مخيّم العطلة الصيفية تجربة لا يمكن تفويتها على الطفل

العطلة الصيفية,مخيّم العطلة الصيفية,الطفل,الأم والطفل,العناية بالطفل,رعاية الطفل / الأطفال,تربية الطفل / الأطفال,نمو الطفل

06 يوليو 2014

بدأت أم هاني تتلقّى كتيّبات المخيم الصيفي الذي تفكّر في إرسال ابنيها إليه. فبعضها عروض مخيّم تنظّمها المدرسة وبعضها عروض جمعيات كشفية ونوادٍ خاصة.
وأم هاني تحار أي العرضين مناسب لابنيها. فذهاب ولديها إلى مخيّم المدرسة قد يشعرهما بأن شيئًا لم يتغيّر، وقد اختبراه الصيف الماضي، فيما المخيّم الكشفي يبدو أكثر مرحًا، ولكن المشكلة أن طفليها سيبقيان فيه أسبوعين، فهل ترسلهما إليه؟
ممّا لاشكّ فيه أنّ لكل مخيّم حسناته، وقرار الإختيار يجب أن يشارك فيه الأبناء أصحاب العلاقة، لأنهم هم من سيشاركون فيه.
وقد يفضّل الأبناء المخيم الذي يلتقون فيه أصدقاءهم، ولكن ينصح الإختصاصيون تشجيع الأبناء على تجربة مخيم جديد يساعدهم على اكتساب مهارة بناء علاقات جديدة والتواصل مع أشخاص جدد.


المخيّم الكشفي والمبيت فيه وقلق الأهل
لا يختلف اثنان على أنّ من حقّ الأهل أن يقلقوا إذا قرّروا إرسال طفلهم إلى مخيّم كشفي يقام وسط الطبيعة.
ولكن في مقابل هذا القلق يرى الاختصاصيون أن المخيّم الكشفي يسمح للطفل بخوض تجربة إيجابية، فهو يتيح له فرصة بنّاءة على الصعيدين النفسي والذهني تساعده في المضي قدمًا في طريق تحمل المسؤولية وتدبير شؤونه.
ورغم ذلك يجب أن تتوافر الشروط المناسبة والصحيحة التي تجعل من المخيّم الكشفي تجربة جميلة يتذكّرها الطفل.

مواصفات المخيّم الصيفي
يرى الاختصاصيون أنّه من الضروري أن يختار الأهل مخيّمًا ينظّم نشاطات يحبها الطفل وتلائم شخصيته.
مثلاً هناك مخيّمات تنظم رحلات جوّالة في الطبيعة خلال أسبوع المخيّم مما يتيح للطفل ممارسة رياضة المشي في جوّ من الاكتشاف والمغامرة، أو يمكن تشجيعه على اختيار مخيّم تساعد نشاطاته في تقليص الخجل إذا كان الطفل من نوع الخجول، مثل النشاطات التي ترتكز على اللعب الجماعي أو ممارسة رياضة تتطلب التعامل مع منافسين.
ويشير الاختصاصيون إلى ضرورة أن يتحدّث الأهل عن حسنات المخيم، كما في إمكانهم بعد الاطلاع على برنامج المخيم تدريب الطفل على النشاطات التي لم يسبق له القيام بها، وبذلك يصبح مستعدًا لما ينتظره في المخيم بحماسة.


هل يناسب المخيّم الصيفي الكشفي كل الأعمار؟
في الغالب نعم، وبغضّ النظر عن بعض الحالات التي يكون فيها بعض الأطفال يعانون اضطربات نفسية تجعل حياتهم الإجتماعيّة صعبة، فعلى الأهل ألا يتردّدوا في إرسال ابنائهم إلى هذا النوع من المخيّمات.
ومن المؤكد أنه لا يجوز إرسالهم وهم في سن صغيرة جدًا، ولكن بدءًا من سن السادسة يمكن الطفل تجربة المخيم.
صحيح أن بعض الأطفال لا يحبون المغامرات ويبقون طوال الوقت مع أهلهم وعلى المنوال نفسه يمضون يومهم في تناول المعجّنات ويلقمشون ويمضون نهارهم أمام التلفزيون، ولكن على الأهل أن يصرّوا على الأبناء المشاركة في المخيم لأنهم وحدهم يعرفون مصلحة أبنائهم وخيرهم.

ماهي إيجابيات المخيّم؟
إنها كثيرة. في المخيم يتعلّم الطفل معنى العمل الجماعي، صحيح أن هذه المهارة يكتسبها في المدرسة، ولكن النشاطات التي تقام فيها تدور حول النشاطات المدرسيّة، خارج الصف في الملعب، التلامذة ينفتحون على بعضهم، فيما في المخيّم في مقابل الألعاب والنشاطات المفروضة، يتعلم الأطفال احترام قوانين الحياة الإجتماعية بإشراف متطوع.
كما أن المخيّمات الصيفيّة هي أمكنة مثالية لاكتساب الطفل مهارة تدبر أموره بنفسه، مثلا يتعلم تنظيف أسنانه وحده، وتوضيب أشيائه وحتى تذوق أطعمة جديدة كان يرفض محاولة تذوقها في البيت.
كما أنّ هذه التجربة تعزّز الثقة بالنفس. فيما الطفل الذي يشعر بالنبذ في المدرسة لأن نتائجه لم تكن جيدة ، فإن مشاركته في المخيم الصيفي يسمح له بالتعبير عن قدراته في مجالات أخرى.
ويعتبر المخيّم أيضًا فرصة للوالدين لينالا بعض الخصوصية والخروج وحدهما بعيدًا عن ضغط الأبناء.
وفي المقابل يسمح إرسال الأبناء إلى المخيم بالتناوب، للوالدين بتمضية الوقت مع كل واحد منهم والتعرّف إليه أكثر من خلال القيام ببعض النشاطات معه، وهكذا تتوطد العلاقة بين الوالدين والأبناء.
ومن جهة ثانية يشعر الأهل بالإشتياق إلى الأبناء الغائبين فيصبحون أكثر تسامحًا معهم. فيما الأبناء يعودون أكثر مرحًا وأقل عنادًا ويتمتعون أكثر بروح المشاركة، وفي المقابل على الأهل استغلال هذه الصفات الحسنة التي عاد بها الأبناء من المخيم وتعزيزها، لأن العادات السيئة سرعان ما تعود.

