5 مطارات في ستّة أيام

باريس, برشلونة, ميلانو, سياحة, السفر, مطارات, التسوق, أماكن التسوق, ملابس, فندق / فنادق

14 يوليو 2014

عملي في مجال الموضة حلم أحقق المزيد منه كلّ يوم. وأعشقه أكثر خارج المكتب، خاصّة عند السفر.
برشلونة، ميلانو وباريس، ثلاث مدن زرتها من قبل، ولكن هذه الرحلة كانت مختلفة، ركّزت على التسوّق في هذه المدن الأوروبيّة الغنيّة بمعالمها السياحيّة!
والتسوّق على طريقة الـ VIP، في قرى Chic Outlet Shopping، بحيث اصبحت زيارة القرية جزءاً ممتعاً وضروريّاً من تمضية الإجازة في كل من هذه المدن.


اليوم الأوّل

10:00 am
من مطار بيروت إلى روما لوقفة سريعة مع كابوتشينو في المطار، وفوراً بعدها إلى برشلونة، حيث سيكون فندق Mandarin Oriental «منزلي» ليومين أتمتّع فيه بالمناظر الخلابة داخل الفندق وخارجه.

3:00 pm
جهّزت نفسي للخروج سريعاً، وتناولت وجبة خفيفة في حديقة الفندق الرائعة، ثم ذهبت إلى الشاطئ، حيث كان الأولاد يلعبون بحريّة قرب سلسلة المطاعم الفاخرة! ولأنني طلبت أن أتذوّق الباييلا الإسبانيّة بالطريقة التقليديّة، اخترت ورفاق الرحلة مطعم Pez Vela المطلّ على البحر، وفوجئنا بحجم الأطباق الشهيّة والمقبلات فيه، أطيبها زيتون كاتالونيا، وطبعاً الحلويات، فقد تذوّقنا «الحلوى بالتفاح مع الآيس كريم»...
وقد تعجّبت عندما علمت إنّ برشلونة كانت مدينة صناعيّة، ولم يستمتع شعبها بشواطئها إلا بعد الألعاب الأولمبيّة التي جرت فيها عام 1992.
أمّا الباييلا، فهي أصلاً من منطقة فالنسيا، يمزجون فيها البصل والبندورة ثم يضيفون الأرز مع الخضار وثمار البحر.

4:30 pm
قمنا بجولة في أحياء برشلونة، مع دليلتنا السياحيّة كريستينا، التي عرّفتنا على خبايا برشلونة وتاريخها، فزرنا الشوارع الضيّقة القديمة وSagrada Familia الشهيرة التي لم يكتمل بناؤها بعد، وتعرّفنا على الفنان أنتوني غاودي الذي ترك آثاره الفنيّة في كل مكان في برشلونة، هندسة معماريّة رائعة مميزة بأشكالها وألوانها.
وقد لفتت نظري الزهور في كل مكان، والغرافيتي الملوّن على الجدران، وبقايا المعالم الرومانيّة، والمرفأ، وهو الخامس في العالم.
كما مررنا بالقرب من المدرسة الفنيّة التي درس فيها بابلو بيكاسو عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، بعدما انتقل من ملقة. ويذكر أنّه في الخامسة عشرة من عمره، كانت رسومه تنير سطوح المباني في برشلونة...
وعند زيارة برشلونة، لا بدّ من الصعود إلى تلالها لرؤية المناظر الطبيعية الرائعة.

21:00
هذا المساء، قررنا البقاء في الفندق، لنتذوّق الأطباق التي يحضّرها الطباخ العربي العالمي الشهير علي موسى الذي قدّم لنا الأطباق اللبنانيّة الشهيرة على طريقته الخاصّة، من لبنة وورق عنب وفطائر...


