'برج العرب'... سفينة وسط البحار!

فندق برج العرب, سياحة, فندق / فنادق, مطعم, بحر, فخامة المساحات, فخامة, طيران الإمارات

19 يوليو 2014

كل من ينظر إلى «برج العرب» يراه أقرب إلى السفينة التي تبحر في المحيط، فيما تحيط به البحار من كل الجهات. لكن الشعور الأكثر روعة هو عندما تكون في أعلى «برج العرب» وتشاهد المياه المحيطة بك من واجهاته البانورامية.
أثناء توجهي إلى الفندق فكرت أن ثمة غموضاً يحيط بـ «برج العرب»، خصوصاً أنه يصعب على من لم يزر المكان أن يتصور ما قد ينتظره فيه. لكن مجرد رؤية سيارة الرولز رويس الفخمة الخاصة بالفندق لنقل نزلائه من المطار وإليه، بدا كبطاقة تعريف تحضّرك لما قد ينتظرك فيه، خصوصاً أنه يكثر الحديث عن هذا المكان وعن ما يمكن مشاهدته فيه من بذخ وفخامة وكل ما ينتظر الزائر من ترف لا مثيل له، إلى جانب حسن الضيافة العربية الذي يعتبر ميزة أساسية من ميزات الفندق الكثيرة.


أكدت لي زيارة «برج العرب» بعد كل هذه السنوات التي استطاع فيها أن يحقق شهرة وأهمية على المستوى العالمي، رغم ظهور المئات من الفنادق الفخمة التي لم تتمكن من منافسته، أن كل ما قيل عنه ليس بقليل وأن الإعلامية البريطانية التي عرفت عنه بالقول إنه فندق بسبع نجوم وأنه لا يشبه شيئاً مما سبق أن رأت، لم تبالغ في قولها. ولزيارة البرج التابع لمجموعة جميرة والذي تطلب إنجازه سنوات ليحتل المرتبة الرابعة من حيث ارتفاعه من بين كل فنادق العالم ، لا يمكن أن تكون الرحلة كاملة إلا مع طيران الإمارات التي تقدم للمستخدم كل وسائل الراحة والرفاهية في درجة رجال الأعمال. هي رحلة تحمل فعلاً، بكل ما فيها، كل معالم الرفاهية والترف لتترك ذكريات لا تنسى.

بعد المرور عبر الإجراءات الأمنية التي يعتمدها الفندق مع زائريه (والتي لا تنطبق على النزلاء فيه)، استمتعت بمشاهدة البرج الشهير الذي يصل ارتفاعه إلى 321 متراً (نسبة 39 في المئة منها غير قابلة للاستخدام بسبب شكل الفندق الذي يشبه عمداً شراع السفينة).
والوصول بسيارة الرولز رويس الفخمة، ليست الوسيلة الوحيدة لبلوغه، حيث يمكن للزائر أن يصل بأسلوب مميز إلى الفندق بطائرة الهليكوبتير التي أُعد لها مدرج خاص على سطح البرج، وهذا لا يشكل إلا نقطة من بحر الرفاهية التي يستمتع بها النزلاء في داخل الفندق.
ولا يقل داخل البرج روعةً عن الخارج المتصل بشواطئ جميرة. لا يمكن إلا أن يلفتك حوض الأسماك الضخم الذي أقيم على جانبي المدخل الاساسي للفندق على علو 180 متراً فيما تتوسط السلالم المائية المدخل لتعطيك انطباعاً بالراحة والاسترخاء في هذه «الأجواء المائية»، خصوصاً أن الألوان المعتمدة في ديكور الفندق لافتة ومفعمة بالحيوية لتكمل الهندسة الداخلية المعتمدة على عنصر البحار كأساس فيها.
وضعت كل العناصر اللازمة في ديكور مدخل الفندق ليشعر الزائر بالراحة والاندفاع لرؤية المزيد ومتابعة استكشاف الفندق الذي يشكل عالماً بذاته بكل ما فيه من مكونات خاصة.
وتأتي ميزة حسن الضيافة لتكون عاملاً إضافياً مشجعاً، فقد لفتني حسن استقبال الموظفين والابتسامات التي لا تفارق ثغورهم على الرغم من وصولي في ساعة متأخرة جداً ليلاً.

بعد إجرائي معاملات الدخول، تعرّفت إلى «الخادم الخاص» للجناح الخاص بي. علماً أنه لكل جناح من أجنحة الفندق الDuplex التي يصل عددها إلى 202، خادماً خاصاً يتولى تلبية كل حاجات الزبون من أكبرها إلى أصغرها 24 /24.
فخلال فترة إقامتي في الفندق اكتشفت المستوى العالي في الخدمة والسرعة في تلبية كل الطلبات أياً كانت أهميتها، ولم يخب ظني لأي لحظة في هذا الشأن انطلاقاً من لحظة الوصول إلى الفندق ثم في المتطلبات اليومية في الغرفة وصولاً إلى الحجز المسبق Check –in لرحلة العودة.
أضف إلى ذلك، أنه لكل طابق من طوابق الفندق مكتب استقبال خاص لتقديم المزيد من التسهيلات في خدمة الزبائن ولتأمين حاجاتهم بسرعة كبرى.


