الفوضى تعمّ غرفة ابني!

الفوضى, غرفة النوم, ترتيب

22 يونيو 2013

«لا أريد أن أرتب غرفتي، أنا حر»، «سوف أوضِّب أغراضي لاحقاً» ... يجد المراهق أعذاراً لتبرير الفوضى التي تعم غرفته، لأنه صارت لديه أمور أخرى تشغل اهتماماته، فهو يفضّل الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، وتمضية ساعات طويلة يتحدث فيها على الهاتف مع رفاقه، وترتيب غرفته هو آخر أمر قد يشغل باله.
وهذه طريقة يريد أن يعلن فيها لأهله بأنه لم يعد طفلاً، بل أصبح راشداً يستطيع تدبر أموره على طريقته. وغالباً ما يقع صدام مع والدته نتيجة هذه الفوضى، فهي في ما مضى كانت المسؤولة عن ترتيب غرفته أما اليوم فصار ترتيبها مسؤوليته وحده.
وتخفي هذه الفوضى التي يعيشها المراهق أسراره الصغيرة التي لا يريد أن يكشفها لأحد. وعندما يبدي الأهل استياءهم من هذه الفوضى يجد المراهق فرصة ليعبر عن ثورته.

لماذا لا يحب الطفل الترتيب؟
جواب: يرى الراشدون أن الترتيب أمر رائع لأنه يسهّل عليهم الكثير من الأمور. هذا من وجهة نظرهم. في حين يرى الطفل أن الترتيب أمر غريب عنه والفوضى أمر شخصي. فالركن الذي يراه الراشد «مكركب»، يراه الطفل الركن المحبّب لديه الذي يضع فيه أشيائه الصغيرة، فهذا الركن «المكركب» هو مملكته.

هل هذا يعني أن نترك الطفل على فوضاه ؟
جواب: بالتأكيد لا. فللترتيب حسناته وسرعان ما يفهم الطفل أهميته. فمثلاً حين يعرف أن وضع كتبه على الرف في شكل منظم يحميها من التلف، وأن توضيب ألعابه يجنّبه ضياع القطع الصغيرة سوف يحفّزه على الترتيب.
كما أن اكتسابه هذه العادة سوف يهيئه للمدرسة وما تتطلب منه من واجبات. فالترتيب يعني الملاحظة والتصنيف والتأليف والتمييز بين رغبته والواقع فيصبح أكثر استعداد لمواجهته.
ويدرك أن ليس في إمكانه القيام بما يريد فقط بل بما واجب عليه أيضاً. لذا يؤكد الاختصاصيون أن الترتيب له حسنات في تطور الطفل النفسي والاجتماعي.

هل يمكن جعل المراهق يلاحظ الفوضى التي تعم غرفته؟
جواب: أجل، وإن كانت مكاناً خاص به، لكنها ليست حصناً معزولاً. ومن الطبيعي من وقت إلى آخر توجيه الملاحظات إليه إذا بالغ في فوضاه، والتأكيد له أن هذا الأمر متعلق بمسألة النظافة أولاً وأخيرا.

هل يجب تنظيف الغرفة بدلاً منه؟
جواب: لا. بداية نطلب منه القيام بذلك. فإذا لم يتجاوب بعد محاولات عدة، يجب إنذاره كأن تقول أمه « إذا كانت غرفتك يوم الجمعة لا تزال على حالٍ من الفوضى سوف أقوم بترتيبها، ولكن أتمنى عليك مساعدتي للقيام بذلك»، على أن تختار وقتاً يكون فيه الولد متفرغاً.
فإذا لم يحضر في الموعد المحدد يمكن الأم التغاضي عن الأمر شرط أن لا تقوم بترتيبها قبل أن تنبهه، وألا تحاول التفتيش في أغراضه فهذا الأمر يزعجه كثيراً.

لكن كيف يمكن أن نجعل من المراهق أكثر تنظيماً؟
جواب: بأن نتجنب جعل الأمر موضوع نزاع مستمر معه. والأفضل أن نجعل منه طرفة عوضاً عن اللوم. وكي يعتني بغرفته يجب أن يشعر بأهمية ذلك من دون الضغط عليه. كما أنه لا يجوز الدخول إلى غرفته دون استئذانه.
و من حقه أيضاً تعليق الصور التي يحبها على جدران غرفته، التي لم تعد غرفة طفل، كما يمكن الاقتراح عليه مساعدته في ترتيبها. فإذا تُرك للمراهق حرية اختيار أسلوب حياته، يصير ميالاً أكثر إلى التنظيم.


ثلاث قواعد أساسية للتنظيم

1 القيام بعمل يومي: يسهل على الطفل التعوّد على الترتيب إذا ما اعتاد على روتين يومي أو اسبوعي.

2 تكرار التعليمات: يسهم تكرار التعليمات البسيطة في تعزيز عادة الترتيب. مثلاً يمكن الأم أن تقول لطفلها نرتب لعبة «البازيل» قبل أن نلعب بأخرى، أو نضع الثياب الرثّة في سلّة الغسيل...

3 عدم المبالغة في التوقّعات: على الأهل ألا يتوقّعوا الكثير من طفلهم، بل عليهم أن يأخذوا في الاعتبار سن طفلهم وقدرته على تنفيذ ما يطلبونه منه.
فالطفل يمر بلحظات تشغل باله لعبة ما أو تسيطر عليه فكرة ما. وتشير الفوضى أحياناً إلى أن الطفل يحب الحياة واللعب الذي هو أساسي لنموه النفسي وتطوره الاجتماعي.
وعلى الأهل أن يدركوا أنه من المستحيل أن تكون غرفة طفلهم مرتّبة في شكل دقيق، فإذا لم تكن كذلك، فهذا مؤشر جيد وطبيعي.

ما الذي يمكن للطفل القيام به في عمر الثلاث سنوات?

  • توضيب الأغراض غير القابلة للكسر التي تشتريها الأم من السوق. كعلب الحليب أو محارم الورق أو علبة الشامبو.
  • وضع الغسيل في السلّة.
  • وضع وسادته على السرير.
  • ترتيب مائدة الطعام ووضع الأواني غير القابلة للكسر عليها.
  • تنظيف الطاولة باستخدام الاسفنجة.
  • تصنيف الغسيل البيض والغسيل الملوّن.
  • ري النباتات الخضراء الموجود في المنزل.