يحيى الفخراني: التمثيل حرمني من أبنائي وأعوّض الأمر مع أحفادي

يحيى الفخراني, مسلسل, عروض, مسلسلات رمضان, الجمهور, السينما, المسرح, مواقع التواصل الاجتماعي

24 أغسطس 2014

رغم أنه قدّم رواية «الملك لير» على المسرح لمدة عشر سنوات وحقق بها نجاحاً كبيراً، لكنه أعاد تقديم الفكرة نفسها هذا العام من خلال مسلسل «دهشة». النجم الكبير يحيى الفخراني يكشف لنا سر حماسه لتلك الفكرة، والرواية التي خاف من تقديمها بسبب موقف الأزهر، وموقفه من كلام النقاد عن «دهشة»، واشتياقه إلى عمل كوميدي، وعمله مع ابنه المخرج شادي الفخراني، وموقفه من المنافسة، كما يتكلم عن الشخصية التاريخية التي رفض تقديمها في مسلسل، والفيلم الذي يتمنى أن يطيل الله عمره حتى يقدمه، كما يكشف لنا أسراره الشخصية كزوج وأب وجد أيضاً.


- رغم أنك قدمت «الملك لير» على المسرح، أعدت تقديم الفكرة نفسها هذا العام من خلال مسلسل «دهشة»، فما سبب حماستك لها؟
عندما كنت أقدم مسرحية «الملك لير» على المسرح كان العمل بذهني، على الرغم من عرضها لمدة عشر سنوات، كنت دائماً أشعر أن هذا العمل يصلح أن يكون عملاً درامياً، لكن متى؟ فهو يحتاج لمجهود، وقلت لماذا لا يكون هذا العام، وعندما عرض عليَّ المؤلف عبد الرحيم كمال عملاً فنياً آخر قلت له ما رأيك في «الملك لير»، فإذا تحمست له سنقوم بتنفيذه هذا العام، فتحمس له وبالفعل تم تنفيذه.

- ولماذا «الملك لير» على وجه التحديد ولم تفكر بأي عمل آخر؟
لأنه عمل مصري خالص، فعندما كنت أريد أن أقدم مسرحية كلاسيكية فكرت في ثلاث روايات، وهي «تاجر البندقية» و«الملك لير» لشكسبير، و«تارتوف» لموليير، وقرأتها بإمعان وتركيز شديد، لكني وجدت أن شخصية شايلوك في «تاجر البندقية» يجب أن تتميز بخفة الدم، ولن يستطيع الجمهور الفصل بين «شايلوك» وشخصيتي على المسرح، وكان الوقت غير مناسب لعرضها، أما «تارتوف» فكان هناك موقف للأزهر قبل ذلك من هذه الرواية، وكنت خائفاً من رفضهم لها، لأنه رجل دين وفاسد وعاشق للنساء، لذلك ذهبت لـ«الملك لير»، وعندما قرأت كل الترجمات الخاصة به وجدت أن كل المكتوب عنه لم ينجح، على الرغم من أنها أقوى الروايات لـ«شكسبير»، وتوجه العديد نحو تغيير النهايات لأكثر من مرة، اعتقاداً أن العيب بالنهاية، فلكل هذه الأسباب توجهت نحو «الملك لير» بصرف النظر عن نجاحه مع الجمهور أم لا.

- في هذا العمل امتدحك الكثير من النقاد وأشادوا بأدائك هل أسعدك هذا؟
أحب أن يقول النقاد كل ما يريدونه، سواء نقداً إيجابياً أو سلبياً، لأنها آراؤهم ووجهات نظرهم التي لا أحب التعليق عليها، ولا أستطيع التحدث عن نفسي، وفي الحقيقة أنا يهمني آراء الجمهور أكثر، ودائماً ما أشعر أن رمضان ليس هو الفيصل، ولا ألتفت لنجاح العمل قدر التفاتي إلى أنه نفذ بشكل جيد، لأنه يجب عدم الالتفات إلى النجاح الوقتي، ومن خلال خبرتي الطويلة؛ لاحظت أن هناك أعمالاً تنجح نجاحاً كبيراً ثم تذهب وتتلاشى من التاريخ، وهناك أعمال تستمر العمر بأكمله.

- معنى هذا أنك تنظر للعروض الأخرى وليس العرض الأول؟
بالتأكيد، ما يهمني هو العرض الثاني والثالث للعمل.

