سناء موزيان: لا أخشى الجدل الديني حول فيلمي الأميركي

سناء موزيان, مصر, فيلم أميركي, السينما المصرية, السينما, الأعمال الفنية, الجمهور, الغناء

08 يونيو 2014

رغم نجاحها في مصر من خلال فيلم «الباحثات عن الحرية»، لكنها سافرت إلى لندن وتزوجت أجنبياً وأنجبت طفلها الأول كنزي، وشاركت في فيلم أميركي وآخر مغربي، وأصبحت تتنقل بين لندن وبلدها المغرب، ورغم كل هذا تؤكد أنها تنوي العودة إلى مصر ولن تضحي بالنجاح التي حققته فيها.
الفنانة سناء موزيان تتحدث من لندن عن مشاركتها في الفيلم الأميركي الذي قد يثير عرضه في مصر جدلاً دينياً، وتكشف سر ابتعادها عن السينما المصرية، وحقيقة اعتزالها الغناء، وسبب زواجها من أجنبي، وحياتها بعد أن أصبحت أمًّا.


- كيف تصفين مُشاركتك في الفيلم الأميركي Son of ...؟
أنا سعيدة للغاية بالمُشاركة في هذا الفيلم العالمي، والحمد لله العمل نجح بشكل كبير وتلقيت ردود أفعال إيجابية كثيرة، وعلى مستوى الإيرادات حقق أكثر من خمسة وعشرين مليوناً في أول أسبوع فقط، من عرضه في الولايات المتحدة الأميركية، ويواصل حالياً نجاحه، وقريباً سوف يعرض في بريطانيا ودول أوروبية كثيرة.

- وهل سيُعرض العمل في مصر؟
من المُفترض عرضه في مصر قريباً، لكن لا أعرف الموعد بالتحديد.

- وماذا عن دورك فيه؟
أجسد دور امرأة تُدعى «مارتا».

- لكن ألا تتفقين معي أن الفيلم قد يُثير جدلاً دينياً واسعاً إذا عرض في مصر؟
لا أعتقد ذلك، لأن الفيلم لا يمس الأديان، لكنه يقدم قصة قوية. كما أنني فنانة وعندما أحب دوراً أقدمه دون حساسيات، وحين قرأت العمل واقتنعت به وافقت عليه دون تردد.

- وماذا عن فيلمك المغربي «عيد الميلاد»؟
انتهيت من تصويره وسوف يتم طرحه خلال أيام، وأقدم فيه دوراً مميزاً ومُختلفاً، وأتمنى نجاحه وتحقيقه أصداء قوية. والفيلم من إخراج عبداللطيف لحلو، وتُشارك فيه نُخبة مميزة من نجوم ونجمات المغرب.

- تشاركين في أفلام عالمية ومغربية، فما سر ابتعادك عن السينما في مصر؟
لا أعتبر نفسي بعيدة عن السينما في مصر، وآخر أعمالي السينمائية كان فيلم «الخروج من القاهرة»، وذلك قبل عودتي للاستقرار في لندن.
وقد انتهيت من تصويره قبل ثورة يناير بشهرين فقط، والفيلم كان مرفوضاً رقابياً لاعتراضهم على بعض المشاهد فيه، ورغم أن المنتج لم يحصل على تصاريح، أصر على التصوير سراً وكانت مُغامرة من كل طاقم العمل.
لكننا نفذناه اقتناعاً بقصته التي تتحدث عن الضغوط التي يعيشها جزء كبير من الشباب المصري، منها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال قصتي حب تجمع مسلماً بمسيحية ومسلمة بمسيحي.

- لكن الحقيقة أنكِ مُنذ فترة طويلة لم تزوري مصر أو تبحثي عن العمل فيها كما اعتدنا منك في بدايتك!
لم أبتعد عن مصر، لكن ظروف الحياة والزواج والحمل والولادة أبعدتني قليلاً، وكنت أتابع أخبار مصر بشكل يومي من خلال أصدقائي، وأتمنى أن تستقر الأمور وأعود للعمل فيها، فقد حققت نجاحاً كبيراً في مصر ولن أضحي به.

- ما التغيير الذي حدث في حياتك بعد وصول مولودك الأول كنزي؟
حياتي تغيرت كثيراً مُنذ ولادته، فأنا إلى جانبه دائماً لرعايته والاهتمام به، كما أنه ملأ علينا أنا ووالده وعائلتنا الفرحة وجعل للحياة طعماً ولوناً.

- لماذا اخترت اسم «كنزي»؟
الاسم رمز بأن طفلي هو كنزي بالفعل الذي عدت به من أجمل مكان رأته عيناي، وعندما أمضيت أحلى أيامي خلال شهر العسل في جزر المالديف في منتجع «لاكس»، وبعدها عدت إلى لندن مع زوجي بأحلى كنز وجدته في المالديف، فبعد تحاليل الحمل التي أجريتها بلندن اتضح لي أنني حملت في أول أيام شهر العسل هناك.

