صورة المرأة العربية في الدراما المصرية

الدراما المصرية,المغرب,إلهام شاهين,ليلى علوي,نيللي كريم,طارق الشناوي,ماجدة موريس,خيرية البشلاوي,ميرفت التلاوي,المرأة العربية / نساء عربيات,بسيمة الحقاوي

31 أغسطس 2014

قاتلة، منحرفة، راقصة تستغل جمالها لجمع المال. هذه هي الصورة الغالبة التي قدمت بها الدراما المصرية المرأة هذا العام، وهو ما دفع البعض إلى اتهام صناع هذه الأعمال بتشويه صورة المرأة والتركيز على النماذج السلبية وتجاهل أي نموذج إيجابي، لتصبح المرأة في النهاية ضحية لتلك المسلسلات.
وفي المغرب أيضاً ينتقدون الصورة التي تقدمها بعض الأعمال المصرية والخليجية عن المرأة المغربية. فماذا يقول النقاد والنجوم في مصر والمغرب عن التهمة الموجّهة إلى الدراما بالإساءة إلى المرأة هنا وهناك؟


ميرفت التلاوي

في البداية تؤكد السفيرة ميرفت التلاوي، رئيسة المجلس القومي للمرأة والطفل في مصر، أن محتوى الدراما هذا العام خالف كل توقعاتها، وأنها كانت تتمنى مشاهدة مسلسلات تتحدث عن النماذج المُشرفة والإيجابية من نساء مصر، وتقول: «للأسف الدراما هذا العام أساءت للمرأة المصرية وشوّهت صورتها، ولم أجد مسلسلاً واحداً ينصف النساء، بل كل الأعمال الدرامية جعلت المرأة مُجرمة أو قاتلة أو تاجرة مخدرات أو راقصة تستغل جسدها لجمع الأموال».

وتضيف: «هذه الصورة ليست لها أي علاقة بواقعنا، فمصر مليئة بالنماذج المُشرّفة، لكن للأسف المؤلفون لديهم إصرار على تشويه صورتنا أمام العالم من خلال المسلسلات التي احتوت على مشاهد عنف وبلطجة ورقص، ووجدنا الابن الذي يقتل والده والفتاة التي تقتل أشقاءها من أجل المال».


خيرية البشلاوي

«نعم الدراما هذا العام أساءت إلى المرأة المصرية»، بهذه الكلمات بدأت الناقدة خيرية البشلاوي حديثها، معبرةً عن انزعاجها الشديد من تركيز المسلسلات على النماذج السلبية للنساء في مصر، وتقول: «المسلسلات التي شاركت في سباق الدراما الرمضاني هذا العام تجاهلت النماذج الإيجابية للمرأة المصرية، والتي تتواجد بكثرة في مجتمعنا، ونجحت في إثبات نفسها بقوة والوصول إلى مناصب هامة بفضل ذكائها وإخلاصها لوطنها، الدراما هذا العام جعلت المرأة تظهر في أسوأ صورها، وشاهدنا من خلال المسلسلات المرأة القوادة وتاجرة المخدرات، وغيرها من النماذج القبيحة التي تجعل الصورة الذهنية المأخوذة عن المرأة المصرية سيئة للغاية ولا تمت إلى الواقع بصلة، فما شهدته الدراما هذا العام يعد كارثة بكل المقاييس».

وتضيف: «من أبرز المسلسلات التي أساءت للمرأة «السيدة الأولى»، الذي أظهر سيدة مصر الأولى كسيدة مُنحرفة وتستغلّ الظروف المحيطة بها لتحقيق أهدافها، كذلك مسلسلا «السبع وصايا» و«سجن النسا»، فكل منهما سلّط الضوء فقط على النماذج السلبية ولم يُظهر نموذجاً إيجابياً واحداً».


