آمنة الحمادي مديرة التسويق والاتصال المؤسسي في دبي للإعلام

آمنة الحمادي,دبي,مؤسسة دبي للإعلام,رمضان

20 يونيو 2013

يأخذ الحوار مع الإماراتية آمنة الحمادي، مديرة إدارة التسويق والاتصال المؤسّسي في مؤسسة دبي للإعلام، أبعاداً إنسانية ومهنية مختلفة، فإلى جانب تخصّصها الأكاديمي في مجال التسويق في كبرى الجامعات الاسكتلندية والبريطانية، ودراستها الإعلام في كليات التقنية العليا في الإمارات، فقد استطاعت التدرّج في عملها المهني بنجاح متسلّحة بالطموح والرغبة الدائمة في تحقيق الأفضل. في حوارنا معها تتحدّث الحمادي عن أسباب اختيارها لهذا المجال الذي تعتبر نفسها محظوظة بالعمل فيه، وشعورها بالسعادة وهي تستعدّ لإستكمال دراستها الأكاديمية وتقديم أطروحة الدكتوراه في مجال القيادة والاستراتيجية، مقدّمة نموذجاً مشرفاً للفتاة الإماراتية والخليجية القادرة على تقديم الأفضل...


- علوم التسويق والإعلام، لماذا اخترت هذين المجالين؟ 
أنا في الأساس خريجة إعلام من كليات التقنية العليا في الإمارات، وقد أحببت إكمال مسيرتي التعليمية من خلال التخصّص في مجال التسويق الذي أعتبره مجالاً شيّقاً ويشمل جميع التخصصات العملية، لأننا عندما نتحدث عن أي منتج أو خدمة ما، فنحن نحتاج إلى تسليط الضوء عليها وتسويقها بشكل أو بآخر. كما أن علوم التسويق تشمل العديد من المهارات التي لا تقف عند حدود نشر إعلان في جريدة أو مجلة أو من خلال التلفزيون أو الإذاعة، وإنما يشمل مجالات كبيرة كخدمة المجتمع التي تعتبر من أهم الفروع التي تندرج تحت مظلة علوم التسويق الحديث، رغم أننا في عالمنا العربي ما زلنا ننظر إلى خدمة المجتمع على أنها مجرد إعادة تدوير أو خدمة لدار المسنين أو تبرع بالدم وغيرها من الأنشطة البسيطة.
خدمة المجتمع أكبر من ذلك، كأن تقوم بشيء يحدث فرقاً في حياة الفرد، أو أن تؤثّر بشكل أكبر في نطاق أعمال أي شركة حكومية أو خاصة، وتعرف كيف تقدّم خدمة مهمة. لهذا السبب أحسست بأنه من الممكن أن أتخصّص في هذا المجال الواسع وأستطيع إفادة مجتمعي بطريقة أكثر فاعلية، من خلال الدمج بين علوم التسويق والإعلام. فلكي يكون لديك منتج إعلامي ناجح لا بد أن تعرف تسويقه بشكل جيد..

- وما الذي يحتاجه الإعلام في الوقت الحاضر من ناحية التسويق؟
أن يستمع إلى المستهلك أكثر، خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية، وكل الوسائل والأدوات الجديدة التي تسمح للإعلام بالإستماع إلى المستهلك بشكل أكبر. وربما  هذا الأمر بدأنا نلاحظه في الفترة الأخيرة في عالمنا العربي.

- إذا كان الإعلام يسير وفق مقولة «الجمهور عايز كده»، فأين تكون رسالة الإعلام وتوجهيه؟
هنا يكمن الذكاء والنجاح في أن تدمج الرسالة بالمحتوى ويكون لديك أجندة معيّنة تسعى إلى تكريسها عن طريق الإعلام الذي يعتبر من أسهل الطرق التي يمكن من خلالها إيصال الفكرة بطريقة غير مباشرة، خاصة أن الجمهور لا يجب أن يوجّهه أحد،  وهذه أيضاً من أسرار التسويق، أن تغيّر أسلوب تفكير الشخص.

- ما دام الأمر كذلك كيف استطعت التعامل مع اتجاهات السوق وتطبيق ما تعلمته أكاديمياً، خلال السنوات التي أمضيتها في مؤسسة دبي للإعلام؟
من المؤكد أن نظرتي تغيرت كثيراً من ناحية التعامل اليومي مع الإعلاميين والمذيعين، كذلك مع شركات الإنتاج والمعلنين، فضلاً عن التعامل مع أعلى المناصب وكل شرائح المجتمع، وهذا بحد ذاته تجربة إنسانية غنية، إلى جانب اكتساب المزيد من الخبرات والتجارب العملية، فتسويق برنامج غنائي يختلف عن الترويج لبرنامج ديني أو مسلسل تاريخي مثل مسلسل «حريم السلطان» على سبيل المثال، أو سلسلة كوميدية مثل «طماشة» وغيرها من المنتجات المتنوعة في العمل الإعلامي والذي يندرج في إطار الخدمات على المنتجات الأخرى التي يستطيع المرء إدخالها إلى المنزل وتلمس مضمونها بشكل حسي مباشر.