- هل كُنت تتمنين ولداً أم بنتاً؟
«كنت متقبلة اللي يكتبه ربنا»، ولهذا أنا وزوجي لم نهتم بمعرفة جنس الجنين قبل الولادة، وهذا الموضوع تركنا أنا وزوجي مع بقية أفراد العائلة في حماسة أكبر، وخاصةً في محلات ملابس الأطفال.
كما أنني اعتبرت المولود الأول هدية من عند الله فلا أريد التطفل لمعرفتها، وكنا نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يكون مولوداً بصحة وعافية.

- كيف تسير علاقتك بزوجك؟
علاقتي بزوجي تزداد قوة كل يوم، وخاصة بعد ولادة «كنزي»، كما نتطلع إلى مستقبل مشرق مليء بالحب والسعادة كزوجين للاستمتاع ببقية الحياة معاً.

- ألا ترين أنه من الغريب على مجتمعاتنا الشرقية الزواج من رجل أوروبي؟
ما الغرابة في هذا؟ ربما كان غريباً في السبعينات إنما نحن الآن في زمن آخر والكثير من المغتربات يتزوجن أجانب.

- قلت من قبل إنك ساعدته على اعتناق الإسلام، فكيف تم ذلك؟
لم أساعده في اعتناقه للإسلام ولم أرغمه أبداً، لأنني كنت أفضل أن يكون له القرار، وإذا أسلم يسلم لكونه أحب الإسلام وليس لأنه أحبني.

- وأين تستقرين الآن مع زوجك في المغرب أم لندن؟
ما بين المغرب ولندن.

- لكن استقرارك في لندن قد يُعيق مسيرتك الفنية؟
على العكس، فهذا مُناسب جداً لعملي، ولا أرى فيه أي صعوبة، والحمد لله الحياة تسير بشكل طبيعي.

- بعد ولادة ابنك متى تعودين إلى نشاطك الفني؟
يهمني أن أمضي مع ابني الأشهر الثلاثة الأولى لأنه رضيع، وهي الأشهر المهمة للغاية له ولي لتقوية الروابط بيننا، وبعدها سأتفرغ لعملي.

- هل يُساعدك زوجك في اختيار أعمالك الفنية؟
يدعمني دائماً ويقف إلى جانبي، لكنه يترك لي حرية اختيار أعمالي الفنية، خاصةً أنني أعتبر عملي شيئاً شخصياً ويكملني كإنسانة لها طموح وكيان، دون أن يتدخل في أي قرارات خاصة بي في الفن.

- ماذا لو طلب منك اعتزال الفن؟
لا أظن أن زوجي سيطلب مني هذا الطلب في يوم من الأيام، بالعكس هو يحمسني للاجتهاد أكثر في عملي، لأنه معجب وفخور جداً بسناء الفنانة، يعجبه فكري وأسلوبي الخاص واختياراتي الفنية حتى لو كانت مُثيرة للجدل.

- كيف كانت الأصداء على آخر أعمالك الدرامية «حال وأحوال؟
الحمد لله تلقيت ردود فعل إيجابية للغاية، والمُسلسل حقق نسبة مشاهدة عالية في رمضان الماضي، وتم عرضه على قناة «المغربية». وحالياً تُفكر إدارة القناة في إنتاج جزء ثانٍ منه بعد النجاح الذي حققه من قبل.

- ما الذي جعلكِ تقبلين هذا المسلسل خاصةً أنك ابتعدت عن الدراما مُنذ فترة؟
أكثر ما جذبني للعمل هو الدور الجيد الذي عُرض عليَّ، فقد قدمت شخصية كوميدية للغاية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيه عملاً كوميدياً، ولذلك اعتبرته مُجازفة، لأن الشخصية التي قدمتها كانت مُتناقضة في مواقفها وكان فيها عنصر المُفاجأة في كل حلقة.

- وكيف تم ترشيحك للعمل؟
رشحني المخرج سمير لحلو، حيث تعاملت معه من قبل في فيلم «سميرة في الضيعة» وحقق نجاحاً كبيراً وحصد الكثير من الجوائز، وهو مُخرج مُتميز وهُناك انسجام شديد بيننا، وأتعاون معه أيضاً في فيلم «عيد الميلاد» والذي سيتم عرضه قريباً بدور العرض في المغرب.

- ألم تقلقي من تقديم دور كوميدي؟
كانت مجازفة، فأنا طيلة عمري أشعر بأن الجانب الكوميدي موجود في شخصيتي، خاصة أن الأصدقاء والعائلة يستمتعون جداً بهذه الصفة، لكن في عملي لا أحد كان يعلم بهذا، لكن بعد التعاون مع المخرج لطيف لحلو في فيلم «سميرة في الضيعة» سافرنا لأكثر من دولة لعرض الفيلم في المهرجانات الدولية.
ومُنذ ذلك الوقت اكتشف أنني أستطيع تقديم عمل كوميدي وحمسني جداً للفكرة، وعرض عليَّ العمل وقرأته وأعجبني كثيراً، وكنت واثقة أنني سأكون خفيفة الظل عند الجمهور، لأنني دائماً ما كنت أنتقد الكوميديا السخيفة والمُفتعلة التي لا تُضحك الجمهور من غير أي موقف كوميدي حقيقي، والحمد لله ثقتي بأسلوبي الخاص وتلقائيتي في الأداء جعلت الجمهور يدرك أن سناء موزيان ممكن أن تلعب كوميديا بجانب الأدوار الجادة والرومانسية.