- هل حدث تغيير كبير عن الرواية الأصلية؟
بالطبع حدث تغيير جذري على للشخصيات، وهذا ما يجعلني أشيد بعبد الرحيم كمال وأقول إنه كاتب شاطر، لأنه في الحقيقة وافق على كتابة المعالجة الدرامية، وهذا يمثل نوعاً من التحدي، وعلى الرغم من قيامه بأخذ بعض المواقف من الرواية، لكنه أعاد بناء الموضوع مع شخصيات مصرية صعيدية مئة بالمئة، وهناك أشياء بـ«الملك لير» لم يكن لها مبرر سوى حمق الملك، مثل المشهد الأول في المسرحية وهو مشهد تقسيم المملكة، فكان هناك استحالة أن نبدأ به، فهذا المشهد جاء في المسلسل بالحلقة الرابعة، لأنه كان يجب أن يظهر طبيعة هذه الشخصيات وتصرفاتها، وبناءً عليه جاء مشهد توزيع أملاكه، وأيضاً شخصية «باسل حمد الباشا» الصعيدي، وتصرفاته مختلفة تماماً عن «لير»، وما أقصده أنه كان من الممكن ألا يُنسب العمل إلى «الملك لير» ولا يلاحظ أحد، لكن هذا أفضل، وما قلته لعبد الرحيم كمال أن هذا سيكون أفضل وتحدياً بالنسبة لك، وهو كيفية تحويلك رواية تمت كتابتها عام 1600 لعمل صعيدي في الثلاثينيات.

- هناك حالة من التناقض حدثت للمشاهد بين التعاطف مع «الباسل» والاستغراب من رفضه هجوم أحد على بناته رغم ما فعلنه معه، فما رأيك؟
العمل تمت كتابته بالشكل الصحيح، فإذا كانت شخصيته ضعيفة من البداية كانت هناك استحالة أن تكون هزيمته بهذه الطريقة، وتقسيمه لأملاكه هو الذي أوقعه بهذا الموقف، وأرى أن هذا التناقض هو الذي صنع التراجيديا في العمل.

- لكن رأى البعض أن هناك تناقضاً أن ترفض الهجوم على بناتك رغم ما حدث؟
عند الصعايدة هذا ليس به أي تناقض بل طبيعي عندهم، وطبيعي بالنسبة إلى تركيبة الشخصية، فعلى سبيل المثال نلاحظ أنه دائماً ما كان يستهجن ويتعامل بعنف مع الشخص الوحيد الذي وقف إلى جواره، فبالنسبة إلى شخصية «الباسل» هذا أمر طبيعي.

- الصورة غلبت عليها العتمة فهل هذا كان مقصوداً بسبب عودة الأحداث إلى فترة الثلاثينيات؟
كانت توجد مشاهد ليلية تتطلب إضاءة عادية، لأنهم كانوا يعيشون على ضوء مصابيح الغاز، وتعود الأحداث إلى قرية في الثلاثينيات فيكون هذا منطقياً، وبوجه عام نحن نقوم بالصواب، بصرف النظر عن اختلاف الآراء، لأن العمل سيعيش لسنوات طويلة، فاذا طاوعنا آراء أي شخص سيأتون بعد عام أو عامين وينتقدون الإضاءة، وفي رأيي هناك من اعتاد على الإضاءة بشكل كبير، لكن العمل اعتمد على الإضاءة الخافتة، ورغم ذلك لم نجد وجهاً مظلماً، وأيضاً هناك أشخاص أحبوا هذه الإضاءة، وأعتقد أن مدير التصوير سمير بهزان تفوّق على نفسه وقام بالأصلح للعمل.

- هل «دهشة» عمل يقترب بشكل كبير من الواقع؟
كتب في الحلقة الأولى: «دهشة قرية لا وجود لها في صعيد مصر، ولكن «دهشة» هي «دهشة» العقل من جمر النفوس»، وبالتأكيد الشخصيات يوجد منها في الواقع، وإلا ما كان الجمهور شعر بها.