اليوم الثاني

10:30 am
وصلنا إلى قرية التسوّق الإسبانية La Roca Village التابعة لقرى Chic Outlet Shopping التي تبعد40  دقيقة عن برشلونة (من الممكن ركوب الباص الخاصّ Shopping Express من قلب المدينة).
وتعتبر قرية La Roca Village قرية التسوّق الكبرى بعد لندن حيث تمّ افتتاح 40 متجراً إضافياً في بداية حزيران/يونيو الماضي.
وقد تمّ استقبالنا في صالونات القرية الخاصة بكبار الشخصيّات والتي من الممكن حجزها مسبقاً، وهي تركّز على الترحيب بالزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة من البلدان العربيّة، فتوفر لهم متسوقين شخصيين يتحدّثون اللغة العربيّة مهمتهم مساعدتهم وتلبية طلباتهم والاعتناء بهم والتأكد من أن يحصلوا على تجربة ممتعة فيها.
وإن قررتم زيارة القرية مع العائلة، فهناك أماكن لعب مخصّصة للأطفال إضافة إلى أجواء الاسترخاء ومجموعة مختارة بعناية من المطاعم التي تقدّم المأكولات المحليّة والعالميّة.
الخطوة الأولى قبل البدء بالتسوّق، هي تنزيل التطبيق الخاصّ بقرى Chic Outlet Shopping التي تعرض خريطة المتاجر والمطاعم والعروض والحسومات الإضافيّة التي تقدّمها المتاجر في القرية. وطبعاً خدمة الانترنت المجانيّة متوافرة في القرية.
الزيارة الأولى كانت لمتجر Gucci، حيث أعجبتني الأحذية والأوشحة، كما أعجبني كثيراً متجر Pretty Ballerinas، حيث من الممكن اختيار الأحذية المسطّحة بمختلف ألوانها للمرأة والفتيات الصغيرات.
ومن أجمل ما في La Roca Village المتاجر المتخصّصة بالمصمّمين المحليين في إسبانيا، حيث تجدين تصاميم مختلفة، من أحذية وأزياء وأكسسوارات.

14:00
استراحة للغداء في مطعم Pasarela المختصّ بالمأكولات الإسبانيّة، وطبعاً «باييلا» من جديد ومقبلات على انواعها...

17:00
حان الوقت للتوقف عن التبضّع والعودة إلى الفندق. الحصّة الكبرى من الشوبينغ اليوم في La Roca Village في برشلونة كانت من نصيب ابنتي الكبرى التي وجدت لها الكثير من الملابس اليوميّة العصريّة للصيف.

18:00
موعد في الفندق للاسترخاء في المنتجع الخاص في Mandarin Oriental Hotel. وقد اخترت اليوم العناية ببشرتي من تقشير وترطيب وإعادة النضارة إلى الوجه.

21:00
جاهزة للعشاء، والليلة سنزور مطعم La Venta أعلى التلّة، مكان رائع يطلّ على مدينة برشلونة، والأكل فيه طبعاً تجربة استثنائيّة.
هذه الليلة الأخيرة في برشلونة، كم سأشتاق إليها، خاصّة إلى شعبها الصاخب والمضياف والمرح!


اليوم الثالث

10.45 am
كدنا نتأخر على الطائرة، والسبب المزيد من التبضع في مطار برشلونة.

12.20
وصلنا إلى ميلانو، وقبل الخروج إلى المدينة، كابوتشينو سريع في المطار. السائق كان في انتظارنا، أوصلنا إلى فندق Principe Di Savoia في قلب العاصمة.

13.30
لأن للأكل أهميّة كبيرة في هذه الرحلة، لم نغادر الفندق إلا بعد أن تناولنا وجبة الغذاء فيها. اكتفينا «بالبوفيه» من جبنة موزاريلا على أنواعها، وبريزاولا، وسلطات وخضار مشويّة منوّعة... لكن لم أستطع أن أقاوم طبق فاكهة التوت البريّ على أنواعه مع كريمة إيطاليّة خفيفة... الجميع بانتظاري، ولكّني لن أغادر قبل أن أكمل طبقي!

15:00
الوقفة السياحيّة الأولى كانت في ال «Duomo». ورغم أنّني زرت ميلانو عشرات المرات من قبل، فلم يسبق لي أن دخلته.
هذه المرّة الزيارة رسميّة مع دليل سياحي يشرح لنا عن تاريخه والهندسة فيه.  وبعد الدوومو، زرنا معرض «الفنّ في إيطاليا أيّام التقشّف»، حيث عرض أبرز الفنانين في إيطاليا أعمالاً فنيّة استخدموا فيها مخيّلتهم ومواد أوليّة غير ثمينة.. المتحف مثير، ولكني بصراحة أفضّل الفنّ الإيطالي في العهود الثريّة...
وبعد المتاحف جولة على الأقدام في الغاليريا التي لا تخلو من الفنّ الهندسيّ واللوحات الرائعة فيها، كالتي تمثّل القارات... وعند زيارتكم للغاليريا، لا تنسوا أن تدوروا حول اللوحة على الأرض وسط الغاليريا لتحقيق أحلامكم، كما تقول الأسطورة.

20:00
العشاء اليوم في مطعم LARTE الذي يجمع بين أفضل المنتوجات الإيطاليّة، من مأكولات وأجبان وفنّ وديكور.

22:00
الليلة قررنا أن نستفيد من الوقت ونتمشى في شوارع ميلانو، كما سألنا «الكونسييرج» عن مكان راق ومسل، فأرشدنا على الـ Il Gattopardo حيث كانت الموسيقى رائعة.