- كيف ترين اختلاف النجاح بين مصر والمغرب؟
النجاح واحد، سواء كان في مصر أو في المغرب أو في أي بلد آخر، وكل هذا يعتمد على قناعة الفنان نفسه وطموحاته بالعمل خارج بلاده وتخطي الحدود والعمل في دول أخرى تستطيع أن توسع جماهيريته، وهذا ما فعلته حينما جئت إلى مصر، وبعدها شاركت في فيلم عالمي، وهذا لا ينفي أن النجاح في المغرب له طعم مُختلف، خاصةً أنه داخل بلدي ووسط أهلي وأصدقائي وجمهوري، لكن بالطبع الانتشار في مصر أقوى من المغرب بكثير.

- هل أنت مع مقولة «من لا يحقق نجاحاً في مصر لن يحققه في مكان آخر»؟
أنا متفقة كثيراً مع هذه المقولة، لأنه ليس سهلاً أن تنجح في مصر، فالمجال صعب جداً اختراقه، لكن الذي يجتهد ويعمل عملاً مميزاً بمصر، تركز عليه الأضواء وفي يوم وليلة يتعرف عليه العالم العربي.
وبدايتي القوية في مصر دليل على صدق كلامي، وكلما عرف الفنان كيف يحافظ على المكانة التي تربع فيها عند الجمهور، تقدم في عمله واستمر بالقوة نفسها، فلا يقلق من أي شيء آخر.

- المُخرجة إيناس الدغيدي أول من قدمتك للجمهور المصري من خلال فيلم «الباحثات عن الحرية»، كيف تسير علاقتك بها الآن؟
علاقتي بها طيبة للغاية، ولا يُمكن أن أنسى لها أبداً ما فعلته معي، وأنها وضعت الثقة فيَّ كممثلة أتحمل بطولة فيلم «الباحثات عن الحرية»، والحمد لله لم أُخيب ظنها والفيلم حقق نجاحاً كبيراً.

- هل تقبلين العمل معها مُجدداً؟
أكيد أحب جداً التعامل معها لأنها مخرجة مميزة، وبالتأكيد بعد نجاح فيلم «الباحثات عن الحرية» وتركه بصمة قوية لدى المُشاهد العربي لا أمانع التعاون مُجدداً معها، ونجاح فيلم «الباحثات عن الحرية» وجميع أعمالها يدل على أنها مخرجة مميزة ومتمكنة من أدواتها وجريئة في المواضيع التي تتطرق إليها.

- هل تقبلين أداء مشاهد الإغراء في السينما حين تعاودين العمل في مصر؟
لا أرفض أي مشاهد تخدم السياق الدرامي وتوجه رسالة مُهمة.

- لكن ألم يتغير الوضع بعد الزواج بالنسبة إلى خطوطك الحمراء ومدى قبولك لمشاهد الإغراء؟
الخطوط الحمراء التي كانت عندي قبل الزواج ما زالت كما هي حتى بعد الزواج، وهي أنني لا أقبل أداء أي مشاهد تتطلب العري وإثارة الغرائز.

- لكن البعض يُصنفك كنجمة إغراء، فكيف ترين ذلك؟
أرفض هذا التصنيف لأنني لم أقدم أعمالاً أُغري بها جمهوري، وكل أعمالي سواء الدرامية أو السينمائية كانت تحمل رسائل مُهمة للجمهور، ولولا اقتناعي بأهمية هذه الأعمال ما كنت قبلتها من البداية، بالإضافة إلى أنني قدمت أعمالاً كثيرة متنوعة.
وكما قلت لا أحب أن أضع نفسي في نوعية معينة من الأعمال، فأنا قدمت الكوميديا والرومانسية والأدوار الجادة وما زال لديَّ المزيد لتقديمه.

- لماذا ابتعدتِ عن الغناء؟
الغناء جزء مهم من حياتي وكان بدايتي الأولى في مساري الفني، فلن أتخلى عنه أبداً، لكنني توقفت لفترة للتمعن خاصةً أن ألبومي الأول «عشت عشاني» حقق نجاحاً كبيراً حين طرحته كأول عمل غنائي لي، وبعدها انشغلت أكثر بالتمثيل وأحببت أن أركز عليه بعض الوقت.

- لكن البعض يقول إنكِ اعتزلت الغناء؟
هذا غير صحيح، وقريباً سوف أعود للغناء.