- مشهد طرد ابنتك حنان مطاوع لك في المسلسل من أكثر المشاهد تأثيراً، كيف تعاملت مع هذا المشهد؟
سألني في البداية مخرج العمل شادي الفخراني عن رأيي في تصوير هذا المشهد من مرة واحدة فوافقت على رأيه، فاستحضر كاميرا أخرى بالإضافة إلى كاميرتين نصور بهما، وقال لي سأصوره بهذه الطريقة، وأعتقد أن هذا العمل به مشاهد بها نقلات مهمة، بمعنى إذا لم ينفذ هذا الجزء بالشكل الصحيح فلن يصدق الجمهور ما سيأتي بعد ذلك، وإذا لم يجد الجمهور بعد الحلقة التاسعة عشرة أن أقل شيء يحدث لشخصية «باسل» هو أن يفقد عقله فلن يصدقوا باقي الأحداث بعد ذلك، وهنا تكمن صعوبة الشخصية، فليس الأمر مجرد تمثيل بأنه شخص مجنون، لكنه شخص بالفعل فقد عقله، خاصةً أن عبد الرحيم كمال كتب الشخصية وهي تأتي وتذهب مثلما كانت عند «شكسبير» في «الملك لير»، فعندما فقد الملك عقله اختفى دور البهلوان الذي كان يلازمه ويحمل الحكمة وانتقلت الحكمة إلى الملك، وهو الأمر نفسه عند «باسل»، فعندما فقد عقله انتقلت له الحكمة وبدأ يقول كلاماً به حكمة لم تكن موجودة عنده، فهو شخص غير حكيم لكن فقدانه لعقله جعل الحكمة تظهر ويقولها.

- ما أصعب مشهد واجهك بالعمل؟
لا يوجد شيء اسمه الأصعب، فالصعب من الممكن ألا يشعر به الجمهور في المشهد، والأصعب للممثل قد يراه الجمهور في مشهد عادي، لكن الأهم بالنسبة لي أن يكون إحساس الممثل في كل مشهد صحيحاً.

- هل بالمسلسل رسالة بعينها كنت تريد توصيلها للجمهور؟
لا يوجد عمل فني ليس فيه رسائل وليس رسالة واحدة، لكن يجب عدم الإفصاح عن هذه الرسائل، فالجمهور يشعر بذلك من متابعته للعمل.

- هل في المسلسل إسقاط سياسي عما يحدث بمصر كما لاحظ البعض؟
بالفعل لاحظ البعض هذا، لذلك دائماً ما أؤكد: «يجب أن نترك ذلك لرأي ومشاهدة ومتابعة كل متفرج، دون فرض وجهات نظر من فريق العمل».

- أثناء التصوير تعرض ديكور المسلسل لحريق هائل فهل أثر هذا على فريق العمل بشكل سلبي؟
وجدنا في يوم أن الديكور الرئيسي وهو منزل «باسل» يتعرض لحريق أتى عليه في أقل من نصف ساعة، وكان في هذا الديكور أكسسوار شبه أثري، ومعدات كهرباء تبلغ قيمتها حوالي ثلاثة ملايين جنيه. والأخطر من كل ذلك أن هناك مشاهد لم تكن صوّرت فيه من الحلقة الأولى إلى الحلقة السابعة.
وهذا الحريق تسبب بإعادة بناء الديكور بأكمله لتصوير الحلقات الأولى، وتم شراء أكسسوارات أخرى، وتعرّض الجميع لإرهاق شديد لكنهم تحملوه حباً في المسلسل، بالإضافة إلى أن المنتج شخص محترم للغاية، فاجتمع بفريق العمل وقال لهم إنه باع المسلسل وتم تسويقه بشكل جيد، فلا يريد من أحد أن يقلق، وكانت حركة ذكية ومحترفة منه ومن كلامه، ووجدت شادي يقول لي إنه سيكمل التصوير فوراً ورفض التوقف.
واعتبرنا أنه قضاء أخف من قضاء، لأن بيت «باسل» بني على مكان عالٍ فحرق بمفرده، فإذا كان مبنياً بالأسفل كان الحريق سيمتد للقرية بأكملها، وإذا حدث ذلك كان سيتغير الأمر ويصبح هناك استحالة في استكمال المسلسل.

- قدمت قبل ذلك مسلسل «شيخ العرب همام» وهذا العام «دهشة» وهما عملان صعيديان فهل تعتبر أن نوعية هذه الأعمال هي تميمة النجاح؟
على الإطلاق، بدليل أنني قدمت العام قبل الماضي مسلسل «الخواجة عبد القادر»، وهو عمل مختلف وحقق أيضاً نجاحاً، فأنا أجري وراء الموضوع، وفي المرة المقبلة من الصعب أن أقوم بأي عمل صعيدي.

- لماذا؟
أريد أن أقدم عملاً أخف من ذلك.

- هل اشتقت إلى نوعية الأعمال الكوميدية مثل «حمادة عزو» و«عباس الأبيض في اليوم الأسود»؟
بالتأكيد، أتشوق لعمل كوميدي جيد.

- هل تفضل الكوميديا أكثر من الأعمال الأخرى؟
نعم أفضل الكوميديا، لكن يجب أن يكون عملاً كوميدياً مكتوباً بشكل جيد، وليس معتمداً على التهريج، بل له قصة، فـ«حمادة عزو» على سبيل المثال كان عملاً له قيمته.

