بين جمال عبد الناصر وجمال سليمان 'صديق العمر' 'فاشل' أم يستحق المشاهدة؟

جمال سليمان, مسلسل, درة التونسية, رمضان 2014, باسم سمرة, جمال عبد الناصر, مسلسل صديق العمر

26 يوليو 2014

حالة من الجدل الساخن أثارها مسلسل «صديق العمر» الذي يرصد فترة من حياة عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر والعلاقة بينهما، ووصل الجدل إلى تباين كبير في الآراء، بين من يراه عملاً جريئاً لكشفه المستور في تلك العلاقة، وبين من يراه عملاً ضعيفاً أساء لتاريخ عبد الناصر، وحتى آراء أسرتيْ عبد الناصر وعبد الحكيم جاءت متناقضة. فماذا يقول كل الأطراف؟ وما هو رأي النقاد؟ وبماذا يدافع مخرج المسلسل عن عمله؟


عبد الحكيم جمال عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل، عبر عن استيائه الشديد من المسلسل، وأعلن أن أحداثه ليست لها أي علاقة بالواقع، مؤكداً أن العمل هدفه تشويه صورة والده، الذي مازال يحبه ملايين المصريين حتى الآن. ويقول: «مسلسل فاشل لا ينقل الحقيقة، بل إن الأحداث التي يتناولها ليس لها أي علاقة بالواقع، فهذا العمل لا يخلو من الأخطاء التاريخية، والسيناريو ركيك، وأداء الأبطال ضعيف للغاية، فجمال سليمان لم يتمكن من لمس شخصية جمال عبد الناصر ولم يقنعني أداؤه على الإطلاق، بسبب عدم إتقانه اللهجة المصرية. هناك عدد كبير من الفنانين نجحوا في تقديم شخصية جمال عبد الناصر، وأبرزهم أحمد زكي ومجدي كامل ورياض الخولي».

ويضيف: «رغم محاولات المسلسل تشويه صورة والدي، إلا أنه لن ينجح في تحقيق هذا الهدف، لأن عبد الناصر يعيش في وجدان ملايين المصريين».

عبد الحكيم نفى ما تردّد حول استعداده لرفع دعوى على صناع المسلسل، ويقول: «لا أفكر في اتخاذ هذه الخطوة، لكني أشعر بالدهشة لعدم تفكير الشركة المنتجة أو المخرج في الجلوس معي لعرض السيناريو عليَّ لمعرفة رأيي به، وعلى أي حال تاريخ عبد الناصر، أكبر من أي عمل فني ضعيف».


يستحق المشاهدة

أما عمر عبد الحكيم عامر، نجل المشير، فكان له رأي مختلف تماماً عما صرح به نجل عبد الناصر، حيث كشف عن إعجابه بالمسلسل، ويقول: «أرفض الانتقادات التي وجّهت للمسلسل بعد عرضه، ولا أتفق مع الأشخاص الذين يصفونه بالعمل الدرامي الفاشل، فهو من وجهة نظري مسلسل مختلف وجريء، ويلقي الضوء على العديد من الأحداث السياسية التي لم تتحدث عنها الدراما المصرية من قبل، فالعمل يستحق المشاهدة».


عدم إتقان جمال سليمان اللهجة المصرية

يقول الناقد طارق الشناوي: «صديق العمر لا يحمل رؤية إخراجية، ولا يعتمد على وجهة نظر محددة، فالمسلسل مليء بالتناقضات، والمؤلف اعتمد على الحكايات الشعبية المعروفة عن صداقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وعلى الكتب التاريخية التي تحدثت عنهما، ما جعل المسلسل يظهر بشكل ضعيف للغاية، لكنني أرى أن الكارثة الكبرى التي يحملها المسلسل هي إسناد دور جمال عبد الناصر للفنان جمال سليمان، اعتراضي على اختياره ليس لكونه فناناً سورياً، ولكن لعدم إتقانه اللهجة المصرية التي جعلته يفتقد المصداقية، فإتقان اللهجة المصرية لا يأتي عن طريق التدريب، لكنه موهبة لم يعطها الله لجمال سليمان كما أعطاها لهند صبري وإياد نصار. فعدم إتقان جمال للهجة المصرية وضعه في مأزق كبير، خاصةً أن الشعوب العربية تعرف شخصية جمال عبد الناصر جيداً وتعرف أسلوب تحدثه مع الآخرين. فخطابات هذا الرئيس مازلنا نستمع إليها حتى الآن، وبالتالي ترشيح جمال سليمان لتجسيد دوره كان خطأ كبيراً». ويضيف: «أداء باسم سمرة ضعيف للغاية، وأعتقد أن الأدوار التي قدمها خلال السنوات الماضية كان أداؤه فيها أفضل، لكن دور المشير لم يضف إلى رصيده الفني، أما درة فقد فشلت في تقديم شخصية الفنانة برلنتي عبد الحميد وشعرت بأنني أشاهد درة وليس برلنتي».