اليوم الرابع

9.30 am
غادرنا الفندق باكراً وتوجّهنا إلى منطقة Parma الإيطاليّة، والمحطة الأولى كانت في متحف Galleria Nazionale... هذا ما أحبّ أن أراه في إيطاليا. هذا هو الفنّ الإيطالي الذي أعشقه.
ولحسن الحظ، هنا أيضاً رافقتنا دليلة سياحية شرحت لنا الأعمال المعروضة. كما تمتّعنا للغاية بحفلة موسيقيّة داخل المتحف أقيمت للتلاميذ ليشرحوا لهم عن الصلة بين الموسيقى الكلاسيكيّة وفنّ الرسم...

13:30
انتقلنا إلى قرية التسوّق في ميلانو Fidenza Village حيث سنمضي نهارنا بين المتاجر الإيطاليّة والعالميّة الراقية. كالعادة، الإنترنت أوّلا.
لهذه القرية طابعها الخاص، وهي مستوحاة من مقاعد قاعة الأوبرا الأنيقة التي صممها فيردي، وتتميز بأشجارالنخيل والشرفات المغطاة بنباتات الكرمة، وأجوائها المثيرة والحميمة في الوقت نفسه.
فهي تمثّل الخلفية المثالية للبوتيكات المفضلة عندي، مثل  Blumarine وRoberto Cavalli وVersace وArmani وMissoni وMarni وLa Perla وFrette وPatrizia Pepe وPinko وElisabetta Franchi وغيرها.
أما البوتيك المفضّل عندي فكان Simonetta للأطفال، فمن يستطيع أن يقاوم حذاء من Fendi للأطفال بستين يورو فقط، أو الملابس البحرية للأطفال من روبرتو كافالي؟ البضاعة في المحلات من العام الماضي، ولكن أسعارها مخفّضة، تصل أحياناً إلى 70 في المئة.
الشوبينغ في هذه القرية لا يتوقّف على الموضة، وإنّما يشمل المأكولات المحليّة أيضاً، مثل لحوم بارما وجبنة البارميزان والخل البلسمي.

19:00
بعد يوم ممتع، انتقلنا إلى الفندق في Piacenza، وهناك كانت «الصدمة» الكبيرة! الليلة سننام في هذا القصر! مكان رائع بباحته الواسعة والاسطبلات فيه والترحيب بنا كان مؤثّراً.
بصراحة، لا أريد أن أترك هذا المكان... أريد أن أعيش هنا، في غرفتي الجميلة من طابقين! أريد أن أنام في الحديقة، بين الورود... لا أريد أن أغادر هذا المكان بعد اليوم. ولكن يبدو أنّ الخيار لا يعود إليّ... فقد وعدوني هذا المساء بتجربة إيطاليّة رائعة.

20:00
في طريقنا إلى العشاء، مفاجأة بعد مفاجأة... توقّف السائق أمام منزل رائع في شارع صغير، وطلب منّا النزول... هذا بيت الموسيقار الكبير Giuseppe Verdi! حقّاً.... هنا كان يعيش هذا الفنان الأسطوري.
ما أغنى هذا البلد وما اغنى هذه القرى التي تتنفّس الفنّ والتاريخ في كل خطوة.

20.30
وصلنا إلى المكان السريّ... أرى منزلاً كبيراً وحديقة شاسعة وأشجاراً ووروداً، وطاووساً «يتفتّل» و«يتغندر»... لحقت به بين الورود... أعتقد أنني في حلم! حتى رائحة المكان طيبّة، رائحة العشب الأخضر واللافندر الليلكيّ... هذه Antica Corte Pallavicina، مطعم مع فندق  من ست غرف فقط، يكاد يكون من المستحيل التمكّن من الحجز فيه! كل ما يطبخه «الشيف» هنا يأتي من الحديقة! ولكن قبل العشاء، جولة في هذا المكان الرائع حيث يقومون أيضاً بتعتيق جبنة «البارميدجانو» الشهيرة، أحياناً لسنوات، فيختلف مذاقها ويصبح أكبر حدّة مع مرور الوقت.
طلبت من الشيف زيارة المطبخ الذي يعجّ بالحركة! ثم استسلمت إلى الجلوس لمائدة العشاء. الأجبان على أنواعها، والموزاريلا مع الأفوكادو، والريزوتو مع الفطر والحلويات الشهيّة.


اليوم الخامس

7:00 am
الفطور في حديقة القصر، حضّرته لنا كاتيا، التي تعمل في الفندق مع إمراة واحدة فقط. تهتمان بالزائرين وتجعلانهم يشعرون أنّهم في منزلهم.