ماجدة موريس
اختلفت الناقدة ماجدة موريس مع خيرية البشلاوي، رافضةً الاتهامات التي وجهت للدراما حول الإساءة إلى المرأة المصرية وتقول: «النماذج السلبية التي ظهرت في معظم المسلسلات كان لها ضرورة درامية، وليس السبب من وجودها الإساءة إلى المرأة كما يعتقد البعض، فالدراما هذا العام نجحت في نقل واقع المجتمع بمميزاته وعيوبه».
وتضيف: «لا يمكننا القول بأن مسلسل «سجن النسا» على سبيل المثال يسيء للمرأة، فالمسلسل يلقي الضوء حول الخارجات على القانون، وبالتالي لا يمكن إظهارهن في صورة بريئة.
على أي حال ما نشهده الآن هو نتيجة طبيعية بعد ارتفاع سقف الحريات، الذي أعطى المبدعين والمؤلفين فرصة لمناقشة قضايا لم تطرحها الدراما المصرية من قبل».

طارق الشناوي
يقول الناقد طارق الشناوي: «كان من الممكن أن أؤكد أن الدراما أساءت للمرأة في حالة واحدة فقط، هي إظهارها النساء في نماذج سلبية والرجال في نماذج إيجابية، لكني لم أجد هذا الأمر، فالمسلسلات جعلت الرجال يظهرون في نماذج سلبية، كتاجر مخدرات وأب أناني وزوج خائن، كما جعلت النساء أيضاً يظهرن في أدوار القاتلة والسارقة والخائنة، الدراما لم تنحز إلى فئة على حساب الأخرى، لكنها ركزت بشكل عام على النماذج السلبية، وهذا الأمر لا يعيبها ما دام ضمن السياق الدرامي للأحداث».

نيللي كريم
مسلسل «سجن النسا» من أبرز الأعمال الدرامية التي طاردتها اتهامات بالإساءة إلى المرأة، وهو الأمر الذي دفع بطلته نيللي كريم إلى الدفاع عن نفسها، وتقول: «المسلسل  تحدث عن شريحة معينة من السيدات ارتكبن جرائم وكان عقابهن السجن، كل ما أريد قوله أن المسلسل يسلّط الضوء على نماذج سلبية كشريحة موجودة بالمجتمع، لكننا حاولنا التحدث أيضاً عن الظروف التي دفعتهن لارتكاب هذه الجرائم، حتى نؤكد أن هذه الفئة ليست سوى نتاج طبيعي عن قسوة المجتمع وظلمه للمرأة ومحاولته سلبها حقوقها».

 ليلى علوي
أما الفنانة ليلى علوي فتقول: «الفن هو مرآة لواقع مجتمعنا وينقل الصورة كاملة بدون تزييف، لكن بشكل موضوعي، وبالتالي لابد أن تظهر الشخصيات من لحم ودم، وكل النماذج التي طرحتها الدراما حقيقية وليست خيالية، فهي موجودة في المجتمع».

إلهام شاهين
ورغم أن الفنانة إلهام شاهين لم تخض سباق الدراما الرمضاني هذا العام، إلا أنها تتحدث عن الاتهامات الموجهة للمسلسلات بالإساءة إلى المرأة قائلة: «لا تطلبوا من المبدعين والفنانين أن يتجاهلوا السلبيات والمشاكل التي يعاني منها المجتمع، وأن يركزوا فقط على الإيجابيات، فالدراما دورها الرئيسي هو نقل الواقع وطرح حلول للمشاكل التي تواجهنا، فنحن نرفض دفن رؤوسنا في الرمال». 
وتضيف: «أعرف جيداً أن ما نقلته الدراما هذا العام وتركيزها على النماذج السلبية للمرأة أزعج البعض، لكن هذا هو الواقع المؤلم الذي يجب أن نعترف به، فالدراما كشفت حقيقة العلاقات الإنسانية، ومثلما قدمت المرأة والخائنة قدمت أيضاً الرجل الإرهابي وتاجر المخدرات، فهي لم تنصف الرجل على حساب المرأة ولكن نقلت الحقيقة».