- ولكن هنا تبرز مشكلة التعامل مع أمزجة الجمهور، خاصة أن كل مجتمع له خصوصيته وطريقة التعامل معه؟
بالتأكيد وهنا أيضاً يبرز الذكاء والخبرة التي تم اكتسابها، فالإعلان الترويجي سواء الإذاعي أو التلفزيوني أو المطبوع والذي ينشر في الإمارات، يختلف عنه في السعودية أو مصر وبقية الدول العربية، لأن نوعية الجمهور تختلف ولا بد من مراعاة ميوله ورغباته وأسلوب تفكيره بطريقة أو بأخرى.


تحديّات لا بد منها

- لنتوقف عند التحديّات التي واجهتك في عملك، الداخلية منها والخارجية؟
أعتقد أن تدرجي في العمل بمؤسسة دبي للإعلام قد أفادني كثيراً، فقد التحقت أولاً للعمل في قناة «دبي ون»، حيث يتم التعامل مع الجمهور بإهتماماته الأجنبية نوعاً ما، لأنتقل بعدها إلى قناة «سما دبي»، والتوجه إلى الجمهور الإماراتي والخليجي، وصولاً إلى إدارة التسويق التي تتولى مهمة الترويج والتسويق لمختلف قنوات المؤسسة التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى المؤسسة الأم التي تتمتع بإستراتيجية معنية وتوجه حكومي منفتح على كل الاتجاهات الحديثة في علوم التسويق والترويج.
ولا شك أن هذا التنوّع الكبير قد أكسبني أولاً المهارات الإدارية لقيادة فريق العمل في إدارة التسويق.

- ألا ترين أن من مشاكل التسويق في العالم العربي التركيز على حملات معينة في شهر رمضان مثلاً، وإهمال المواسم الأخرى؟
ربما لأن المشاهد العربي أصبحت لديه هذه الثقافة الخاطئة للأسف، هذا عدا عن الدخل الإعلاني والعائد المجزي الذي تحقّقه القنوات التلفزيونية في هذا الموسم الذي يتنافس فيه الجميع من منتجين وممثلين ومعلنين للفوز بالحصة الكبرى من السوق الإعلاني العربي.
لكن مؤسسة دبي للإعلام استطاعت كسر هذه القاعدة الخاطئة من خلال خططها التي اعتمدت بالدرجة الأولى على توزيع قائمة مواسمها التلفزيونية على مدار العام، فأفسحت للمجال الرياضي جانباً مهماً على مدار العام، كذلك الإطلالات المتجددة  والدورات البرامجية المتجددة لقنواتها التلفزيونية، بالإضافة إلى تسليطها الضوء على العقود الجديدة التي تبرمها مع كبريات الشركات العالمية.

- ما طموحك للمستقبل القريب؟
أشعر بالفخر لأنني أعيش في وطن يحترم طاقات أبنائه وبناته ويساهم في تطويرها والنهوض بها، بل ويساهم قادته في تقديم نموذج حقيقي عن الطموحات التي لا تنتهي... عندما فكّرت في دراسة الإعلام كان هدفي العمل في مجال يتيح لي حيّزاً كبيراً من الخيارات، كذلك الحال عندما اتجهت إلى التسويق الذي فتح لي أبواباً واسعة وأتاح لي التعرف على قطاعات وشرائح واسعة من الجمهور بفئاته المختلفة. ولهذا السبب أنا سعيدة بهذا المجال واخترت اكمال دراستي الأكاديمية في مجال القيادة والاستراتيجية لاقتناعي بأن ذلك يمكنّني من المضي قدماً في تحقيق ما أصبو إليه على الصعيد المهني والأكاديمي.

- رسالة مفتوحة لمن توجهينها؟
لكل من ساعد آمنة كي تصل وترتقي، ولفريق العمل ولجميع من أتعامل معهم سواء الصحافة أو المعلنين وغيرهم من فئات الجمهور. فالكلمة الطيبة والإبتسامة الودودة مفتاح لبداية يوم عنوانه الراحة النفسية والنشاط وتقديم الأفضل...