- ما رأيك في أداء عايدة عبد العزيز، ونبيل الحلفاوي العائد بعد فترة غياب؟
سعيد بهما جداً، وهذه اختيارات ابني «شادي»، وكذلك يسرا اللوزي وباقي فريق العمل، كلهم كان أداؤهم رائعاً.

- هل تتدخل في اختيار المشاركين في أعمالك؟
لا أتدخل إطلاقاً في اختيارات المخرج؛ إلا في حالة طلبه لرأيي فأقول له وجهة نظري، وفي النهاية القرار يكون له.

 - المسلسل تم عرضه بشكل حصري فهل هذا أضر بالعمل؟
كنت أتمنى أن يتم عرضه على أكثر من قناة، لكن من الواضح أن العرض الحصري للعمل يكسب المنتج بشكل أكبر. الأهم بالنسبة لي أن يتم مشاهدة العمل بشكل جيد، خاصةً أن منتج العمل صادق الصباح تحدث معي وقال إن قناة «mbc مصر» طلبت عرضه مرة أخرى، فهذا يعني نجاحه، وبالنهاية لديَّ عملي ولا أتدخل في هذه الأشياء إلا إذا كانت ستؤذيني.

- ما الأعمال التي شاهدتها هذا العام وأعجبتك؟
أخذت إجازة في أول وثاني أيام رمضان فقط، ومررت على القنوات بشكل سريع، لكني لم أستطع متابعة أي عمل بسبب انشغالي بعد ذلك طوال شهر رمضان بالتصوير، وانتهيت منه أواخر الشهر، لذلك لم ألحق متابعة الأعمال، لكني أشعر من آراء من حولي وما يقوله البعض أن هناك أعمالاً كثيرة كانت جيدة، سواء من جيل الشباب أو من جيلي وهذا يسعدني للغاية.

- لكن هل تخشى المنافسة؟
المنافسة... الناس هم من يفتعلونها، لكن كل شخص يركز بعمله، وأي فنان يجب أن ينافس نفسه ويعلم جيداً ماذا فعل وماذا سيفعل بعد ذلك في خطواته القادمة، لذلك لا يوجد شيء اسمه منافسة، وكل فنان له جمهوره ، وكل شخص مجتهد يحصد النجاح، والدليل على ذلك نجاح عدد كبير من الأعمال، وإذا نجح شخص واحد أو عمل واحد ستكون مصيبة.

- ما ردود الفعل التي تلقيتها عن العمل؟
الحمد لله، ردود الفعل جيدة وظهرت من أول حلقة.

- كنا نشاهد يحيى الفخراني كل عام لكن اختلف الأمر أخيراً وأصبحنا نراه كل عامين، فلماذا؟
أصبحت آخذ وقتاً في تنفيذ الأعمال، كنت أقدم عملاً كل عام، لكن حالياً كل عامين لأن البحث عن عمل مكتوب بشكل جيد يكون صعباً.

- تغيبت عن السينما منذ فترة طويلة ألا تفكر حالياً في تنفيذ أي عمل سينمائي؟
ما يحركني هو النص، سواء سينما أو تلفزيون أو مسرح.

- ألم تتشوق للعودة إلى خشبة المسرح؟
العمل بالمسرح أصبح صعباً في الوقت الحالي، لأنه يحتاج لمجهود كبير، ففي «الملك لير» تفرغت عامين قبل العرض، ومن الصعب أن أجد موضوعاً وأقدمه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد مسرح في الوقت الحالي، والمسرح القومي أعتقد بأنه سيفتتح بعد شهرين، وسيكون مسرحاً واحداً فقط، وهذا غير كافٍ.

- لديك مشاريع مؤجلة مثل «طلعت حرب» للدراما و«محمد علي» للسينما فلماذا لم يتم تنفيذهما حتى الآن؟
موقفي من مسلسل «طلعت حرب» حسمته منذ فترة طويلة، لأنه ليس فيه دراما لتقدم في مسلسل، فهو شخصية مهمة لكن لا توجد أحداث تصنع مسلسلاً، أما «محمد علي» فمشروع قوي للغاية، وأتمنى أن يعطيني الله العمر لأقدمه في السينما، فهذا عمل ضخم لكنه يجب أن يجد من يتحمس له، فهو مثل المشروع القومي يجب أن يكون هناك منتج يتحمس له ويوفر إنتاجاً ضخماً، وكذلك موزع لأنه سيوزع عالمياً وليس محلياً، فيجب أن يكون هناك موزع لديه قنوات في الخارج ويتم تنفيذه أيضاً على أعلى مستوى.