المغاربة مستاؤون من صورة المرأة المغربية في الدراما
رفض المشاركون في ندوة «صورة المرأة المغربية في الدراما العربية» الصورة النمطية التي قدمتها بعض الأعمال الدرامية العربية من مصرية وخليجية في السنوات الأخيرة عن المرأة المغربية، معتبرين أن هذه النظرة تستند إلى تعميمات جاهزة لا علاقة لها بالواقع المغربي وبالصورة الحقيقة للمرأة المغربية، ومبرزين في الندوة التي نظمتها شبكة النساء الصحافيات في المغرب في الدار البيضاء أن المغرب بلد مستقر يعتقد بالتعدد ويمتلك تنوعاً جغرافياً وإتنياً ولغوياً يعد نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية، وحضوا على تجاوز «الكليشيهات» عن صورة المغرب بشكل عام والمرأة المغربية بشكل خاص، معتبرين أن مسؤولية تسويق صورة المغرب الحقيقي تقع على عاتق الجميع من مثقفين ومبدعين وسياسيين ومسؤولين حكوميين.


الوزيرة بسيمة الحقاوي: تعبئة جماعية لمواجهة الصورة النمطية والسلبية

اعتبر المشاركون في الندوة أن الدراما المغربية التي من يفترض أن تواجه الدراما العربية من خلال تقديم صورة إيجابية عن المرأة المغربية تعاني من ضعف كبير ولا تملك القدرة على المنافسة حتى داخل الوطن.

وقالت رئيسة تحرير مجلة «نساء من المغرب» خديجة سبيل إن اختيار موضوع الندوة جاء تبعاً لما شهده شهر رمضان من إنتاج درامي، داخل المغرب وخارجه، لا يخلو من تمرير صور نمطية مسيئة إلى المرأة.

ودفع هذا الوضع شبكة الصحافيات في المغرب إلى فتح باب النقاش حول الموضوع والإحاطة بالعديد من جوانبه، بغية وضع تصوّر مشترك للخروج بحلول لمحاربة تنميط صورة المرأة والإساءة إليها، ودعوة الإعلام والإنتاج الدرامي إلى تحسين صورة المرأة وضمان المكتسبات التي حققتها.

وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة بسيمة الحقاوي إن هناك اليوم انتفاضة حقيقية للنساء والرجال الذين يثقون بقدرات المرأة التي نجحت في إثبات كفاءتها في الميدان، من أجل إقرار حقوق النساء وتحصينها وتقديم نظرة منصفة إليهن.
وشددت على أهمية التعبئة الجماعية لمواجهة ما تبثه بعض الإعلانات التي تقدم صورة نمطية وسلبية للنساء في القنوات التلفزيونية، مشيدة ببعض الأعمال الفنية المغربية التي قدمت صورة إيجابية عن المرأة، ومعلنة التوقيع على إصدار المرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام الذي سيضطلع بإعداد استراتيجية إعلامية للنهوض بصورة المرأة في وسائل الإعلام.

وانتقد المشاركون الدراما المغربية المغرقة في المحلية والتي تعتمد في غالبيتها على الموروث الشعبي ولا تخاطب المشترك، مشيرة إلى أنه بدل انتقاد الطريقة التي تقدم بها بعض الأعمال الدرامية العربية صورة المرأة المغربية، يتعين إعادة النظر في الأعمال التلفزيونية المغربية والمواضيع التي تعالجها.
كما دعوا إلى الترويج للبرامج والأعمال التلفزيونية العربية التي تقدم نماذج متميزة عن المرأة المغربية وصورة إيجابية عن دينامية الإصلاح التي تنهجها المملكة.


المغربيات المهاجرات
قدّمت السيدة مونية مرزاق، في كلمة باسم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، نظرة عن تطور الهجرة النسائية خارج المغرب، موضحة أن هذه الهجرة التي كانت في البداية ظاهرة رجالية بامتياز أصبحت منذ ثمانينات القرن الماضي نسائية أيضاً.
وأبرزت أن الهجرة النسائية المغربية التي كانت تصدر في بداياتها العاملات أصبحت تشمل هجرة الكفاءات النسائية في مختلف المجالات.
ودعت إلى إيجاد قوة ضغط في مواجهة الإعلام الأجنبي وإلى تواصل إيجابي وقوي من خلال تقديم الصورة الحقيقة للنساء المغربيات واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية لنشر هذه الصورة.