ما التدابير التي على الأهل اتخاذها قبل ذهاب طفلهم إلى المخيّم؟
يمكن الأم التي تريد إرسال ابنها إلى المخيم أن توفر له بعض الأغراض الخاصة التي يمكنه اللجوء إليها عندما يشعر بالحزن أثناء وجوده في المخيم.
مثلاً إعطاؤه «البيلوش» الذي يحبه أو الكتاب الذي اعتاد قراءته قبل النوم أو صورًا للعائلة، كما يمكن أن تسمح له بالنوم عند صديقه ليلة أو ليلتين قبل الذهاب إلى المخيم ليعتادا معًا على الفكرة.
من الضروري أن يتحدث الأهل إلى المسؤول عن المخيّم عن المشكلات التي قد يواجهها ابنهم خلال المخيم خصوصًا في الليل، وما إذا كان في إمكانه أن يضع مصباحه في الخيمة التي ينام فيها. كما على الأهل أن يجيبوا عن كل الأسئلة التي يطرحها ابنهم.

هل يمكن إرسال الأبناء إلى المخيّم نفسه؟
لمَ لا فهذا يجعل من المخيم تجربة فريدة بالنسبة إليهم تساعد في توطيد العلاقة بينهم، ولكن في الوقت نفسه على الأهل ألا يبالغوا في الطلب من الأخ الأكبر الاهتمام بأخويه الصغيرين لأن ذلك يجعله يشعر بالإحباط بسبب تحمله مسؤولية أخويه في الوقت الذي يريد فيه أن يستمتع بنشاطات المخيّم.
لذا يمكن أن الأهل أن ينصحوا أبناءهم بأن يهتموا ببعضهم وأن يستمتعوا بالنشاطات المخصّصة لكل واحد منهم بحسب سنّه.
كما عليهم ألا يطلبوا من المسؤول عن المخيم أن ينام الثلاثة في خيمة واحدة بل السماح لكل منهم بأن يتمتع بالاستقلالية والتواصل مع أقرانه وبناء صداقة معه، وإن كان أخواه موجودين في المخيم نفسه.


كيف يمكن تجنيب الطفل الذي يذهب إلى المخيم وحده ويبيت فيه من أي اعتداء؟
من المهم جدًا أن يشرح الوالدان لطفلهما الذي يستعدّ للذهاب إلى المخيم الصيفي أنّ هناك أشخاصًا سيئين قد يستغلون جسده ويؤذونه من أجل متعتهم الخاصة، ولكن عليه أن يدرك أن جسده ملكه وحده ولا يحق لأحد أياً يكن أن يلمسه.
لذا على الأهل تنبيه الطفل ما إذا طلب منه راشد أو طفل آخر لمسه أن يقول له «لا» وألا يسمح بلمسه وإن بدا ذاك الشخص لطيفًا، وفي معظم الأحيان فهذا يكون كافيًا لدرء الأخطار عن الطفل.
ومن المفيد تمرين الطفل على طرح السؤال» هل هذا يجعلني أقول نعم وهذا يجعلني أقول لا؟ مثلاً إذا أصيب بجرح أو تعرّض لحادث، من المسموح أن يجعل الممرضة تداويه ولكن في موضع الجرح أو الإصابة.
فمن المهم جدًا أن يعرف الطفل جيدًا أن يقول لا ليس فقط لإعتداء جسدي بل للإعتداء اللفظي أيضًا مثل الإهانة وكل ما يجرح مشاعره. فالطفل الخاضع جدًا للراشدين هو الطفل الأكثر تعرّضًا للخطر.


أشياء لا يمكن الاستغناء عنها في جعبة الطفل أثناء المخيم

  • واقٍ للشمس. اطلبي من طفلك أن يتنبه لوضع واقي الشمس كل ساعتين، أثناء المخيم.
  • كريم مضاد للسع الحشرات.
  • مطرة لشرب الماء.
  • قبعة تقيه الشمس.
  • ملابس داخلية بحسب عدد الأيام التي يمضيها في المخيم.
  • فرشاة أسنان ومعجون أسنان، شامبو وصابون.
  • حذاءان من النوع الخاص بالمخيم وغالباً ما يكون عاليًا ليحمي من العشب البري والأشواك، وكعبه ضد التزحلق.
  • «تي شيرت» قطنية ذات كمّين طويلين تقيه البرد ليلاً، وإذا كانت المنطقة التي سيخيم فيها باردة جدًا في الليل من الأفضل تزويد الطفل سترة سميكة.
  • أدوية إذا كان الطفل يعاني حساسية أو مرضًا مزمنًا كالربو مثلاً، وكتابة مواعيد تناولها وإعطاء نسخة عنها للمسؤول عن المخيم إذا نسي الطفل تناولها.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة