سامح خضر: متحف محمود درويش إحدى بوابات فلسطين الثقافية إلى العالم

سامح خضر, متحف محمود درويش, فلسطين, محمود درويش

09 أغسطس 2014

يعتبر متحف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في رام الله من اهم المعالم الثقافية البارزة التي يزورها المهتمون بالأدب والفنون من داخل فلسطين وخارجها.
وقد سعى القائمون على تأسيس المتحف الى تخليد ذكرى الراحل وإيجاد معلم ثقافي يربط فلسطين بالعالم الخارجي، ويستضيف القامات الفكرية والأدبية.
وتم افتتاح المتحف في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية الذي يصادف يوم ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش 13-3-2012 ولكن الافتتاح الرسمي للجمهور كان بتاريخ 9-8-2012 الذي كان يصادف ذكرى وفاة محمود درويش (توفي الشاعر في 9-8-2008).
ستة أعوام مرّت على رحيل درويش، ومع اقتراب ذكرى رحيله اجرت «لها» حواراً مع المدير العام لمتحف محمود درويش في رام الله سامح خضر.


عن فكرة إنشاء متحف خاص بمحمود درويش قال خضر: «محمود درويش قامة وطنية وثقافية فلسطينية وعربية وعالمية. ساهم في المشهد الثقافي الفلسطيني وشارك في بناء الهوية الثقافية.
وفي الوقت الذي كنا نسعى فيه الى الاعتراف بنا كشعب وكقضية، كان محمود درويش يمثل فلسطين في محافل أدبية وثقافية وعالميا، وحصل على جوائز كثيرة وتُرجمت أعماله الى 22 لغة. وكان هذا بمثابة اعتراف بقيمة محمود درويش واعتراف غير مباشر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني».

أضاف: «أنشئ المتحف تكريما لهذا الجهد، ومن المؤسف أن الكثير من الأدباء والمثقفين والمبدعين الفلسطينيين أثروا الحياة الثقافية والوطنية الفلسطينية ولكن لم يلتفت إليهم أحد، مثل غسان كنفاني وتوفيق زياد وفدوى وإبراهيم طوقان».
وتابع: «تهدف فكرة إنشاء متحف نوعي مكرّس لمحمود درويش في رام الله إلى الحفاظ على إرثه والترويج للقيم التي كان يدعو لها في حياته».

وتحدّث عن خضر الجهات التي ساهمت في انشاء المتحف فقال: «الجهة الاولى هي مؤسسة محمود درويش برئاسة ياسر عبد ربه ومجلس الادارة كنوع من تكريس فكر التقدير للأدباء والشعراء الذين يساهمون بشكل او بآخر في الحياة الفلسطينية. وكان هناك تفكير في إنشاء متحف يحمل اسم الشاعر ويسلّط الضوء على محطات أساسية في مسيرته».

حول المشاكل التي واجهها تأسيس المتحف قال: «مشروع إنشاء متحف محمود درويش كان ضخماً جداً من حيث التصميم وآليات البناء. وكان هذا أصعب جزء لأنه يحب أن يحمل رسالة معينة.
وفي نهاية الأمر اختير تصميم المهندس جعفر طوقان وهو ابن الشاعر إبراهيم طوقان، وقد صمم المتحف على شكل كتاب مفتوح وصمم المنبر الحر وزوايا أخرى في المتحف».

وأوضح خضر طبيعة الخدمات التي يقدمها المتحف للجمهور فقال: «الهدفمنبناءالمتحفهوإثراءالمشهدالثقافيالفلسطينيمنخلالتنشيطالزواياالموجودةفيهووضعهافيخدمةالجمهورالفلسطينيمناجلبناءمشهدثقافيمتنوعوالبناءعلىماتركهمحموددرويشمنإرث،وتقديمالزواياالموجودةفيالمتحفللمجتمعالفلسطينيللتعريفعنهويتهالوطنيةوالثقافية».

وأشار الى أركان متحف محمود درويش فقال: «المكان مكون من المسرح المفتوح الذي يتسع لـ 500 متفرج ويستخدم في فصل الصيف.
وهناك مساحة للتبادل الثقافي وتعلّم الثقافات الاخرى من خلال استضافة كتّاب وتنظيم عروض موسيقية وفنية لعدد من الفرق المحلية والعربية والأجنبية، بالإضافة الى المنبر الحر وهي مساحة خصصناها لأي شخص يريد أن يطرح أي موضوع ويعبّر عن رأيه فيه. كما توجد في المتحف قاعة الجليل التي ننظم فيها الامسيات والنشاطات في فصل الشتاء وتتسع لـ 200 شخص. بالاضافة الى قاعة المتحف».

واضاف: «هناك زوايا في المتحف نثري من خلالها العمل الثقافي الفلسطيني ونعطي مساحة لكل من لا صوت له لتقديم إبداعه دون الحكم المسبق على الناس».
وعن نشاطات المتحف قال: «افتتحنا مشروع «مبدع في حضرة محمود درويش»، واستضفنا عدداً من الكتاب مثل فيصل حوراني وواسيني الاعرج وإبراهيم نصرالله ومحمود شقير وسلمان الناطور وأحمد دحبور... ويستمر المشروع الذي يستضيف عدنان الصايغ وسعود السنعوسي وليلى العثمان من الكويت وسعدي يوسف من العراق والدكتور يوسف زيدان وفاروق جويدة من مصر وتركي الدخيل».

وأشار الى قطاع غزة وطريقة التعاون مع الادباء هناك فقال: «نتلقى العديد من رسائل الكتاب والمهتمين بالأدب بشكل عام في غزة، وعقدنا اتفاقاً مع تلفزيون فلسطين لبث كل فعاليات متحف محمود درويش على الهواء مباشرة وذلك في محاولة للوصول ليس فقط الى أهلنا في قطاع غزة ولكن الى كل أهلنا في فلسطين والشتات. ونحن نحاول من خلال الموقع الالكتروني أن نصل الى الجاليات الفلسطينية عبر البث المباشر لربط الفلسطينيين أينما وجدوا بالمشهد الثقافي، وهذا جزء من الرسالة والوطنية التي وجد من أجلها المتحف».

وعن المشاريع المستقبلية قال خضر: «المشروع الذي أحلم به هو إنشاء مكتبة لمتحف محمود درويش والعمل على تشجيع العمل التطوعي في المتحف من خلال استضافة طلاب دراسات عليا مهتمين بالأدب الفلسطيني وأن يكون لهم إقامة هنا ليطلعوا على المشهد الثقافي الفلسطيني».