جناح الفخامة العربية

فاق ما كان ينتظرني في الجناح توقعاتي عندما دخلت وشاهدت المساحة الواسعة في جناح (169م2) Duplex اجتمعت في الديكور كل معالم الفخامة العربية والرفاهية في التصميم مع العناصر العصرية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تواكب العصر لتسهل الاحتياجات اليومية للضيف ويتابع أعماله بوجود التجهيزات العصرية التي تسمح بالتحكم في كل شيء في الغرفة إلكترونياً.

وأجمل ما في الجناح الرؤية البانورامية الرائعة على الخليج العربي في كل من طابقي الجناح فتشعر بالاسترخاء أينما جلست أو نظرت في الجناح.
أما الألوان المختارة في ديكور الجناح فكلها ألوان قوية تتماشى مع الديكور العربي وتم اختيارها خصيصاً لتتماشى مع الأسلوب العربي المعتمد في كل زوايا الفندق.
وإلى جانب الجناح سلالم حلزونية الشكل تفصل ما بين الطابق العلوي حيث غرف النوم والحمام وما بين الطابق السفلي الذي يضم صالة الاستقبال والمكتب وغرفة الجلوس. أما الحمام، فاعتمد في الديكور على الموزاييك كما في كل أجنحة الفندق ليكون طابعه عربياً بامتياز.

أما بالنسبة إلى الجناح الرئاسي Presidential suites في الطابق 24 من الفندق فتصل مساحته إلى 667 م2 تمتاز برفاهية لا متناهية وفخامة في الديكور والاثاث وتضم غرفتي نوم مع غرفة طعام وصالة استقبال وغرفة جلوس وصالون ومكتبة.
وفي ما يتعلق بالجناح الملكي في الطابق ال25 فهو ملكي بكل ما للكلمة من معنى بالتجهيزات الفخمة التي فيه ومساحاته الواسعة التي تصل إلى 780 م2 والأثاث الذي يحتوي عليه مع مصعد داخلي خاص وغرفة للاجتماعات والصالونات والديوان العربي الخاص للاستقبال.


مطعم في قلب البحار!

لأن عالم البحار يبدو من العناصر الاساسية التي تم الارتكاز عليها في «برج العرب»، نظراً لموقعه على جزيرة وهو أشبه بسفينة في وسط المحيط، تم التركيز عليه باعتماده في مختلف زوايا الفندق فكان الابرز في مطعم المحارة الذي يتيح للزائر إمكان تناول الطعام وسط عالم البحار والاسماك بكل ما فيه من روعة مع ديكور جذاب مستوحى في أدق تفاصيله من عالم البحار.

فمن مدخل المطعم الذي شيد بشكل غواصة وصولاً إلى الداخل الذي لا يمكن إلا أن تدهش من روعة ما تراه في حوض ضخم يضم أجمل الأسماك النادرة تسبح في 990 ألف ليتر من الماء التي تعقم بشكل متواصل لتأمين المناخ الملائم للأسماك بواسطة مولّدات ضخمة ومضخات، موجودة كلّها في الجهة الخلفية للفندق التي اختار العاملون فيه تسميتها «العالم الآخر» في الفندق لدورها الجوهري.

وهؤلاء العمال أنفسهم متخصصون ويتولون الاهتمام بالأسماك النادرة الموجودة في الحوض المصنوع من زجاج الأكريليك والذي تبلغ سماكته 18 سنتمتراً، وأبرز الأسماك الموجودة فيه «جورج» اللافت بلونه الأزرق وشكله الذي يوحي بوجود اسفنجة على رأسه وكأنه سمكة من الصور المتحركة. ولا ننسى وجود مركز إعادة تأهيل السلاحف المصابة بكسور أو أمراض من البحر لتعالج قبل إعادتها إلى البحر.

ومن المطاعم الفخمة المتاحة في Lobby الفندق أيضاً مطعم «إيوان» الذي يمتاز بأجوائه العربية الراقية ومطبخه العالمي.
وعلى علو 200 متر عن سطح البحر، لم يكن من الممكن مقاومة الرغبة في مشاهدة المناظر الرائعة للخليج العربي ولدبي من مختلف واجهات مطعم «المنتهى» الذي يقدم المطبخ الأوروبي والذي يمكن الوصول إليه بالمصعد البانورامي الذي يتيح الاستمتاع بالمشاهد الرائعة.
وقد اختار الفندق طهاة متخصصين في كل مطبخ يقدمه كل من مطاعمه. ففي مطعم «المنتهى» يبرع رئيس الطهاة الفرنسي في ابتكار الأطباق الأوروبية الشهية وتقديمها بشكل جذاب تصعب مقاومته.
أما الأجواء التي يقدمها المطعم فتوحي بالاسترخاء والهدوء على موسيقى أوروبية يمكن الاستمتاع بها اثناء مشاهدة أجمل المشاهد المحيطة من هذا المطعم «المعلّق في الهواء» لوجوده في القسم الأعلى من البرج الذي شيّد بشكل مائل من الأعلى، مما يبرر اسم المطعم الذي يناسبه تماماً.
ولا تقتصر مطاعم «برج العرب» على هذه، فيمكن أيضاً الاختيار من أخرى عديدة كـ «مجلس البحر»، «باب اليم»، ومطعم «صحن الدار»، ومطعم Junsui المتخصص في المطبخ الياباني.