- لماذا تراجع إنتاج الأعمال التاريخية بشكل كبير؟

الموضوع يرجع إلى العرض والطلب، وأعتقد أن هذا الموضوع يسأل فيه المنتجون أكثر، فستكون الإجابة عندهم بالتأكيد.

- ما رأيك في الدراما التركية التي انتشرت في الوطن العربي الفترة الأخيرة؟
أنا لم أشاهد الدراما التركية ولا أحب هذا النوع، ونحن قدمنا هذه النوعية في فترة وأيضاً أميركا. أعتبرها دراما استهلاكية، وأنا بعيد تماماً عن هذه النوعية.

- هل أنت متفائل بما وصلت مصر له حتى الآن؟
متفائل للغاية، وأتمنى أن تتم المرحلة على خير، لكنها تحتاج إلى مدى طويل، وبعد 30 يونيو/حزيران شعرت أن الشعب المصري ليس سهلاً، فهو شعب واعٍ وقوي والأمل به، وأنا متفائل بعد السواد الذي كنا به، فعلى قدر التشاؤم الذي عشناه على قدر التفاؤل الذي نعيشه، وأعلم جيداً أن ما نتمناه لن يتم في سنوات قليلة.

- من الفنانون الذين تراهم نجوماً في المستقبل؟
بشكل عام أنا معجب بالشباب الموجود في الوقت الحالي، وكلهم أبنائي وأبناء مصر والمستقبل لهم، لكن تحديد الأسماء وظيفة النقاد، فهم من يستطيعون القيام بذلك.

- بعيداً عن الفن كيف تقضي وقتك مع أسرتك؟
أكون معهم طوال فترة عدم التزامي بأي عمل فني، لكني فور استقراري على عمل أمضي معظم الوقت في التصوير.

- كيف تتعامل مع أحفادك؟
هم أحلى ما في حياتي، حفيدي الكبير يحيى، سُمّي على اسمي، وهو ابن شادي وعمره ست سنوات، وسلمى عمرها أشهر، وآدم ولميس من ابني الثاني طارق. وأنا حرمتُ قليلاً من أبنائي بسبب انشغالي الدائم عنهم، وكانت زوجتي الدكتورة لميس جابر أمًّا فاضلة متفرغة لأبنائها، وقيامها بذلك خفّف عني الكثير من الضغوط بسبب انشغالي في التمثيل، أما الآن فلديَّ الفرصة للجلوس مع الأحفاد.

- إذا طلبت منك أن توجه كلمة لزوجتك الدكتورة لميس جابر ماذا ستقول لها؟
ليس بيننا كلام، فما بيننا أقوى من ذلك، فهي عشرة أربعين عاماً. أصبحنا شخصاً واحداً.

- ما علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
ليس لدي علاقة بها على الإطلاق، لكن هناك أشخاص أنشأوا لي صفحة على «فيس بوك» لنشر أعمالي، لكني ليس لي في هذا الموضوع، وأشعر بأنه إذا أرسل لي شخص شيئاً ولم أرد عليه سيغضب، خاصةً أنني لست متفرغاً طوال الوقت، وعندما أنشغل بعمل أركز عليه، لأن التصوير يأخذ وقتاً طويلاً، حوالي خمسة أشهر وقبلها خمسة أشهر للتحضير، فبالتالي الابتعاد عن هذه المواقع أفضل لي حتى لا أضايق أحداً.


ابني شادي...

 - ما التغيير الذي حدث لابنك شادي كمخرج من «الخواجة عبد القادر» لـ«دهشة»؟
أعتقد أنه قام بكل شيء كان يجب أن يقوم به، وما أحبه في شادي أنه لا يتعجل، بل يتمهل في عمله مثلما قال عنه المخرج محمد خان، وأعتقد أنه لا يجب أن أتحدث عنه أكثر من ذلك، لأنه كأني أتحدث عن نفسي، و كوني أعمل معه دليل أنني مقتنع به، لأنني لا أجامل أحداً في عملي حتى لو كان ابني.

- بعد نجاح «دهشة» و«الخواجة عبد القادر» هل يمكن أن تتعاون للمرة الثالثة مع ابنك شادي والمؤلف عبد الرحيم كمال؟
الله أعلم، لكني لا أقرر ما أفعله بعد ذلك إلا بعد الاطمئنان تماماً على نجاح العمل الذي يعرض، ثم بعد ذلك تأتي الخطوات التالية.