل. جونا في البيت جو فني.

- ماذا تعني لك المرأة؟
هي كل شيء بالنسبة إلي، وكل ما اقوم به هو من أجلها، إن كانت الام أو الاخت، الحبيبة او الزوجة. أنا في بحث دائم عن الحب وحتى لو كنت في علاقة حب أنا في بحث دائم عن أبعاد الحب وكيفية الحفاظ عليه.

- من أنت؟ الممثل أم المؤلف أم المخرج؟
بدايةً كنت الممثل، أحب الكاتب الموجود فيّ والكاتب يستفز المخرج الموجود فيّ، والممثل الموجود فيّ يرضي الكاتب والمخرج ويجمعهما.


لفتني الإعلان، لماذا وضعت صور الممثلين وهم في شبابهم؟
لأنهم منذ ذلك الوقت «ناطرينو»، منذ شبابهم، لم يتغير شيء في التاريخ. صورهم عندما كانوا شباباً وفي عز عطائهم وبعد تقدمهم في السن، لم يتغير شيء. أنا من مواليد 1976 أي بداية الحرب الأهلية وكنت أذكر عندما كان أهلي يرددون دائماً «بكرا بتروق وبكرا بتروق»، سأتجاوز الأربعين وما زلنا نقول «بكرا بتروق».