أداء ضعيف وانحياز

يقول الناقد نادر عدلي: «صديق العمر» مسلسل ضعيف يفتقد عنصري الجاذبية والصدق الفني، فقد تضمن أحداثاً وتفاصيل كثيرة غير دقيقة، ومن الواضح أن المؤلف اقتبس من كتاب «أنا والمشير»، الذي كتبته برلنتي عبد الحميد، كمرجع رئيسي للسيناريو، وبالتالي ظهر المسلسل بشكل فيه انحياز للمشير عبد الحكيم عامر، وليست الأخطاء التاريخية والتفاصيل غير الدقيقة التي تفتقد عنصر الجاذبية ليست المشكلة الرئيسية التي يعاني منها المسلسل، فالمشكلة الكبرى تتركز في أداء جميع الأبطال الضعيف الذي يفتقد الإبداع، فجمال سليمان وباسم سمرة لم يكن أداؤهما مقنعاً على الإطلاق، الأمر نفسه  ينطبق على درّة، فأداؤها كان ضعيفاً، ولذلك يمكن القول إن «صديق العمر» مسلسل فاشل».


ملامح الرئيس وشخصية برلنتي

تختلف الناقدة ماجدة موريس مع الآراء السابقة، وتقول: «المسلسل يطرح وجهة نظر مختلفة عما طرحته الأعمال الفنية السابقة التي تحدثت عن جمال عبد الناصر، فالعمل يحاول تغيير الصورة الذهنية المأخوذة عن المشير عبد الحكيم عامر، كما أنه يركز على تفاصيل وأحداث لم تتناولها الدراما المصرية من قبل، مثل انفصال مصر وسوريا، المسلسل يعد تجربة مختلفة، لكني لا أنكر أنه لم يخل من السلبيات، وأبرزها أداء الأبطال الضعيف، فرغم تاريخ جمال سليمان الضخم إلا أنه ارتكب خطأ كبيراً بموافقته على تجسيد شخصية جمال عبد الناصر، فهو لديه مشكلة في إتقان اللهجة المصرية، كما أنه لا يشبه الرئيس الراحل في الملامح، ولذلك كل شخص شاهد المسلسل لم يقتنع بأداء جمال سليمان. كما أن أداء باسم سمرة لم يكن متميزاً، لكنه أفضل مما قدّمه جمال سليمان، أما ما قدّمته درّة فليس له أي علاقة بالفنانة برلنتي عبد الحميد، التي يعرف عنها الكثير أنها كانت فتاة شعبية جميلة وجذابة، فالسيناريو لم يهتم بتفاصيل شخصية برلنتي التي يرغب الجمهور في معرفة الكثير عنها وعن حياتها الخاصة».


حق الرد

عثمان أبو لبن، مخرج المسلسل، ردّ على الانتقادات التي وجهت إليه، وتحدث عن ردود الفعل التي وصلته بعد عرض الحلقات الأولى قائلةً: «توقعت التعرض لهجوم وانتقادات قبل عرض المسلسل، لأنه يتحدث عن أحداث سياسية كثيرة، والجمهور يريد مشاهدة هذه الأحداث بوجهة نظره فقط، لذلك عندما علمت بهذه الانتقادات لم أنزعج، لكني أريد أن أؤكد أننا لم نشوّه صورة أحد وننقل الحقيقة والتاريخ بدون أي تحريف، فنحن اعتمدنا على العديد من المراجع والكتب التاريخية، وليس فقط على كتاب «أنا والمشير»، الذي كتبته برلنتي عبد الحميد، وكنت أريد الجلوس مع عبد الحكيم جمال عبد الناصر، لكنه اعتذر لانشغاله. على أي حال، أشعر بالرضا الكامل تجاه هذا العمل، لأنني نجحت من خلاله في إلقاء الضوء على العديد من الأحداث السياسية، التي لم تتحدث عنها الدراما المصرية من قبل، وأهمها انفصال مصر وسوريا وحرب اليمن».

ويضيف: «أرفض الانتقادات التي وجهت إلى جمال سليمان، فقد بذل جهداً كبيراً، وأرى أنه فنان شجاع لأنه وافق على تقديم دور رفضه الكثير من الفنانين المصريين».