'البُعد الآخر'

13 يونيو 2014

الكتاب: «البُعد الآخر»

الكاتبة: شيرين فؤاد

الناشر: دار «إشراق»


يحاول كتاب «البُعد الآخر: الهوية والحب بعالم افتراضي»، للكاتبة المصرية شيرين فؤاد، تفسير ظواهر عدة عبر «الإنترنت»، مثل تعدد هوية الشخص الواحد، إدمان الألعاب الخيالية، وغيرها من الظواهر التي هي نتيجة لتحولات خفية في النفس الإنسانية، بحسب المؤلفة.

ويتناول الكتاب- الذي يعد الأول من نوعه باللغة العربية- الهوية، العاطفة، ويركز على مفهوم «العاطفة الإلكترونية»، وهو كما تقول شيرين فؤاد، مصطلح يدل على العواطف المتولدة داخل ذلك الفضاء الإلكتروني، سواء كانت صداقة أو حُباً.
ويرصد الكتاب، الصادر حديثاً في 230 صفحة عن دار «إشراق» في القاهرة، كيفية تولد العواطف الوجدانية في الفضاء الإلكتروني، ويحاول إثبات أن خصائص ذلك الفضاء، كإخفاء الهوية، عدم الرؤية، والبُعد المكاني والزمني، هي ذاتها أسباب تولد العواطف في نطاقه، بل إنها سبب أن تكون تلك العواطف مكثفة وشديدة، وغير مستقرة في الوقت ذاته.
ويناقش الكتاب الذي تباينت ردود الفعل إزاءه لحساسية موضوعه، كيفية تولّد الحميمية، أو ما أطلقت عليه الكاتبة «الحب من أول بايت» في الفضاء الإلكتروني الذي ترفض تسميته بالفضاء الافتراضي، على اعتبار أنه بات جزءاً من الواقع المعيش لملايين البشر حول العالم.

وترى الكاتبة المتخصصة في علوم الكومبيوتر، والتي تطمح إلى العمل في مجال تقديم استشارات في الأزمات الاجتماعية الناجمة من علاقات الإنترنت العاطفية، أن «الحب الإلكتروني» هو حب شديد الكثافة العاطفية والجنوح، ورغم أن طرفيه على علم بوجود بعض الجوانب الوهمية بتفاصيل تلك العلاقة، إلا أنهما يتخليان عن الحقيقة ويتمسكان بالوهم، فالبُعد المادي الجسدي يثير مشاعر قوية في كل منهما، ويساعد على القرب الروحي من طريق نوع المعلومات المقدمة ليتلاشى عامل البُعد المادي، فالمعلومات في العلاقات عبر الإنترنت، بخاصة الكشف عن تفاصيل شخصية للغاية (الرغبات المكبوتة والآمال والنواقص وكل ما بالنفس) غالباً ما تكون صريحة أكثر مما هو متبع في الواقع.
بهذا المعنى، تقول شيرين فؤاد في كتابها الأول، فإن المعلومات على «الإنترنت» هي أكثر واقعية، وبالتالي أكثر إثارة عاطفية، ثم يكون التأثير الثاني لعامل البُعد، الذي يطلق العنان للخيال، ومن ثم تتلون المشاعر بكل ما هو ايجابي، ما يمنحها قوة تعمل على استمرار اشتعالها، إلى حين.

وتقول شيرين فؤاد: «اخترتُ موضوع كتابي، على أساس أنه ظاهرة أصبحت منتشرة في عالمنا العربي تستحق المناقشة والتحليل.
لكن بعدما بدأت البحث، وجدتُ أن الموضوع أكبر وأعمق من ذلك. وجدتُ أن أثر الفضاء الإلكتروني لا ينحصر في قضاء الإنسان لبعض الوقت داخل ذلك العالم وظهور علاقات إلكترونية، إذ اكتشفت أنه حيز مادي يشكل بُعداً آخر للعقل والوجدان والكيان البشري عموماً.

وتضيف: «بغض النظر عما واجهتُه من استنكار إزاء بعض أجزاء الكتاب، فإنني أملك من الإيمان والقناعة بأهداف كتابي ما يكفيني للرد على ذلك أو حتى تجاهله. أنا غير مسؤولة عن رؤية عقول تقتات على البلاهة، اعتادت على القراءة أو الرؤية من خلف ستائر حمراء».