«سبا» في مواجهة البحر

على علو 150 متراً فوق سطح البحر، عشت متعة فعلية في سبا برج العرب من اعلى الطابق 18 منه، حيث تمكنت من الاستفادة من الخدمات المقدمة فيما استمتع بمشاهدة الخليج العربي من خلال الرؤية البانورامية.
وقد أقيم السبا على طابقين في ديكور رائع. لفتني اعتماد ألوان علم الإمارات في مدخله. في الداخل، أجواء الاسترخاء مؤمنة بمختلف العناصر الموجودة، فيما يقدم متخصصون في المجال الخدمات الكثيرة المتاحة في جو من السكينة والهدوء.

ويضم السبا قسماً خاصاً للنساء وآخر منفصلاً للرجال، ولكل منهما حوض للسباحة وجاكوزي، إضافة إلى كل ما يمكن أن يبحث عنه النزيل من خدمات تقدم كلها بأحدث التقنيات. إلى جانب صالات الرياضة وأحدث الآلات الرياضية.


في عالم طيران الإمارات...

من يقصد «برج العرب» يكتشف أن الرفاهية التي فيه، تتكامل مع تلك التي يجدها من يختار طيران الإمارات في السفر.
وفي زيارتي إلى مبنى طيران الإمارات الحديث في دبي الذي أقيم ليكون عالماً بذاته خاصاً بالشركة وبالعاملين فيها، تعرفت إلى هذا العالم الذي من خلاله يمكن التعرف إلى سر تمايز هذه الشركة ونجاحها.

يضم المبنى الحديث لطيران الإمارات المكون من 9 طوابق ، صالة كبرى للمؤتمرات التي تقام فيها الاحتفالات الكبرى وآخرها استضافت لاعب كرة القدم Pele سفير طيران الإمارات.
ويضم المبنى مطاعم للموظفين تقدم أطباقاً من مختلف المطابخ العالمية لتنوع جنسيات العاملين في الشركة، ومنطقة عامة لتسهيل معاملاتهم ومعاملات عائلاتهم، ومركزاً للتوظيف.
وفي المبنى نفسه الطابق الخاص بالإداريين مع Spa يؤمن مختلف الخدمات للموظفين بأسعار مخفضة، ونادٍ رياضي يمكن للموظف اللجوء إليه في أوقات الفراغ، وحوض سباحة خارجي .

ولأن شركة كطيران الإمارات تبحث باستمرار عن التطور، أطلقت في المجمع التجاري «دبي مول» منشأة «تجربة طائرة الأمارات A380» حيث عشت تجربة رائعة في أول جهاز طيران تشبيهي لطائرة الإيرباص A380، أحدث طائرة ركاب في العالم اليوم، بعد أن أطلقت التجربة نفسها في لندن في العام الماضي، حيث يمكن قيادة الطائرة التي تتيح إمكان الإقلاع والتحليق والهبوط فيها بعد اختيار الوجهة من بين 12 مطاراً عالمياً والوقت (ليلاً أو نهاراً) والظروف الجوية.

 

أروع ما في «برج العرب»!

  • الرؤية الشاملة البانورامية إلى الخليج العربي من مختلف جهات الفندق وأينما جلست سواء في الجناح أو في أي مطعم أو في Spa...
  • يبدو لمن يدخل «برج العرب» أنه أنجز حديثاً بفضل الحفاظ على مكوناته من أثاث وبناء بحيث لا يمكن تصور أنه مر 15 عاماً على إنجازه. ذلك أنه في حال تضرر اي من مقتنياته يتم استبدالها فوراً من الموزعين أنفسهم الذين تم التعامل معهم، مما يسمح بالحفاظ على الطراز نفسه والديكور دون الحاجة إلى التغيير.
  • يمتاز «برج العرب» بخدماته العالية الجودة بما فيه من وسائل راحة وما يؤمنه من تسهيلات في حياة النزلاء. فللعائلات التي تضم أطفالاً في سن صغيرة، تتوافر خدمة الحضانة. إضافةً إلى الحاضنة المتخصصة التي تتولى رعاية الاطفال في الجناح عند خروج الأهل للعشاء أو السهر.
  • قد تبدو الإجراءات الأمنية المعتمدة في «برج العرب» متشددة، إلا أنها دون شك تشعر نزلاء الفندق بالأمان إذ يمنع دخول غير النزلاء، والذين لا يملكون إذناً بالدخول من النزلاء في الفندق.
  • أي إحساس يمكن أن يضاهي ذاك الذي تشعر به أثناء تناول العشاء في مطعم فخم وسط عالم البحار والأسماك النادرة التي تدور من حولك؟