10:00 am
من ميلانو انتقلنا إلى باريس، وكانت الشمس المشرقة بانتظارنا.

13:00
وصلنا إلى فندق Grand Hotel Palais Royal، وما أن وضعنا حقائبنا في الغرف حتى خرجنا نتنزّه. فالفندق قريب من متحف اللوفر و«البيراميد».

14:30
كان من المفترض أن نزور متحف Musee des Arts Decoratifs، وفيه معرض للمصمّم Dries Van Noten. ولكن بعد التعب وأيام من الحركة من دون توقّف، قرّرنا أن نستريح قليلاً...

19:30
العشاء الليلة في مطعم Costes، وهو المكان الذي زارته كيم كارداشيان مع عائلتها وصديقاتها أسبوع زفافها. راقٍ وأنيق.

22:30
بعد Costes، ذهبنا إلى Pershing Hall حيث التقيت سريعاً بشقيقي وزوجته لأوقات عائليّة خاطفة. ثمّ قررنا أن نتمشى قليلاً على جادة الشانزيليزيه الشهيرة، فالطقس في باريس رائع،  من نوادر باريس.


اليوم السادس

10:00
في الطريق إلى قصر Chateau de Vaux le Vicomte، وهو قصر المستشار (أو الوزير) الماليّ للملك لويس الرابع عشر، وفيه تزوجت النجمة إيفا لونغوريا. أردت أن أمشي حافية القدمين، على العشب والحصى، وفي غرف القصر... تاريخ وفنّ ومسرح، شعرت كم أنا محظوظة أن أزور هذه الأماكن التاريخيّة... ملوك وملكات ناموا هنا، وثورات خططت فيه، وهنا أيضاً قدّم Moliere أعماله المسرحيّة. كما زرنا المطبخ وغرفة الطعام، مع دليل سياحيّ أيضاً... وفيه أيضاً صوّر فيلم  لجيمس بوند  Moonraker، وأيضاً فيلم The Iron Mask.

12:30
اليوم نزور قرية التسوّق الثالثة، وهي La Vallee Village للمزيد من التسوّق! وهي تبعد 35 كلم فقط من وسط باريس.
صالة كبار الشخصيّات فيها أشبه بصالون كوتور لكبار المصمّمين. تناولنا الغذاء سريعاً، ثمّ تنقلنا بين المتاجر، من بينها Céline وJimmy Choo وDiane Von Furstenburg  وValenitno وGivenchy والعديد غيرها.
ولحظنا انطلق اليوم موسم الحسومات التي تصل إلى 50 في المئة! أعجبتني هذه القرية كثيراً، ولفت نظري فيها متجر للأكسسوارات الرائعة والعطور Reminiscence، وهي تناسب صاحبة الشخصيّة البوهيميّة الراقية... فكرت أيضاً بابنتيّ، فهما زارتاها العام الماضي وأخبرتاني عنها... يتسلّى فيها الأولاد كثيراً في هذه القرية لما تقدّمه من أماكن خاصّة للعب وأخرى لتذوّق «الآيس كريم» والشوكولا، كما أنّ Disneyland تقع على بعد 5 دقائق منها.
زرنا المعرض الفنيّ فيها الذي كان مخصّصاً هذا الموسم لمنتوجات من أصل فرنسيّ، مثل الزرافة Sophie La Girafe وغيرها. كان من المفترض أن نغادر القرية في الساعة السادسة، لكن المتاجر فيها جذبتنا وتأخرنا قليلاً...

21:00
قررنا أن نتعشّى في مطعم Monsieur Bleu الأنيق، الذي يطلّ على برج إيفل، وتشبه النادلات هناك عارضات الأزياء! التونا فيه شهيّة وكذلك المقبلات الخفيفة... وبعد العشاء نزهة على الأقدام في قلب باريس وشوارعها القديمة...


هذه الليلة الأخيرة هنا، وغداً أعود إلى منزلي... حاملة معي أجمل الذكريات، والأكياس والهدايا التي اشتريتها من مختلف القرى لي ولعائلتي! لكن ما سيبقى في قلبي صورة التلاميذ الصغار من مدارس مختلفة، يزورون القصور والمتاحف مع معلّماتهم يتعرّفون على تاريخ بلادهم وفنونها الراقية بطريقة حضاريّة ممتعة ومشوّقة، بعضهم متنكرين بأزياء الملوك، وبعضهم بتيجان من الورق على رؤوسهم... والمعلمة التي تنكّرت بدورها بزيّ الأميرة، لتجعل تجربتهم خالدة في أذهانهم.